الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 20/5/2025

 

 

مرت دقيقتان ونحن بقينا في الخلف: نتنياهو يفوت القطار الامريكي

 

 

بقلم: يائير غولان

 

في الشرق الأوسط تحدث في هذه الفترة دراما اقتصادية، سياسية وامنية، في داخلها، بسبب رئيس حكومة الفشل، مكانة إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة وفي العالم تنهار. دونالد ترامب الذي طرح نفسه كصديق حقيقي لإسرائيل، يسوق نظام إقليمي جديد، الذي فيه الأموال، وليس القيم المشتركة، هي القوة المحركة. المصالح الاقتصادية، الشخصية والدولية، تدفع جانبا النظام والمشاعر القديمة. الولايات المتحدة تتحدث الآن بلغة واحدة فقط: أموال كثيرة. ومن اجل هذه الأموال الكثيرة فان هناك حاجة الى محيط إقليمي مستقر. لذلك، من ناحية واشنطن فان الحرب في قطاع غزة يجب أن تنتهي، ومن لا يفهم ذلك لن يكون في اللعبة.

الحرب في القطاع والتصعيد مع الحوثيين تعتبر في الولايات المتحدة عبء استراتيجي على الواقع الجديد الذي يمليه ترامب. في هذا السياق فان إسرائيل في ظل بنيامين نتنياهو ليست ذخر للامريكيين بل هي عبء وعائق. ترامب يلمح للحكومة بأن تهديء اللعب وتنهي الحرب وتدخل الى الواقع الجديد. هذا الواقع يشمل أيضا استئناف التفاهمات مع ايران، وربما اتفاق نووي يشبه الـ “جي.سي.بي.أو.ايه”، خطة التفاهمات المشتركة بين الـ 5+1 وايران، التي تم التوقيع عليها في 2015. ولكن في إسرائيل رئيس حكومة الذي هو مدفوع فقط باعتبارات بقائه السياسي وغير قادر على قبول التغيير.

في الوقت الذي تدور فيه العجلة بسرعة كبيرة فان الحكومة بقيت بعيدا خارج الغرفة، مجمدة، وبالاساس مقطوعة. الشخص الذي كان يتفاخر بأنه ساحر في الساحة الامريكية، والذي كان يتفاخر بالقدرة على التلاعب بترامب، اصبح يمكن التلاعب به من قبل شخص متلاعب اكثر بكثير منه. نتنياهو في عهد ترامب ليس النجم الذي يملي الاجندة ويحصل على التصفيق في الكونغرس، بل هو لاعب هامشي، فاشل، في قصة فقد سيطرته عليها.

الامريكيون يبنون الآن النظام الجديد مع السعودية والامارات وقطر، وحتى مع سوريا وتركيا. المعيار بسيط: من ينضم الى عربة الاقتصاد والتطبيع فهو في الداخل، ومن يتمسك بالاوهام حول الطرد والضم والابادة فهو في الخارج.

بديل الانضمام الى الطريق التي يرسمها ترامب واضح: جنود الجيش الإسرائيلي سيديرون حياة 2 مليون فلسطيني. الجميع يعرفون ما معنى ذلك ويعرفون كيفية انتهاء ذلك. بعد سنة ونصف على رفض نتنياهو المصمم لفحص أي تنازل فان المنطقة تستمر في التقدم بدوننا وتبقي إسرائيل في الخلف مع الحساب، الذي هو حياة البشر، نهاية الصهيونية والديمقراطية وتدمير اقتصاد إسرائيل لاجيال. لا يوجد اندماج لإسرائيل في اطار الاتفاق المستقبلي بدون رسم افق إيجابي في الساحة الفلسطينية، افق يعني الحل وإعادة الاعمار والتهدئة وتعزيز القوى المعتدلة بروحية المبادرة السعودية من العام 2002. الاندماج في محور الدول المعتدلة لا يعتبر تنازل، بل هو مصلحة وطنية من الدرجة الأولى. هو الطريقة الوحيدة لنقل ولو بشكل جزئي المسؤولية عن غزة لدول أخرى. هذا لا يعتبر ثمن، بل هو مكسب استراتيجي لإسرائيل.

إسرائيل، بصورة غير مسبوقة، لم تعد تقف على راس التحالف الإقليمي، بل تمت ازاحتها جانبا. بدلا من الجلوس على الطاولة الاستراتيجية مع ترامب ومحمد بن سلمان والشركاء الإقليميين فان نتنياهو اختار البقاء في غرفة مع سموتريتش وبن غفير. بضعفه وخضوعه لحفنة مسيحانية، متعصبة، فقد فوت القطار الأمريكي. ومثلما كتب مئير اريئيل: “مرت دقيقتان، وها أنا بقيت في الخلف”.

التداعيات كبيرة. ففي السنة القادمة ستبدأ المحادثات حول اتفاق المساعدات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة (ام.أو.يو). الحديث يدور الآن عن 3.8 مليار دولار في السنة – سلاح متقدم، ذخيرة ومظلة دفاع استراتيجية. ولكن مع استمرار هبوط مكانة إسرائيل وانخفاض أهميتها في نظر ترامب، فان هذه الأموال التي إسرائيل بحاجة اليها غير مضمونة. بدون المساعدات الامريكية ومع حكومة تبذر ميزانية الدولة على الوظائف والمستوطنات وطلاب المدارس الدينية، ولا تقوم بتجنيد الحريديين وتشجعهم على الاسهام في الاقتصاد، فان إسرائيل يمكن أن تتحول الى مكان يصعب العيش فيه، معزولة، نازفة، متعبة، وبالاساس لا تعمل بشكل سليم، وغير آمنة. المعنى المصيري هو أن إسرائيل لن تكون البيت الذي يوفر الأمان لسكانه.

امام هذا الواقع فانه يجب انقاذ إسرائيل من هذه الحكومة. هذا ليس شعار، بل هو مهمة وطنية. يجب على إسرائيل أن تعود الى ابعادها الحقيقية: الدولة العظمى الأقوى عسكريا، مع قيادة سياسية تعرف كيفية السعي الى الاتفاقات وتوفير الامن. دولة قوية ولكنها متزنة. تبادر ولكن مسؤولة. دولة تعرف علاقات القوة وتعرف كيفية استغلال إنجازاتها العسكرية، ليس من اجل البقاء وزيادة الخوف، بل لخلق اتفاق استراتيجي بعيد المدى.

هذه هي صفقة القرن الحقيقية، ليس صفقة نتنياهو. هذه هي صفقة الامن الإقليمي بعيد المدى الذي يستند الى تحالفات واتفاقات والاعتراف بافق سياسي للفلسطينيين في قطاع غزة وفي يهودا والسامرة. ومن لا يدرك ذلك فانه يقودنا الى الضياع، وهو غير جدير بالقيادة. لذلك، يجب علينا التوحد في المعارضة ووضع أيدينا معا لاستبدالهم.

 

 

-------------------------------------------

يديعوت احرونوت 20/5/2025

 

 

المرحلة الحالية من الحرب في غزة تتجاوز الحدود

 

 

بقلم: سيفر بلوتسكر

 

 

في 17 اكتوبر 2023 نشر خبر عاجل عن قصف فتاك للجيش الإسرائيلي على المستشفى الأهلي في قطاع غزة. وزارة الصحة الغزية، بسيطرة حماس، بلغت عن 470 قتيلا، بعضهم من المرضى نزلاء المستشفى. قامت عاصفة، بداية خارج إسرائيل، بعد ذلك في إسرائيل. الجيش صمت ساعات طويلة الى أن ظهر الناطق العسكري العميد دانييل هجاري على شاشة التلفزيون وأفاد: فحصنا، حققنا، جمعنا شهادات وتوصلنا الى استنتاج لا لبس فيه بموجبه سلاح الجو لم يعمل في منطقة المستشفى الأهلي. ما سقط في ساحته كان صاروخا فاشلا اطلقه الجهاد الاسلامي. في الجيش الإسرائيلي قدروا بان عدد القتلى جراء هذا الاطلاق اقل من 50. الاستنتاجات تبنتها وأكدتها أجهزة الاستخبارات ومنظمات حقوق الانسان على حد سواء.

