في يوم التضامن العالمي: طاولة حوار في البرج الشمالي بدعوة من دائرة وكالة الغوث في الديمقراطية

فتحي كليب: معركة الدفاع عن الأونروا هي معركة الشعب الفلسطيني بأسره
علي هويدي: الدعم السياسي للاونروا يجب ان يترافق مع دعم مالي يوفر لها الحماية
في أجواء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عقدت "دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" طاولة حوار لافتة بعنوان "استهداف وكالة الغوث.. في المقدمات والتداعيات"، جمعت الباحثين المتخصصين في شؤون اللاجئين والأونروا، فتحي كليب وعلي هويدي، وشارك فيها من قادة الفصائل الفلسطينية وممثلي اللجان الشعبية والمؤسسات الاجتماعية وفعاليات عدة، وذلك في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي.
افتتح أبو عماد عيد، عضو قيادة الجبهة في لبنان، الحوار بكلمة ترحيبية أكدت أهمية المناسبة. ثم قدّم الباحث علي هويدي مداخلة تناول فيها الخلفيات التاريخية لتأسيس وكالة الغوث، والأسباب التي جعلت تمويلها السنوي اختياريا، موضحا أن هذا الإطار لم يعد مناسبا في ظل اتساع حاجات اللاجئين.
وأشار هويدي إلى أن بعض الدول المانحة تستخدم التمويل كورقة ابتزاز للضغط على الوكالة وتغيير مسار عملها، محذرا من أن الدعم السياسي الدولي غير كاف طالما لا يرافقه دعم مالي يحصن الأونروا من أزماتها المتكررة. وشدد على ضرورة حماية الوكالة من التجاذبات السياسية، وضمان بيئة مستقرة تمكنها من أداء دورها بفعالية.
أما الباحث فتحي كليب، فسلّط الضوء على التحديات الخطيرة التي تواجه التجمعات الفلسطينية، مؤكدا أن غياب استراتيجية فلسطينية موحّدة للدفاع عن الأونروا يزيد من هشاشة الموقف العام ويفقد التحركات الشعبية تأثيرها. مشيرا إلى أن هذا التشتت سمح بتغول الضغوط الخارجية، بل وأدى في أحيان إلى تهاون أو تكيف غير مبرر للوكالة مع مخططات تهدف إلى تقليص دورها.
وأكد كليب أن الدفاع عن حق العودة والأونروا هو معركة لا بد أن تكون رابحة، ليس فقط لأنها جزء أساسي من الحقوق الفلسطينية، بل لأنها مدعومة دوليا عبر التجديد الأخير لتفويض الوكالة، وعبر قرارات وفتاوى محاكم دولية تعترف بأهمية دورها. مضيفا بأن الإجماع الفلسطيني، سواء داخل فلسطين أو في غزة ومخيمات اللجوء والشتات، يشكل قاعدة صلبة لحماية الوكالة وتحصين دورها المستقبلي.
كما شدد على أن معركة حماية الأونروا هي معركة الشعب الفلسطيني، بكل اتجاهاته وانتماءاته، وتتطلب خطة شاملة تشمل تعزيز التنسيق بين منظمة التحرير والدول العربية، وتوسيع شبكة العلاقات مع الدول المانحة، والانفتاح على مصادر تمويل جديدة، إضافة إلى دعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لعدم الخضوع للإجراءات الإسرائيلية والأميركية التي تستهدف دور الوكالة.
وفي ختام اللقاء، عرض أبو عماد عيد مجموعة من التوصيات التي تضمنت دعوة إلى توحيد التحركات الشعبية دفاعا عن وكالة الغوث، وتعزيز الجهد الفلسطيني والعربي والدولي لمواجهة الحرب الشاملة على الأونروا، باعتبارها إحدى ركائز الدفاع عن حق اللاجئين الفلسطينيين.

disqus comments here