قائد من بئر السبع إلى ساحات الثورة: سيرة الشهيد أحمد زكي عبد العال (خالد عطا)
من بئر السبع، حيث الجذور الأولى للأرض والهوية، انطلقت مسيرة القائد الوطني الكبير أحمد زكي عبد العال (خالد عطا)، الذي شكّل نموذجًا فريدًا للمناضل المثقف والقيادي الصلب، جامعًا بين الفكر والمقاومة، والسياسة والميدان.
وُلد الشهيد عام 1943 في بئر السبع لعائلة فلسطينية كادحة، ولجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد النكبة، ليبدأ مبكرًا انخراطه في النضال الوطني. وفي القاهرة، حيث تابع دراسته الجامعية، كان من روّاد تأسيس الخلايا الأولى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قبل أن تفرض عليه ملاحقته السياسية الترحال بين ساحات الشتات.
تنقّل خالد عطا بين ليبيا والجزائر، مسهمًا بدور محوري في بناء فروع الجبهة الديمقراطية بين الجاليات الفلسطينية، وناقلًا التجربة التنظيمية إلى حيثما حلّ. وفي عام 1978، لبّى نداء الواجب الوطني والتحق بالمقر القيادي للجبهة في بيروت، حيث تقلّد مهام قيادية متعددة، واضعًا خبرته كخبير اقتصادي في خدمة المشروع الوطني.
شارك الشهيد في الدفاع عن الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير ومخيمات اللاجئين في لبنان، وكان حاضرًا في التصدي للغزو الإسرائيلي عام 1982، مسجّلًا مواقف شجاعة إلى جانب رفاقه في الثورة والحركة الوطنية اللبنانية.
ومن دمشق، واصل عطاؤه القيادي والفكري، متوليًا مسؤوليات أهلته لعضوية المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إلى جانب عضويته الطويلة في المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطيني. وأسهم بإعداد دراسات مرجعية حول الاقتصاد الفلسطيني في ظل الاحتلال والأوضاع المالية لوكالة الأونروا.
في 19 كانون الأول/ديسمبر 2025، ارتقى القائد أحمد زكي عبد العال شهيدًا بعد معاناة قصيرة مع المرض، تاركًا سيرة نضالية مشرّفة تُجسّد معنى الالتزام الوطني، وتبقى مفخرةً لشعبه وقضيته.
الخلود للشهداء… والمجد لمن حملوا فلسطين فكرًا ومقاومة.
