كييف تحت نيران تصعيد روسي غير مسبوق قبيل لقاء ترامب وزيلينسكي

تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم صاروخي روسي السبت، تزامناً مع دوي انفجارات قوية، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين. يأتي ذلك في وقت يجري فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي، الذي دان الهجمات الروسية، لقاءات مع حلفائه الأوربيين، قبل أن يجتمع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً الأحد.

وأعلنت السلطات الأوكرانية حالة تأهب جوي في جميع أنحاء البلاد قرابة الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، حيث كان من المقرر أن يغادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا الأحد.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي برصد تحركات لطائرات مسيّرة وصواريخ فوق مناطق أوكرانية عدة، بما فيها العاصمة. وسُمع دوي انفجارات قوية قرابة الساعة الواحدة والنصف صباحاً (11:30 مساءً ت غ)، ثم مرة أخرى بعد نصف ساعة.

وكتب فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، على تطبيق تليغرام: “دوي انفجارات في العاصمة. قوات الدفاع الجوي تعمل. التزموا الملاجئ”. كذلك دعا تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، على تليغرام أيضاً، سكان العاصمة إلى عدم الخروج، محذراً من أن “العدو يهاجم العاصمة”. وفي وقت لاحق، ذكر كليتشكو أن خمسة أشخاص أصيبوا في كييف وتضررت البنية التحتية المدنية أيضاً بسبب الهجمات خلال الليل. وقالت إدارة كييف إن التدفئة انقطعت عن أكثر من 2600 مبنى سكني و187 حضانة و138 مدرسة في العاصمة الأوكرانية بسبب الهجوم.

وفي أول ردة فعل على الهجمات، قال زيلينسكي إن الهجوم الروسي الأخير على كييف يُظهر أن روسيا “لا تريد إنهاء الحرب”، وذلك قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة. وأضاف زيلينسكي: “لا يريد الروس إنهاء الحرب، ويسعون إلى استغلال كل فرصة للإمعان في معاناة أوكرانيا وزيادة ضغوطهم على الآخرين حول العالم”.

من جانبه، قال الكرملين إن القوات الروسية سيطرت على بلدتي ميرنوهراد في منطقة دونيتسك وهوليايبول في منطقة رابوريجيا في أوكرانيا. وذكر الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين تفقد أحد مراكز قيادة القوات المسلحة الروسية وتلقى تقريراً من رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، وكذلك من قادة مجموعتي “الوسط” و”الشرق” في القوات الروسية.

إلى ذلك، قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، اليوم السبت، إنّ قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت ثماني طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى موسكو. وذكرت الهيئة الروسية للرقابة على الطيران (روسأفياتسيا) أنّ مطاري فنوكوفو وشيريميتيفو في موسكو فرضا قيوداً مؤقتة على المجال الجوي لدواعٍ أمنية.

زيلينسكي سيتحدث مع حلفائه الأوروبيين قبل لقائه ترامب

وأعلن الرئيس الأوكراني أثناء توجهه إلى الولايات المتحدة أنّه سيتحدث عبر الفيديو مع حلفائه الأوروبيين أثناء توقفه في كندا قبل لقائه الرئيس الأميركي، وقال زيلينسكي للصحافيين عبر تطبيق مراسلة: “نحن الآن على متن رحلة جوية إلى فلوريدا في الولايات المتحدة. في طريقنا، سنتوقف في كندا، وسألتقي رئيس الحكومة (مارك) كارني. ونخطط معاً للتحدث عبر الإنترنت مع القادة الأوروبيين”.

ترامب يستقبل زيلينسكي في منتجعه غداً

إلى ذلك، يجتمع الرئيس الأوكراني بنظيره الأميركي دونالد ترامب الأحد في فلوريدا لمناقشة خطة إنهاء الحرب، في إطار مفاوضات لم تُسفر حتى اليوم عن أي نتائج ملموسة. وتسارعت وتيرة المحادثات في الأسابيع الأخيرة بهدف ايجاد حل للنزاع يستند إلى خطّة وضعها ترامب. وبينما اعتبرت كييف والدول الأوروبية في البداية أنّ هذه الوثيقة منحازة جداً لموسكو، كشف زيلينسكي هذا الأسبوع تفاصيل نسخة معدّلة انتقدتها موسكو متهمة أوكرانيا بمحاولة “إفشال” المفاوضات.

وتدعو الخطة الجديدة المعدلة إلى تجميد خط المواجهة الحالي من دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراضٍ تشكل أكثر من 19% من أوكرانيا.

وقال زيلينسكي للصحافيين الجمعة: “لدينا جدول أعمال مزدحم، سيعقد الاجتماع خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعتقد يوم الأحد، في فلوريدا، حيث سنلتقي بالرئيس ترامب”. وأكدت الرئاسة الأوكرانية لاحقاً أن الاجتماع مرتقب الأحد في فلوريدا حيث يمضي ترامب عطلة الأعياد في مقر إقامته في مارالاغو.

وبحسب زيلينسكي، ستركّز المناقشات على “المسائل الحساسة” المتعلقة بمصير دونباس، وهي منطقة صناعية وتعدينية في شرق أوكرانيا تطالب بها موسكو، ومحطة زابوريجيا النووية في الجنوب التي تحتلها القوات الروسية.

وسيتناول الرئيسان أيضاً الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدّمها الدول الغربية لأوكرانيا في إطار اتفاقية سلام محتملة مع روسيا. وقال زيلينكسي: “هناك قضايا معينة لا يمكننا مناقشتها إلا على مستوى القادة”.

وحذّر ترامب زيلينسكي من أن لا شيء مضموناً حتى يعطي هو “موافقته”. وقال لموقع بوليتيكو: “لا يملك الرئيس الأوكراني أي شيء حتى أوافق أنا عليه”، مردفاً: “لذا سنرى ما لديه”. وأضاف “أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه، وستسير على ما يرام مع بوتين”، مشيراً إلى أنه سيتحدث “قريباً” إلى الرئيس الروسي.

وينصّ المقترح الأخير القائم على 20 بنداً على تجميد خطوط القتال من دون الاستجابة للمطلب الروسي بسحب القوات الأوكرانية من نحو 20% من منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها.

وخلافاً للنسخة الأصلية التي صاغها الأميركيون وقُدّمت قبل أكثر من شهر، لا ينص المقترح الجديد على أي التزام قانوني من كييف بالامتناع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما يُعدّ بمثابة استفزاز لموسكو التي قدّمت هذه القضية باعتبارها أحد أسباب الحرب. ولهذه الأسباب، يبدو من غير المرجح أن توافق روسيا على المقترح الجديد.

disqus comments here