الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 23/5/2025 العدد 1315

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 23/5/2025

 

 

لبيد، غانتس وهرتسوغ، بالتحديد غولان تقومون بادانته؟ أين كنتم حتى الآن؟

 

 

بقلم: زهافا غلئون

 

بعد انتهاء العاصفة هناك امر واحد واضح: لو أن يئير غولان دعا الى قتل الأطفال في غزة، لما كان احد في الحكومة حتى تثاءب. انا اعرف ان عضو الكنيست السابق موشيه فايغلين أوضح أيضا في نفس اليوم بان كل طفل في غزة هو عدو، وهذا لم يهمهم. “العدو ليس حماس، وليس أيضا الذراع العسكري لحماس”، وسع لاو – تسي المحلي لدينا نظريته، وشرح بانه من اجل إزالة كل غموض: “كل طفل، كل رضيع”. ان تدعو الى قتل الأطفال الرضع – هذا مسموح. ان تشرح بان هذا ليس امر عقلاني – هذا ممنوع.

هذه هي المعايير التي تدفع بها الحكومة في هذه الاثناء قدما. لا احد هناك كلف نفسه حتى بعناء التظاهر بأن ما قاله فايغلين قد صدمه، ربما لأنه حتى هم يعرفون انهم يتجولون مع كتلة زبدة متعفنة على رؤوسهم. وبدلا من ذلك حصلنا على طقوس الإدانة المتوارعة المعتادة، مع تغيير أساسي واحد: وفقا لصفحة الرسائل الأخيرة فانه لا يجوز السماح لغولان بالترشح للكنيست القادمة.

الوزير عميحاي شيكلي مثلا، كتب ان “دولة سليمة لا تسمح لنماذج مثل يئير غولان، الشريك الطبيعي لبينيت، بأن يكون له موطيء قدم في بيت نوابها”. تالي غوتلب التي شرحت في هذا الأسبوع بان المخطوفين هم مغسولو الادمغة من قبل حماس، قررت ان الامر يتعلق بـ “مساعدة للعدو اثناء الحرب”. في القناة 14 نشروا بسرعة استطلاع فحص هل الجمهور مع منع غولان من الترشح للكنيست. في اليوم التالي اعلنوا في الليكود انهم ينوون الدفع قدما بتغيير في قانون الأساس من اجل منعه من الترشح، وأمس قاموا باتهامه بالمسؤولية عن العملية التي حدثت في الولايات المتحدة. الاصفار الذين بفضلهم تمكنت منظمة إرهابية هامشية من تنظيم مذبحة تاريخية ضد الإسرائيليين، يحاولون الان حرمان الشخص الذي خاطر بحياته من اجل انقاذ الإسرائيليين من هذه المذبحة من الحق في الترشح للانتخابات.

كل ذلك يحدث في مجتمع الذي خلال سنتين تقريبا يتلقى وبصمت مطلق دعوات واضحة للابادة الجماعية. هذه الدعوات هي مخالفة للقانون الاسرائيلي، ولكن في إسرائيل اليوم ليس عليها أي عقوبة. ليس عبثا ان اختار فايغلين القناة 14 من اجل أن يوضح بان كل طفل في غزة هو عدو. القناة هي منصة رئيسية ومتعاطفة مع رسائل كهذه. معهد “الآخر” والكتلة الديمقراطية و”حركة تنظيم عقلاني”، وقعوا على التماس للمحكمة العليا بواسطة المحامي ميخائيل سفارد والمحامية عنات جاير، الذي يطالب بفتح تحقيق جنائي بسبب هذه الدعوات.

هاكم عدد اخر من الأمثلة من القناة 14: “الان يجب ان يكون حقا تدمير شامل. يجب ان لا نخاف من قول كلمات مثل كارثة إنسانية” (ايتمار فلايشمان، 26/11/2023)؛ “يجب القصف بدون تمييز، نحن نقوم بالتمييز وهذا شيء غير جيد… يمكن لسلاح الجو ان يعمل اكثر بقليل وان لا يميز بين المشاركين وغير المشاركين” (يعقوب بردوغو، 2/11/2023)؛ “هناك امر ديني بمحو العماليق… وغزة هي من العماليق، يجب تدمير العماليق” (شمعون ريكلين، 11/2/2024)؛ “كل يوم يصفون مئة مخرب؟… يوجد هناك 2.5 مليون مخرب!” (الياهو يوسيان، 25/2/2024).

هناك المزيد والمزيد من الأمثلة، الى أن تصاب بالغثيان. الجنون الوحيد الأكبر من حقيقة ان مجموعة القذارة القاتلة هذه لا تجلس الآن في السجن، هو سلوك المعارضة، التي تزحف على بطنها من اجل ان تلبي المعايير التي يضعها هؤلاء المرضى النفسيين.

من اجل ماذا سارع يئير لبيد وبني غانتس وحتى السيد رئيس الدولة الى ادانة غولان بالتحديد؟ أين اختفوا عندما قيلت اقوال اكثر هستيرية هنا؟ هل هم مصدومون من ذلك؟ ما الذي سيحدث عندما في الحكومة سيحاولون منع غولان من الترشح للكنيست؟ في افضل الحالات هم سيتمتمون ويشرحون بانه في الحقيقة متطرف وان مكانه في سوريا، ولكن نحن مع ذلك دولة ديمقراطية. في أسوأ الحالات هم سيصوتون مرة أخرى حسب المعايير الأخلاقية التي صاغها لهم بن غفير وسموتريتش ونتنياهو.

لقد حان الوقت كي يستيقظوا في المعارضة وان يتوقفوا عن العمل كخادمين طوعيين لنتنياهو. لقد فعلوا ذلك بما فيه الكفاية من الوقت ونحن لم نعد في الدقيقة التسعين. نحن في الوقت بدل الضائع. اذا لم يحفروا عميقا ويجدوا ضمائرهم فربما لن تكون لهم فرصة أخرى.

 

 

 ‏------------------------------------------

 

 

هآرتس 23/5/2025

 

 

تعيين دافيد زيني استهدف إرضاء القاعدة المسيحانية لرئيس الحكومة

 

 

بقلم: عاموس هرئيلِ

 

 

الحياة كجنون مستمر، البيان المفاجيء لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس حول تعيين الجنرال دافيد زيني في منصب رئيس الشباك، قبل لحظة من انتهاء النشرات الإخبارية في التلفزيون، استهدف خدمة هدفين في نفس الوقت. من جهة، نتنياهو يصعد المعركة امام المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة، بعد لحظة من قول المستشارة القانونية للحكومة في اعقاب قرار المحكمة العليا بأنه محظور عليه الانشغال بتعيين رئيس جديد للجهاز بدلا من رونين بار. من جهة أخرى، اعلن عن تعيين مختلف عليه بطبيعته، إزاء ما هو معروف عن آراء المرشح وعن مستوى مناسبته المقدر لهذا المنصب. بالنسبة لنتنياهو هذا مكسب مزدوج: الأساس هو أن قاعدته السياسية، بالأساس المعسكر الحريدي – المسيحاني سيكون راض. واذا تلقى معارضوه اصبع في عيونهم فان الخير سيكون اثنين.

