جمرُ حربٍ اقليميّة شاملة يتفاعل تحت الرماد

ما زالت السيوف في الشرق الاوسط مُشرعة لم ترجع إلى اغمادها، بالرغم من بعض الاستراحات الطارئة والمؤقتّة،

اسرائيل وساستها وقياداتها العسكريّة يُريدونها حربا ابديّة،

الرهائن الاسرى الاسرائيليين في قطاع غزة ليسوا ضمن اهتماماتهم الاساسية، اللهم إلا من باب "المجاملة"، مجاملة اهاليهم والجمهور الاسرائيلي، وهذا سهلٌ التدليل عليه، وهو النكوص المتتالي والمتوالي لنتياهو وجوقته اليمينية المتطرفة الحاكمة، حيال الاتفاقات، اذا ما أُبرِمت، واذا ما كانت في طريق ابرامها،

ومع ان امريكا ترامب تتعامل بعدّة وجوه في الصدد، إلا ان الادارة الامريكية الترامبية تدعم كلّ ما يقوم به نتنياهو، بالرغم من بعض "الزعيق" الموسمي، "لزوم عِدّة النصب الامريكية" امام العربان،  الذين دفعوا "المعلوم" واكثر، وفوقه "حبّة مسك" لترامب في زيارته الخليجيّة الميمونة، على متن "الفورس وان"، حيث حصل بكل الود والتبجيل على "الفورس تو" الجامبو من دوحة قطر، الكريمة كرما حاتميا اصيلا،

وفيما يخص البرنامج النووي الايراني، ومفاوضات مسقط وروما حياله، إلا ان الدلائل تشير وتسير في طريق التأزيم، لان نتنياهو غير راضٍ عن اي نتائج محتملة، وفي رأسه "موّال واحد"، لا ثاني له: "ضرب المنشآت النووية الايرانية وتدميرها"،

وهذه جمرة ستصعد من تحت الرماد وتطفو على السطح وتشتعل وتجلب معها بذور حرب اقليمية شاملة، يُردها نتنياهو ويُخطط لها،

الجمر في غزة ما زال مشتعلا طبعا، يتّقد ويخبو قليلا، لكنه يملأ الكانون،

في جنوب لبنان خبا الجمر قليلا، لكنه ما زال مُتحفّزا للاشتعال تحت الرماد في أي لحظة وحين،

جمر رجال صعدة ما زال متّقدا يبعث بحرارته عبر الفضاء الواسع الفسيح، ويقضّ مضاجع اسرائيل،

سوريا "هون ومش هون!!!"، كأنها دمية مربوطة بخيوط تحركها اصابع واشنطن وتل ابيب، لكن إلى متى؟؟؟!!!، هذا هو السؤال،

المستوطنون يُعربدون في الضفة الغربية بحماية ومشاركة جيش الاحتلال، وقد ألحقوا قرية بروقين ببلدة حوّارة حرقا للبيوت والممتلكات والسيارات، ليالي كريستال متتالية!!!،

اوروبا بقيادة فرنسا ماكرون تتحرّك ويبدو انها بصدد اخذ وتبنّي مواقف جديدة حيال فلسطين وحيال اسرائيل،

لكن الجمر في الشرق الاوسط مازال مُشتعلا من تحت الرماد، وفي اي لحظة من الممكن ان يطفو ويتّقد لهبا على السطح في حربٍ اقليمية شاملة، ربما تدخل وتتدخل فيها دول واطراف جديدة، بقيت سابتة خلال كل هذه الايام.

disqus comments here