 

 

منذئذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية – الحماسية عن اكثر من 50 الف غزي قتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم نحو 60 في المئة، أطفال، نساء ورجال كبار في السن. في الأسابيع الأخيرة لا يمر يوم بلا بيان من وزارة الصحة إياها عن مئات أخرى من القتلى الفلسطينيين، معظمهم “سكان غير مشاركين”. إسرائيل الرسمية لا تريد، تبقى صامتة. وفي اقصى الأحوال تصدر بيانات عن انفاق ومراكز قيادة وتحكم بنتها حماس في مناطق مدنية مكتظة، بما في ذلك مستشفيات ومدارس وكأن هدم انفاق وخنادق يبرر قتل إطفاء، نساء، مرضى.

 

 

هذا واقع لا يمكن التسليم به، بخاصة ليس عندما لم يعد للقتال في غزة غاية واضحة، وبدلا منها تلقى الى الجمهور شعارات فارغة. ماذا حصل لضميرنا القومي حين طلبنا بعد عشرة أيام فقط من مذبحة 7 أكتوبر تفسيرات واجوبة على فرية الدم من جانب حماس عن قصف المستشفى والان نحن نمر مرور الكرام دون أن نرمش او نتعرق، في ضوء اعداد القتلى الغزيين اليومي. التي اذا كانت صحيحة فاننا نكون عميقا في حفرة أخلاقية. اين المعارضة الصهيونية؟ اين موقظو الرأي العام؟ أين آلام الرحمة؟ يمكن ان نفهم – وقوانين الحرب القائمة تفهم وتبرر هذا – ضحايا من بين السكان المدنيين في اعمال عسكرية حيوية بما في ذلك تصفية مسؤولين كبار. من بدأ بالوحشية الحيوانية في الحرب ضدنا مثلما فعلت حماس في 7 أكتوبر الأسود عليه أن يأخذ بالحسبان رد فعل إسرائيلي قوي، طويل ووحشي. كان ينبغي معرفة أن الشعب الفلسطيني سيدفع ثمن عدوان حماس؛ الحروب لا تدار في أي مرة وفقا لخطة يريدها المعتدي. تسفك فيها انهار من الدم وهي مفعمة بالفظائع.

 

 

ومع ذلك، ليس كل شيء مباحا وليس كل شيء مبررا وبالتأكيد ليس كل شيء أخلاقيا. من ناحية محاكمة الشعوب ومن ناحية المحاكمة اليهودية ليس حكم تصفية السنوار كحكم تصفية قائد صغير في حماس او “تطهير” منطقة مدنية في اطار حملة عسكرية أخرى، بالثمن الفظيع لحياة الكثيرين، بينهم كما اسلفنا، أطفال، نساء وكبار في السن.

 

 

في نهاية الحرب العالمية الثانية وجد بين من تبقى من الشعب اليهودي غير قليلين ممن أرادوا الثأر من الشعب الألماني. الكاتب اليهودي السوفياتي الشهير إيليا ارنبرغ اقترح على ستالين تسوية أراضي وقرى المانيا. منتقمون يهود من بلاد إسرائيل خططوا في الخفاء بتسميم آبار المانيا. كل هذه الأفكار رفضها زعماء مسؤولون عن شعب إسرائيل. نحن لا نثأر من الالمان، نحن نريد أن نحقق حكم العدالة مع النازيين اللعينين ونحقق الحلم الصهيوني. لا أن نحصي أطفالا المان موتى.

الخراب المادي والبشري في المرحلة الحالية من “المناورة” العسكرية في قطاع غزة مهما كان لقبها التوراتي المزعوم تبدو أكثر فأكثر كتجاوز لحدود ينبغي أن تتقرر، بين الحرب العادلة وغير العادلة. بين هزيمة جيش عدو وثأر اعمى من سكانه. بين سعي الى حل سياسي وجريمة حرب.

-------------------------------------------

 

هآرتس 20/5/2025

 

هكذا يجعلون القتل الجماعي أمر طبيعي: السوكوتيون يحرضون على الإبادة واللفنسيون يوافقون

 

 

بقلم: يوعنا غونين

 

“الجميع تعودوا على أنه يمكن قتل مئة غزي في ليلة واحدة في الحرب، وهذا لا يهم أي أحد”، قال عضو الكنيست تسفي سوكوت في برنامج “اوفيرا ولفنسون”، واثار عاصفة صغيرة خفتت بسرعة. من السهل الصدمة من سوكوت، وهو رسول التطهير العرقي وشهوة الانتقام، لكن لسبب ما لم يوجه احد أي نظرة لمجري المقابلة، حاييم لفنسون، الذي الصياغة العنيفة هي هوايته المفضلة، لم يكلف نفسه التطرق ولو بكلمة واحدة الى الاقوال المخيفة. هكذا بالضبط يجعلون القتل الجماعي أمر طبيعي. السوكوتيون يحرضون على الإبادة الجماعية واللفنسونيون يوافقون بصمت.

لفنسون لم يكتف بأن يشرع بالصمت. بعد بضع ساعات نشر في تويتر نص طويل وممل، مليء بالامال الفارغة والهراء التلمودي. الغرض من ذلك هو اثبات ان إسرائيل لا تقوم بارتكاب إبادة جماعية في غزة. انا ساوضح الامر مسبقا: لا يوجد لي أي اهتمام بالسؤال العقيم ما اذا كان ذلك إبادة جماعية أم لا، وكأن المصطلح هو المهم. قل ما تريده عن الاتراك، الصرب، الكمبوديين والروانديين. في الوقت الذي ذبحوا فيه عشرات آلاف الأشخاص فانهم على الأقل لم ينخرطوا في نقاش متوتر ومتغطرس حول ما اذا كانت كومة الجثث قد تجاوزت بالفعل عتبة التعريف القانوني.

في نهاية المطاف هذا هو لب الموضوع: كل هذا العرض لم يستهدف حقا فحص الواقع، بل طمسه. ومثل الأشخاص الذين يشاركون بسذاجة مصطنعة صورة لطفل سمين كدليل على أنه لا توجد مجاعة في القطاع، أيضا الانشغال بالمصطلحات هو ستارة دخان. نقاش كما يبدو في الوقائع الذي يهدف الى تبرير القتل بدلا من وقفه. فعندما تمحى عائلات كاملة، وعندما يتم تدمير المستشفيات والجامعات بشكل منهجي، وعندما الأطفال يدفنون تحت المباني، وعندما يتم قصف الملايين وتجويعهم وطردهم، فان هذه ليست مشكلة دلالية، بل هي مشكلة اخلاق إنسانية.

لفنسون يقول، ضمن أمور أخرى، بان “القانون الدولي ليس قانون، لأنه لا يمثل أي موافقة مشتركة لمجموعة اجتماعية”، جيد، هراء جيد، لكن الاعتقاد بانه مسموح لإسرائيل بان تفعل ما يخطر ببالها، وانه لا يوجد للنخب العالمية المقطوعة عن الواقع الحق في تقييدها، هو امر مشترك للسوكوتيين واللفنسونيين. في الأسبوع الماضي شاهدت محللة في القناة 14 وهي توضح بأن “القانون الدولي هو مثل الايمان الخرافي، هو ينطبق فقط على من يؤمنون به”. هذه صياغة موجزة جدا، وفي الواقع هي تحتاج الى علبة ريتالين من اجل تجاوز جبال الكلمات التي يطرحها لفنسون، وأنه بحاجة على عدسة تكبير للتمييز بين حجته وحجتها.