 

 

من محادثات قصيرة مع عشرة ضباط كبار متقاعدين وعاملين، الذين كانوا قادة له، أو مرؤوسين له أو زملاء لزيني، طرحت امس صورة موحدة جدا. كل من سئل قال انه كان قائد حربي ممتاز على مستوى الميدان، وتمتع بالشجاعة التي تستحق التقدير. وعن أدائه كضابط كبير الآراء كانت إيجابية اقل. بالأساس تم طرح علامات استفهام كبيرة حول مستوى تجربته المطلوبة للمنصب الجديد، وحول الآراء التي طرحها في منتديات مختلفة. المفاجأة من التعيين كانت مطلقة. وفي معظم الحالات رافقها انتقاد شديد.

 

 

في مقابلة مع افيحاي بكار في “هآرتس”، عندما كان قائد لواء غولاني في 1999، اقترح غادي ايزنكوت على القراء تذكر الأسماء التالية من مرؤوسيه، قادة السرايا في اللواء: دافيد زيني، عميت فيشر وغاي هليفي. بعد اكثر من عشر سنوات تاثر اهود باراك الذي كان في حينه وزير الدفاع، من تميز قائدي الكتيبة في غولاني على حدود القطاع، زيني وفيشر. مرت خمس سنوات وزيني تم تعيينه لتاسيس لواء الكوماندو في الجيش الإسرائيلي، وفي حينه نشر في الصحيفة اليمينية “المصدر الأول” مقال امتدح شخصية قائد اللواء، الذي هو من سكان هضبة الجولان وابن لحاخام، ووصل الى غولاني من دورية هيئة الأركان.

 

 

الثناء على زيني كان دراماتيكي حتى بمفاهيم صحف هذا القطاع، المليئة بمقالات كهذه. “هذا قائد كتيبة يضع الرصاصة للمخرب بين عيونه ويواصل التقدم في الوقت الذي يفحص فيه الخرائط”، هكذا وصفه بانفعال ضابط خدم تحت قيادته في غولاني. شخص آخر أجريت معه مقابلة، حاخام في مدرسة دينية في هضبة الجولان، وصف هواية زيني للحمام البارد في ذروة فصل الشتاء. في نهاية المقال الطويل فان القاريء كان يمكن ان يتولد لديه الانطباع بأنه يتعامل مع بار كوخبا عصري.

 

 

لكن ليس في ذلك يكمن اعتبار نتنياهو في قرار تعيينه. امس تبين ان إجراءات التعيين جرت بصورة ملتوية جدا. زيني ما زال جنرال في الخدمة الفعلية، وقائد الجيش التابع لهيئة الأركان. رئيس الأركان ايال زمير اكتشف بشكل متأخر جدا نية نتنياهو تعيين زيني في هذا المنصب، وصباح امس قام باستدعاء الجنرال لمحادثة استيضاح لأنه لم يبلغه عن ذلك من قبل. قبل أسبوعين زار رئيس الحكومة تدريب للواء احتياط في قاعدة تسالم في النقب. زيني وجنرال آخر هو قائد ذراع البر نداف لوتين رافقا الزيارة كمندوبين عن الجيش. اثناء الزيارة تم استدعاء زيني الى سيارة رئيس الحكومة، والاثنان تحدثا بالسر خلال ساعة. فقط بعد ذلك انضم اليهما الجنرال رومان غوفمان، السكرتير العسكري لنتنياهو.

 

 

قبل بضعة اشهر طرح اسم زيني، أيضا في حينه بصورة مفاجئة وبدون صلة بالمناصب التي شغلها حتى الآن، كمرشح لرئاسة هيئة الأركان. يارون ابراهام نشر في حينه في “اخبار 12” بأنه من وراء هذا الاقتراح وقفت سارة نتنياهو، وان زوجة رئيس الحكومة طلبت الدفع قدما بهذا التعيين على خلفية معرفتها لشقيق زيني، المستشار المقرب من أبناء عائلة بالك الثرية والمقربة من الزوجين نتنياهو. زيني لم يتم استدعاءه لمقابلة نتنياهو، ولم تشمله قائمة المرشحين النهائية لرئاسة هيئة الأركان. في تلك الفترة نشر غوش براينر بأنه في السابق لم يرغب نتنياهو في ان يكون زيني سكرتيره العسكري بذريعة انه “مسيحاني جدا”.

 

 

صفة “مسيحاني” انتشرت أيضا في الردود على بيان نتنياهو الذي صدر أمس. أصدقاء زيني وصفوه بـ “الشخص الأسود – الأبيض”، الذي لا يستطيع ملاحظة الفروق، وانه يتمسك بالاحكام التي يقضي بها حاخاماته، لذلك فهو يدير حياة مع معضلات ضئيلة. في بيان مكتب رئيس الحكومة عن التعيين تمت الإشادة بتقرير عسكري داخلي اعده زيني في اذار 2023، بعد زيارة مفاجئة له في فرقة غزة، حدد فيها نقاط ضعف أداء الفرقة وحذر من اقتحام حماس بشكل مفاجيء. هذا جدير بالتقدير بالطبع، لكن غير واضح لماذا نتنياهو أو مكتبه يعتقدون أنه يكفي هذا الحادث من اجل تبرير تعيين في منصب رئيس الشباك ضابط تولى فقط ولاية واحدة في هيئة الأركان (في الواقع كان تعيين مزدوج – قائد قيادة التدريب أيضا)، الذي لم يعمل طوال حياته بشكل عميق في اعمال الاستخبارات، ناهيك عن الجوانب الناعمة والمعقدة في نشاطات الشباك اليومية.

 

 

الجنرال دافيد زيني رئيس جهاز الشاباك الجديد

 

 

زيني لن يكون الجنرال الأول الذي سيتم جلبه من الخارج لرئاسة الجهاز. ولكن في ماضيه لا يوجد الكثير من العلاقة بالمنصب الذي سيتولاه.

 

 

في نقاشات داخلية في هيئة الأركان، خلال الحرب، اتبع زيني خط هجومي فيما يتعلق بالهجوم في قطاع غزة. أحيانا تجادل مع أصدقائه في هيئة الأركان العامة حول مسالة العلاقة بصفقة المخطوفين، عندما وضع امامهم هدف مفضل وهو الحاجة الى هزيمة حماس. أصدقاء له من الفترة التي عمل فيها كقائد لواء يتذكرون الخلاف منذ بداية العقد السابق: طاقم القيادة العليا في قيادة المنطقة الوسطى عقد ندوة حول وثيقة روح جيش الدفاع الإسرائيلي. زيني هاجم في النقاش الوثيقة وقال انها لا تعكس قيم شعب إسرائيل. لذلك فانه يجب ان يتم تعديلها وملاءمتها مع “قيم القومية”، لأن الجيش الإسرائيلي هو “جيش الشعب”. هذه الاقوال اثارت انتقاد قادته له. قبل ذلك، عندما كان زيني قائد كتيبة فقد وجدت ضابطات شابات في هيئة أركان الكتيبة صعوبة في التقدم في لواء غولاني لأن عدد من قادة الوحدات من معتمري القبعات فضلوا عدم العمل مع النساء.

