ثمن الحرب باهظ : كل يوم يكلف إسرائيل نحو 130 مليون دولار

بقلم: نيتسان كوهن

نفقات بلا توقف: الحرب تصل الى اليوم الـ 600 وتوجد لها كلفة اقتصادية لا بأس بها.

آخر حساب لمستوى النفقات أجراه بنك إسرائيل ولانه محرر من الضغوط فان بوسعه أن يقدم اكثر الحسابات دقة ومصداقية.

من أجل تقدير مدى الكلفة، طرح في لجنة المالية في الكنيست في الأسبوع الأخير غير قليل من الأرقام عن الكلفة المتوقعة لايام الاحتياط في حالات تشديد متفاوتة في القتال. وفي مداولات مغلقة عقدها رئيس الوزراء نتنياهو طرحت ارقام وحسابات مختلفة عن كلفة تجنيد واسع للاحتياط. جملة الحدث استنادا الى معطيات مختلفة من وزارة المالية، بنك إسرائيل وغيره تؤدي الى ارقام هائلة على صندوق الدولة.

اعتراضات الصواريخ تكلف غاليا

في اثناء السنة الأخيرة قال بنك إسرائيل ان كلفة الحرب حتى نهاية 2025 تبلغ 250 مليار شيكل. وهذه الكلفة تتضمن أيام الاحتياط، الذخائر، الوقود وما شابه.

الثمن غير المباشر للحرب – الذي يتضمن معالجة الجبهة الداخلية، جنود الاحتياط المصابين، أنواع مختلفة من المقاتلين – هو مهمة طويلة المدىمع كلفة عظيمة على الاقتصاد المحلي. لكن في هذه اللحظة لا يدور الحديث الا عن كلفة الحرب وكلفة الإبقاء على غزة مثلما هي اليوم بدون حرب شديدة القوة.

تجدر الإشارة الى أن هذه الأرقام هي تقدير يستند الى تحليل نفذته محافل رفيعة المستوى في الاقتصاد الإسرائيلي لكنه لا يزال قياسا كفيلا بان يتغير. صحيح حتى هذه الأيام ارتفعت الكلفة العامة للحرب الى اكثر من 300 مليار شيكل. هذا يعني أنه في سيناريوهات مختلفة من حيث التقدير المالي نحن نوجد في سيناريو جيدا اقل. معنى الامر هو ان يوم الحرب الشديدة مثلما رأينا في الأسابيع الأخيرة الثلاثة يكلف دافع الضرائب الإسرائيلي نحو 425 مليون شيكل.

كي نفهم معنى الامر يجدر بنا أن نراجعه الى ما بعد كلفة تجنيد واسع للاحتياط (الكلفة الاقتصادية التي طرحت في لجنة المالية في الكنيست تفيد بان كلفة يوم احتياط متوسط لجندي احتياط تبلغ 1612شيكل وبالاجمال كلفة 50 الف شيكل في الشهر. كلفة اعتراض صاروخ حوثي تتراوح بين 2 – 6 مليون شيكل وفقا لنوع السلاح الذي استخدموه وهل اعترض الصاروخ في المرة الأولى ولم تكن حاجة لاطلاق مزيد من صواريخ الاعتراض تحقيقا للدقة.

الثمن سيرتفع

والان للسؤال الكبير. كم يكلف دافع الضرائب الإسرائيلي البقاء على يوم قتالي في غزة مثلما يحصل اليوم. أي، بقوة قتال متدنية حتى متوسطة وبالتعلق بحجم التوريد للمؤن الإنسانية التي تدخل الى غزة.

الأرقام مذهلة. يوم في غزة يكلف دافع الضرائيل 42 مليون شيكل. واذا ما اتسعت السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة فسيرتفع الثمن إذ ان المنطقة التي ستحتاج الى معالجة إسرائيلية جارفة (جنود، اهتمام بالماء والغذاء الأساسي الذي ليس في اطار المساعدات الإنسانية الكبيرة) يزداد.

صحيح حتى الان فان كلفة الحرب الشديدة التي بدأت في الأسابيع الأخيرة، اذا ما انتهت بالفعل في غضون ثلاثة اشهر معناها زيادة كلفة اكثر من 30 مليار شيكل تتضمن كلفة القتال وكلفة الاحتفاظ بغزة لثلاثة اشهر.

ينبغي التحفظ والقول ان اقتصاديين إسرائيليين كبار يقولون انه اذا ما دخلت دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي في الأيام القريبة الى وقف نار يؤدي الى تحرير مخطوفين فان كلفة الحرب ستنخفض جدا ونبقى مع كلفة حيازة فاعلة للقطاع.

في السطر الأخير فان حربا تواصلت الى 600 يوم تشكل حفرة اقتصادية هائلة لدولة إسرائيل آثارها سنشعر بها جميعنا في جيوبنا في المستقبل.  لكن دون خطة واضحة لليوم التالي، فان إسرائيل ستبقى بانفاق يومي بمقدار 42 مليون شيكل تنفق فقط على إبقاء السيطرة في القطاع.

disqus comments here