بيلاي: إسرائيل أبادت 4 آلاف جنين في غزة عمداً لمنع الولادات الفلسطينية
كشفت نافي بيلاي، الرئيسة السابقة للجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ الحروب الحديثة عندما قصف مركز الإخصاب الصناعي “البسمة” في مدينة غزة عام 2023، ما أدى إلى إبادة 4 آلاف جنين في لحظة واحدة.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، أوضحت بيلاي أن الضربة كانت مقصودة ومخططاً لها بهدف “منع الولادات بين الفلسطينيين في غزة”، مؤكدة أن المبنى الذي تم استهدافه كان منفصلاً تماماً عن المستشفيات، الأمر الذي ينسف الذرائع الإسرائيلية المتكررة بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدم المستشفيات لأغراض عسكرية.
وأضافت بيلاي أن اللجنة الأممية التي ترأستها وثقت أدلة دامغة على أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، بعد تحليل مئات الوقائع الميدانية، واستهداف البنية الصحية والتعليمية والإنسانية للقطاع على مدار عامين.
وقالت بيلاي: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يلتزم الصمت أمام حملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فالصمت في هذه الحالة تواطؤ”، مشيرة إلى أن القانون الدولي لا يجيز أي مبرر للإبادة الجماعية، سواء بذريعة “الدفاع عن النفس” أو “الضرورة العسكرية”.
وتابعت أن ما يميز هذه الإبادة هو أنها تجري أمام أنظار العالم بأسره وبثٍّ مباشر، مشبّهةً ما يحدث في غزة بما جرى في إبادة التوتسي في رواندا عام 1994، عندما وصفت القيادة السياسية هناك الضحايا بأنهم “حشرات يجب إبادتها”.
كما استشهدت بيلاي بتصريح سابق لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عام 2023، حين قال إن إسرائيل تحارب “حيوانات بشرية”، معتبرةً أن هذا تحريض علني على الإبادة.
وأكدت المسؤولة الأممية أن لجنتها عملت بطريقة شبيهة بالمحاكم في جمع الأدلة، وأن نتائجها تستند إلى تحقيقات دقيقة استمرت أكثر من عامين، بينما تنتظر القضية الآن حكم محكمة العدل الدولية، التي تنظر في ملف الإبادة ضد الفلسطينيين.
وفي ختام حديثها، قالت بيلاي إنها ترحب باتفاق الهدنة الذي تم بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنها شددت على أنه ليس اتفاق سلام حقيقياً، لأنه لم يعالج جوهر الصراع المتمثل في استمرار الاحتلال.
وأضافت: “الفلسطينيون متمسكون بأرضهم وبحقهم في الحياة، وأحلامهم لا تختلف عن أحلامنا… العدالة الحقيقية لن تتحقق إلا بمحاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة”.