 

 

ذات ليلة، في منتصف الليل تقريبا، في نهاية شهر اذار اعلن نتنياهو عن قراره تعيين الجنرال احتياط ايلي شربيط، قائد سلاح البحرية السابق، في منصب قائد الشباك. شربيط حصل في حينه على المديح من ايزنكوت، رئيس الأركان السابق، لكن نتنياهو تراجع عن هذا التعيين خلال بضع ساعات. وقد تم التخلي عنه بعد اكتشاف احد أبناء عائلة نتنياهو بأنه تم توثيقه في المظاهرات في كابلان في تل ابيب في احتجاج ضد الانقلاب النظامي وهو يلف نفسه بعلم إسرائيل. يمكن الرهان بشكل آمن بأنه لا توجد مثل هذه الصور المدينة في ماضي زيني، وايزنكوت الذي يقدر زيني كضابط ناجح لم ينشر في هذه المرة بيان مشابه يمتدحه. في هذه الاثناء ادان زعماء أحزاب المعارضة، بني غانتس ويئير لبيد، قرار نتنياهو التراجع عن التعيين رغم حكم المحكمة العليا وتحذير المستشارة القانونية للحكومة، بدون التطرق الى مستوى ملاءمة زيني لهذا المنصب.

إزاء قضية قطر وقرار المحكمة العليا الذي صدر أول أمس بأن نتنياهو كان موجود في تضارب مصالح عندما قام بإقالة بار، فقد أعلنت المستشارة القانونية للحكومة بأن رئيس الحكومة محظور عليه الانشغال أيضا بتعيين وريث بار. في قراره أمس استخف نتنياهو بشكل كبير بالمستشارة القانونية للحكومة وبالتشكيلة الرفيعة للمحكمة العليا. هذا الامر كان بشكل متعمد بالطبع، وقد تم بمعرفة أنه يتوقع أن تكون التماسات جديدة كثيرة، التي من شانها ان تؤخر إجراءات التعيين. في الفترة القريبة القادمة سيتضح اذا كان زيني يمتلك طول النفس المطلوب، واذا كان مستعد لتحمل خيبة الامل اذا قررت المحكمة العليا التدخل. في نفس الوقت من غير المستبعد ان نتنياهو يقوم باعداد خطة بديلة، تعيين قائم بالاعمال مؤقت بدلا من بار من داخل الجهاز، أو جلب بديل آخر من الخارج.

-------------------------------------------

 

هآرتس 23/5/2025

 

حتى هنا. نحن نرتكب جرائم حرب

 

 

بقلم: اهود اولمرت

 

حكومة إسرائيل تدير في هذه الأيام حرب عديمة الجدوى، بدون هدف وتخطيط واضح أو أي احتمالية للنجاح. منذ اقامتها لم تبادر دولة إسرائيل الى حرب كهذه. أيضا بذلك مجموعة المجرمين التي يقف على رأسها بنيامين نتنياهو اوجدت سابقة ليس لها مثيل في تاريخ الدولة.

النتيجة الواضحة لعملية “عربات جدعون” هي قبل أي شيء آخر، فوضى في عمليات وحدات الجيش، التي تنتشر في ارجاء القطاع. هذا ينطبق بالتحديد على الاحياء التي حارب فيها جنودنا وقُتلوا واصيبوا، وأيضا قتلوا الكثير من جنود حماس الذين يستحقون الموت، والكثير من المدنيين غير المشاركين. الاخيرون انضموا لاحصائيات الضحايا العبثيين في أوساط السكان الفلسطينيين، التي اخذت تأخذ ابعاد وحشية.

ما يحدث في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة ليست له صلة بهدف حرب مشروع، المقاتلون والجنود يرسلون من قبل قيادة الدولة، وقيادة الجيش الخاضعة لها، من اجل ارتكاب اعمال وحشية في احياء مدينة غزة، جباليا وخانيونس، في عملية عسكرية غير شرعية. الآن هذه حرب سياسية – خاصة، ونتيجتها الفورية هي تحويل القطاع الى منطقة كارثة إنسانية.

في السنة الأخيرة سمعت في العالم اتهامات شديدة ضد سلوك الجيش الإسرائيلي والحكومة في غزة، بما في ذلك اتهامات بالابادة الجماعية وجرائم حرب. في نقاشات إعلامية في البلاد وفي الساحة الدولية عارضت بشدة هذه الاتهامات، رغم أنني لم اوفر أي انتقاد لتوجيهه للحكومة. في وسائل الاعلام الغربية يسمعون جميع الأصوات في الخطاب العام في البلاد ويعرفون كيفية تشخيص من يتحدث باسم نتنياهو ومخصييه، وأيضا معارضيه الذين يعتبرونه كما هو معتاد على الكتابة الآن في الاعلام، رئيس عائلة جريمة. أنا لم اتردد في اجراء مقابلات في ايرلندا، إيطاليا، هولندا، بريطانيا وأماكن أخرى في الساحة الدولية. اكثر من مرة خيبت أمل من قاموا بدعوتي عندما قلت بشدة بأن إسرائيل لا ترتكب جرائم حرب في غزة. القتل المبالغ فيه، نعم. عدد غير معقول من الضحايا غير المشاركين، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ، نعم كان ذلك. ولكني زعمت بشدة وبقناعة شخصية بأنه ليس في أي حالة تم إعطاء تعليمات من قبل متخذي القرارات في المستوى السياسي للمس بالمدنيين في غزة بدون تمييز.

العدد الكبير من المدنيين غير المشاركين الذين قتلوا في غزة كان غير معقول وغير مبرر وغير مقبول، لكنهم جميعا، كما قلت في كل قنوات الاعلام الدولية، كانوا نتيجة حرب وحشية.

هذه الحرب كان يجب أن تنتهي في بداية العام 2024، ولكنها استمرت بدون مبرر أو هدف معين أو رؤية سياسية لمستقبل قطاع غزة وكل منطقة الشرق الأوسط. وحتى لو أن الجيش المخول، الذي يجب عليه تنفيذ تعليمات المستوى السياسي، قد عمل في حالات كثيرة بتهور وبدون حذر وبعدوانية مفرطة، فقد فعل ذلك بدون أمر أو توجيه من مستوى قيادي كبير للمس بالمدنيين بدون تمييز. لذلك، حسب فهمي في حينه، لم يتم ارتكاب جرائم حرب.

إبادة جماعية وجرائم حرب هي مصطلحات قانونية تتطرق بشكل كبير الى ادراك ومسؤولية من توجد في يده الصلاحية لتحديد اهداف الحرب، وسيرها وحدود القتال وقيود استخدام القوة. أنا حاولت في كل المناسبات التي اتيحت لي التمييز بين الجرائم المنسوبة لنا، التي رفضت الاعتراف بها، وبين عدم الحذر واللامبالاة تجاه الضحايا الفلسطينيين في غزة، وتجاه الثمن الإنساني غير المحتمل الذي نجبيه هناك. التهمة الأولى نفيتها، أما الثانية فقد اعترفت بها.

