غزة.. جرحٌ نازف لشعبٍ يصارع من أجل البقاء

في قلب العالم العربي تقع فلسطين... تلك البقعة الجغرافية الصغيرة التي تحولت إلى رمز للمقاومة والصمود، ولكنها أيضاً أصبحت ساحةً لأحد أطول وأقسى احتلالٍ في التاريخ الحديث... فما يحدث هناك ليس مجرد صراع عسكري عابر بل هو نظام قمعٍ ممنهجٍ يتجلى في التنكيل بالمدنيين... التطهير العرقي، وتدمير البنى التحتية بشكل منهجي وهمجي تحت سمع العالم وبصره.
احتلالٌ بلا شرعية.. اعترافٌ بلا ضمير
العالمُ يعترفُ بـ إسرائيل كدولةٍ بل ويقدم لها الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي بينما يُنكر أبسط حقوق الشعب الفلسطيني الذين هم أصحاب الأرض الأصليين! فكيف يُشرعن الاحتلال وتُجرم المقاومة؟ كيف يُوصف الدفاع عن الأرض بالإرهابُ بينما تُقدم جرائم الحرب الإسرائيلية على أنها حق الدفاع عن النفس؟
الضحايا بالأرقام ليست مجرد إحصاءاتٍ بل هي أرواحٌ تُزهق كل يوم.. أطفالٌ تحت الأنقاض.. نساءٌ يُقتلن في بيوتهن.. رجالٌ يُعدمون دون محاكمة، ومستشفيات تُقصف رغم حصانتها الدولية ومع ذلك يبقى السؤال المُلح أين الضمير الإنساني؟ وأين القانون الدولي؟
التدمير الممنهج.. حرب على الوجود
ليس القتل هو الأسلوب الوحيد الذي يستخدمه الاحتلال بل هناك حرب على مقومات الحياة نفسها... فمنع الكهرباء.. تقييد الغذاء والدواء.. تدمير المدارس والجامعات، وتهجير العائلات من منازلها كلها أدوات لتحقيق هدف واحد يتمثل في جعل الحياة في غزة مستحيلة لدفع السكان إلى الهجرة والاستسلام.
لكن غزة رغم الجراح ترفض أن تُكسر... والشعب الفلسطيني بكل فئاته يكتبون ملحمةَ صمودٍ تُدرسُ للعالمِ معنى الكرامة... فالقصف لا يقتل الأحلام، والحصار لا يُنهي الإرادة والحياة.
الصمت الدولي.. تواطؤ أم عجز؟
الأمم المتحدة... المنظمات الحقوقية، والدول الكبرى تتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان والسلام العالمي، ولكن عندما يتعلق الأمر بفلسطين المُحتلةُ يصبح الكلامُ مجرد إداناتٍ دون فعل حقيقيٍ وكأن الفلسطينيين من طينة تختلف عن الطينة البشريةِ في تمييزٍ عنصريٍ بغيض.
فلسطين لن تموت
غزةُ وفلسطين عموماً ليست مجرد مكان بل هي قضيةٍ إنسانيةٍ تختبرُ ضميرُ العالم الذي اثبت فشلهُ كثيراً إلا أن الأمل لم ينتهِ بأصحاب القلوب البيضاء في هذا العالم فإذا كان التاريخ يُكتب بالقوةِ اليوم فإن العدلَ سيحكمُ غداً، والشعب الفلسطيني برغم كل المحن سيظل شاهداً على أن الحق لا يموت، وأن الأرض لا تُنسى.
وسيظلُ شعار كل عربي وفلسطيني.. إنهم يقتلوننا لنحيا، ويهدمون بيوتنا لنبني وطنًا.. فليفعلوا ما يشاءون لأن فلسطين ستظل في القلب والوجدان.

disqus comments here