“للقصة بقية” يكشف بالأدلة سرقة الاحتلال لأعضاء أسرى فلسطينيين بعد استشهادهم
كشف برنامج “للقصة بقية” على قناة الجزيرة، في حلقة استثنائية بعنوان “أسرى غزة.. الموت مرتين”، عن أدلة وصور وشهادات توحي بأن الاحتلال الإسرائيلي متورط في سرقة أعضاء أسرى فلسطينيين بعد استشهادهم داخل المعتقلات.
وأظهر التحقيق صورًا حصرية لجثامين أعيدت من معتقلات الاحتلال وقد خُيطت من العنق حتى البطن بخيوط جراحية دقيقة، في مشهد يؤكد – وفق الأطباء – أن ما جرى يتجاوز التشريح الطبي العادي إلى اقتطاع منظم لأعضاء بشرية قابلة للزرع.
وأكد أطباء فلسطينيون أن بعض الجثامين كانت منزوعة القلب أو الكبد أو القرنية، وأن أخرى أُعيدت بعد أشهر من الاحتجاز وقد بدت عليها آثار تبريد وحفظ اصطناعي، ما يعزز فرضية الاتجار بالأعضاء.
ووثّق التحقيق شهادات لأسرى محررين تحدثوا عن اختفاء مصابين أحياء داخل السجون والمستشفيات الميدانية الإسرائيلية، ليعاد بعضهم لاحقًا جثثًا مشوهة بعد فترات من الغياب الغامض.
وفي مداخلة ضمن الحلقة، قال البروفيسور غسان أبو ستة، رئيس جامعة غلاسكو والطبيب الذي عمل في غزة خلال الحرب، إن الاحتلال “يتعامل مع الجسد الفلسطيني كمسرح للعقوبة”، مؤكدًا أن ما جرى يمثل امتدادًا لاتهامات سابقة لم تخضع لأي تحقيق مستقل.
أما البروفيسور جون كويغلي، أستاذ القانون الدولي في جامعة أوهايو، فرأى أن ما عرضه التحقيق يرقى إلى جرائم حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مشددًا على أن أي تشريح أو اقتطاع دون موافقة ذوي الضحايا يمثل “جريمة مزدوجة تمسّ الكرامة الإنسانية”.
واختُتمت الحلقة بدعوة المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بإشراف طبي وحقوقي دولي، محذرة من أن استمرار الصمت العالمي يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب التي تحتمي بها إسرائيل منذ عقود