جوناثان كوك: الإعلام الغربي يفشل في تغطية غزة منذ عقود ويتواطأ في “إبادة جماعية”

كشف الصحافي والكاتب البريطاني جوناثان كوك عن فشلٍ منهجي ومتواصل للإعلام الغربي في تغطية ما يجري في قطاع غزة، مؤكّدًا أن السياسات الإسرائيلية في القطاع ترقى إلى “إبادة جماعية”، وأن هذا الإخفاق الإعلامي ليس مرتبطًا فقط بأحداث أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بل هو امتداد لعقود من الانحياز والتقاعس المهني.

وقال كوك، في مقال نشره عبر منصته الخاصة، إن الادعاء بعدم القدرة على الوصول إلى غزة ليس مبررًا، مضيفًا أن جوهر المشكلة يكمن في غياب التحقق النقدي وتقديم إسرائيل دائمًا على أنها “مصدر موثوق”، رغم أن محكمة العدل الدولية أقرت بعدم قانونية احتلالها للأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن تجاهل جهود الصحافيين الفلسطينيين الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا لتوثيق الانتهاكات يعكس استخفافًا بالإعلام المحلي وتبنيًا للرواية الإسرائيلية.

ويستحضر كوك أمثلة تاريخية على هذا التحيز، منها تعرض الصحافي مايكل آدامز للرفض بعد كشفه تهجير الفلسطينيين عقب حرب 1967، واستبعاد الصحافي دونالد نيف بعد نشره تقارير عن اعتداءات جنود الاحتلال على أطفال فلسطينيين في السبعينيات. كما يروي تجاربه الشخصية مع صحف مثل الغارديان وInternational Herald Tribune التي مارست، وفق قوله، قصًا ورقابة وتجاهلًا لتحقيقاته حول جرائم الاحتلال، استجابة لضغوط من جماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل.

وأوضح كوك أن العديد من المراسلين الغربيين في المكاتب المركزية في القدس المحتلة يحملون تحيزات مسبقة، ويعتمدون بشكل أساسي على المصادر الإسرائيلية، ما يحدّ من استقلاليتهم، مشيرًا إلى أن انتقاد إسرائيل قد يعني خسارة الوظيفة أو التعرض لهجمات سياسية وإعلامية شرسة.

وتلعب جماعات الضغط مثل CAMERA وHonest Reporting دورًا محوريًا في تشكيل التغطية، عبر حملات اعتراض جماعية وتهديدات قانونية، إضافة إلى دور الرقابة العسكرية الإسرائيلية التي تمنع الوصول إلى المناطق الحساسة، وتفرض نظام تراخيص يقيد عمل الصحافيين المستقلين ويُبقي الرواية الفلسطينية خارج الإعلام الغربي.

ورغم تأكيد منظمات حقوقية دولية—بينها هيومن رايتس ووتش، أمنستي، وبتسيلم—على أن إسرائيل تمارس الفصل العنصري وترتكب انتهاكات جسيمة، لا يزال الإعلام الغربي مترددًا في استخدام المصطلحات القانونية الواضحة، خوفًا من اتهامات “معاداة السامية”.

ويخلص كوك إلى أن فشل الإعلام الغربي في تغطية غزة هو نتيجة تحيز تاريخي عميق، تبعية للمصادر الإسرائيلية، رقابة ممنهجة، ضغوط سياسية، وجماعات ضغط قوية—وهي منظومة متكاملة جعلت تغطية القضية الفلسطينية محدودة، مشوهة، وتساهم في إدامة الظلم الواقع على الفلسطينيين وفقدان الجمهور الثقة بالمؤسسات الإعلامية الغربية.

disqus comments here