في الفترة الأخيرة لم يعد باستطاعتي القيام بذلك. ما نفعله في غزة هو حرب تدمير، قتل المدنيين بدون تمييز أو حدود، قتل وحشي واجرامي. نحن نفعل ذلك ليس بسبب فقدان سيطرة طارئة في قطاع معين، وليس بسبب اندفاع عديم التوازن لجنود وحدة ما، بل نتيجة سياسة املتها الحكومة، عن قصد وبصورة متعمدة واجرامية وخبيثة وباهمال. نعم، نحن نرتكب جرائم حرب.

أولا، تجويع غزة. في هذه القضية موقف جهات رفيعة في الحكومة مكشوف وواضح. نعم، نحن نمنع الغذاء والدواء ووسائل العيش بالحد الأدنى عن سكان غزة كجزء من سياسة معلنة. نتنياهو يحاول كالعادة طمس طبيعة التعليمات التي يعطيها من اجل التملص من المسؤولية القانونية والجنائية في المستقبل، لكن جزء من مخصييه يقولون ذلك علنا وحتى بتفاخر: نعم، نحن نقوم بتجويع غزة، لأن كل سكان غزة هم حماس، لذلك فانه لا يوجد أي قيد أخلاقي أو عملياتي لتدميرهم جميعا، 2 مليون شخص.

وسائل الاعلام الإسرائيلية، كل واحدة لاسبابها (التي في جزء منها هي مفهومة)، تحاول تلطيف صورة ما يحدث في غزة. ولكن الصورة التي تظهر في العالم هي اكثر اتساعا، وبالاساس صادمة. لا يمكن أن تكون مطئن النفس وغير مبالي تجاهها، لم تعد أي إمكانية للتجاهل وهز الرأس وكأن رد العالم على ما يحدث هناك هو بالاجمال اندفاع واسع للاسامية، وأن الجميع في نهاية المطاف يكرهوننا وكلهم لاساميون.

هذا غير صحيح. الرئيس الفرنسي عمانويل ميكرون ليس لاسامي. أنا اعرفه شخصيا وتحدثت معه في الأشهر الأخيرة. اثناء الاختبار الجيش الفرنسي وقف في خط الجبهة الأول للدفاع عن إسرائيل، وتعاون في احباط هجمات الصواريخ الإيرانية. “نحن نقاتل معكم ضد اعداءكم بتوجيهات مني. وانتم تتهمونني بدعم الإرهاب”، قال ميكرون مؤخرا. هو صديق لإسرائيل، ومثله رئيس حكومة هولندا ديك سكوف، ورئيسة حكومة إيطاليا جورجا ميلوني وآخرين كثيرين ينضمون اليهم من وزراء أوروبا البارزين والمهمين وزعمائها.

هم يسمعون الأصوات من غزة، ويرون معاناة مئات آلاف المدنيين، ويسمعون الأصوات التي تتصاعد في جلسات الكابنت في إسرائيل، ويفهمون ما هو مكشوف وواضح: ان وزراء حكومة إسرائيل، وعلى راسهم رئيس العصابة نتنياهو، يتخذون فعليا، بتفكير مسبق وبدون تردد، سياسة تجويع وضغط انساني، التي نتائجها يمكن أن تكون كارثية.

الآن بدأت تسمع أصوات من حكومات صديقة لإسرائيل مثل كندا، بريطانيا وفرنسا، بأنه يجب اتخاذ وسائل متشددة ضد الحكومة – رغم أن هذه من شأنها أن تؤدي الى ضرر شديد لدولة إسرائيل. ميكرون اقترح فحص استمرار وجود اتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وبعده اقترح ذلك أيضا رؤساء حكومة اسبانيا، هولندا وإيطاليا. الاخيران هما زعيمان خلافا لميكرون متماهيان مع اليمين، وحتى فترة قصيرة امتنعا عن القيام بأي خطوة كان يمكن أن تحرج إسرائيل.

هذه الأصوات ستزداد، وهناك خطر من أنه بالإضافة الى خطوات محكمة الجنايات الدولية في لاهاي،  في نهاية المطاف، سيتم اتخاذ خطوات حقيقية من العقوبة ضد دولة إسرائيل، التي ثمنها الاقتصادي والسياسي، والعسكري في بعض الحالات، سيكون قاتلا.

ان جوقة الزعران في حكومة نتنياهو وآلة السم التي تديرها ستنطلق على الفور بصراخ الضحية النموذجية: الاغيار لاساميون، هم يكرهوننا، هم دائما كانوا ضدنا، هم يؤيدون الإرهاب ونحن نحارب الإرهاب. الحقيقة هي أن هذه الحكومات ليست معادية لإسرائيل، بل معادية لحكومة إسرائيل. ويعتقدون أن الحكومة قد أعلنت الحرب على دولة إسرائيل ومواطنيها، وأن الضرر الذي تلحقه بالدولة قد يكون غير قابل للإصلاح.

أنا اتفق معهم، أنا اعتقد ان حكومة إسرائيل هي العدو من الداخل. فقد أعلنت الحرب على دولة إسرائيل ومواطنيها. وأي عدو خارجي من بين الذين حاربناهم في سنوات الدولة الـ 77 لم يلحق بإسرائيل ضرر اكبر من الضرر الذي تتسبب به حكومة إسرائيل برئاسة ايتمار بن غفير، نتنياهو وسموتريتش. أي عدو خارجي لم ينجح في تقويض التضامن الاجتماعي الذي كان أساس قوة المجتمع الإسرائيلي في كل الاختبارات الوجودية التي مرت عليها منذ 1948 كما فعلت وتفعل حكومة نتنياهو.

ساعود واكرر هنا باختصار الى ما تحول الى مسلمات في أجزاء واسعة في الجمهور الإسرائيلي: هذه الحكومة غير جديرة. هي غير قادرة ولا تريد ان تفعل ما هو جيد للدولة ولمواطنيها. هي تنشغل في تدمير كل أسس الوحدة الداخلية، والتعاون بين المجموعات، وأيضا التعاون بين الفئات، حتى تلك التي تختلف فيما بينها بقضايا جوهرية، من خلال حماس هستيري لتحريض الواحد على أخيه، وتحريض الام على أولادها، وتحريض الجنود على بعضهم البعض، وتحريض الزعران على المخطوفين وعائلاتهم، من خلال الخداع السادي، المرضي، التفريطي والاجرامي، وهي بالطبع لا تعيد المخطوفين.

في داخل كل هذه الفوضى نحن نواصل قتل المدنيين الفلسطينيين حتى في الضفة الغربية. لقد قلت ولن اتراجع بأن شباب الفظائع يرتكبون كل يوم في الضفة اعمال إجرامية مقيتة من خلال غض نظر الشرطة ووحدات الجيش التي توجد في مناطق الجريمة.

لقد حان الوقت للتوقف، قبل أن يتم ابعادنا جميعا عن عائلة الشعوب، ويتم استدعاءنا الى المحكمة الدولية بسبب ارتكاب جرائم حرب، وحتى الدفاع الجيد لن يفيدنا. حتى هنا.