بيان المصطلحات الخاص به صاغه لفنسون في اعقاب مقال شرح فيه عن سبعة من المحققين البارزين في الإبادة الجماعية. لماذا ما يحدث في غزة ينطبق عليه في هذه المرحلة تعريف الإبادة الجماعية. ولكن أيضا هذه نخب، لذلك فان لفنسون وجه اليهم التهمة الغريبة، أنهم مجرد يحاولون تبرير مجال ابحاثهم.  يصعب تجنب الشعور بان من يحتاج هنا الى مبررات هو بالذات الكاتب. “كثيرون في غزة يجب أن يموتوا اليوم وغدا”، كتب لفنسون بعد يومين على مذبحة 7 أكتوبر. وبعد أسبوعين غضب من “كل هذا التشويش العقلي الذي يتم قوله عن المدنيين الأبرياء”. هذه فضيحة، ولن نقول تجاوز القانون الذي يحظر التحريض على الإبادة الجماعية – ليس في بروتوكولات شيوخ الزمر العالمية، بل في كتاب القوانين الإسرائيلي.

في ختام أقواله أشار لفنسون الى أنه في المجتمع الإسرائيلي يوجد تيار فاشي، كهاني، مهم جدا، يجب كبحه. هو فقط يجد صعوبة في رؤية أنه هو نفسه قام باستدعاء هذا التيار الى الاستوديو، ووقف بصمت إزاء دعايته المقيتة، وبعد ذلك برر حرب الإبادة التي شنها بتفسيرات مضخمة. الجميع يخافون من السوكوتيين، لكن اللفنسونيين هم الذين جعلوا ذلك أمر ممكن.

 ------------------------------------------

 

 

هآرتس 20/5/2025

 

نتنياهو امام لجنة الحقيقة والمصالحة عام 2030: ما شأني بالحقيقة

 

 

بقلم: ألوف بن

 

السنة هي 2030. مثلما في دول أخرى، التي تحررت من حاكم طاغية، أيضا في إسرائيل تم تشكيل “لجنة الحقيقة والمصالحة” في محاولة لتنقية الأجواء ومعالجة جروح الازمات السياسية، الانقلاب النظامي وحرب 7 أكتوبر. بطبيعة الحال الاهتمام تركز على شهادة الحاكم السابق، ابن الثمانين، الذي شعره تساقط وجسمه انحنى، ولكن صوته القوي الذي حرك الأمة ما زال عميقا وواثقا، ومعه أيضا حس الدعابة. “أنا لا اعرف لماذا قاموا بدعوتي الى هنا”، قال بابتسام للمراسلين الذين ملأوا القاعة: ما شأني بالحقيقة؟”.

المثلث الذي تنقصه الكاريزما والذي استبدله، نفتالي بينيت ويسرائيل كاتس ويئير غولا، قاد عملية سريعة لـ “التخلص من البيبية”. قوانين الانقلاب تم الغاءها، ماكنة السم تم وقفها عن العمل، وتم وقف تسييس الشرطة والجيش والشباك. أيضا تم استبدال اسم مفترق الطرق بنتسيون على المدخل الشمالي للقدس – رمز التملق للزعيم المغادر وعائلته. بالطبع، لم يتغير كل شيء. فمحاكمته في ملفات الألف تواصلت بدون توقف للسنة العاشرة.

منذ استقالته هو يتجول في العالم من قبل مشروع “محافظون يتحدثون”، الذي أقامه غوردون بترسون وجادي تاوب. في البداية نشروا هنا عن المتظاهرين ضده في المحاضرات، وعن شعارات الإبادة الجماعية، والمطالبة باعتقاله وتسليمه للاهاي، أو عن الردود الغاضبة للاباء الثكالى والمخطوفين الإسرائيليين الذين كانوا في اسر حماس وصدموا من الأموال الضخمة التي كسبها.

في هذه الاثناء مرت فترة طويلة، حروب جديدة اندلعت في العالم والاهتمام العام ذهب الى أماكن أخرى. بعد ذلك وصلت الدعوة الى لجنة الحقيقة والمصالحة. “الآن ستسمعونني أيضا”، قال الشخص المختلف عليه، الذي من يعارضونه قاموا بمقارنته بالقتلة الذين ارتكبوا مذابح جماعية مثل بولبوت وبشار الأسد، ومن يؤيدونه اعتبروه اله الانتقام من النخبة ومن الفلسطينيين.

الجمهور جلس في مكانه، ورئيسة اللجنة تقدمت للاسئلة الصعبة. عندما شاهدت الصور من غزة، صور الأطفال الفلسطينيين الممزقين، ومبتوري الأطراف والجائعين، ما الذي شعرت به؟ هل كان يمكنك الشعور بالرحمة تجاههم أو فقط باللامبالاة والكراهية؟ عندما سمعت شهادات المخطوفين الإسرائيليين عن جهنم التي مروا فيها على يد حماس، هل خطر ببالك الاعتذار لأنك اهملتهم في الاسر؟.

“نحن حاربنا حرب التقدم ضد البدائيين من العصور الوسطى. كل البلاد لليهود منذ 3 آلاف سنة. الفلسطينيون هم شعب تم اختراعه والذي…”. هنا ليست الأمم المتحدة، قاطعته الرئيسة. لا توجد حاجة الى شعارات دعائية. اشرح لنا لماذا اطلت الحرب، ماذا اعتقدت أنك ستحقق. لا تضيع وقتنا على وعود لا أساس لها مثل النصر المطلق وتدمير حماس ونقل الفلسطينيين الى ليبيا. هنا نحن نحاول التوصل الى الحقيقة.

“ببساطة كبيرة”، رد الشاهد. “منذ بداية طريقي في السياسة عرفت أن السبط الذي يؤيدني موحد حول امر واحد وهو كراهية العرب. هذا ما منحتهم إياه خلال السنين، بدءا بمظاهرات التحريض ضد رابين وشعارات بيرس سيقسم القدس وحتى التحالف مع بن غفير وسموتريتش. 7 أكتوبر من يعارضوني اعتبروه كارثة، وأنا اعتبرته فرصة لزيادة الجرعة والتحرر من السياسة الصائبة والذهاب حتى النهاية.

“لذلك، أنا رفضت كل صفقة تبادل وارسلت الجيش لتدمير غزة. تسفي سوكوت اخطأ عندما قال ان مئة غزي قتيل في ليلة واحدة لا يهمون أي احد في العالم. القاعدة اهتمت بذلك، التي بقيت بعدي رغم المذبحة في بلدات الغلاف والمس بالمخطوفين واختراق قطر لمكتبي”. هذا امر لا يصدق. للمرة الأولى يبدو أنك قلت الحقيقة، لخصت الرئيسة بدهشة، واصدقاءها في اللجنة قاموا بهز الرأس في إشارة على الموافقة.

-------------------------------------------

 

هآرتس 20/5/2025

 

 

الحكومة أبعدت إدارة ترامب وأثارت غضب كل العالم ضدها

 

 

بقلم: يوسي فارتر

 

حتى المؤيدون المتعصبون لحكومة اليمين اضطروا امس الى الاعتراف، بينهم وبين انفسهم، بأن مجموعة متحايلين كهذه لم تكن لتنتخب لادارة بقالة. فالصورة التي عالجت فيها الحكومة قضية ادخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة هي مثال على التحايل عندما يقابل الغباء: لا توجد أي استراتيجية، الامر الذي يؤدي الى اكبر قدر من الضرر، وتنتهي بتراجع كبير ومشهد من الأفلام والخطابات الصبيانية لواضعي السياسات عندنا.

