هندوراس تُغلِق صناديق الاقتراع وسط تهديدات ترامب واتهامات بالتزوير تزيد مخاوف الفوضى

أغلقت هندوراس، مساء الأحد، صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية شديدة التنافس، طغى عليها تهديد مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن البلاد إذا خسر مرشّحه المفضّل.

وتأتي الانتخابات في لحظة سياسية حساسة قد تجعل هندوراس الدولة اللاتينية التالية التي تميل نحو اليمين، بعد الأرجنتين وبوليفيا، عقب سنوات من الحكم اليساري.

وتُظهر استطلاعات الرأي منافسة محتدمة بين ثلاثة مرشحين يسعون لخلافة الرئيسة اليسارية زيومارا كاسترو. ويتصدرهم مرشّح ترامب، نصري “تيتو” عصفورة (67 عاماً) من الحزب الوطني اليميني، الذي يخوض تجربته الثانية بعد خسارته أمام كاسترو عام 2021.
ويواجهه كل من ريشي مونكادا (60 عاماً) من حزب “ليبري” الحاكم، وسلفادور نصر الله (72 عاماً) الإعلامي المخضرم ومرشح الحزب الليبرالي.

وأعلن حزب “ليبري” أنه لن يعترف بالنتائج الأولية، وأنه سيقبل فقط بالفرز النهائي الذي قد يستغرق أياماً، ما يرفع مستوى التوتر ويُغذّي المخاوف من اضطرابات بعد إعلان النتائج.

وفي خطوة غير مسبوقة، رهن ترامب استمرار الدعم الأميركي لهندوراس بفوز عصفورة، قائلاً عبر منصة “تروث سوشال”:
“إذا لم يفز عصفورة، فلن تستمر الولايات المتحدة في إنفاق الأموال عبثاً”.
كما هاجم منافسيه، واصفاً مونكادا بـ”الشيوعية” ومؤكداً أنه “لا يثق” بسلفادور نصر الله.

وذهب ترامب أبعد من ذلك بإعلانه أنه سيصدر عفواً عن الرئيس السابق خوان أورلاندو هرنانديز، المحكوم بالسجن 45 عاماً في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالاتجار بالكوكايين، ما أثار جدلاً واسعاً داخل هندوراس.

ويأتي هذا التدخل الأميركي فيما شهدت البلاد ترحيل نحو 30 ألف مهاجر هندوراسي من الولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، في ضربة مؤلمة لاقتصاد يعتمد على تحويلات المغتربين التي تُشكّل 27% من الناتج المحلي.

وتقدم مونكادا الانتخابات على أنها مواجهة بين “أوليغارشية دبّرت انقلاب 2009”، بقيادة اليمين ضد زوجها الرئيس السابق مانويل زيلايا، وبين “الاشتراكية الديموقراطية”. في حين يقدم نصر الله نفسه بديلاً وسطياً بعد انفصاله عن الحزب الحاكم.

ومع تبادل الاتهامات المسبقة بالتزوير بين المعسكرات المتنافسة، تتزايد المخاوف من أن يكون اليوم الانتخابي مجرد بداية لمرحلة اضطرابات جديدة في المشهد السياسي الهش في هندوراس.

disqus comments here