 ------------------------------------------

 

 

 

 

 

هآرتس 23/5/2025

 

تحرير المخطوفين أو حرب خداع

 

 

بقلم: اهود باراك

 

الأيام القريبة القادمة سيضطر نتنياهو الى الاختيار بين بن غفير وسموتريتش وبين ترامب وزعماء العالم الحر، بين الحرب السياسية العبثية وبين تحرير المخطوفين وانهاء الحرب. لا يوجد هنا تماثل. أيضا السير مع ترامب ورؤساء فرنسا وبريطانيا وكندا لن يكون مسار مليء بالورود، هو سيكون مقرون بصعوبات ونحن سنكون بحاجة الى زعامة ذكية مزودة برؤية وثقة بالنفس. زعامة مع قدرة على قراءة روح الشعب، وما الذي يحرك الأصدقاء والاعداء. الأساس: الشجاعة لاتخاذ قرارات وقدرة على تنفيذها. باختصار، اقوال اقل وافعال اكثر.

 نحت بحاجة الى قيادة تعترف بإمكانية تحرير جميع المخطوفين دفعة واحدة، ووقف الحرب عديمة الجدوى وانهاء الازمة الإنسانية، وتجريد حماس من السيطرة والقدرة على التهديد من غزة، والانضمام، حتى لو كان ذلك متأخر، الى “الشرق الأوسط الجديد” على صيغة ترامب، بما في ذلك التطبيع مع السعودية وفرصة للمشاركة في مشروع “الممر التجاري” – من الهند ومرورا بالخليج ومن هناك الى أوروبا.

 ان اختيار حرب الخداع، التي تحت ستار دخان تتظاهر بأنها حملة من اجل امن الدولة ومستقبلها، بينما هي في الحقيقة حرب سياسية، “حرب سلامة الائتلاف”، سيكتب فصل جديد في “موكب الغباء”: من جهة، مشكوك فيه جدا اذا كانت ستتمكن من تحقيق نتائج تختلف عن الجولات السابقة في قطاع غزة. ومن جهة أخرى، ستؤدي بدون أي شك الى تفاقم العزلة الدبلوماسية والقانونية لإسرائيل، واثارة موجة من معاداة السامية والحكم على بعض الرهائن الاحياء بالاعدام.

 لقد كان يمكن أن تكون منطقية لو أنها تمكنت من تحقيق “النصر المطلق” على حماس. ولكن ذلك لن يحدث، لأنه عندما ستتوقف “خلال فترة قصيرة نسبيا” تحت الضغط الدبلوماسي على خلفية الازمة الإنسانية أو الاحداث على الأرض، نحن سنجد انفسنا مرة أخرى في نفس الوضع مثلما هي الحال الآن.

 الحقيقة هي ان الطريقة الوحيدة لضمان ان حماس لن تتمكن من حكم غزة وتهديد إسرائيل من هناك، تكمن منذ 7 أكتوبر في استبدال حماس بعامل قوة آخر، يكون شرعي في الوعي الجماعي وفي القانون الدولي، وبالنسبة للجيران العرب والفلسطينيين انفسهم. التفسير العملي هو قوة عربية مؤقتة بتمويل دول الخليج: حكومة تكنوقراط مع موظفين فلسطينيين وجسم امني سيتم تشكيله بالتدريج باشراف القوة العربية والولايات المتحدة. إسرائيل ستضع  شروط لذلك. الأول هو ان لا أحد كان عضو في الذراع العسكري لحماس يمكنه أن يشارك في الجسم الجديد. الثاني هو ان الجيش الإسرائيلي سيقوم بالانسحاب الى نقطة معينة في محيط القطاع، لكنه لن يعود الى الحدود حتى يتم وضع كل الترتيبات الأمنية موضع التنفيذ، كما تم الاتفاق على ذلك مسبقا. عندما ندرك بأن هذه هي الخطة العملية لليوم التالي، وهي الخطة التي يتهرب منها نتنياهو منذ 7 أكتوبر فنحن ندرك انه لا معنى للتضحية بحياة الرهائن أو تعريض حياة الجنود للخطر من اجل لا شيء. من سينظر في عيون الآباء والارامل والايتام الجدد والمعاقين والمرضى النفسيين ويقول بضمير مرتاح بأن كل شيء تم فعله كان لمنع الخسارة وأنه كان مبرر بشكل مطلق.

كلما صممت إسرائيل على التهرب من هذا النقاش فانه ستزداد احتمالية قدوم مبادرة دولية واسعة، تشمل عدد من الجيران العرب، التي ستدعو الى مقاطعة إسرائيل والدفع قدما بشكل فعلي للاعتراف بالدولة الفلسطينية (في الواقع يرتفع الان امام انظارنا التسونامي السياسي).

الاحتلال الدائم للقطاع، ترحيل 2 مليون فلسطيني وإعادة توطين قطاع غزة بالاسرائيليين، كل ذلك أوهام عبثية، التي ستعود الينا مثل السهم المرتد، وفقط ستسرع المواجهة مع كل العالم.

 هذا هو الاختيار الموجود امامنا. هناك شك كبير اذا كان نتنياهو والحكومة يمكنهم مواجهته من خلال القلق الحقيقي على امن الدولة ومستقبلها. في نهاية المطاف يوجد سبب آخر من اجل الحاجة الملحة كي نزيح عن انفسنا هذه الحكومة الأكثر فشلا في تاريخنا. وكلما بكرنا في ذلك سيكون افضل.

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 23/5/2025

 

خطة “مليون مستوطن في شمال الضفة” تنطلق على الدرب

 

 

بقلم: حنان غرينوود

 

الرد على العملية القاسية قرب بروخين الأسبوع الماضي: خطة كبرى لاقامة 13 مدينة و 5 مناطق صناعية في السامرة تخرج الى المرحلة الأولى، هكذا علمت “إسرائيل اليوم”. في المكتب المؤقت لرئيس مجلس السامرة يوسي دغان الذي أقيم في المكان التي قتلت فيه تسالا غاز اعلن امس وزير البناء والإسكان اسحق غولدكنوف ودغان عن ميزانية 30 مليون شيكل وانطلاق فوري لتخطيط المدن التي ستغير بشكل دراماتيكي وجه المنطقة.

يدور الحديث عن خطة “مليون في السامرة”، التي كشفت “إسرائيل اليوم” النقاب عنها في 2023 التي وضعها مهنيون في مجلس السامرة مع خبراء خارجيين بينهم مهندسون، معماريون، جغرافيون ومستشارون ممن يسعون لان يجلبوا حتى العام 2050 عن ما لا يقل عن 1.150.500 نسمة الى منطقة يسكن فيها اليوم نحو 140 الف نسمة.

تتضمن الخطة توسيع مستوطنات الى مدن كبرى، إقامة مدن جديدة. تجاوز لمدن قائمة الخط الأخضر، عودة الى مناطق اخليت في فك الارتباط، إقامة مناطق صناعية كبرى ومستشفى إقليمي، تمديد خطوط قطار الى وسط البلاد وشمالها، توسيع طرق بل وحتى فحص إمكانية إقامة مطار.

