رسالة الائتلاف العربي لمناهضة الأبارتهايد والاستيطان الاستعماري إلى القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الدوحة

تحية العروبة وبعد
إن الائتلاف العربي لمناهضة الأبارتهايد والاستيطان الاستعماري، إذ يدين بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الغادر الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة والوفد الفلسطيني المفاوض، يؤكد أن هذا العمل يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية، وخطراً جسيماً على الأمن والسلم الدوليين، وخرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
ويشير الائتلاف إلى أن هذا الاعتداء يأتي في سياق منهجية الاحتلال الإسرائيلي القائمة على العدوان والتوسع والاستخفاف بالقرارات الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن (2334 ،2735) وقرارات الجمعية العامة، وكذلك الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية (2004) الذي أكد عدم شرعية جدار الفصل العنصري وكل أشكال الاستيطان الاستعماري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما يشدد الائتلاف على أن هذا العدوان ما كان ليقع لولا التواطؤ والشراكة الأمريكية الكاملة مع الاحتلال، عبر توفير الغطاء السياسي والدبلوماسي والعسكري، في انتهاك واضح لسيادة الدول العربية، وسعياً لفرض مشاريع استعمارية جديدة لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الهيمنة الاستعمارية والإسرائيلية على حساب حقوق الشعوب وأمنها القومي.
وانطلاقاً من ذلك، يدعو الائتلاف القمة العربية الإسلامية المزمع عقدها في الدوحة إلى اتخاذ قرارات عملية وملزمة ترتقي إلى مستوى الحدث والتحديات، أبرزها:
1. إعادة التأكيد على عدم شرعية الاحتلال واعتبار إسرائيل دولة أبارتهايد وعدوان، ما يوجب عزلها في كافة المحافل الدولية.
2. تحميل الولايات المتحدة المسؤولية القانونية والسياسية عن شراكتها في العدوان، والتحرك دبلوماسياً وقانونياً لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة.
3. اعتماد مقاطعة شاملة للاحتلال على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، التزاماً بقرارات القمم العربية والإسلامية.
4. تفعيل المسار القانوني الدولي عبر محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب والإبادة والعدوان، وملاحقة شركائهم وداعميهم.
5. توحيد الموقف العربي والإسلامي في مواجهة المشاريع الاستعمارية، وحماية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض كل محاولات إعادة رسم المنطقة على حساب إرادة شعوبها.
ويؤكد الائتلاف أن صون السيادة العربية والإسلامية وحماية القضية الفلسطينية يتطلبان الانتقال من بيانات التنديد إلى إجراءات عملية جماعية، بما يعكس الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال.
الائتلاف العربي لمناهضة الأبارتهايد والاستيطان الاستعماري
14 أيلول / سبتمبر 2025