أكثر من ألف موظف في “أمازون” يقرعون جرس الإنذار ويحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعي
رغم الانتقادات، شدد الموظفون على أنهم لا يرفضون الذكاء الاصطناعي من حيث المبدأ، بل يريدون تطويره بطريقة شفافة ومستدامة، مع إشراك العاملين في صناعته في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة به…
وقّع أكثر من ألف موظف في شركة أمازون رسالة مفتوحة عبّروا فيها عن قلقهم العميق من الطريقة التي تنتهجها الشركة في تسريع وتيرة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، محذرين من أن هذا التوجه قد يهدد الديمقراطية والوظائف والاستقرار البيئي.
وجاءت الرسالة، التي نُشرت مؤخرًا، بعد إعلان أمازون عن موجة تسريحات واسعة في إطار خطة لتكثيف الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية.
وقد شارك في التوقيع مهندسون ومديرو منتجات وعمال في المستودعات، إلى جانب دعم من آلاف الموظفين الآخرين من شركات كبرى مثل غوغل وآبل ومايكروسوفت وميتا.
وطالب الموقعون بضرورة أن تلتزم أمازون باستخدام الطاقة النظيفة لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها، وأن تضمن عدم توظيف تقنياتها لأغراض الرقابة أو الترحيل القسري، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من الموظفين غير الإداريين للمشاركة في قرارات استخدام الذكاء الاصطناعي وتأثيره في التوظيف والبيئة.
وكشفت الرسالة عن حالة متزايدة من الضغط داخل الشركة، حيث يشعر العديد من الموظفين أنهم مجبرون على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بهدف زيادة الإنتاجية، تحت تهديد بالتخلف أو فقدان وظائفهم.
كما أشار موظفون إلى أن هذه الأدوات غالبًا ما تكون غير فعالة، ما يؤدي إلى تكرار الأخطاء وزيادة العبء بدلًا من تخفيفه.
من جهة أخرى، أبدى الموظفون تخوفًا من التأثير البيئي لاستثمارات أمازون في مراكز بيانات جديدة تستهلك كميات هائلة من الطاقة، واعتبروا أن الشركة تخلّت عن تعهداتها المناخية من أجل سباق الذكاء الاصطناعي.
ويُتوقع أن تنفق أمازون 150 مليار دولار على مراكز البيانات خلال الأعوام القادمة.
في المقابل، دافع متحدث باسم أمازون عن موقف الشركة، مشيرًا إلى أنها أكبر مشترٍ للطاقة المتجددة على مستوى العالم، وتستثمر في مصادر طاقة بديلة مثل الطاقة النووية، ضمن التزامها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2040.
ورغم الانتقادات، شدد الموظفون على أنهم لا يرفضون الذكاء الاصطناعي من حيث المبدأ، بل يريدون تطويره بطريقة شفافة ومستدامة، مع إشراك العاملين في صناعته في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة به.