في اطار إقامة الـ 13 مدينة التي ميزانية التخطيط اقرت لها الان، ستضاف 180 الف وحدة سكن للمجلس الإقليمي السامرة. الى جانب استئناف الاستيطان في مستوطنات سانور وحومش التي اخليتا في فك الارتباط، ستقام في مركز السامرة نحو 10 الاف وحدة سكن، وستضاف نحو 40 الف وحدة سكن في شمال السامرة ونحو 8 الاف وحدة سكن في مستوطنات ظهر الجبل. كما ستقام نقاط استيطانية جديدة في جبل عيبال، الذي هو حسب مجلس السامرة ذو أهمية تاريخية توراتية وقومية للشعب اليهودي.

 “مرسى أمني واقتصادي”

تمويل التخطيط ستوفره وزارة البناء والإسكان بمساعدة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والنائب تسفي سوكوت. وكانت طواقم مجلس السامرة عملت على الخطة لزمن طويل واتفق نهائيا على الموضوع في الخيمة المؤقتة لمكتب دغان الذي قال أمس: الرد على الجريمة النكراء بقتل تسالا غاز هو البناء. الإرهاب يحاول طردنا ونحن نرد بالنمو – نقيم مدنا، نبني مناطق صناعية ونزهر السامرة.

“اهنيء الوزير غولدكنوف على قراره الأخلاقي والشجاع لاستثمار 30 مليون شيكل في تخطيط نقاط الاستيطان – 13 مدينة و 5 مناطق صناعية – كجزء من خطة “السامرة للمليون” نضيف نورا الى الظلام، نضيف حياة الى الموت”.

وأوضح الوزير غولدكنوف بانه “حيال القتلة الذين يريدون ابادتنا الجواب الواضح الذي لا لبس فيه هو تعزيز الاستيطان وتثبيت سيطرتنا في بلاد إسرائيل بعامة وفي يهودا والسامرة بخاصة. تخطيط البلدات وتوسيعها هو مرسى امني واقتصادي للمنطقة وبث رسالة حازمة ولا تقبل التأويل: نحن هنا كي نبقى وكي نتسع.

-------------------------------------------

 

يديعوت احرونوت 23/5/2025

 

 

يدفنون غزة

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

 الإسرائيليون الذين شاهدوا المؤتمر الصحفي لنتنياهو أول أمس كان يمكنهم أن يأخذوا انطباعا مغلوطا. بخلاف ما قاله فان سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة تجري بسهولة نسبية. فالقوات تجتاح مدنا مدمرة فارغة من السكان. أصداء الانفجارات التي تهز البيوت في غلاف غزة لا تدل على معارك من بيت الى بيت: فلا توجد بيوت؛ لا توجد معارك. وحسب مصادر في الجيش فان 12 ساعة فقط استغرق لاحتلال مدن مثل الشجاعية، التفاح، جباليا. فالمواطنون نزحوا جنوبا. مخربو حماس نزحوا معهم او بقوا في نفق، بانتظار الفرصة للخروج ولقتل مقاتل.

التهديد الأساس هو العبوات التي خلفها المخربون وراءهم. دانيلو موكنو، مقاتل من جولاني قتل في خانيونس بعبوة زرعت في طابق عال من بيت. الطابقان الاولان مشطا. العبوة زرعت في الطابق فوقهما. عندما انفجر البيت انهار على المقاتلين. هذا بانتظارنا على ما يبدو، لاحقا أيضا: قتيل بعبوات، قتيل بنار صديقة. الدبابات ستندفع الى الامام لكن المقاتلين الذين سيعودون من هناك سيروون انهم لم يروا عدوا. هذه حرب من طرف واحد.

عشرة مسؤولين كبار تبقوا في قائمة المرشحين للتصفية. هؤلاء مسؤولون من الدرجة الثانية أو الثالثة، شهداء عابرون. لا معنى لهزم حماس، لان حماس كمنظمة عسكرية هزمت قبل أن تنطلق الحملة المسماة “عربات جدعون” على الدرب. غزة، يقول مصدر عسكري لم تعد تهديدا استراتيجيا.

العدو الملموس هو بيوت وانفاق. الفكر العسكري المحدث يقول انه في كل بيت يقف على حاله قد يختبيء قناص. من تحت كل بيت قد يعمل نفق. الاستنتاج: يجب هدم كل بيت في كل مدينة، في كل قرية، في كل مخيم لاجئين. طوكيو، برزدن، كوفنتري، كل المدن التي تعرضت لقصف مكثف في الحرب العالمية الثانية انهت في وضع افضل من بيت لاهيا، من رفح، من بيت حانون ومما بانتظار خانيونس وغزة.

رئيس الأركان ايال زمير ومعظم جنرالات هيئة الأركان فضلوا صفقة لاعادة كل المخطوفين، انهاء الحرب واستئنافها بعد ذلك، بافتراض ان حماس ستخرق وقف النار. هكذا أيضا رئيس الشباك رونين بار وهيئة اركانه. لكن نتنياهو أملى سياسة أخرى ولم يتبقَ للجيش غير تبني الاملاء، تسويقه للمقاتلين وللجمهور، وتنفيذه بالحد الأدنى من الخسائر.

لقد اعد الجيش خطة عملياتية ورفعها لاقرار الكابنت. وقد استندت الى بضعة افتراضات: الضغط العسكري رقق مواقف حماس عشية الصفقات السابقة؛ مطلوب ضغط لترقيق المواقف هذه المرة؛ اخلاء السكان (في الجيش يستخدمون الاصطلاح المغسول “تحريك”) سيتيح السيطرة على الأرض وتطهيرها وسيشجع احتجاجا ضد حماس؛ السيطرة على المساعدات الإنسانية ستمنع مصدر الدخل للمنظمة وتضعف سيطرتها على السكان. “اليد التي تطعم تبقي الحكم”، يقول مصدر عسكري.

حماس تدفع لنشطائها بالمساعدات. احد الأساليب الذكية. اصطلاحه بالعربية هو “حوالات”: صندوق بندورة اشتري في إسرائيل او في الضفة بثمن معين؛ في القطاع يباع بثمن آخر؛ الفرق ينتقل عبر صرافين في تركيا ويتجسد بمال نقدي. الطريقة ناجحة أيضا في المساعدات المؤطرة، من خلال المنظمات وكذا في المشتريات من خلال التجار.

الشركة الامريكية التي ستوزع الغذاء يفترض أن تبدأ عملها في نهاية هذا الأسبوع. طهرت من اجلها أربعة مجالات – في الجنوب، في الوسط وفي الشمال. الجيش سيفتش ويحرس. المواطنون يتم ادخالهم بعد التفتيش، يتلقون رزمة غذاء ويخرجون. ماذا سيفعلون بالرزمة عندما يلتقون في خيمة النزوح، رجل حماس، ليس واضحا. الموضوع لم يعالج بعد.

 

إسرائيل – صفر نقاط

 

لم تولي الخطة العسكرية وزنا مناسبا لمشكلتين: والادق القول، للفيلين في الغرفة: الأول، انعكاس الوضع في غزة في وسائل الاعلام العالمية وعبرها في الحكومات الصديقة؛ الثاني، التداعيات على اليوم التالي.