على سبيل المثال، وزير المالية (الذي لا يهتم بالاقتصاد) بتسلئيل سموتريتش، الذي قبل اقل من شهر هدد بـ “على جثتي الميتة اذا دخلت حبة أخرى من المساعدات الإنسانية الى غزة”، تلوى امس مثل فتاة مطاطية وهو يشرح لماذا نحن مضطرين الى ادخال المساعدات. أو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي قبل شهرين ونصف قرر عدم ادخال المساعدات الى غزة بذريعة أن “حماس لا توافق على خطة ويتكوف”. وأمس، حيث لم يتغير أي شيء، اعلن بأنه لا يوجد خيار، المساعدات يجب أن تدخل لأن هناك خوف من التجويع، وأن “سناتورات أصدقاء لإسرائيل” الذين يعرفهم شخصيا، يتوسلون اليه من اجل فعل ذلك.

كم من الالتفافات قام بها على ظهر إدارة جو بايدن وظهر المنتخبين الديمقراطيين الذين طلبوا منه هذه الأمور بالضبط. كيف تبجح نتنياهو بأن رئيس الحكومة يجب عليه أحيانا ان يقول “لا” حتى للاصدقاء الأمريكيين.

سياسة إسرائيل لم يتم اتهامها في أي يوم بأنها صنف عالي، لكن كانت فترات رؤساء الحكومة حظر عليهم فيها التدخل في الاعتبارات سياسية وفي مواضيع الامن القومي. عند نتنياهو في السنوات الأخيرة بشكل خاص فان هذا قبل أي شيء آخر هو السياسة والائتلاف والبقاء الشخصي، وبعد ذلك كل ما تبقى. بعيون مفتوحة سار بشكل حثيث نحو الكارثة السياسية لأن سموتريتش وبن غفير طلبا ذلك وهددا بحل الحكومة. قرار وقف المساعدات الإنسانية لغزة تم اتخاذه في الكابنت في 2 آذار الماضي. المنطق من وراء هذا القرار هو أن الإدارة الامريكية الجديدة ستكون غير مبالية بالنتائج الفظيعة. والآن تبين أنه حتى الرئيس ترامب (الإنساني حسب اقوال ستيف ويتكوف) مصاب بالصدمة مما يشاهده في التلفزيون ولا يتوقف عن التحدث عن المعاناة وعن الناس الذين يموتون بسبب الجوع؛ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليميني جدا، يتصل بنتنياهو ثلاث مرات خلال في اليوم من اجل المساعدات؛ وبالطبع، السناتورات الأصدقاء هم يمينيون متعاطفون، لكن يتبين أنهم غير متعشين للدماء مثل اليمين المتطرف – المسيحاني في الحكومة.

الى درجة أن نائب الرئيس جي دي فانس، الذي كان يتاهب للذهاب الى إسرائيل، كجائزة ترضية بسبب قفز ترامب عنها في الأسبوع الماضي، قام بإلغاء زيارته، كما يبدو بسبب استئناف الحرب وغياب صفقة التبادل. أمس نشر في “واشنطن بوست” نقلا عن مصدر مجهول، بأن رجال ترامب هددوا منذ فترة نتنياهو بأنهم “سيتخلون عنه” اذا لم ينه الحرب في القريب. وبالضبط بالتوازي نشر بيان مشترك غير مسبوق في شدته لكندا وفرنسا وبريطانيا، الذي فيه هددت باتخاذ خطوات اذا لم يتم وقف الحرب. هذه الدول أيضا تشجب “اللغة البغيضة” لبعض وزراء الحكومة. سقوط سياسي حقيقي، الى هذا قادنا الزعيم الأعلى. لا يوجد لحماس في غزة وفي الخارج أسباب كثيرة للفرح في هذه الأيام، لكن هذا بالتأكيد سبب للفرح.

الى جانب تحويل واشنطن الجمهورية الى توأم لادارة بايدن واثارة غضب كل العالم المتنور، وضمن ذلك الدول الأوروبية المتعاطفة جدا مثل المانيا والتشيك، لن تحقق إسرائيل أي شيء. معقول الافتراض أن مخصصات الغذاء الضئيلة للمخطوفين تقلصت أكثر. والآن عند استئناف العملية فان التنكيل بهم يزداد.

لم يتم اطلاق سراح أي مخطوف في هذه الأيام الثمانين من وقف المساعدات. اطلاق سراح عيدان الكسندر كان بادرة حسن نية من حماس لترامب. وربما أن فتح المعابر أمس هو بالتحديد المقابل، الذي تم نفيه في وسائل اعلام اليمين. أيضا ما دخل الى القطاع أمس وما سيدخل اليوم، يصل في معظمه الى ايدي حماس، وهي ستقوم ببيعه للسكان بأسعار عالية، ويدخل قدر لا بأس به من الأموال الى خزينتها التي فرغت.

19 شهر رفض فيها نتنياهو تقديم أي بديل لحماس في القطاع. الآن هو والوزراء سيضطرون الى صك الاسنان مرة أخرى، ورؤية رؤساء حماس التي قتلت الإسرائيليين في 7 أكتوبر وتقوم باحتجاز 58 مخطوف، احياء واموات، يسيطرون مجددا على المساعدات الإنسانية. التاطير الإعلامي للاعمال الفظيعة التي تجري في القطاع المدمر هو وصمة أخرى لإسرائيل. أيضا عندما تبث قنوات التلفزيون مرة كل بضعة اشهر تحقيق عن الغزيين المساكين فان العنوان هو “الضغط الدولي على إسرائيل يزداد”. لا يوجد تطرق للواقع المخيف: اكوام جثث ممزقة لاطفال ونساء وشيوخ؛ أطفال أبناء 5 – 6 سنوات يتم سحقهم؛ يلوحون بالطناجر في نقاط التوزيع على أمل ان يحصلوا على عدة مغارف من العصيدة؛ أطفال في حالة سوء تغذية، بصور تذكر بـ بيافرا في الستينيات. المعسكر “الإنساني” في معظمه لم يعرض عليه أي شيء (باستثناء الذين يستهلكون الاعلام الأجنبي أو يقرأون صحيفة “هآرتس”)، والمعسكر القومي المتطرف لا يهتم بأي شيء؛ معاناة الآخر، بالأساس اذا كان عربي، تسره.

الإنجازات العسكرية والاستخبارية للجيش الإسرائيلي، الشباك والموساد، تتبدد بصورة ممنهجة على يد الحكومة الأكثر فشلا وضررا التي كانت لنا في أي وقت مضى. في هذه الاثناء السخرية تحطم ارقام قياسية: أمس التقى وزير الدفاع مع نظيره الاذربيجاني زاكر حسانوف وهو يرتدي زي مموه. ماذا قال يسرائيل كاتس للجنرال؟ “ان مضاعفة التصويت في مسابقة الاورفزيون هي الدليل الحقيقي على الصداقة بين الحكومات والشعوب”. وبما أن نتنياهو الذي يعيش في الطابق الـ 14 في مبنى وزارة الدفاع يحب إعطاء التوجيهات للجيش الإسرائيلي، ربما سيكون مسرور أيضا “بقيادة” مسابقة غنائية.

-------------------------------------------

 

معاريف 20/5/2025

 

الضغط الامريكي الحاسم ادى الى ادخال المساعدات الى غزة

 

 

بقلم: افي اشكنازي

 

يستعد الجيش الإسرائيلي للقتال داخل قطاع غزة. وتنفذ القوات في هذه اللحظة نوعا من الزحف البطيء في داخل المجال الذي تنظم نفسها فيه. وحسب منشورات اجنبية، في صباح يوم أمس عملت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي قرب مستشفى ناصر في جنوب خانيونس. وكان الهدف هو احمد سرحات رئيس لجان المقاومة في جنوب القطاع.

يدور الحديث عن خلية إرهاب متفرعة عن حماس. وحسب المنشورات الأجنبية، فقد شارك في الاجتياح في 7 أكتوبر في الغلاف واحتجز مخطوفين. وكان هدف العملية اعتقال المخرب للتحقيق معه في إسرائيل.

