انتشال جثامين عشرات الشهداء في غزة وحماس تسلم عدد من الرهائن الإسرائيليين

غزة: يواصل آلاف الأهالي في قطاع غزة، العودة إلى منازلهم ومناطقهم مع دخول اليوم الثالث على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المدمر، حيث شهدت الـ24 ساعة الماضية عودة نحو نصف مليون فلسطيني إلى مدينة غزة.

وفي ثالث أيام الاتفاق، جرت الاستعدادات الميدانية لعملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وبدأت حماس صباح الإثنين، بتسليم 9 رهائن من بينهم 4 مصابين بجراح حرجة.

في الوقت نفسه، تستعد مصر لاستضافة قمة دولية في شرم الشيخ يشارك فيها أكثر من 20 زعيما عالميا، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث إنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأكدت الرئاسة المصرية أن القمة ستعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي، تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام".

كما دخلت مئات شاحنات المساعدات الإنسانية إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة للتفتيش قبل دخولها القطاع، وذلك لأول مرة منذ آذار/ مارس 2025، بينما يواصل آلاف أهالي غزة العودة إلى منازلهم المدمرة بعد سنتين من الحرب والتشريد.

ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تعمل أجهزة الدفاع المدني على استخراج جثث الشهداء من تحت الأنقاض، في حين تحث المستشفيات والمنظمات الدولية على تسريع تقديم المساعدات الصحية لعلاج أعداد هائلة من المرضى والجرحى في مختلف مدن القطاع.

ارتفاع حصيلة الضحايا

أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 67,806 شهداء و170,066 مصابا، منذ الســــابع من تشـــرين الأول/ أكتوبر عام 2023.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن 124 شهيدا (منهم 117 انتشال) و33 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

استشهد مواطن، مساء الأحد، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة معن شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وكانت مصادر طبية قد أفادت، الأحد، بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 67,806 شهداء و170,066 مصابًا.

وأوضحت المصادر أن 124 شهيدًا، بينهم 117 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، و33 مصابًا، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.

ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

وأفاد مجمع ناصر الطبي بوصول شهيد بنيران الاحتلال شمال غرب مدينة رفح حيث تتمركز قوات الجيش الإسرائيليّ.

كما أكدت انتشال جثامين 13 شهيدا من مناطق متفرقة بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة: 350 ألفا من أصحاب الأمراض المزمنة لا يجدون أي علاج

مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة:

* لم يتغير أي شيء في حالة القطاع الصحي واحتياجاته منذ إعلان الاتفاق.

* الحاجة ماسة لبدائل عاجلة للمستشفيات التي دمرها الاحتلال وخرجت عن الخدمة.

* 350 ألفا من أصحاب الأمراض المزمنة لا يجدون أي علاج.

* نقلنا احتياجاتنا العاجلة للمنظمات الدولية لكن الوضع على حاله.

* إعادة ترميم القطاع الصحي ستحتاج سنوات وأموالا ضخمة.

مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثالث لوقف الحرب على قطاع غزة

 يواصل مئات آلاف المواطنين النازحين العودة إلى مدينة غزة ومناطق أخرى، وسط أطنان من الركام والدمار الذي خلّفه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة طيلة عامين.

ويسير النازحون على طول شارعي الرشيد وصلاح الدين على مسافة 7 كيلومترات على الأقل  سيرا على الأقدام، والكثير منهم لا توجد بيوتا يعودون إليها.

ويمتد شارع الرشيد الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث شهد خلال حرب الإبادة، العشرات من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا في طريقهم للنزوح من الشمال إلى الجنوب.

ومنذ السابع من تشرين الأول اكتوبر 2023، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 67 ألف مواطن، وإصابة نحو 170 ألف آخرين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 مواطنا بينهم 154 طفلا.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أن 1.9 مليون شخص نزحوا قسرا في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة"، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من سكان القطاع نزحوا مرة واحدة على الأقل.

وأعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص جراء العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة منذ منتصف آذار/ مارس الماضي.

وفي 11 آب/ أغسطس، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما واسعا على أحياء مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.

وفي 20 تموز/ يوليو الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، إن 88% من مساحة قطاع غزة البالغة حوالي 360 كيلومترا مربعا ويسكنها قرابة 2.3 مليون فلسطيني تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية تنطوي على تهجير قسري للفلسطينيين.

دخول شاحنات غاز ووقود إلى غزة

 بدأ عدد محدود من شاحنات المساعدات المحملة بالغاز والوقود، مساء اليوم الأحد، بالدخول إلى قطاع غزة بعد أن منعت إسرائيل وصولها إلى القطاع على مدار سنتين.

وأفاد شهود عيان، بوصول عدد محدود من الشاحنات المحملة بالغاز والوقود، والقادمة من معبر كرم أبو سالم، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة.