التقارير في وسائل الاعلام ركزت على الفظائع: طفلة تتضور جوعا؛ جثامين تحت الأنقاض؛ طرد جماعي، بالعربات، على الاقدام، صرخة نساء، مدن مدمرة. هذا ما يعرف التلفزيون كيف يفعله، هذا ما تعرف الشبكة الاجتماعية كيف تشعله. منظمات حقوق الانسان ساهمت بنصيبها. لإسرائيل لم يكن جواب، واذا كان فهي لم تعرف كيف تسوقه.

نتنياهو علق بين الحاجة لان يشرح في العالم بان ما تفعله إسرائيل في غزة ليس رهيبا بقدر كبير، وبين الحاجة لاقناع سموتريتش، بن غفير والقاعدة بان ما تفعله إسرائيل في غزة رهيب وفظيع.

في الطريق الى إعادة احتلال غزة فقدت إسرائيل حكومات صديقة في أوروبا. حكومة إيطاليا اليمينية هي الخسارة البارزة. لا تقل أهمية الانعطافة التي طرأت في حكومة بريطانيا. يوجد لها أيضا تداعيات امنية واقتصادية في وقف توريد الذخائر والاتفاق التجاري. وحتى حكومة المانيا تزن سياستها من جديد. مع كل الاحترام للتصويت في الايروفزيون، أوروبا تأخذ بالابتعاد.

والان أمريكا أيضا. الخطة التي اقرت في الحكومة بنيت على اساس ان ترامب، بخلاف بايدن، سيبدي صفر حساسية لحياة المدنيين في غزة. إسرائيل ستتمتع باسناد مطلق.  لكن ترامب يبلور اراءه وفقا لما يراه في التلفزيون. يحتمل الا يكون حساسا لحياة الغزيين لكنه حساس لمشاعر شركائه التجاريين في السعودية، قطر والامارات. انتقاد ترامب أجبر نتنياهو على السماح بإدخال مساعدات إنسانية قبل وقت مما أراد، ومباشرة الى ايدي حماس. في البداية القى المسؤولية على الجيش. وعندما لم ينجح هذا اتهم منتقديه في إسرائيل.

في صباح يوم الثلاثاء، اجري في الجيش تقويم للوضع تضمن بحثا في النقد على إسرائيل في أمريكا وأوروبا. “نحن لا نزال في مرحلة التلميح”، اجمل ضابط كبير. وافترض بان دخول الشركة الامريكية، الانخفاض المتوقع في عدد القتلى وتوسيع المساعدات ستوقف المطالبات بالعقوبات. تقديره كان متفائلا.

التداعيات على اليوم التالي تكشف هوة بين رؤيا الجيش ورؤيا الحكومة. نتنياهو يتحدث عن سيطرة إسرائيلية في غزة كلها، الى أبد الآبدين، وترحيل طوعي لقسم كبير من السكان. سموتريتش يتحدث عن استيطان وحكم عسكري.

عمليا، الجيش يشق الطريق لتحقيق رؤيا الجناح المسيحاني في الحكومة. حين كل ما يتبقى من غزة هو كومة ضخمة من الأنقاض، يصبح الاستيطان حلا في متناول اليد يكاد يكون مطلوبا.

 ------------------------------------------

 

معاريف 23/5/2025

 

 

ترامب لم ينضم للضغط الأوروبي لكنه يقترب من أن يقول لنتنياهو أوقف النار

 

 

بقلم:  آنا برسكي

 

 في بداية الأسبوع دُعيت مع بعض من زملائي في تغطية المجال السياسي لحديث طويل مع دبلوماسي غربي كبير. وقد وصف الحديث بانه لغير النشر. وكان هدفه الأساس اطلاع الصحافيين الإسرائيليين على المزاج السائد في الغرب لكن ليس هذا فقط.

مثلما تبين في اليوم إياه، كان هذا اعداد لخطوة أوروبية منسقة، رصاصة بدء لحملة ضغط دبلوماسية مكثفة على إسرائيل لانهاء الحرب في غزة.

الحرارة في الغرفة المكيفة ارتفعت في غضون دقائق من بدء اللقاء. فقد تميز الدبلوماسي غضبا باسم دولته وغيرها من الدول الغربية. غضب بالطبع بالطريقة الدبلوماسية اللبقة لكن الرسالة كانت واضحة. فقد جاء ذاك الدبلوماسي الكبير كي يوضح لإسرائيل بانه من ناحية دول أوروبا بدأت ساعة وقف الحرب في غزة تدق بصوت عال والعد التنازلي بدأ – من مراحل التهديدات المشتركة للعقوبات وحتى النقطة في الزمن التي يفرض القرار على إسرائيل انهاء الحرب ينتقل الى مجلس الامن – بلا فيتو امريكي.

هذا هو السيناريو باختصار. في إسرائيل واعون لهذا الواقع، حتى لو اصر رئيس الوزراء على أن يبث للجمهور صورة مختلفة. وهذا ما فعله بنيامين نتنياهو هذه المرة أيضا، مساء يوم الأربعاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد أن هجر هذا النوع من التواصل لاكثر من نصف سنة.

ومع أن الحافز للمؤتمر الصحفي كانت الحاجة السياسية لتهدئة القاعدة الغاضبة على قرار استئناف المساعدات الإنسانية لغزة، لكن على الطريق كرر نتنياهو الرسائل إياها التي قيلت في بداية الحرب وبعد سنة من نشوبها. واليوم أيضا يقترح على كل الضاغطين ان ينسوا انهاء المعركة طالما لم تركع حماس، لم تضع سلاحها ولم تغادر الى دولة ثالثة.

لا بد ان حادي البصر يلاحظون توسيع قائمة الشروط لانهاء الحرب. فهذه الان لم تعد فقط إعادة كل المخطوفين، تجريد تام من السلاح واستسلام مطلق من حماس ونفي قيادتها بل وأيضا تنفيذ خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة. ولا حاجة لان يكون المرء خبيرا ضليعا بالتفاصيل كي يفهم بان تحقيق كل الشروط ليس قصة أسابيع ولا حتى اشهر.

في مستوى الفكرة، نتنياهو محق. فقط هكذا تتم المساومات: دون ابداء ذرة ضعف أو استعداد لحل وسط. فاذا ما لاحظت قيادة حماس نبرة تنازل في صوت نتنياهو فان الثمن من ناحيتهم سيرتفع في لحظة. في مستوى التوافق مع الواقع، رسالة نتنياهو عن الحرب حتى النصر التام وليس اقل باي شكل بعيد عن أن يعكس الوضع بالفعل. وهو أيضا يعرف هذا. التهديدات الأوروبية بالعقوبات، في تبريد العلاقات، في تجميد الاتفاقات وفي الاعتراف بدولة فلسطينية – ليست خطابا سياسيا فارغا من المحتوى بل المحطة الأولى في مسار في نهايته يفرض على إسرائيل انهاء الحرب في غزة اذا لم تبادر هذه الى سيناريو آخر تطفيء فيه المعارك.