استغل الجيش الإسرائيلي حقيقة أن القوات توجد تماما بمحاذاة احياء خانيونس، وفي الميدان يوجد عدم استقرار من ناحية حماس، كي ينفذ العملية. غير أن ما كان يفترض على الورق أن يكون عملية هي جزء من دخول مستعرب واعتقال المخرب تعقد الى معركة في نهايتها قتل المخرب سرحان. زوجته وابنه اعتقلا وجيء بهم للتحقيق في إسرائيل.

تحاول إسرائيل في هذه اللحظة تنفيذ بضع خطوات بالتوازي. الأولى: تحسين المواقع قبل الانتقال الى الهجوم. الثانية: الاستيلاء على ذخائر في حالة فرض على الطرفين وقف القتال قبل أن يبدأ. والثالثة: ممارسة ضغط جسدي غير معتدل على حماس.

يعمل المقاتلون في غزة منذ اكثر من سنة وسبعة اشهر. الانهاك واضح. بعد قتال متواصل في ساحاة مختلفة، يصعب على الجنود احتمال كل التوتر. لقد أصاب لواء الناحل حين وجه المقاتلين الى ضابط الامن بعد أن شرحوا بانه يصعب عليهم الدخول في مسار قتالي آخر في غزة. ليس هذا رفضا بل انهاك نفسي هو طبيعي في واقع مشوش وغير طبيعي.

امس بدا الامريكيون اقل أدبا. اقوال الناطقة بلسان البيت الأبيض كانت واضحة: الرئيس دونالد ترامب يطلب ويتوقع انهاء الحرب. مصدر في الجيش قال ان الواقع يدل على أنه عندما يطلب الامريكيون شيئا ما – فان الكل يطيع وينفذ. انظروا موضوع ادخال المساعدات الى غزة.

من أراد ان يرى إشارة أخرى عن الضغط الذي يمارس لاجل انهاء القصة في غزة، تلقى تقارير مدراء شركاء الطيران الأجنبية الذين بلغوا بانهم لن يعيدوا حاليا الرحلات الجوية الى إسرائيل. ومثلما في كلمات القصيدة – “نحن نبقى في البلاد”. بالتوازي، فان الأحزاب الحريدية هي الأخرى تفهم بان انهاء القتال في غزة كفيل بان يقلل الضغط في كل ما يتعلق بالمساواة في العبء.

اليوم القريب القادم أو ذاك الذي سيأتي بعده سيحسمان الى أن نسير: لمواصلة القتال والغرق في الوحل الغزي – ام لخطوة وقف نار وتحرير الـ 58 مخطوفا.

-------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يديعوت احرونوت 20/5/2025

 

 

انهيار استراتيجي اسرائيلي يستوجب اصلاحا عميقا

 

 

بقلم: آفي كالو

 

“تلة الكابيتول لا تجيب”. ذات مرة، قبل وقت غير بعيد، كان هذا الشعار صحيحا وأليما، للاصدقاء من القاهرة. الرئيس المصري السيسي كان يجد في الإسرائيليين الموصين الأفضل الذين يمكنه أن يطلبهم لنفسه في واشنطن، في ضوء النقد المستمر الذي يربط بين تحسين وضع حقوق الانسان في مصر وبين المساعدات الخارجية الامريكية السخية التي تمنح للقاهرة. لكن هذه كانت أزمنة أخرى كانت فيها إسرائيل العنوان المضمون، الأفضل، لمسارات قلب واشنطن. اسألوا بوتين.

عالم ونقيضه: الضعف العميق لدرجة الشلل الذي تعاني منه حكومة إسرائيل في مجال العلاقات الخارجية (هل لاحد ما بالمناسبة أن التقى مؤخرا وزير الخارجية ساعر؟) يصبح هذه الأيام انهيارا استراتيجيا حقيقيا. فهذا لم يعد مجرد نقد عابر على سلوك الحكومة: فالامور قد تصعد الى ضرر بعيد المدى للامن القومي وللعلاقات الخارجية لدولة إسرائيل.

مثلما وصف بين هذه السطور في الأسابيع الأخيرة فان الانفجار الإقليمي – باشراف الرئيس ترامب – يقترب. شرق أوسط جديد يدق ابوابنا. الاماراتيون يلامسون شريحة Nvidia. القطريون منشغلون بالتملق لترامب. ودرة التاج، المملكة السعودية – هذه بداية المحاور لكل شيء: أسلحة متطورة بمئات مليارات الدولارات (بما في ذلك طائرات اف 35، تحد هام للتفوق العسكري الإسرائيلي)، محادثات نووي مدني، مشروع ذكاء اصطناعي هو الأكبر في العالم بمشاركة سام التمن وتفاهمات إقليمية مخترقة للطريق. في الخلفية، مواصلة مفاوضات النووي مع آيات الله بقدر كبير من فوق رأس إسرائيل، حوار مباشر مع حماس واليمنيين، اردوغان يتثبت في الساحة الشمالية، وحتى لبنان يتغير.

وحيال هذا التغيير التكتوني، تصمت حكومة إسرائيل وتواصل ما كانت عليه؛ محاولة الانقلاب النظامي تحصد إنجازات محدودة (في هذه المرحلة)؛ المناكفة الزائدة لمحكمة العدل العليا وللمستشارة القانونية للحكومة تتواصل؛ الغرق في القطاع بلا غاية اقتصادية، في ظل مخاطرة حقيقية على مقاتلي الجيش في ظل التدهور الخطير للوضع الإنساني في القطاع؛ تعرض خطير لعقوبات دولية وامتناع امريكي عن المعركة في القطاع (في ظل انعدام استعداد نائب الرئيس فانس لان يزور البلاد في هذه اللحظة)؛ قانون التملص من الخدمة؛ والمخطوفون؟ كمن تملكه الشيطان، يضطر رئيس الوزراء بصعوبة لان يتعاطى بصعوبة مع منحى ويتكوف في اطار غمزة اضطرارية عن الاستعداد لانهاء الحرب.

الرؤيا المسيحانية – الجمهورية التي تتصدرها حكومة إسرائيل في هذه الأيام، تجبي منذ الان اثمان باهظة لعدة ساحات. يكفي رؤية الاضرار المتراكمة كي نفهم بان ليس هكذا تدار دولة. فحقيقة أن حماس مثلا تجري حوارا مباشرا مع الولايات المتحدة هي ضرر من الصعب قياس عمقه. “شروط الرباعية” (2006)، أحد الإنجازات الإسرائيلية القليلة في المعركة السياسية حيال الفلسطينيين، تقضي الا تكون الدول الغربية، بما فيها الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وبالطبع إسرائيل – على اتصال مباشر مع منظمة الإرهاب حماس.

وهاكم العجب، اليأس المتعمق لدى ترامب من الجمود المتواصل الذي يسيطر على نتنياهو جلب الولايات المتحدة الى حوار مباشر مع حماس، وان كانت غايته المخطوفين – لكن تداعياته السلبية باتت واضحة، بينما حماس تتباهى منذ الان بالحوار الجاري الذي تجريه مع “الجانب الأمريكي”، على حد تعريفها.

الحفرة العميقة التي علقت فيها إسرائيل في اعقاب الشلل التام الذي ألم بالحكومة – تستوجب اصلاحا عميقا بقدر لا يقل. المعنى الفوري هو انه مع اقل من سنة ونصف حتى انتخابات الكنيست الـ 26، على الأحزاب أن تعرض رؤيا إقليمية تستند الى زعامة إيجابية مفعمة بالامل والتفاؤل تعرف كيف تأخذ السنتين الأخيرتين للرئيس ترامب في البيت الأبيض كي تجني أرباحا لدولة إسرائيل.

نافذة الفرص التاريخية لتصميم الشرق الأوسط كفيلة بان تغلق في السنوات القريبة القادمة وعلى الناخب الإسرائيلي أن يأخذ هذا بالحسبان في يوم الامر: قيادة تتجمد في مكانها محشورة بين جدران التطرف، اما عودة الى رؤيا الآباء المؤسسين في شكل صهيونية مبادرة، قوية وواثقة بنفسها – لضمان ازدهار الدولة للأجيال القادمة.