وعلى مدار سنتين من الإبادة، منعت إسرائيل دخول الغاز والوقود إلى القطاع باستثناء كميات محدودة وصلت خلال فترة الهدنة في يناير الماضي، وكميات شحيحة لمؤسسات دولية لتوزيعها على القطاعات الحيوية كالمستشفيات.

ومنذ أكثر من شهرين، سمحت إسرائيل بدخول شاحنات مساعدات بلغ متوسطها اليومي من 60-70 شاحنة فضلا عن عدد محدود من شاحنات البضائع، فيما لم تكن تشمل الوقود أو الغاز.

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الجمعة.

بينهم مصابون بجراح خطيرة.. حماس سلمت رهائن للصليب الأحمر

أكدت مصادر فلسطينية، مساء الأحد، أن حركة حماس سلمت رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر بينهم أربعة رهائن أحياء مصابين بجراح خطيرة.

وقالت المصادر إن الجناح العسكري للحركة استدعى فرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للقاء رهائن إسرائيليين لبدء عملية تسليمهم، وفق صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.

قالت المصادر إنه "تم استدعاء فرق الصليب الأحمر لموقع وسط قطاع غزة، للقاء رهائن إسرائيليين".

ولم تشر المصادر إلى ما إذا كانت فرق الصليب الأحمر ستنقل الجثامين والرهائن إلى 
إسرائيل، أم أنها ستنتظر ترتيبات أخرى لتسليم الرهائن دفعة واحدة.

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "تم إبلاغ عائلات الأسرى أن الدفعة الأولى من الإفراج ستكون صباحًا، من موقعين مختلفين في قطاع غزة، وبعد وقت قصير من ذلك، من المتوقع دفعة أخرى من موقع ثالث".
 

سلطات الاحتلال تمنع سفر أقارب أسرى فلسطينيين يُتوقع إبعادهم الإثنين

منعت إسرائيل سفر عشرات من أقارب أسرى فلسطينيين في سجونها، يُتوقَّع إبعادهم إلى الخارج، الإثنين، وفق صفقة مع حركة حماس.

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، إن عائلات عدد من الأسرى المُقرّر إبعادهم، حاولت السفر، الأحد، عبر جسر الكرامة (أللنبي- وفق التسمية الإسرائيلية) إلى الأردن، ومن ثم إلى الدول التي سيبعد إليها أبناؤها، "لكن قامت سلطات الاحتلال بإعادة العشرات منهم، ومنعتهم من السفر".

وأضاف الزغاري أن "محاولة السفر جاءت بعد أن اتصل عدد من الأسرى بعائلاتهم وأخبروها بقرار الإفراج عنهم الاثنين، وإبعادهم إلى غزة ومصر"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" للأنباء.

وذكر أن الإجراء الإسرائيلي، يندرج "ضمن سياسة الاستهداف المتواصل من قبل منظومة الاحتلال لعائلات الأسرى".

وأضاف الزغاري أن "جزءا كبيرا من عائلات أسرى أفرج عنهم في صفقات سابقة، لم يتمكنوا من المغادرة بسبب منعهم من السفر".

وتابع أن هذه العقوبات "تشكل ضغطا كبيرا على العائلات خاصة وأن بعض المبعدين لم تتمكن عائلاتهم من زيارتهم منذ نحو عامين، وبينهم أسرى ممن أمضوا 25 عاما في الأسر أو من ذوي الأحكام العالية والسجن المؤبد".

ولفت الزغاري إلى أنه واستنادا إلى القائمة التي نشرتها وزارة القضاء الإسرائيلية، فإن 250 أسيرا سيفرج عنهم، الإثنين، بينهم 142 معتقلا سيتم إبعادهم إلى غزة، ومن ثم مصر أو قطر أو تركيا.

والجمعة، نشرت وزارة القضاء الإسرائيلية، أسماء 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، من المتوقع إطلاق سراحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

من جهته، قال "مكتب إعلام الأسرى" التابع لحركة حماس، في بيان، إن "عقبات معقدة لا تزال تحول دون الإعلان الرسمي عن قوائم الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، وتشمل أسرى غزة والنساء والأطفال".

وأكد أن "الجهود تبذل على مدار الساعة لتجاوز هذه العقبات، واستكمال الإجراءات المطلوبة".

وقال المكتب إنه "سيتم الإعلان عن الأسماء وكافة التفاصيل المتعلقة بالصفقة فور انتهاء المباحثات واعتماد القوائم النهائية حتى آخر اسم".

والخميس، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، توصل إسرائيل وحماس، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وذلك بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا، وبإشراف أميركي.

ومن المقرر أن تطلق إسرائيل، وفق الاتفاق، 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى نحو 1700 آخرين اعتقلتهم تل أبيب من قطاع غزة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وفي 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

disqus comments here