اغتيال الصحفي صالح الجعفراوي.. وأمن غزة يعلن السيطرة على ميليشيا مسلّحة

أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن الأجهزة الأمنية في غزة سيطرت بالكامل على ميليشيا مسلّحة متهمة بارتكاب جرائم قتل بحق نازحين فلسطينيين والتعاون مع الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك عقب اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة غزة خلال الساعات الماضية.
وأكدت المصادر أن قوات الأمن نفّذت عملية تمشيط شاملة في المنطقة، تمكّنت خلالها من القضاء على عدد من المسلّحين المتورطين في عمليات إعدام ميداني بحق نازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، واعتقال نحو 60 عنصرًا من الميليشيا، نقلوا إلى مواقع آمنة لاستكمال التحقيق معهم.
وأفاد مصدر قيادي في وزارة الداخلية لقناة "الجزيرة" أن الاشتباكات بدأت مساء الأحد مع "ميليشيا مسلّحة تابعة للاحتلال"، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف المواطنين، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية فرضت طوقًا أمنيًا محكمًا حول المجموعات المسلّحة، وتعاملت معها بحزم لضبط العناصر الخارجة عن القانون وإعادة الاستقرار إلى المدينة.
وفي وقتٍ لاحق، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة عن سلسلة إجراءات لضبط الأمن واستعادة الاستقرار بعد سريان قرار وقف الحرب، مؤكدةً في بيانٍ رسمي أنها فتحت باب التوبة والعفو العام أمام من التحق بالعصابات، ولم يتورط في القتل.
وأوضحت الوزارة أن على الراغبين بتسوية أوضاعهم تسليم أنفسهم خلال أسبوع واحد، ابتداءً من صباح الاثنين 14 تشرين الأول/أكتوبر وحتى الأحد 19 من الشهر ذاته، مشددة على أن الهدف من القرار هو تعزيز وحدة الصف الداخلي وتحقيق العدالة وصون السلم الأهلي، وتحصين المجتمع من محاولات الفوضى التي سادت خلال الحرب.
كما حذّرت الوزارة من أن كل من يرفض تسليم نفسه، أو يصرّ على خرق القانون، ستتخذ بحقه إجراءات صارمة وفق أحكام القانون، ولن يُسمح لأي جهة أو فرد بالمساس بالأمن العام أو بحقوق المواطنين تحت أي ذريعة.
ويأتي هذا البيان، بينما تواصل الأجهزة الأمنية انتشارها في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال، في إطار خطة لإعادة فرض النظام العام وضبط الأوضاع الميدانية.
وفي سياقٍ متصل، استشهد الصحفي صالح الجعفراوي مساء الأحد، برصاص مسلّحين جنوبي مدينة غزة في أثناء تغطيته لآثار الدمار في حي الصبرة.
وأوضحت مصادر محلية، أن الجعفراوي تعرّض للاختطاف والإعدام الميداني على يد مجموعة من عملاء الاحتلال ينتمون إلى إحدى العائلات المتورطة، بعد أن تمّ التعرف عليه خلال عمله الصحفي في منطقة تل الهوا.
وبحسب المصادر، جرى اقتياد الجعفراوي وعدد من الصحفيين والسكان إلى محيط المستشفى الميداني الأردني القريب من المنطقة، حيث تمت تصفية عدد منهم رمياً بالرصاص، في جريمة بشعة لاقت ردود فعل غاضبة في الأوساط الإعلامية والشعبية.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أنها لن تتهاون في ملاحقة الجناة، وستقدّم كل المتورطين في جرائم القتل والتعاون مع الاحتلال إلى العدالة.