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 20/5/2025

 

 

ترامب نفد صبره ولا ينتظر إسرائيل

 

 

بقلم: أرئيل كهانا

 

الأضواء الحمراء اشعلت الواحد تلو الاخر. “الرئيس أعاد تصميم الشرق الأوسط في رحلته الأسبوع الماضي”، أعلنت امس الناطقة النجم للبيت الأبيض، كارولين ليفات. لكنها فقط لم تشر الى ان دولة واحدة، هي ظاهرا هامة جدا لامريكا، غابت عن هذا التصميم. إسرائيل.

“الرئيس يتحدث مع الطرفين”، اضافت ليفات، فيما قصدت إسرائيل وحماس. نعم، الاتصال المباشر بين أمريكا وحماس الذي كان حتى وقت قصير مضى مثابة حظر اشبه بالديني اصبح الان امرا اعتياديا.

وفوق هذا، فعل ترامب ذلك من فوق رأس إسرائيل مثلما في تحرير عيدان الكسندر، مثلما في الاتفاق مع الحوثيين، مثلما في إزالة العقوبات عن سوريا، مثلما في جولته الى الشرق الأوسط، ترامب ببساطة يقفز عن دولة اليهود.

صحيح أنه لا يتخذ عملا سلبيا. الا اذا حسبنا طلبه لادخال مؤن الى غزة كمس بإسرائيل. لكن بلا شك اطاره يندفع الى الامام بدوننا. هو ببساطة لم يعد ينتظر. جذر الابتعاد ليس فجوة في المواقف. ترامب ورجاله يتفقون تماما على أنه يجب ابعاد حماس عن غزة وإعادة المخطوفين.

 الفجوة هي في الوتيرة. من يقارن بين نتنياهو وترامب يفهم انهما نموذجان متناقضان تماما. ترامب يعمل بوتيرة مدوية. كل شيء عنده عظيم، صبره صفري وهو يحسم بسرعة. أحيانا بلا شك بسرعة اكثر مما ينبغي. وهكذا، منذ عاد الى البيت الأبيض يعلن مرة كل بضع ساعات عن خطوة دراماتيكية ما.

اما نتنياهو بالمقابل، حسب نهج معروف فانه يدير الأمور بالعكس تماما. بحذر زائد، بتؤده، شوي شوي. كل خطوة لا تتم الا بعد ترددات، تساؤلات، تلبثات وتأخيرات.

وهكذا فان “المجالات الإنسانية” في غزة لم تكن جاهزة في الوقت المناسب. حملة “عربات جدعون” انطلقت على الدرب بعد 48 ساعة من الموعد النهائي الذي قررته إسرائيل. كما أن الحملة تتقدم بشكل تدريجي وليس حسب الخطط الساحقة الاصلية.

 

شرق أوسط سريع

 

وهكذا تمر الأيام، الأسابيع والاشهر. وبينما ترامب “يصمم الشرق الأوسط من جديد” إسرائيل لا تزال لا تنجح في اخضاع حماس ويبدو أنه بدأ الصبر لدى ترامب ينفد. فمنذ البداية أراد واعتزم ان تكون إسرائيل جزء من الشرق ا لاوسط الجديد، لكن عندما رأى اننا نتأخر، تقدم بدوننا.

صحيح انه في مسألة النووي، التي هي أيضا المسألة الأهم إسرائيل نجحت في اللحظة الأخيرة في تسيير الأمريكيين على الخط ودفعهم لان يصروا على الوقف التام لتخصيب اليورانيوم الإيراني. هذا انجاز هام. فبالمقابل، في ما يتعلق بـ “الجوع في غزة” بدأ ممثلو ترامب منذ الان يبدون كاناس بايدن وفرضوا ادخال المؤن الى غزة – حتى وان كان واضحا لهم أيضا بانها قد تصل في قسم منها الى حماس.

تغيير الأجواء لا يوشك على الانتهاء هنا. وفرة من المؤشرات تدل على أنه اذا لم تتخذ إسرائيل خطوات دراماتيكية لاعادة تجنيد ترامب الى جانبنا، فانه قطاره ببساطة سيبقي لنا دخانا متصاعدا. محافل توجد على محور القدس – واشنطن تتحدث مثلا عن أن ترامب سيطلب من إسرائيل في مرحلة معينة موعد نهاية للحرب. هو غير مستعد لان نجره الى الابد.

 

احباط في البيت الأبيض

 

لما لم تكن شبكة العلاقات الشخصية بينه وبين نتنياهو مثلما كانت، يدعي مصدر آخر حتى ان أناس ترامب يفكرون بدعوة نفتالي بينيت الى البيت الأبيض. والهدف هو فقط لاجل التأكيد لنتنياهو كم هم محبطون.

حتى لو كانت هذه مجرد تصريحات لا تستهدف الا التنفيس عن المشاعر، فانها تؤشر الى اين تهب الريح. لقد ملأ ترامب مخازن سلاحنا، وحتى هذه اللحظة لم يوجه لنا كلمة نقد واحدة. لكن ساعته تدق ولهذا فانه اذا كانت إسرائيل تريد ان تحقق أهدافها وتنتصر في الحرب فانها ملزمة بان تسرع جدا وتكيف نفسها.

إذ انه مثلما صاغ الامر على مسمعي مسؤول امريكي كبير فان “هذه الإدارة عاطفة لكن لا يدور الحديث عن الأشخاص ذاتهم من الولاية الأولى. إسرائيل ملزمة بان تفهم هذا”.

-------------------------------------------

 

طبيب إسرائيلي يقول إن قتل فلسطينيي غزة كالقضاء على الصراصير والتخلص من مشكلة صحية عامة!

 

لندن- “القدس العربي”: وَصَفَ طبيب إسرائيلي خدمته مع الجيش الإسرائيلي في غزة بأنها مثل “مهمة القضاء على الصراصير”. وقال الجراح الذي شارك في العمليات العسكرية إن مهمته هي “مسألة صحية”، أو القضاء على “مشكلة صحية”.

في تقرير أعدته لبنى مصاروة ونشره موقع “ميدل إيست آي” في لندن، جاء أن الجراح، الذي استُدعي كجندي احتياط للمشاركة في عمليات غزة، كتب منشورات على منصة “إكس”، يوم الأحد، قال فيها إنه تطوّعَ في عملية “سحق” “عشرات الإرهابيين” في اليوم السابق.

طبيب فلسطيني: أنا محاط بالمجرمين، سواء من المنظور الإنساني أو الطبي. هو نوع من احتلال طبي يجبرنا على محو هويتنا وإخفاء مشاعرنا في هذه المستشفيات تجاه أهل غزة

وطلب الجراح سابو عاموس المشاركة في العمليات “في إطار الطب الوقائي”، مع أن طبيبًا آخر اقترح أن مشاركته تدخل في إطار “الصحة العامة”. وقال: “عندما نفكر مرة أخرى، فقد كان محقًا، فنحن نتحدث عن القضاء على الصراصير والذباب الكريه”.

وفي نهاية يوم الأحد، نشر صورة قال فيها إن الجنود الإسرائيليين شاركوا في صلاة يهودية داخل مسجد في شمال غزة.

وكتب قائلًا: “في كل دقيقة، نسمع رشاشًا وقذيفة مدفعية، افرموهم”.

وفي منشور سابق، في آب/ أغسطس 2024، دعا إلى “مسح” غزة عن الوجود. وقال: “لا يوجد هناك أشخاص لم يشاركوا” في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعني بهذا الأبرياء.

ويعمل عاموس في خدمة “مكابي” الصحية، التي تُعدّ من أهم مزودي الصحة في إسرائيل، وتقدّم خدماتها لكل الإسرائيليين بغض النظر عن ديانتهم وعرقهم، بمن فيهم الفلسطينيون.