 

 هاتف من البيت الأبيض

 

رغم الضغوط من أوروبا، فان انهاء الحرب لن يحصل صباح غد، كون الرئيس ترامب لا يزال يوجد في مكان آخر، يختلف عن ذاك الذي يوجد فيه زعماء القارة. من جهة أخرى، هو أيضا لا يوجد في المكان الذي كان فيه حتى وقت أخير مضى. خطاب الرئيس الأمريكي تغير، وهذا واضح جدا في تناول ترامب للوضع في غزة في اثناء زيارته الى الشرق الأوسط وبعدها أيضا حين عاد الى البيت الأبيض.

مع كل الاستخفاف الترامبي الذي يكنه ولا يخفيه تجاه زعماء اوروربا فانه لا يمكنه بل ولا يعتزم تجاهلهم تماما. فالغضب الغربي والعربي على الوضع الإنساني الصعب في القطاع ومطلب انهاء الحرب باتا منذ الان يتسللان الى البيت الأبيض.

مع ان نتنياهو لا يشوه الواقع حين يدعي “يوجد تنسيق كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة” التنسيق بالتأكيد موجود. لكن في هذا التنسيق لا يوجد بالذات توافق في الرأي.  كمية الاقتباسات عن مسؤولين أمريكيين يدعون بان “الطرفين يتمترسان ولهذا لا تعقد صفقة”، تؤشر بوضوح الى أن ترامب بدأ ينفد. الرئيس لا يتخلى عن إسرائيل لكن بالقدر ذاته ليس مستعدا لان يتخلى عن تطلعاته وعن خططه الكبرى.

كان يسر الرئيس الأمريكي ان يرى حماس تستسلم. وحتى لو لم يكن استسلاما تاما عى الأقل التوجه الى صفقة جزئية.  وقد بدا هذا قريبا جدا الى أن تبين بان تقديرات إسرائيل حول تصفية السنوار هي في الواقع سوء تقدير. فتصفيته كانت تستهدف إزالة عائق عن المسار الا انها ولدت فوضى لدى باقي القيادة.  في الشرق الأوسط توجد قاعدة معروفة: الاتفاقات بشكل عام تعقد مع اكثر الأعداء تطرفا. ممن يمكنه أن يتخذ قرارات ضد الرأي العام لديه. اما من تبقى من حماس اليوم فيخافون من الموافقة على أمور لم يوافق عليها محمد السنوار. وعليه فغياب الصفقة وتواصل الحرب على خلفية الوضع الإنساني الصعب في غزة، يؤدي بإسرائيل الى مسار تجرى فيها مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب آجلا ام عاجلا. في هذه المكالمة سيقول الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي: “بيبي يا صديقي اعطيتك ما يكفي من الوقت لفتح بوابات الجحيم. اعطيتك شرعية لهجرة الغزيين، اعطيتك مظلة سياسية وعسكرية بوفرة، حتى حين كان هذا ليس مريحا. لكن في هذه اللحظة انا ملزم ان أقول لها بانه لا يمكنني أن اضيع على هذا كل الولاية. هيا ندخل الى مراحل النهاية.

نهاية الحرب بالاضطرار وليس بالنصر المطلق – ليس سيناريو الاحلام من ناحية نتنياهو. من جهة أخرى يحتمل أن يكون هذا هو الحل المثالي عندما تكون مهمته الأسماء هي تحقيق اقصى المرابح، خوض مفاوضات مع ترامب بتحقيق إنجازات علينة وخفية. من الصعب الافتراض كيف ستنتهي الخطوة اذا ما وعندما تحصل. من السهل التقدير ماذا يكون على الطاولة. بكلمة واحدة – ايران. كل ما تبقى سنراه في الزمن الحقيقي.

-------------------------------------------

هآرتس 23/5/2025

 

السؤال الذي لم يرد عليه نتنياهو

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

163 يوما مرت منذ المرة الأخيرة التي تفضل فيها رئيس وزراء إسرائيل بالحديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. بنيامين نتنياهو فعل هذا أول أمس، كالعادة عنده، بسبب مصالح خاصة ضيقة: حسم حكم محكمة العدل العليا الذي قضى بأن إقالة رئيس الشباك رونين بار تمت بخلاف القانون؛ التسونامي السياسي الذي في إطاره تتنكر الولايات المتحدة وأوروبا وتفك ارتباطها عن إسرائيل، بسبب سياستها في قطاع غزة؛ العاصفة التي أثارتها الأقوال الشجاعة ليئير غولان عن السياسة إياها، وبالتأكيد تحقيق “قطر غيت” ومحاكمة ملفات الآلاف التي رغم تقدمها البطيء فشلت جهود موضع التحقيق والاتهام في كبحها.

 كما فهم نتنياهو أن سنوات الإعلام الحر ترفض مواصلة بعث بياناته المسجلة، ومحاولته خلق قناة التفافية، من خلال أشرطة مسجلة يومية يتحدث فيها مع مستشاره توباز لوك، باءت بفشل ذريع، وبالتالي عاد لأن يحتل الشاشات من خلال خطاب دعاية بالبث الحي والمباشر، يجيب فيه عن بضعة أسئلة. أما النتيجة فكانت مسرحية رعب.

 أساس الاهتمام العام يتركز منذ المؤتمر الصحافي على هروبه من مسؤوليته عن تمويل حماس، وإلقاء المسؤولية الحصرية عن الإخفاق على الجيش والشاباك، وتصريحاته غريبة الأطوار والمنقطعة عن الواقع عن طبيعة المعركة، التي بموجبها إسرائيل هزمت أمام مخربين بشباشب، سيارات تندر وكلاشينكوفات. غير أنه لما لم يعد هناك خلاف حقيقي عن أن نتنياهو يهندس الماضي والحاضر لأغراضه الشخصية، فجدير ومرغوب فيه التركيز بالذات على المستقبل القريب الذي ينعكس من أقواله. على سؤال هل الانتخابات ستجري في موعدها، في حالة استمرار الحرب؟ اختار نتنياهو ألا يجيب. عن السؤال الذي عني بالحاجة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية أجاب، “نحن في وسط حرب، فهل تريدون الآن انتخابات أو لجنة تحقيق؟ ان يتسلح كل الجنود والقادة بالمحامين وليس بالقنابل؟”.

سواء صمته بالنسبة لسؤال إجراء انتخابات، أم رده بالنسبة للجنة التحقيق الرسمية، يبعثان تخوفا شديدا من أن أهداف الحرب لا ترتبط بالرغبة في هزيمة حماس بل يدور الحديث عن أهداف محلية أكثر بكثير: الامتناع عن تقديم الحساب على دوره في إخفاق 7 أكتوبر، بل ربما محاولته عدم إجراء الانتخابات في موعدها تحت ذريعة الحرب، التي لا تنتهي وفرضها على إسرائيل. وكأنه لأجل التأكد من أن الحرب بالفعل لم تنته، اشترط نتنياهو لانتهائها بتحقيق جريمة الحرب التي تسمى “خطة ترامب”: أي ترحيل جماعي للسكان الفلسطينيين في غزة. جيد وقوف نتنياهو في مؤتمر صحافي وإجابته عن أسئلة.. هكذا فقط كان يمكن أخذ الانطباع بلا وسائط عن حجم الخطر وعن الحاجة الملحة لإزاحة هذا الرجل الخطير عن منصبه.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here