“أسطول مادلين” يشقّ البحر نحو غزة: غريتا تونبرغ وريما حسن في مهمة كسر الحصار وفضح الإبادة الجماعية

في تحرك إنساني غير مسبوق، أبحرت سفينة “مادلين” من ميناء كاتانيا الإيطالي متجهة إلى قطاع غزة، محمّلة بمساعدات إنسانية وناشطين من مختلف الجنسيات، في إطار مهمة جديدة لتحالف “أسطول الحرية” تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا.
السفينة تحمل على متنها شخصيات بارزة، من بينها الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، وعضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، إلى جانب متطوعين من ألمانيا وتركيا والبرازيل وفلسطين، إضافة إلى صحفيين وأطباء ومهندسين، متحدّين المخاطر والتهديدات في سبيل إنقاذ أكثر من مليوني إنسان محاصرين في غزة.
المساعدات التي تنقلها السفينة تشمل حليب أطفال، أرز، دقيق، أدوية، مستلزمات نسائية، أجهزة تحلية مياه، وأطرافًا صناعية للأطفال، وهي مؤشرات مباشرة على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وقالت غريتا تونبرغ خلال مؤتمر صحافي
> “ما يجري في غزة إبادة تُبث على الهواء مباشرة. الصمت ليس خيارًا، بل تواطؤ. علينا مسؤولية أخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني.”
أما النائبة ريما حسن، فصرّحت من على متن السفينة:
> “نحن لا نحمل فقط شحنات إنسانية، بل رسالة مقاومة عالمية تقول: أوقفوا الحصار، أوقفوا الإبادة.”
المهمة تأتي بعد أسابيع من تعرض سفينة “الضمير” لهجوم يشتبه أنه إسرائيلي في المياه الدولية، وفي الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة أسطول الحرية عام 2010، التي قُتل خلالها تسعة نشطاء على يد القوات الإسرائيلية.
رغم المخاطر، يواصل النشطاء رحلتهم البحرية في تحدٍّ للعالم الصامت، مؤكدين أن هذه المهمة سلمية بالكامل، ومطابقة للقانون الدولي، وأن أي اعتداء عليها سيكون “عدوانًا على مدنيين عُزّل يسعون لإنقاذ أرواح”.
في وقت يتهم فيه العالم إسرائيل باستخدام التجويع والتهجير كسلاح حرب، ووسط ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، يحمل “أسطول مادلين” أملاً وإنذارًا للعالم: غزة تنادي.. فهل من مجيب؟