وبحسب موقع “مكابي” على الإنترنت، فإن عاموس يعمل في مدينة مختلطة في شمال إسرائيل، تضم عددًا كبيرًا من السكان الفلسطينيين. وحاول الموقع الاتصال بالخدمة الصحية دونما رد.

ونقل الموقع عن طبيب فلسطيني يعمل في القطاع الصحي العام، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنه لم يُفاجأ بتعليقات عاموس. وتذكرَ كيف قام بعض الأطباء في المستشفى الذي يعمل فيه بالاحتفال عندما بدأ الجيش الإسرائيلي قصف غزة، ودعوا لمسح غزة عن الوجود وتجويع أهلها. وقال: “وصلتُ إلى نقطة في هذه المستشفيات بدأت فيها بالتساؤل عن الكيفية التي دفع فيها الطب هؤلاء الناس للتفكير بهذه الطريقة”، و”لن يكون هذا منظور إنسان، ولا طبيب قام بأداء القسم”. وعبّرَ عن قلقه من الانتهاكات التي قام بها الأطباء الذين تم استدعاؤهم للخدمة في الجيش، مشيرًا إلى التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين. وقال: “أنا محاط بالمجرمين، سواء من المنظور الإنساني أو الطبي، وهو نوع من احتلال طبي يجبرنا على محو هويتنا وإخفاء مشاعرنا في هذه المستشفيات تجاه أهل غزة”.

ونقل الموقع عن غادة مجدلي، من “الشبكة”، قولها: “يتحرك الأطباء بين العيادات وساحات المعركة، بحيث يبدو دور الجيش والطب شيئًا واحدًا”.

وقالت إن تبنّي المهنيين الطبيين لغة وأساليب الحرب يُعدّ خيانة لمبادئ الطب التي تتركز على العناية، والحيادية، وحماية الحياة.

غادة مجدلي: يتحرك الأطباء بين العيادات وساحات المعركة بحيث يبدو دور الجيش والطب شيئًا واحدًا

وقالت إن نظام الصحة في إسرائيل ضخَّ الكثير من الموارد والدعم للحرب في غزة، وفشل في إدانة الهجمات على النظام الصحي هناك، وتدمير المستشفيات، وحرمان السكان من الطعام، وهو ما دفعهم إلى المجاعة.

وجاءت منشورات عاموس وسط حملة عسكرية جديدة في غزة، حيث تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسيطرة على القطاع كله. فيما كرر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تصريحاته حول تدمير غزة، قائلًا: “نعيد الغزو والتطهير، وسنظل في غزة حتى تدمير حماس”.

وشجبت الجمعية الطبية الإسرائيلية منشورات عاموس، وقالت، يوم الإثنين، إنها تحقق فيها بعد تلقّيها عددًا من الشكاوى.

-------------------------------------------

 

هآرتس 20/5/2025

 

 

طـريـق «عـربـات جـدعـون» وبـديـلـهـا

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

أعلن الناطق العسكري رسمياً البدء في حملة "عربات جدعون"، لكن سكان قطاع غزة لم يحتاجوا إلى البيان كي يفهموا أن ضربة البداية باتت في ذروتها.

فحسب مصادر طبية في القطاع، في ساعات الصباح الباكر قتل في القطاع بقصف الجيش الإسرائيلي 125 فلسطينياً، حسب التقارير، كان القصف موجهاً ليس فقط لـ "مخازن وسائل القتال" أو "مواقع الإطلاق" بل أيضاً لأحياء سكنية مكتظة، منازل وحتى خيام نازحين.

منذ الأسبوع الماضي وعدد القتلى في القطاع في ارتفاع حاد. ولئن بلغ في أيام الأحد حتى الثلاثاء من 20 حتى 50 قتيلاً في اليوم، فقد قتل يوم الأربعاء 70 شخصاً على الأقل، في يوم الخميس 120 على الأقل وفي نهاية الأسبوع أحصي اكثر من 100 قتيل كل يوم.

وحسب مصادر صحية في القطاع فإن الأغلبية الساحقة هم مدنيون، بينهم نساء وأطفال.

لم يعد ممكناً التسليم بما تفعله إسرائيل في قطاع غزة. فقد قال النائب تسفي سوكوت يوم الجمعة: "الكل اعتاد على قتل مئة غزي في ليلة واحدة في الحرب وهذا لا يهم أحداً في العالم".

لشدة الرعب، سوكوت لم يقل هذا كنداء أخلاقي للصحوة بل كتبرير لحاجة "المواصلة والحسم".

هذا ليس فقط نزعاً للإنسانية بل تبلداً أخلاقياً مطلقاً.

ليس القتل المباشر سبب الموت الوحيد في القطاع. حسب منظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة يتعاظم الخوف من انهيار تام في المنظومة الإنسانية هناك لدرجة خطر الجوع الجماهيري.

العالم الغربي والعالم العربي على حد سواء يعربان عن قلق متزايد، لكن إسرائيل تتمترس بموقفها.

مزيد من القوة، مزيد من الضغط، مزيد من الدم، مزيد من التصفية، مزيد من "الضرر الجانبي". حتى متى؟ متى سنكتفي؟

وكأنه يهزأ بالأمل، نشر البيان الرسمي عن انطلاق "عربات جدعون" على الدرب بعد بضع ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن فريق المفاوضات الإسرائيلي يعمل في قطر كي يستنفد كل احتمال لصفقة لإعادة المخطوفين "سواء حسب منحى ويتكوف أم في إطار إنهاء القتال".

عملياً، لا تزال الحكومة تصر على منحى غير قابل للتطبيق فيما يوضح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن "منحى لإنهاء الحرب بلا حسم حماس – لن يقوم ولن يكون".

تقف إسرائيل في مفترق. طريق واحد يؤدي إلى توسيع الحرب. التضحية بالمخطوفين، تفاقم الجوع، استمرار قتل آلاف الأبرياء، بينهم أطفال، تخطيط ترحيل جماعي، عزلة دولية وإفساد أخلاقي.

الطريق الثاني يؤدي إلى صفقة شاملة لإعادة كل المخطوفين، إنهاء القتال، سحب قوات الجيش الإسرائيلي، مساعدة إنسانية، ترميم قطاع غزة وتعاون دبلوماسي دولي لتغيير عميق في المنطقة، بما في ذلك في المسألة الفلسطينية.

فقط بطريق واحد منهما يوجد لإسرائيل مستقبل.

-------------------------------------------

 

 

إسرائيل اليوم 20/5/2025

 

 

كل الأعذار انتهت

 

 

بقلم: شيريت افيتان كوهن

 

إذن لم يعد هذا بايدن الذي بسببه دخلت المساعدات إلى حماس على مدى سنة ونصف. ولا غالنت وهرتسي هليفي، والنائبة العسكرية العامة.

 

 

إذ في لحظة مثل هذه حين يكون وزير الدفاع هو اليد اليمنى لنتنياهو ، ورئيس أركان هجومي تعين حديثا وهو مطواع للحكومة القائمة - يتخذ فيها قرار في الكابنت بإدخال شاحنات مؤن إلى غزة على طريقة "ضريبة لحماس" نفهم أن المعاذير انتهت.

وهذه المرة، بلا شك، يدور الحديث عن سلوك الكابنت ورئيسه نتنياهو، الذي كان ببساطة جر أرجل وزراء في الكابينت، ممن ليسوا مشبوهين بميول يسارية، حذروا في أحاديث معي قبل أسابيع طويلة من الوصول إلى هذه النقطة الزمنية. كيف بدأ هذا ؟ قبل شهرين ونصف قرر الكابنت وقف التموين لغزة، لأجل الضغط على حماس كي توافق على صفقة. منذ هذه اللحظة بدأت ساعة رمل المساعدات تحدد اللحظة التي تتوقف فيها منسق أعمال الحكومة في المناطق أطلع الوزراء على أنه بعد كذا وكذا أسابيع ستنفد المساعدات وينبغي الاستعداد لـ"جوع" في غزة.

 

 

كما أن زيارة ترامب إلى المنطقة الأسبوع الماضي كانت حدثا معروفا ومتوقعا . هذان الإثنان معا - انتهاء المساعدات في غزة، إلى جانب العناق الحار الذي تلقاه ترامب من الإمارات - أديا إلى تحقق توقع أولئك الوزراء: الضغط السياسي دفعنا لخطوات لم نخطط لها ولم نرغب فيها.

وماذا فعل نتنياهو والكابنت؟ بعبارة واحدة لا شيء.

بيد واحدة أداروا بكسل حملة بأس" وسيف" وفي اليد الثانية أداروا محادثات لإعادة المخطوفين فشلت الأخرى. لماذا؟ هي لأنهم في حماس أيضا فهموا الخدعة : إذا لم يكن ضغط عسكري فلا مخطوفين قبل ثلاثة أسابيع فقط طلبت من الكابينت ساعة الرمل إياها وانضغطوا بخطة المساعدات البديلة بعد أن أعلن رئيس الأركان أن جنود الجيش لن يوزعوا المساعدات.

هكذا حلت مشاكل أخيرة للخطة الأميركية الإسرائيلية إياها، وأساسا بضغط من الوزير سموتريتش، الذي لم يبادر فقط إلى تغییر توزيع المساعدات بل حاول أن يحرك هذه الخطوة حيال جهاز أمن متجمد.

وزير الدفاع كاتس، ووزير المالية سموتريتش وبالطبع نتنياهو أعلنوا أنه يوجد حل المساعدات ستدخل إلى القطاع بشكل لا يقع في أيدي حماس لكن هذه البيانات أيضا كانت منقطعة عن ساعة الرمل.

من ضغط من خلف الكواليس لإدخال المساعدات بالشكل الذي مارسه أخيرا نتنياهو والكابنت كانوا أعضاء كونغرس جمهوريون وبالطبع ترامب نفسه. ما كان يفترض بهذا أن يفاجئ أحدا. كان هناك من رأوا هذا يأتي. وهم ليسوا أنبياء بل ببساطة حللوا بشكل صائب الضغط السياسي وعرفوا بميل نتنياهو لجر الأرجل.

شدة النقد في القاعدة اليمنية ما كان يفترض أن تفاجئ نتنياهو أو سموتريتش، اللذين يشرحان القرار في محاولة منع التصعيد السياسي ضدنا. كله صحيح لكن كان يمكن أيضا خلاف ذلك. هذا أيضا بدأ ناخبو اليمين يفهمونه في اليوم الماضي.

-------------------------------------------

 

هآرتس 20/5/2025

 

نتنياهو.. الجوع في غزة هو مشكلة إعلام

بقلم: أسرة التحرير

قرار رئيس الوزراء الاستئناف الاضطراري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أجبره هو وشركاؤه على أن يخرجوا إلى هجوم "إعلامي" يرمي إلى مصالحة الجمهور الانتخابي ذاك الذي وعد بعقاب جماعي في شكل تجويع.

بعد أن شرح لوزراء الحكومة أنه "توجد حملة في العالم عن "جوع في غزة"، كما توجد ضغوط من أصدقائنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة"، اضطر نتنياهو إلى أن ينشر شريطا مسجلا في الشبكات الاجتماعية كي يشرح للجمهور الانتخابي خائب الأمل أيضا أنه لم يتبق بديل. وشرح قائلا: "ثارت مشكلة لأننا نقترب من الخط الأحمر".

لمن ما يزال يعتقد أن الخط الأحمر يشكل حافة أخلاقية محظور على الدولة أن تتجاوزها – يجمل به أن يصحو. فإسرائيل ليست هناك منذ زمن بعيد. الخط الأحمر الذي جرى الحديث عنه هو خط الإعلام. "أصدقاؤنا الأفضل في العالم، السناتورات الأكثر ودا لإسرائيل يقولون لنا إنهم يعطون كل المساعدات، السلاح، الدعم، الحماية في مجلس الأمن – لكنهم لا يمكنهم أن يدعموا صور جوع جماعي"، قال نتنياهو لنا. هكذا يسمع زعيم دولة تبنت التجويع الجماعي كسلاح ضد السكان المدنيين. لكن ليس زعيما كنتنياهو هو من يخيب أمل جمهوره الانتخابي من دون أن يضمن له مقابلا هجوميا. ففور الإعلان عن إدخال المساعدات شرح أن "خطة الحرب والنصر" هي عمليا "للسيطرة على كل غزة".

بعده جاء بتسلئيل سموتريتش كي يوضح أن إدخال المساعدات لا يشهد على أنه هو وأعضاء حكومته تبنوا لا سمح الله عمودا فقريا أخلاقيا. "انا أفهم الغضب وآلام البطن"، اعترف وشرح أنه ببساطة إذا ما واصلنا التجويع "العالم سيفرض علينا وقف الحرب وسنخسر". وفي سياق حديثه هدأ الروع بالوعد بإبادة شاملة: "الجيش الإسرائيلي يعمل في غزة مع خمسة فرق، بقوة لم يشهد لها مثيل منذ بداية الحرب. فلا لمزيد من الاجتياحات والدخول والخروج بل نحتل، نطهر ونبقى حتى إبادة حماس". لأجل التأكد من أن الرسالة وصلت، قدم لنا عقبى تتمثل في أنه "في الطريق إلى إبادة حماس نبيد كل ما يزال باقيا من القطاع".

نتنياهو وسموتريتش لا يحاولان إخفاء الجرائم التي يرتكبانها وما هو مخطط للمستقبل القريب: تخريب القطاع، احتلاله وقيادة ترحيل جماعي. من ناحيتهم الكارثة الإنسانية هي مشكلة إعلام فقط. في الواقع نفسه، ذاك الذي يرفض إسرائيليون كثيرون أن يروه لكن العالم ينظر إليه بدهشة، فإن ما تفعله إسرائيل في غزة ليس مشكلة إعلام – هذه جريمة حرب جماعية. الصور التي تأتي من غزة هي وصمة لا تمحى على الصورة الأخلاقية لإسرائيل. بدلا من مواصلة هذه الكارثة، فإن الحكومة ملزمة بأن تسمح بإدخال مساعدات إنسانية ذات مغزى كي توقف فورا الجوع الجماعي وتنهي الحرب في إطار صفقة لإعادة كل المخطوفين.

-------------------------------------------

 

هآرتس 20/5/2025

 

 

بيبي ليس بحاجة لتحريض من سموتريتش وبن غفير فهو يفوقهما تطرفا

 

 

بقلم: نحاميا شترسلر

 

الفترة القريبة المقبلة هي فترة حاسمة بالنسبة لمصير المخطوفين، حياة المقاتلين، الجوع في غزة ومكانتنا في العالم. الطرفان في الدوحة ينشران أخبارا كاذبة، وكل شيء قابل للتغير. هل ستتوصل إسرائيل وحماس إلى صفقة جزئية؟ هل هذه الصفقة ستؤدي فيما بعد إلى صفقة شاملة تؤدي إلى إنهاء الحرب؟ ما هي الحقيقة بشأن عملية "عربات جدعون"؟ هل الحديث يدور عن "امسكوني" أو عن خطة حقيقية لاحتلال القطاع؟ هل بنيامين نتنياهو فرض العملية على رئيس الأركان، الذي لا يريد احتلال غزة، وبالتأكيد لا يريد إقامة حكما عسكريا فيها؟ إذا دخلنا غزة كيف سنصمد أمام الضغط الدولي المتزايد؟. باختصار، ما الذي يقوم نتنياهو بحياكته؟.

-----------------انتهت النشرة-----------------