فلسطينيون يكشفون كواليس “الرحلة الغامضة” من غزة إلى جنوب إفريقيا
أثار وصول مجموعة جديدة من الفلسطينيين إلى جنوب إفريقيا ضجة واسعة، بعد تداول شهادات لمسافرين كانوا على متن ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”الرحلة الغامضة”، amid اتساع الجدل حول الجهة التي تقف خلف تنظيمها، وما إذا كانت تشكّل جزءًا من محاولات تهجير لسكان قطاع غزة.
ووفق شهادات مسجلة بثتها وسائل إعلام، من بينها “الجزيرة مباشر”، تحدث ركّاب فلسطينيون عن تفاصيل السفر، والمعلومات التي قُدمت لهم قبل مغادرتهم، والظروف الملتبسة التي أحاطت بالرحلة منذ بدايتها حتى وصولهم إلى الأراضي الجنوب إفريقية.
ارتباك وغموض منذ لحظة الانطلاق
وبحسب روايات المسافرين، فإن الرحلة بدأت دون توضيحات كاملة حول الجهة المسؤولة عن تنظيمها، أو طبيعة التسهيلات التي حصلوا عليها. وأشار بعضهم إلى أن التواصل معهم جرى عبر وسطاء وشخصيات غير رسمية، ما عزز الشكوك حول الخلفيات الحقيقية لهذه الرحلات.
جدل واسع واتهامات بمحاولات تهجير
وجاءت هذه التطورات في ظل تقارير دولية وعربية تحدثت عن شبكات غامضة يُعتقد أنها تعمل على نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مختلفة، أبرزها جنوب إفريقيا. وكانت تقارير بريطانية قد نسبت هذه العمليات إلى منظمة غير معروفة باسم “المجد أوروبا”، بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن آليات تهريب عبر مناطق حدودية.
وتزامن ذلك مع موجة تحذيرات فلسطينية رسمية، كان آخرها من وزارة الخارجية الفلسطينية، التي نبّهت من “عمليات خداع قد تستهدف تهجير الفلسطينيين”، محذّرة المواطنين من التعاطي مع أي ترتيبات سفر غير واضحة المعالم.
موقف جنوب إفريقيا
وكانت الحكومة الجنوب إفريقية قد منحت في الأيام الماضية تأشيرات استثنائية لمجموعة من الفلسطينيين، لكنها عبّرت بالتزامن عن ارتيابها تجاه “أجندات تسعى لتفريغ غزة والضفة من سكانهما”، مؤكدة أن استقبالها لبعض الفلسطينيين يأتي لأسباب إنسانية فقط.
قضية تتصدر النقاش العام
وأعادت هذه الرحلة النقاش حول مخاطر التهجير القسري في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، إذ يرى محللون أن خلق مسارات سفر خارجية “غامضة” قد يندرج ضمن ضغوط لدفع الفلسطينيين للهجرة خارج وطنهم.
وبينما لم تُكشف حتى اللحظة الجهة الرسمية التي تقف وراء تنظيم الرحلة، تتواصل التحقيقات الصحفية حول الشبكات المتورطة، في وقت ينتظر فيه ركّاب الرحلة توضيحات من الجهات المعنية حول مستقبل إقامتهم والإجراءات القانونية التي سيتبعونها.