خالد عطا.. اسم اقترن بالسمو
ها هي ساعة الفراق قد أزفت، فراق من كان حضوره نورا، وذكراه نقشا مضيئا على جدران القلب البيضاء.
قد خذلتني الكلمات، وجف النداء في صدري، وتهاوت الدموع حين بلغني نبأ الرحيل.
أجد الحروف عاجزة، خرساء وجبانة، لا تقوى على حمل ما يعتمل في داخلي من حزن ولوعة، لا تفي بحق هذا الفقد الجلل.
خمسة وأربعون عاما من النضال المشترك، كنت فيها ظلي الذي لا يفارقني، وكنت نعم الرفيق، والصديق الصدوق، والأخ الحبيب.
كنتَ مثلي الأعلى في التضحية، وعنوانا للتواضع ونكران الذات، وكنت المرشد والمعلم الذي أسهم في صقل قدراتي المهنية، وفتح أمامي آفاقا لم أكن لأبلغها دونك.
كنت لي الأب الرؤوف، ألجأ إليك حين تستعصي الأمور وتشتد الخطوب، فكنت دائما السند والمعين، تبث في نفسي الأمل، وتغرس في قلبي القوة على مواجهة التحديات، في أقسى الظروف وأصعب المحطات التي مررنا بها.
لقد اقترن اسمك بسموك، فغدوت خالدا في نفوس كل من عرفك، وعطاءك بقي متقدا، لا تنطفئ جذوته، حتى آخر رمق.
نم قرير العين يا خالد…
فلن أقول لك وداعا، بل إلى اللقاء يا أعز الناس.
وعهد علينا أن نواصل المسيرة على خطاك، ما كتب لنا من الحياة بقية.
22 كانون الأول 2025