واشنطن تتعهد بملياري دولار للمساعدات الإنسانية في 2026 وسط تراجع حاد في الدعم الدولي
تتجه الولايات المتحدة إلى التعهّد بتقديم ملياري دولار للمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة خلال عام 2026، في خطوة تُعدّ أقل بكثير من مساهماتها في الأعوام الماضية، وفق مصادر دبلوماسية.
ورغم استمرارها كأكبر مانح إنساني عالمي، أظهرت بيانات أممية أن حجم المساعدات الأمريكية تراجع بشكل ملحوظ، إذ انخفض في عام 2025 إلى 2.7 مليار دولار، بعد أن تجاوز 11 مليار دولار في عامي 2023 و2024، وبلغ أكثر من 14 مليار دولار في عام 2022.
ومن المتوقع الإعلان الرسمي عن هذا التعهّد خلال اجتماع دولي يُعقد في مدينة جنيف، في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة عجزًا ماليًا غير مسبوق في تمويل خططها الإنسانية.
وكانت المنظمة الدولية قد أطلقت نداءً لجمع 23 مليار دولار لعام 2026 بهدف إنقاذ ما لا يقل عن 87 مليون شخص من الفئات الأكثر هشاشة في مناطق الأزمات، بينها قطاع غزة، والسودان، وهايتي، وبورما، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوكرانيا.
وفي ظل التخفيضات الواسعة التي أقرّتها الإدارة الأمريكية للمساعدات الخارجية، اضطرت الأمم المتحدة إلى تقليص طموحاتها، مع تأكيد مسؤوليها أن تقليص الميزانية لا يعكس تراجع الاحتياجات، بل تفاقمها.
وتشير التقديرات الأممية إلى أن نحو 240 مليون إنسان حول العالم يعيشون في مناطق نزاع أو كوارث طبيعية أو أزمات مناخية، ويحتاجون إلى مساعدات طارئة، في وقت لم يغطِّ تمويل عام 2025 سوى 12 مليار دولار من أصل 45 مليارًا مطلوبة، وهو أدنى مستوى دعم خلال عقد.
وفيما استُبعدت دول مثل اليمن وأفغانستان من المساعدات الأمريكية بدعوى مخاوف تتعلق بتحويل الأموال، غاب قطاع غزة أيضًا عن هذه الحزمة، رغم التصريحات الأمريكية التي تحدثت عن نية تكثيف المساعدات لاحقًا للقطاع الفلسطيني المدمّر بفعل الحرب، بالتوازي مع مساعٍ سياسية لفرض ترتيبات تهدئة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد مسؤولون أمميون أن كل دولار إضافي قد يعني إنقاذ أرواح، محذرين من أن استمرار تراجع التمويل سيقود إلى خيارات قاسية تمسّ حياة ملايين المدنيين حول العالم.