108 سنوات على وعد بلفور ولم نتعلم؟؟؟
مع كل مرحلة حساسة من مراحل النضال الوطني التحرري الفلسطيني نقف ونعيد النظر بعين التقيم والمراجعة النقدية للمسيرة من اجل استخلاص العبر والدروس وعدم الوقوع بذات الاخفاق مرتين ولعل الذكر 108 لوعد بلفور الاسود الذي يعد الخطوة الاولي للمشروع الصهيوني في فلسطين والعالم العربي والقاضي بانتزاع الشعب الفلسطيني من ارضة واحلال شعب اخر بدلا منه وطمس هويته لوطنية لصالح قيام كيان مزعوم اسمة دولة اسرائيل والتي باتت اليوم واقعاً، ولم يكن ليكتب لهذا المشروع ان ينجح لولا حالة الانقسام التي كانت تعتري الحركة الوطنية الفلسطينة في حينة وعدم نضوجها بحيث لم تدرك ابعاد هذا الوعد المشؤوم والنوايا الحقيقية للاستعمار البريطاني وفي ذات الوقت حالة ارتهان القيادات الفلسطينية وتصديقها للوعود البريطانية المظللة . كما ان عجز القيادة الفلسطينية عن تنظيم حركة الجماهير الفلسطينية وتأطيرها وتنظيمها لمواجهة المخططات الاستعمارية البريطانية والتي كانت مدركة للخطر الحقيقي لدور بريطانيا منذ انسحابها من الارض الفلسطينة وتسليم مقاليد الحكم للصهاينة وقيام دولة اسرائيل بناء على وعد بلفور.
بعد 108 سنوات من الوعد المشؤوم و المشاريع التصفوية لقضيتنا الوطنية والتي لم يكتب لها النجاح امام صمود شعبنا وتمسكه بحقه وامام صمود حركتنا الوطنية المناضلة التي تصدت لكافة مشاريع التصفية ومحاولات تشريد شعب فلسطين بل ان شعبنا عبر مسيرة نضاله الطويلة استطاع بنضاله التحرري بناء شخصيته الوطنية والحفاظ على كيانه السياسي مطالبا على الدوام بحقوقه الوطنية المشروعه. ولم يكن ليكتب لهذة الانجازات والتصدي للمشاريع التصفوية النجاح لولا وجود وحدة وطنية فلسطينة في مراحل الانجازات الفسطينية على طريق الخلاص من الاحتلال وبناء الدوله وفي مقدمة هذة الانجازات اعلان الاستقلال عام 88 في المجلس الوطني التوحيدي في الجزائر والذي جاء بعد سنوات من الفرقة والانشقاقات ومحاولات خلق البدائل ليتوج ذلك باعتراف دولي واسع باقامة دول فلسطين على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس والتي بموجبها حصلت فلسطين على العضوية المراقبة في الام المتحدة.
ما زالت محاولات شطب القضية الفلسطينية وطمس الهوية الفلسطينة عبر مشاريع متعددة الوجه قائمة تستهدف الكينونة الفلسطينة برمتها من قبل القوى المعادية لشعبنا والتي مرة اخرى تجد من يتعاطى معها تحت مبررات وذرائع اقل ما يقال عنها عجز اصحابها وتخلفهم من ارادة الشعب الفلسطيني وارتهان الصالح العام والوطني
وتسخيرة لمصالحهم الخاصة الفئوية ويعملون بكل قوة من اجل تعطيل انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينة وابقاء الرهان على هذا المحور او ذلك متناسين عوامل القوة الذاتية والمتمثلة بالوحدة الوطنية والتي هي الدرع الحامي والصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات. ان عدم انجاز الوحدة الوطنية في هذا الوقت والذي تتعاظم فيه مكانة القضية الفلسطينة والتاييد الدولي الواسع والتي احدثت انتفاضة شعبية كونية في عواصم العالم والتي بمقتضاها خضعت خكومات العديد من الدول لارادة شعوبها بتاييد الحق الفلسطني والتي بموجبها اصبحت فلسطين رمزا للحرية والكرامة الانسانية والوطنية .
نعيش اليوم اخطر المراحل التي مرت بها قضيتنا الوطنية ونتائجها الخطيرة جداً حيث يتقرر المصير الوطني للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ويعاد رسم المنطقة من جديد .بات لا يمكن التجاهل او التباطؤ في انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية سياسيا ومؤسسياً عبر الاتفاق على برنامج نضالي قائم على احقاق كافة الحقوق الوطنية لشعبنا واختيار اليات تحقيق ذلك والتصدي لكافة المشاريع الرامية الى طمس الهوية الوطنية الفلسطينة والتنكر لحقوق شعبنا الوطنية . فالعالم اليوم يساند الحق الفلسطيني وما علينا الا ان نساند انفسنا بأعلاء المصلحه الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة .