تجمّع “الحثرورة”.. صمودٌ فلسطيني يتصدى لاعتداءات المستوطنين ومشاريع التهجير القسري
Wed 31 December 2025
مع صباح كل يوم، يتعمّد المستوطنون اقتحام تجمع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر جنوب شرقي القدس المحتلة، والتضييق على سكانه ورعاة الأغنام، وسط إصرار على البقاء والصمود في أرضهم.
وتجمع الحثرورة هو أحد تجمعات الخان الأحمر البدوي، والذي يتعرض منذ العام 2018، لهجمات ممنهجة من المستوطنين، تصاعدت وتيرتها بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بغية إخلاء سكانه وتهجيرهم قسرًا.
ودائمًا ما يتعرض سكان التجمع البدوي لاستفزازات ومضايقات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، يتخللها اعتداءات على رعاة الأغنام وملاحقة مراعيهم، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم، فضلًا عن تهديدات متكررة ومطالبات يومية للسكان بالرحيل عن أراضيهم.
اعتداءات لا تتوقف
المواطن محمد العراعرة يقول في تصريح صحفي ، إن التجمع يتعرض يوميًا لاعتداءات واقتحامات من المستوطنين، تستهدف السكان ورعاة الأغنام، الذين يتم اعتراض طريقهم والاعتداء عليهم ومنعهم من رعي مواشيهم.
ويوضح العراعرة في لقاء صحفي ، أن قوات الاحتلال تعتقل كل مواطن يحاول الدفاع عن نفسه من اعتداءات المستوطنين، وتمنع المواطنين من العمل في أراضيهم، وسط تزايد استفزازات هؤلاء المستوطنين.
ويضيف أن الاحتلال يمنع عشرات الشبان من الذهاب إلى عملهم في رعي المواشي، بذريعة “المنع الأمني”، بالإضافة إلى تعرض كل سيارة تدخل إلى التجمع للفحص، بهدف التضييق على حياة السكان وتفاقم معاناتهم.
ولا تتوقف اعتداءات المستوطنين عند ذلك، بل يتعمّدون هدم مساكن التجمع وحظائر الأغنام وتخريب محتوياتها، فضلًا عن زيادة الضغط على السكان لدفعهم للرحيل وترك بيوتهم قسرًا، في ظل تصاعد تلك الاعنداءات بشكل خطير.
ويتابع العراعرة “نعيش أوضاعًا معيشية سيئة للغاية، فلا بنية تحتية ملائمة، ولا مدارس ولا مساجد ولا مراكز صحية، فالمجتمع يفتقر لكل مقومات الحياة التي تُضاعف مأساة سكانه”.
ويشير إلى أن المستوطنين دائمًا ما يقطعون خطوط المياه عن التجمع، ما يحرم سكانه من المياه، فيضطرون إلى إصلاح تلك الخطوط، مما يكلفهم فوق طاقتهم، خاصة في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشونه، وحرمانهم من ممارسة الرعي.
ويضطر طلاب التجمع إلى اجتياز مسافات، وصولًا إلى مدينة أريحا، في ظل عدم توفر مدارس داخله، وحرمانهم العشرات منهم من التعليم.
ويؤكد العراعرة أن الاحتلال ومستوطنيه يريدون ترحيل كل التجمعات البدوية شرقي القدس، لإقامة مشاريعهم الاستيطانية، وخاصة مشروع “E1″، الذي يقطع التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
ويقول: “نحن نعيش في هذه المنطقة منذ 65 عامًا، فكيف لنا أن نتركها ونرحل عنها؟”، مؤكدًا أن سكان التجمع يخوضون معركة صمود وثبات في مواجهة اعتداءات المستوطنين ومخططات تهجيرهم قسرًا.
تهجير بالقوة
وأما الناشط في تجمعات البدو والأغوار فراس كعابنة فيقول: إن تصاعد هجمات المستوطنين بحق التجمعات البدوية الواقعة شرقي القدس، بما فيها تجمع الحثرورة، تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من مناطق استراتيجية عدة وحصرهم في مناطق معينة.
ويوضح كعابنة في حديث لة ، أن هجمات المستوطنين بدأت بشكل منظم على تجمعات شرق الضفة الغربية، الأكثر انتشارًا لتلك التجمعات، والتي عملت سلطات الاحتلال خلال الثلاث سنوات الماضية على تهجيرهم جميعًا إلى مناطق عمق الضفة.
ويضيف أن الاحتلال ومستوطنيه يركزون حاليًا، هجماتهم واعتداءاتهم على المناطق المصنفة “ب”، وتجمعات شرقي القدس، والتي يسعون لتهجيرها وترحيلها بالقوة، من خلال تصاعد تلك الاعتداءات والضغط على الفلسطينيين.
ويشير إلى أن المستوطنين ينطلقون من هجماتهم اعتمادًا على نجاحهم في تهجير تجمعات بدوية أخرى تعد الأكبر والأكثر انتشارًا شرقي الضفة، ويريدون اليوم تنفيذ هذا المخطط في مناطق أخرى.
وهذا يعد جزءًا من مخطط إسرائيلي كامل للقضاء على أي وجود زراعي فلسطيني، أو أي ارتباط في الأرض الفلسطينية، كون هذه التجمعات تشكل نمط حياة. وفق كعابنة
ويتابع “طالما بقيّت هذه التجمعات البدوية تتعرض للهجمات الإسرائيلية دون مساندة ودعم، ودون أي تحرك فاعل وعاجل، فمن المتوقع أن يتم تهجيرها بأي وقت”.
ويؤكد كعابنة أن المطلوب وضع استراتيجيات وطنية واضحة، لتعزيز صمود التجمعات البدوية في مواجهة هجمات المستوطنين، والبقاء على أرضهم، في ظل افتقارها لكل مقومات الحياة.