خالد عطا وداعا / الكاتب المصري كارم يحيى

خالد عطا وداعا

علمت بنبأ وفاة الصديق خالد عطا

 عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية

لتحرير فلسطين.

 للفقيد الرحمة ولعائلته ورفاقه

 وابناء فلسطين ومصر ولبنان وسورية والجزائر وغيرها

الذين عرفوه عن قرب أو سمعوا بجهوده ونضالاته

 وللنفس العزاء والسلوان.

...

(*) عرفت الأستاذ خالد عطا ( الاسم أحمد زكي عبد العال) في القاهرة في غضون عقد التسعينيات عن طريق الصديق الأستاذ عبد العال الباقوري الكاتب الصحفي التقدمي  المنحاز لتحرير فلسطين وكيل نقابة الصحفيين الأسبق رحمه الله. كانا وفق ما أتذكر قد تعارفا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة جامعة القاهرة بين نهاية الستينيات وبداية السبعينيات وتزاملا بها.

 وكان خالد مصريا فلسطينيا معا، ولا يخلو لقاء معه من خفة الدم و الدفء وحب مصر والمصريين.

 ونشأت صداقة إنسانية بيننا أيضا، إلى جانب دوره المقدر في أن عرفني لأغراض صحفية مهنية ( اجراء حوارات للأهرام) بقيادة الجبهة، وتحديدا الأخ نايف حواتمة وكذا العقل المفكر والباحث الاول بها فهد سليمان، واعزيهما وفاقهما والجبهة في وفاة خالد. واتمنى للقائد حواتمة الصحة وطول العمر. واظن أن التعارف الأول جرى قبيل الجولة الأولى للحوار بين السلطة  والفصائل الفلسطينية بالقاهرة في نهاية التسعينيات.

***

 ولا أنسى للأخ الصديق خالد كيف كان يستقبلني بدفء مصري فلسطيني إنساني كلما ترددت على دمشق، كما غيري من الصحفيين او المثقفين، حتى ممن لايتفقون مع خط الجبهة الديمقراطية الذين اعلنته منذ السبعينيات بتبني خيار الدولتين و القبول باقامة الدولة الفلسطينية على اي شبر يتم تحريره أو الانسحاب  الاسرائيلي منه.

 لا أنسى كيف صحبني بنفسه إلى مقر دار نشر بدمشق تولت اعادة طبع كتابي " رهان المليون السابع: اليهود والهجرة الصهيونية حتى 2020" جراء حماسة الراحل الاستاذ حلمي شعرواي له، ودفعه لدار نشر سورية، وبعدما كنت قد نشرته في ظروف صعبة على نفقتي الخاصة بين عامي 2001 و 2002 خلال انتفاضة الأقصى.

 لا أنسى انني عندما خرجنا من مقر الناشر الجديد في دمشق، واظن هي دار نشر يتولى مسئوليتها الرئيس اليمني الجنوبي على ناصر محمد وشخصية معارضة او مستقلة سورية من عائلة البيطار كان وزيرا قبل البعث، لا أنسى انني تنبهت إلى ان الكتاب بالأصل يقوض بمنهجيته ومراجعه ونصوصه حل الدولتين وإمكانية أي تعايش مع الصهيونية.

وتساءلت حينها بين نفسي دون أن أصرح لخالد: ألم يكن انسب للصديق ان يوفر على نفسه حرج ان يأتي معي تاركا اشغاله، و ان يمتنع عن ان يبدي داخل مقر الجبهة الديمقراطية تقديره للكتاب.

رحم الله خالد عطا الفلسطيني المصري/ المصري الفلسطيني، التي حالت الظروف السياسية في المنطقة دون ان نلتقي منذ سنوات ، لكن كيف أنساه والاستاذ عبد العال، فهما معا عندي في جعبة ذاكرة واحدة لايفترقان وان كان الثاني قد سبقه للرحيل بنحو 8 سنوات، جعبة ذاكرة عطرة.

 رحم الله الجميع

 ورحمنا

ولعل الدرس الأعم  هو أن نقدر كل من عمل من اجل تحرير فلسطين، وباختلاف الاجتهادات  والرؤى وتداول الأدوار في الكفاح المسلح. ونتمنى للشعب الفلسطيني ولقياداته وحدة حقيقة فاعلة على طريق الحرية.

disqus comments here