ظاهرة كرفانات الاكل المُتنقّلة في رام الله

كثُرت وتعدّدت وتنوّعت كرفانات الاكل المتنقّلة المُتحرّكة  في مدينة رام الله ، بشكل خاص، وفي مدن ومخيمات واماكن اخرى في فلسطين، عامة،

ربما الظاهرة ليست جديدة تماما، فقد كانت قديما تتجلّى في عربات الترمس والبليلة والفول والذرة المسلوقة، في الشوارع،

لكن الجديد انها اصبحت حقيقة موجودة في عالم الاكل والشرب، وربما تنافس، بصورة ما، بعض المطاعم التقليدية الثابتة،  المبنية من باطون مسلّح وحجر، أو مطاعم الحدائق الصيفيّة،  

هذه الكرفانات المُتنقلّة،  او شبه الثابتة،  تعني دخلا اقتصاديا للعديد من الشبّان، الذين يديرونها، لكنها تعني، في نفس الوقت، مُتنفّسا مُتاحا للتنزّه والمتعة، والاستمتاع باكلة لذيذة في الهواء الطلق، او على قارعة الطريق!!!،  وتجريب اصناف محددة من الاطعمة، ربما لا تكون موجودة ومُتوفّرة ومُتاحة  في المطاعم التقليدية الثابتة،

حسب ما اذكر واعرف، فان هذه الظاهرة، بشكلها الحالي، الجماهيري الشعبي، كانت  قد بدأت قبل عدة سنوات مع كرفان متحرّك،  يتنقّل من مكان إلى آخر، يُديره اثنان من الاسرى المحررين من سجون الاحتلال، واللذان سارا في هذا الطريق ونجحا فيه، وربما انهما هما من ألهما، وعبّدا الطريق امام عشرات الكرفانات الاخرى، التي ظهرت وطفت على السطح مثل "حبات المشروم"،

في ضاحية الطيرة، احدى الضواحي الجديدة والحديثة في مدينة رام الله، وفي الشارع الممتد ما بين ميدان  تمثال نيلسون مانديلا ومكتبة عبد المحسن القطّان، ترسو العديد من كرفانات الاكل والشرب والحلويات، ظهرها للجبل والوادي الاخضر، ووجهها للشارع، مصفوفة إلى جانب بعضها البعض بترتيب وتنظيم هندسي عفوي بديع، والمكان يُعتبر قُبلة ووجهة ومصبّا،  للمتنزهين وقت المساء، حيث تأتي العائلات بسياراتهم او مشيا على الاقدام، لتناول وجبة ساندويشات أو مشروب منعش أو نوع خاص من الحلويات،

وترى الاطفال يتراكضون ويلعبون ويُزوّقون شفاههم وافواههم وخدودهم بآثار الشوكولاتة،

الموقع الثاني في رام الله، الذي يُضاهي موقع ميدان  تمثال نيلسون مانديلا، هو تجمّع الكرفانات ذات الالوان المتعددة والزاهية في الشارع ضمن محيط  "حديقة الاستقلال"، التي يؤمّها آلاف افراد العائلات طلبا لوقت لطيف منعش وقت العصر،

وفي ايام العطل والاجازات والاعياد يذهب الناس اليها منذ الصباح مع الفطور وربما الغداء، وكوانين الشواء،

الكرفانات هنا ايضا مصفوفة بصورة منظّمة بمساحات متساوية فيما بينها، وبعضها يضع طاولات صغيرة وكراسي بالجوار، لجلب واتقطاب مزيدٍ من الزبائن،

لاحظت ، وحسب استشارات ومعلومات وارشادات صديقي الصغير حمودة، المُحب للتردّد على هذه الكرفانات، وخاصة على اوّل كرفان في الصفّ من جهة الحديقة وراء بنك فلسطين وعمارة "السي سي سي"، وكافيه فانيلا الثابتة، ان أوّل كرفان اسمه "كشخة"،

وصديقي الصغير حمودة يتردد عليه لانه يقدّم ويبيع، بصورة خاصة، وربما فريدة، "كعكة دُبي"،

يشرح لي صديقي حمودة، عن خبرة ومعرفة،  عن كعكة دبي، فانا في الحقيقة والواقع معلوماتي متواضعة عنها،

يقول وهو متحمّس ومزهوّ:

"كعكة دبي، تختلف عن شوكولاتة دبي،  فهي  كعكة بالشوكولاتة محشوّة بالكنافة النابلسيّة، مخلوطة بزبدة الفستق الحلبي"،

ويشرح لي ايضا عن: " القشطوطة، وهي  كعكة مغمورة بالحليب وفوقها الكريما"،

وفي الحديقة ايضا، ودائما حسب حمّوده،  كرفان اسمه "فرّوج لبناني"، يقدّم سندويش دجاج مشوي مع  "صوص خاص"،  ملفوف بخبز الشراك الرقيق، ويُكبس عشرة دقائق داخل التوستر،

وحسب خبرة حمودة ايضا، يوجد مشروب البوبا، وهو عصير طبيعي مع ثلج ومع "كُرات البوبا الصغيرة، وهي (كُرات جِلي بداخلها نوع عصير فواكه استوائية)

كما تجد حلو يسمى "كشخة نوتيلا"،  مكوّن من ميني بان كيكز وكريب ولُقمة الوافل بالشوكولاتة والشوكولاتة البيضاء واللوتس والفستق الحلبي، ويُأكّد حموده على الشوكولاتة البيضاء واللوتس،   

وفي مدينة نابلس يوجد كرفان شهير يسمى "تشوكليت كورنر"، (قرنة الشوكولاتة)،  مُختص بحلويات عليها الشوكولاتة.

disqus comments here