ترامب يندب غياب نوبل للسلام خلال لقاء مع نتنياهو رغم سجله الحافل بالحروب ودعم الإبادة في غزة

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أسفه لعدم فوزه بجائزة نوبل للسلام، وذلك خلال لقاء جمعه برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في حديث جرى تداوله على أنه وقع خلال لحظة «مايكروفون مفتوح»، داخل مقر إقامته الخاص في فلوريدا.

وخلال الاجتماع، تحدث ترامب عن ما وصفه بـ«عقود من القتال» قال إنه ساهم في إيقافها، متسائلًا عن سبب عدم حصوله على التقدير الدولي، قبل أن يقاطعه نتنياهو بالحديث عن الجوائز التي مُنحت لغيره.

وقال ترامب متحسرًا: «هل حصلت على الفضل؟ لا»، في إشارة إلى تجاهله من قبل لجنة نوبل، قبل أن يغيّر نبرة حديثه بعد ملاحظته وجود صحافيين في المكان.

وجاءت تصريحات ترامب رغم سجله العسكري الذي يُعد الأوسع بين الرؤساء الأمريكيين، إذ أمر خلال فترتي ولايته بقصف تسع دول، بينها أفغانستان، إيران، العراق، ليبيا، سوريا، اليمن، الصومال، باكستان ونيجيريا، متجاوزًا بذلك عدد الدول التي استُهدفت عسكريًا في عهد سلفه باراك أوباما، ما أسفر عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وفق تقديرات خبراء.

وفي سياق موازٍ، أعلن نتنياهو عزمه منح ترامب ما يُعرف بـ«جائزة إسرائيل»، في خطوة وُصفت على أنها مكافأة سياسية، ليكون أول زعيم أجنبي يحصل عليها، كما سبق أن نال ترامب جائزة رمزية للسلام من الاتحاد الدولي لكرة القدم، قوبلت بسخرية واسعة.

ويأتي هذا في وقت يواصل فيه ترامب تقديم دعم سياسي وعسكري لحرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي خلّفت أكثر من 250 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، إلى جانب تهجير واسع ونقص حاد في الغذاء والدواء، وسط دعوى إبادة جماعية منظورة أمام محكمة العدل الدولية.

وفيما يُلاحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بمذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واصل ترامب الإشادة بنتنياهو، واصفًا إياه بـ«رئيس وزراء زمن الحرب» ومعتبرًا أن بقاء دولة الاحتلال كان مرهونًا بقيادته.

وتُثار في الأوساط السياسية اتهامات لنتنياهو بإطالة أمد الحرب على غزة هربًا من المحاسبة الداخلية في قضايا فساد، وسط تقارير عن تدخل ترامب لمحاولة توفير غطاء سياسي له.

ويعكس المشهد تناقضًا صارخًا بين خطاب «السلام» الذي يروّج له ترامب، وسجل حافل بالحروب والتدخلات العسكرية ودعم الإبادة الجماعية، في وقت لا تزال فيه جائزة نوبل للسلام بعيدة عن رئيس يرى نفسه «الأكثر مناهضة للحروب» في التاريخ.

disqus comments here