“هنا القدس”.. إذاعة أسسها الانتداب البريطاني لمواجهة الوعي العربي

أعادت تقارير تاريخية تسليط الضوء على إذاعة “هنا القدس” التي أطلقها الانتداب البريطاني عام 1936 من فندق “بالاس” في القدس، بهدف التأثير على الرأي العام العربي وترويج الرواية الصهيونية، في وقت كانت فيه فلسطين تغلي بالمقاومة ضد الاستعمار والهجرة اليهودية.
كانت الإذاعة تبث بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والعبرية، رغم أن الأخيرة لم تكن دارجة آنذاك في فلسطين. واعتُبرت ثاني محطة إذاعية في الوطن العربي بعد إذاعة القاهرة، بدعم فني من هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ورغم محاولة الانتداب تصويرها كمشروع ثقافي لبث الموسيقى والمعرفة، إلا أن الوثائق التاريخية تكشف أن هدفها الحقيقي كان تشويه الوعي العربي وإظهار اليهود “شعبًا متحضرًا” ضمن سياسة “فرّق تسد”.
من أبرز وجوهها الشاعر إبراهيم طوقان الذي تولى إدارة القسم العربي، وساهم في بث روح الوعي الوطني قبل أن يُقال من منصبه عام 1940، ليخلفه عجاج نويهض، ثم عزمي النشاشيبي الذي نقل البث لاحقًا إلى رام الله بعد قصف العصابات الصهيونية لمبنى الإذاعة في القدس.
واستمرت الإذاعة في العمل حتى عام 1967 حين أنهى الاحتلال الإسرائيلي وجودها بعد احتلال الضفة الغربية، لتبقى “هنا القدس” شاهدًا على معركة الوعي والإعلام في وجه الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني.