الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 11/9/2025العدد 1406

 الصحافة الاسرائيل- الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 11/9/2025

 

 

اسرائيل لها اهداف طموحة، ولكن نتائج الاغتيالات الاخيرة جزئية ومخيبة للآمال

 

 

بقلم: عاموس هرئيلِ

 

الاحتفال كان مبكر جدا. تقريبا بعد يومين على هجوم سلاح الجو في قطر يتعزز الشك بان العملية لم تحقق الاهداف المعلنة. حماس وحكومة قطر ما زالت تحافظ على تعتيم حول نتائج الهجوم. ولكن في هذه المرحلة يبدو ان عدد من كبار قادة المنظمة الارهابية الذين اصيبوا في قصف اسرائيل، يبدو أنه اقل مما اعتقد في البداية. اضافة الى ذلك تبين ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قرر القيام بالهجوم رغم معارضة معظم كبار قادة جهاز الامن ورغم التحذير الشديد الذي اسمعوه حول التاثير السلبي المحتمل للهجوم على صفقة التبادل.

كلما طالت الحرب الاقليمية وتعقدت فان اسرائيل تاخذ على عاتقها اخطار اكبر للقيام بعمليات اغتيال. قبل اسبوعين هاجم سلاح الجو مدينة صنعاء في محاولة لاغتيال معظم كبار رجال حكومة الحوثي في اليمن. أول أمس تم تفجير طاقم المفاوضات لحماس في قطر، في ذروة جلسة خصصت لبلورة استراتيجية في المفاوضات حول صفقة التبادل. ليس فقط ان الهجمات اصبحت اكثر فاكثر بعيدة المدى، والاهداف اصبحت طموحة اكثر. حتى الاونة الاخيرة الاغتيالات المتسلسلة وصفت بانها سلسلة نجاحات متصاعدة. ولكن الهجوم السابق في اليمن حقق فقط نتائج جزئية (رئيس الحكومة وعدد من الوزراء قتلوا، لكن كبار قادة المستوى الامني للحوثي نجوا من الهجوم)، والعملية في قطر ربما ستنتهي بالفشل.

الخطير الكبير يتعلق بحياة المخطوفين وسلامتهم. مسموح عدم التاثر من التنديدات الدولية للعملية الاسرائيلية في قطر. ولكن هل اسرائيل لا تشعر بان حماس ستستغل هذه الحادثة من اجل زيادة التشدد في معاملة المخطوفين في الانفاق أو ستهدد بالمس بهم؟. يفضل القول بوضوح بان الحفاظ على حياة المخطوفين اصبح منذ زمن لا يحتل الاولوية بالنسبة لرئيس الحكومة. ما يوجه اعتباراته هو الحاجة الى البقاء في الحكم بكل الطرق، وطريقة تحقيق ذلك، حسب رأيه، هو حرب طويلة بقدر الامكان.

حتى الآن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يسمح له بالمزيد من الوقت في غزة – لكنه يدفعه الى ان لا يطيل الحرب اكثر من اللزوم. هناك تقدير بان ترامب سيطلب منه انهاء القتال حتى نهاية السنة. لذلك، نتنياهو يصمم على توسيع العملية البرية في مدينة غزة، في حين ان العملية في قطر طلب رئيس الحكومة تنفيذها قبل البدء بالعملية البرية الكثيفة هناك.

مستوى دعم ترامب للعملية الاسرائيلية يرتبط باستمرار علاقته الجيدة مع نتنياهو. السؤال الذي لم يتم توضيحه بعد هو ما الذي حدث بين القدس وواشنطن في الساعات، أو حتى في الاسابيع، التي سبقت الهجوم. رئيس الاركان ايال زمير هدد بالمس بكبار قادة حماس الخارج في تصريح له في نهاية شهر آب. اسرائيل كما يبدو المحت للولايات المتحدة عن نية العمل في قطر بالتحديد. ولكن في “اخبار 12” نشر ان الامريكيين ادركوا ان الهجوم وشيك فقط عندما تمت ملاحظة الطائرات الاسرائيلية من قبل منظومات الدفاع الجوية لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي، التي تدافع عن القاعدة الضخمة في قطر. فقط في حينه تم الادعاء، كما اوضحت اسرائيل ما تنوي فعله. هل يحتمل ان البيت الابيض عرف مسبقا، لكنه نسي ابلاغ القادة في الميدان؟. قائد المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي زار اسرائيل والتقى مع كبار قادة الجيش الاسرائيلي قبل بضعة ايام فقط.

هنا تطرح امكانية ان ترامب ينثر الضبابية حول الظروف بشكل متعمد كي يحتفظ لنفسه بهامش انكار: فصل الامريكيين عن نتائج الهجوم، لا سيما اذا، بشكل ما، العملية الاسرائيلية اضرت بقطر واخطأت هدفها الرئيسي: قتل كبار قادة حماس.

الرئيس الامريكي كما هو معروف، لا يحب ان يكون متماهي مع الاخفاقات، ايضا توجد له شبكة علاقات ومصالح معقدة مع قطر.

لكن اذا لم يكن هناك تنسيق كامل، والامريكيون لم يتم ابلاغهم في الوقت المناسب، فانه تكمن في ذلك احتمالية حدوث مشكلة بينه وبين نتنياهو. هذه بالضرورة ليست انباء سيئة، حيث انه منذ فترة طويلة ترامب هو الوحيد الذي ربما يمكنه تحقيق انهاء الحرب، لكن هذا مرهون باستخدام ضغط امريكي مباشر على نتنياهو، الامر الذي حتى الآن لم يتجرأ ترامب على فعله. هذه الليلة نشرت “وول ستريت جورنال” بان ترامب قال لنتنياهو بان الهجوم كان “عمل غير حكيم”. ما الذي اصبح بالامكان رؤيته بوضوح هو الضرر الذي لحق بالعلاقات بين اسرائيل وقطر، مع كل التعقيدات فيها. رئيس حكومة قطر قال أمس في مقابلة مع “سي.ان.ان” بان ما فعله نتنياهو هو ببساطة تصفية أي أمل بالنسبة للمخطوفين.

جيران قطر، بدءا بالسعودية وحتى دولة الامارات، سارعوا الى التنديد بالعملية الاسرائيلية. وكالعادة تلاحظ هنا درجة كبيرة من النفاق. فالعلاقات بين دول الخليج معقدة، وبالتأكيد كان هناك شعور بالشماتة تجاه القطريين الذين يثيرون باستمرار كل ما يحدث حولهم. ولكن ايضا هناك خوف في دول الخليج. حتى الآن طوال الحرب الحالية كانت دول الخليج خارج المجال: اسرائيل لم تعمل فيها، في حين ان ايران اكتفت بهجوم رمزي واحد في قاعدة واحدة في قطر ردا على القصف الامريكي لمنشأة فوردو النووية في حزيران الماضي. الآن حماس، بدعم من ايران، يمكن ان تبحث على اغلاق الحساب في الخليج – مثلا من خلال التهديد بالمس بالسياح الاسرائيليين في دولة الامارات.

------------------------------------------

 

هآرتس 11/9/2025

 

 

حتى لو قتل كبار قادة حماس في الهجوم فان قيادة المنظمة ستتعافى

 

 

بقلم: جاكي خوري

 

 الهجوم على مقر حماس أول امس في الدوحة احتل الصدارة في العناوين. العاصمة القطرية التي تحولت في العقد الاخير الى بؤرة مركزية للدبلوماسية الاقليمية، سلطت عليها الاضواء. هل كبار قادة المنظمة قتلوا؟ هل هذه هي نهاية المفاوضات الهشة أصلا؟ من السابق لاوانه معرفة ذلك.

الرد القطري يتوقع ان يكون دبلوماسيا وقضائيا، مدعوم بحملة كبيرة، التي يمكن لكثير من الاموال ان تمولها. المنشأة التي هوجمت بالتاكيد سترمم. ايضا في قيادة حماس، سواء قتل كبار قادتها أم لا، دائما ستظهر اسماء جديدة أو ان اسماء قديمة ستعود الى الواجهة، مثل خالد مشعل، موسى ابو مرزوق وغيرهم. هذه بورصة وظائف لا تتوقف. بعد فترة سيتفقون على استئناف المفاوضات وسيجدون الوسيط المناوب أو مبعوث لجهة معينة الذي سينقل مسودة الاتفاق.

مع ذلك، يجب عدم التشوش. القصة الحقيقية مع كل الاحترام للدوحة، تحدث في غزة. التوجيهات الاسرائيلية بشأن اخلاء كل سكان المدينة هي ابعد بكثير من اجراء عسكري. بالنسبة للفلسطينيين الامر لا يتعلق فقط بمأساة انسانية فورية، بل بانهيار سردية كاملة. بالنسبة لهم فان غزة لم تكن مجرد مدينة، بل “عاصمة المقاومة”. هي اعتبرت رمز الى جانب مدن اخرى تمثل معنى تاريخي مثل بيروت في الثمانينيات وبغداد في حرب الخليج الاولى والثانية. الآن هذه المكانة انهارت.

السخرية لاذعة. في ايلول 1993 تم التوقيع فوق العشب الاخضر في البيت الابيض على اتفاق اوسلو. وبعد بضعة اشهر، تحت غطاء من الغبار ولافتات الأمل عاد رئيس م.ت.ف، ياسر عرفات، الى غزة. المدينة الفقيرة والتي تسود فيها الفوضى تم عرضها كنقطة البداية لاقامة الدولة الفلسطينية. عرفات خرج منها في طلعات الى اريحا ومدن اخرى في الضفة لالقاء الخطابات الحماسية من اجل تجسيد حلم سياسي. غزة  في حينه كانت الرمز لسنونو الاستقلال. ومنذ ذلك الحين مرت بعدد لا يحصى من المواجهات، بالاساس الانتفاضة الثانية في تشرين الاول 2000 وعملية “السور الواقي” وخطة الانفصال في 2005 وسيطرة حماس على القطاع في 2007. مع ذلك، رغم الدمار والدماء تم الحفاظ على مكانة المدينة الرمزية.

بعد مرور 32 سنة على توقيع اتفاق اوسلو الصورة تغيرت. غزة لم تعد النقطة التي ستنمو منها الدولة، بل مدينة حكم عليها بالاخلاء. سكانها مطلوب منهم الاخلاء. بعضهم يتوقع أن يبقوا اعتقادا منهم بانهم سيتدبرون امرهم، أو من خلال اليأس والاعتقاد بأنه لا يوجد مكان ليذهبوا اليه. للمرة الاولى في التاريخ هذه المدينة نفسها مخصصة للتدمير والتسوية بالارض. هذا لم يعد فصل آخر في الحرب. بل سردية تريد اسرائيل ترسيخها في وعي الفلسطينيين، التي بحسبها 7 اكتوبر لن يؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية، حتى لو كان ذلك مرفق باعتراف دولي، بل سيؤدي الى دمار مطلق وطرد ومعاناة لم تشاهدها غزة في أي وقت، هذا بهدف اغلاق الدائرة على حلم تقرير المصير. اسرائيل ربما ستضع اشارة “في” على لوحة العمليات العسكرية، وتملي على الفلسطينيين كيفية العيش في القطاع لجيل أو اثنين، أو أنها ستطبق خطة الضم في الضفة الغربية؛ لكن في العالم العربي وبالنسبة لكثيرين في المجتمع الدولي فان اخلاء مدينة غزة سيسجل كوصمة اخلاقية.

غزة ليست فقط منطقة جغرافية، بل هي شيء رمزي وعاطفي. الذاكرة ستتواصل مثلما بيروت تحمل حتى الآن ندب العام 1982، بما في ذلك الدبابات الاسرائيلية التي تجولت في شوارعها واحتلت عاصمة عربية واجبرت قوات م.ت.ف على الخروج الى المنفى. قصتها ستنقض في الذاكرة الجماعية مثلما في بغداد يتذكرون العلم الامريكي على تمثال صدام حسين في 2003. لا توجد أي مدينة عربية محصنة، وهكذا غزة ايضا. القصة ليست فقط تدمير مدينة، بل سقوط رمز، بل هي وصمة سوداء، لن ينجح الزمن وحده في محوها، حتى لو لاجيال.

------------------------------------------

 

معاريف 11/9/2025

 

 

إسرائيل تسعى لفرض هيمنتها في المنطقة بالقوة وهذا سيلحق ضررا هائلا

 

 

بقلم: ميخائيل هراري

 

محاولة تصفية قيادة حماس في الدوحة هي فصل إضافي في الحرب الطويلة التي بدأت في 7 أكتوبر. النتائج الدقيقة للهجوم لم تتضح بعد، ومع ذلك، سنركز على التداعيات السياسية للعملية.

الولايات المتحدة – رغم ردود الفعل الملتوية، واضح تماما أن واشنطن كانت في سر الأمور حتى وان كانت متحفظة قليلا على الهدف. فترامب يميل، كما تعلمنا، للانضمام الى ما يبدو كنجاح مثلما فعل في الهجوم في ايران، والاستمتاع بثمار خطوة جريئة حققت هدفها. في نظرها يقف السؤال كيف سترد على نتائج الهجوم، حتى وان لم تكن جلية، فواضح أن الضربة لم تكن كاملة. إضافة الى ذلك، نفذ الهجوم في أراضي قطر، حليف استراتيجي للولايات المتحدة. ويزداد الحرج في ضوء الاقوال التي تفيد بان واشنطن اطلعت مسبقا الحكم القطري.

قطر – ويدور الحديث عن احد اللاعبين المشوقين وموضع الخلاف في المنطقة، في ضوء الدور المركزي الذي تؤديه في جملة مسائل وفي ساحات ذات صلة في الشرق الأوسط. في أراضي قطر توجد القاعدة الامريكية الأكبر في المنطقة. ورغم المصالحة التي تحققت بينها وبين دول الخليج ودول عربية أخرى (مصر) لا يدور الحديث عن قصة حب بين هذه الدول. في السياق الإسرائيلي، الصورة معقدة اكثر، بل وتحمل طابعا ذا سمة مميزة في ضوء التحقيق حول “قطر غيت”. إسرائيل تدير مع قطر حوارا متواصلا، على مدى السنين، بعضه بناء وهام. كل هذا لاجل القول ان الهجوم في الدوحة يخلق أزمة حقيقية في منظومة العلاقات بين الدولتين، ازمة تشبه تلك الازمة التي نشأت في اعقاب محاولة التصفية الفاشلة لخالد مشعل في الأردن.

دول الخليج – الهجوم في الدوحة تجاوز خطا احمر، يبدو أن إسرائيل تبنته منذ تلك المحاولة لتصفية مشعل في الأردن. العقل يقضي بان أراضي الدول السيادية، التي توجد لإسرائيل معها منظومة علاقات متفرعة، علنية أو سرية، هي خارج المجال. فما بالك بعد اتفاقات إبراهيم، وقبل توسيعها المنشود الى دول أخرى.

الساحة الدولية – صورة إسرائيل في هذه الساحة لا تحظى بعطف كبير، على اقل تقدير. لا شك أن تصنيف إسرائيل كـ “دولة منتهكة للقانون”، لا تحترم القانون الدولي، تلقى الان تعزيزا إضافيا. دول في أوروبا توجد منذ الان في هجوم سياسي على إسرائيل، وهذا أيضا يتلقى الان تعزيزا. الكثير سيكون متعلقا بمسألة كم ستسارع قطر في الاسرة الدولية لشجب إسرائيل وللعمل ضدها. الولايات المتحدة ستتعهد في مثل هذا الوضع للدفاع عن إسرائيل، لكن، كما اسلفنا، منظومة علاقاتها مع قطر ستصعب عليها جدا.

وماذا عن الحرب في غزة ومصير المخطوفين؟ إسرائيل ارادت في الهجوم في الدوحة نسخ نموذج الضربة الناجحة لقيادة حزب الله، والتي أدت الى وقف نار يترك لإسرائيل يدا حرة في لبنان. غير أن الهجوم لم يعطِ على ما يبدو النتائج المرجوة. فضلا عن ذلك، يدور الحديث عن ساحتين مختلفتين. فشل إسرائيلي حيال قطاع غزة من شأنه ان يؤدي الى تحكم مباشر في غزة بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنىا – امر يتطابق وإرادة الكثيرين في الحكومة. في الأيام القريبة القادمة سنرى كيف سيؤثر الهجوم على ارادة ترامب وعلى السياسة الامريكية.

وللنزاهة، ماذا كان سيحصل لو كان الهجوم توجه كنجاح تام. الجواب كان، بالطبع مختلفا وتحدي حماس مثلما يوجد اليوم أيضا، كان سيتعاظم. على حاله كان التحدي حيال قطر، واساسا على خلفية التلميحات بانها كانت في سر الموضوع. إسرائيل تتخذ في العالم الواسع صورة من فقدت كل لجام وتسعى لان “تفرض هيمنتها في المنطقة بالقوة”. الامر يلحق ضررا هائلا سيواصل التزايد فقط.

-------------------------------------------

 

 

يديعوت احرونوت 11/9/2025

 

 

رسالة اسرائيل لحماس في العملية في سماء الدوحة

 

 

بقلم: عكيفا لام

 

مرت نحو سنتين منذ فكر وزير التراث الحاخام عميحاي الياهو في مقابلة إذاعية في إمكانية القاء قنبلة ذرية على قطاع غزة. رئيس الوزراء نتنياهو شجب في حينه تصريحاته وقال انها منقطعة عن الواقع. رغم ذلك، عندما أمر نتنياهو بتصفية ممثلي حماس في قطر، فانه جعل التصريحات اكثر واقعية من أي وقت مضى.

مرتان في التاريخ فقط استخدمت هذه القنبلة عسكريا. الطريق العلمي لتطويرها يعرض جيدا في فيلم نال الاوسكار “اوفنهايمر”. الفيلم، الذي يتابع العالم اليهودي، يصف باستطراد المعاضل الأخلاقية، الاجتماعية والسياسية التي كانت امام الطاقم الذي اعد القنبلة الذرية الأولى.

الخوف من القوة التي توضع في ايدي أصحاب القرار أدى بكثيرين من الطاقم لان يترددوا حين فهموا شدة اكتشافهم العلمي ورأوا حجم النار التي يمكن له أن يوقعها. بعد أن دفع الامريكيون السوفيات والبريطانيون المانيا الى الاستسلام بقيت اليابان العنيدة في قتالها. الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لان تقبل نتيجة أخرى غير الاستسلام المطلق.

حلقت طائرات أمريكية المرة تلو الأخرى، واخرقت طوكيو العاصمة ومدن أخرى باللهيب. مئات الالاف فقدوا حياتهم بنار القصف. عندما انتهت التجربة النووية في مشروع منهاتن بنجاح، كان للعلماء تردد بالنسبة لاستخدامها، لكن رغم أن أصحاب القرار ترددوا في الموضوع الأخلاقي للقصف المتكرر كان حول القنبلة الذرية توافق في الرأي: كان واضحا ان استسلام اليابان لا يمر الا عبر استخدام سلاح يوم الدين. بعد أن تصاعد الدخان فوق هيروشيما ونجازاكي اعلن الامبراطور الياباني عن الاستسلام.

المعاضل التي شغلت بال أصحاب القرار في حينه – كيف يمكن انهاء حرب مضرجة بالدماء. متى التخلي عن الاعتبارات الأخلاقية في صالح الحسم المطلق – ترافقنا اليوم أيضا. جرائم غزة تذكر في شيء ما خرائب اليابان. عدو مصمم، مواطنون يعانون وقلب الخلاف في مسألة ما هي الخطوة الخاصة التي ستؤدي الى انهاء تام للحرب. صحيح أن إسرائيل لا تفكر في استخدام سلاح نووي في غزة لكن المعضلة مشابهة: كيف نكسر حماس نهائيا دون أن نتركها عاملا قادرا على أن يرفع الرأس من جديد. بعد نحو سنتين من القتال بعد اكثر من عشرين مخطوفا تبقوا في غزة و 28 ضحية تحتجز جثثهم لدى المنظمة يتبين أن حماس تواصل عملها، تطلق الصواريخ، تنسق الخطوات حتى تحت القصف الشديد. وبالضبط مثلما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لان تنهي الحرب العالمية الثانية بتسوية جزئية تجاه اليابان، إسرائيل هي الأخرى لا يمكنها أن تسمح لنفسها “بتسوية دولية” تبقي حماس على حالها. الإعلانات الأخيرة لدول أوروبا عن الاعتراف بدولة فلسطينية تجسد جيدا بان طرفا واحدا فقط يعد دوما كمذنب في خرق التفاهمات – إسرائيل.

وهكذا مثلما ثبت على مدى أيام الحرب، طرف واحد فقط سيعد كمسؤول عن خرق الضمانات الدولية. فقط على طرف واحد ستفرض عقوبات سياسية اذا ما اجرم. تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون بانه سيعترف بدولة فلسطينية في الجمعة العمومية للأمم المتحدة تمثل هذا جيدا.

ليس عبثا قال نتنياهو بعد ساعات من الهجوم في قطر ان “أيا من منفذي المذبحة لن يخرج من هذا”. كما أوضح الامريكيون للامبراطور الياباني بان استمرار الحرب سيؤدي الى الإبادة التامة، هكذا أوضحت إسرائيل لحماس في العملية في سماء الدوحة: جر الارجل في الحرب لن يؤدي الى شيء غير الإبادة لمنظمة الإرهاب.

 ------------------------------------------

 

معاريف 11/9/2025 

 

وثيقة ليبرمان – الخطوط الأساس للحكومة القادمة..

 

 

بقلم: آنا برسكي

 

الجهود لتوحيد كتلة المعارضة ترتفع درجة. فرئيس إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان يتخذ خطوة واحدة الى الامام في مبادرته لبناء استراتيجية الكتلة ويدفع قدما بالخطوط الأساس لاقامة الحكومة التالية برئاسته.

في وثيقة بعنوان “الخطوط الرئيسة لاقامة حكومة وطنية، صهيونية وليبرالية”، وصلت الى “معاريف” يعرض ليبرمان خطة كاملة للحكومة الـ 38.

الوثيقة، التي صاغها رئيس كتلة إسرائيل بيتنا النائب عوديد بورير تبدأ باقتباس لبنيامين زئيف هرتسل: “دعوتُ ذات المرة الصهيونية بانها مثال أعلى لا نهاية له، واؤمن حقا بانه حتى بعد نيل بلادنا، بلاد إسرائيل لن تكف عن أن تكون مثالا اعلى؛ إذ في الصهيونية، كما أفهمها، لا يوجد فقط التطلع الى أرض الميعاد قانونيا من أجل شعبنا بل أيضا التطلع الى كمال أخلاقي وروحاني”.

وهو يقترح تحديد خطوط عمل بين عموم الأحزاب في الكتلة التي تعارض الحكومة الحالية.

حسب الوثيقة، ستكون الحكومة واسعة كونها “ستقام في ظل وعي رسالة تاريخية ومسؤولية عميقة لمستقبل الشعب والدولة بعد مذبحة 7 أكتوبر والضربة متعددة الساحات”.

قبل نحو أسبوعين توجه ليبرمان الى رئيس المعارضة النائب يئير لبيد برسالة بعنوان “بلورة خطوط أساس للحكومة التالية”، وطلب عقد لقاء مع رؤساء الأحزاب الصهيونية في المعارضة ومع رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت. امس أعلن لبيد بان لقاء رؤساء أحزاب كتلة التغيير سيعقد السبت القادم.

“الانتخابات الأخيرة خسرناها أساسا في الجانب الفني”، شرح ليبرمان في حديث مع “معاريف”، “عدد اكبر مما ينبغي من المقاعد حرقت والقي بها الى القمامة. كل القصة التي رأيناها في الانتخابات السابقة، الجدال بين زهافا غلئون وميراف ميخائيلي، قائمة آييلت شكيد، قائمة أفير كارا، هذه مقاعد في نهاية الامر ضاعت هباء، وكان الرابح الأكبر نتنياهو”.

ليبرمان يدعو آيزنكوت الا يتنافس في قائمة منفصلة بل يقترح عليه التنافس في قائمته.

بين المباديء التي تعرض في الوثيقة:

لجنة تحقيق رسمية لـ 7 أكتوبر – قرار الحكومة الأول سيكون إقامة لجنة مع تفويض واسع لفحص اتخاذ القرارات السياسية والأمنية التي سبقت المذبحة، الاستعداد والجاهزية لعموم الوزارات الحكومة وادائها مع اندلاع الاحداث، وكذا سلوك الحكومة وعملية اتخاذ القرارات بعد 7 أكتوبر وحتى اليوم.

قانون “تجنيد للجميع” – قانون يلزم كل مواطن إسرائيلي بالتجند في سن 18 دون فرق في الأصل او المعتقد، في مسارين – عسكري ومدني؛ الجيش يختار من يجند للمسار العسكري، والباقي يستوعب في المسار المدني.

دستور لإسرائيل – الدفع قدما بمنحى الدستور وفقا للمباديء التي اقترحها البروفيسور اورئيل رايخمان والبروفيسور دانييل فريدمان. الدستور سينص على مباديء النظام الديمقراطي، حقوق الانسان وتوزيع السلطات وسيقيد ولاية رئيس الوزراء وعدد الوزراء.

قطاع غزة – تحرير كل المخطوفين في ظل الحفاظ على حرية عمل كاملة للجيش الإسرائيلي؛ إسرائيل تزيد عن نفسها كل مسؤولية عن القطاع، المعابر تغلق، التموين يتوقف؛ المسؤولية تنقل الى جهة دولية.

يهودا والسامرة – استقرار الوضع الأمني والاقتصادي بتنسيق وثيق مع الأردن.

الاقتصاد وغلاء المعيشة – صفقة رزمة في الاقتصاد تتضمن تقليل الأنظمة، تقليص الوزارات الحكومية، تفكيك احتكارات وزيادة المنافسة.

التعليم – واجب تعلم مواضيع الأساس في كل مؤسسات التعليم؛ من لا يستوفي الطلب لا يمول بالميزانية.

الامن الشخصي ومكافحة الجريمة المنظمة – إقامة قيادة وطنية لمكافحة الجريمة، استخدام الاعتقالات الإدارية والتجسس ضد رؤساء منظمات الجريمة.

دين ودولة – حاخام رئيس واحد لإسرائيل؛ زواج وطلاق مدني؛ مواصلات عامة في السبت وفقا لقرارات السلطات المحلية.

الهجرة الوافدة والاستيعاب – إقامة لجنة وزارة خاصة لتشجيع الهجرة الوافدة وخلق شروط استيعاب ليهود الشتات.

------------------------------------------

 

هآرتس 11/9/2025

 

 

جنون الدولة التي تهاجم اشخاص تقوم بالتفاوض معهم حول اطلاق سراح مخطوفيها

 

 

بقلم: اوري مسغاف

 

 هجوم سلاح الجو في الدوحة يبدو كأنه العملية العسكرية الاكثر هستيرية في اسرائيل. أي دولة تغتال بشكل وحشي اشخاص تقوم باجراء مفاوضات معهم حول تحرير مخطوفين، في الوقت الذي يجتمعون فيه لمناقشة خطة الصفقة وانهاء الحرب، والتي تمت بلورتها برعاية امريكا؟ وتفعل ذلك على ارض دولة وسيطة دائمة منذ 7 اكتوبر، التي ليس فقط ساعدت على بلورة الصفقات السابقة، بل هي حتى استضافت وبحق في هذه المدينة الوفود، بما في ذلك الوفد الاسرائيلي.

 فقط دولة فقدت الصواب بشكل نهائي ومطلق. حتى الآن عمل نتنياهو ومساعدوه وابواقه ومن زرعهم كل ما في استطاعتهم لتخريب صفقات التبادل، بعدة طرق متعرجة وذكية. نحن اعتقدنا ان هذا يفوق أي تخيل، وعندها حدث صعود درجة: محاولة قتل هؤلاء، مهما كانوا حقيرين، الذين يمكن أن يعيدوا لنا المخطوفين الذين يموتون في الانفاق.

 المرحلة القادمة كما يبدو هي ببساطة قتل من الجو المخطوفين انفسهم. عمليا، ربما هذا الامر اصبح في ذروته، وبواسطة قصف مدينة غزة، مع المليون مدني فيها، فان “العاصفة البركانية” التي عاد ووعد بها وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وتشمل “اسقاط ابراج الارهاب”، كما تبجح نتنياهو – بدون التطرق الى مسألة هل تحت الانقاض والى جانب مئات الضحايا “غير المشاركين” لم يدفن ايضا مخطوفون اسرائيليون.

 انا ببساطة أخجل من ان أكون اسرائيلي. فالدولة التي احببتها وتفاخرت بها، رغم اخفاقاتها وعيوبها، اصبحت رسميا كيان مجنون، تهاجم وتدمر وتقصف في كل الاتجاهات، وتستخدم فقط القوة وتعمى عن رؤية عواقب افعالها (المحلية، الاقليمية والدولية).

 أنا انظر بيأس الى وسائل الاعلام المتحيونة، التي مرة تلو الاخرى تقف بصمت متوتر ويسيل لعابها على “العملية التاريخية” والذخيرة الدقيقة، بدون التوقف وسؤال السؤال الرئيسي: ما الذي تم تحقيقه وبأي ثمن، وهل هذا يخدم مصالح اسرائيل ومواطنيها القومية، وليس مصلحة نتنياهو، وكيف ان القرار والتوقيت يرتبطان بمحاكمته والتحقيق معه (قطر غيت والغواصات)، ومع وضعه السياسي (قتلى، عمليات واستطلاعات).

بعد ذلك انا انظر الى المعارضة. لا يوجد هناك وبحق كائن حي في اسرائيل على يمين الديمقراطيين. يئير لبيد يسارع الى المباركة، غانتس وتروفر يستندان، بينيت يواصل الركض بين الاستوديوهات في امريكا وبريطانيا ويكرر التحدث عن اعمال الحكومة ورئيسها، الذي يتفاخر بأن يحل مكانه. المشكلة هي الاعلام، أي ليس السياسة الكارثية والاجرامية، بل عدم القدرة على شرحها.

الاتحاد الاوروبي بعد قليل سيفرض عقوبات. وبعد ذلك سيأتي حظر دخول الاسرائيليين. الامن الشخصي والامن القومي في حضيض غير مسبوق. الاسرائيليون يقتلون في عمليات ويحرقون في الدبابات وفي ناقلات الجنود، وهم يتحدثون عن “الرسمية” و”الاعلام” و”الاسرائيلي الجيد” بدلا من تمزيق صورة الاوغاد الفاشلين، المسؤولين عن هذه الكارثة المتدحرجة. ولكن كل ذلك يتقزم امام مسؤولية وعار من ينفذون الاوامر. وكما هو متوقع فانه في سلوك بافلوفي حقيقي نشرت بعد الهجوم التقارير المعتادة عن معارضة رؤساء جهاز الامن. رئيس الاركان عارض، القائم باعمال رئيس الشباك عارض، رئيس الموساد عارض، وحتى رئيس هيئة الامن القومي عارض!. يمكن هنا الضحك أو البكاء.

يعارضون وينفذون، يتباكون ويطلقون. بدرجة كبيرة ذنبهم هو اكبر من ذنب نتنياهو. لم يعد هناك أي أمل منه. لقد قرر منذ فترة التخلي عن المخطوفين والتضحية بمئات آخرين من الجنود من اجل الحفاظ على الحرب وحالة الطواريء التي ستمنع اسقاطه. بالنسبة له الهجوم استهدف تخريب اعادة المخطوفين وحرف انتباه الرأي العام عن اخفاقاته. لذلك فان الهجوم نجح بشكل كامل، حتى لو أنه في نهاية المطاف هؤلاء القادة الكبار لم تتم تصفيتهم.

لكن أي قائد، مخطط أو طيار، شارك في هذه العملية هو مذنب بسبب مشاركته في الجريمة، وازاء هذا الافلاس الذي وصف هنا فانه من الواضح ان ذلك لن يتوقف عند طهران وقطر. الهدف القادم بالتاكيد يمكن ان يكون اسطنبول أو القاهرة. هجوم تاريخي مع ذخيرة دقيقة.

------------------------------------------

إسرائيل اليوم 11/9/2025

 

مسؤول إسرائيلي: لم نتوقع استمرار “اتفاقات إبراهيم” بعد سنتين من قتلنا للفلسطينيين

 

 

شيريت افيتان كوهن

 

قبل خمس سنوات انهارت نظرية “الدولة الفلسطينية أولاً”، حين شق ترامب ونتنياهو مساراً التفافياً نحو اتفاقات إبراهيم مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

رغم أن ناتج الاتفاقات ظل في الأفق الاقتصادي الذي أخذ يتطور، وأساساً تجاه الإمارات، فإن المعنى السياسي للاتفاق كان ولا يزال مزدوجاً ومضاعفاً: علاقات رسمية بين دولة إسرائيل ودول عربية خلقت أثر وعي يتمثل بإنقاذ إسرائيل من مكانة “الدولة المنبوذة”. السلطة الفلسطينية وفصائل الإرهاب تلقت ضربة قاسية في نفس الوقت الذي لم تنجح فيه في مواصلة تكبيل إسرائيل المزدهرة بحجر الرحى الفلسطيني الذي يحاول جرها بعيدا عن منطقة الدول السليمة إلى الأسفل.

 

الاتفاقات تصمد أمام التحديات

 

بشكل مفاجئ، حتى استمرار الحرب لنحو سنتين حيال حماس، والتي اتسعت أحياناً حيال حزب الله وسوريا واليمن، لم تلغ تلك الاتفاقات. وهذا لا يعني أنه لم تكن احتكاكات وتنديدات ومطالبات، لكن الاتفاقات لا تزال في أساس العلاقات مع دول المنطقة مثل الأردن ومصر (وإن كان مع توتر مفهوم أقل).

في ضوء السنتين الأخيرتين، طلبت الإمارات في تصريحات مختلفة إنهاء الحرب، بل وطرحت نوعاً من الإنذار الآن، ليس بسبب الحرب، بل استباقاً لخطوات سيادة في “يهودا والسامرة”؛ بمعنى أن الحرب ليست هي التي أدت إلى نوع من الأزمة العلنية في العلاقات، بل كرد على خطوة إسرائيلية تدرس الآن وتذكر بالشرط السابق إياه في اتفاقات إبراهيم في 2020 (وإن كان بلا دولة فلسطينية، لكن أيضاً)؛ بلا ضم وبلا سيادة.

حرب الوجود التي فرضت عليها عقب مذبحة 7 أكتوبر، أدت إلى واقع شبه متعذر لشرعية إسرائيل في الشرق الأوسط.

رغم ذلك، بعد سنتين، يمكن القول إن الاتفاقات المهمة لم تنهر، وإن كان يفترض بهذا أن يكون أهون الشرور.

مئير بن شباط، الذي تولى منصب رئيس هيئة الأمن القومي في تلك السنين، وكان في مهمة حياكتها من خلف الكواليس، هو الآن راض عن صمود الاتفاقات. “الحقائق تتحدث عن نفسها: اتفاقات إبراهيم تجتاز حتى الأزمة الشديدة التي نشبت بسبب طول الحرب في غزة”، يقول بن شباط، وهو اليوم رئيس معهد مسغاف.

على حد قوله، “لو سألوا قبل سنتين إن كان هناك احتمال لنجاة اتفاقات إبراهيم حتى في واقع يقتل فيه آلاف الفلسطينيين في غزة في حرب مع إسرائيل، لشككنا في أن يكون الجواب إيجابياً على ذلك. إن مواصلة العلاقات، رغم ذلك، تدل على أن الحكام في تلك الدول تنظر إلى المجريات بنهج موضوعي. يفهمون بأن هذه حرب اللا مفر بالنسبة لإسرائيل. حتى وإن كانوا لا يعلنون ذلك، فإنهم يعرفون من هو المذنب”.

 

“بقاء الإطار”

 

مع ذلك، نشأ خط توتر عال. البروفيسور عوزي رابي، باحث كبير في مركز دايان في جامعة تل أبيب، يشرح بأن “الإمارات والبحرين والمغرب لم تقطع العلاقات. حتى لو امتلأت الطريق بالحواجز والتوبيخ والتجميد الموضعي، لكن الإطار بقي ثابتاً. مثلاً في البحرين، قدمت في آب 2025 كتاب اعتماد سفير إسرائيل في الدولة”.

يُعرف البروفيسور رابي، الخط الإماراتي بأنه الأهم من كل دول اتفاقات إبراهيم. وبالفعل، يبدو أن إسرائيل توليه أهمية كبيرة. في الأسبوع الماضي، وعقب تهديد الإمارات لخطة فرض السيادة، أوقف نتنياهو الانشغال الحكومي العلني في الموضوع.

“بينما تعد خطوات ضم في الضفة “خطاً أحمر” ويعرض الاتفاقات للخطر، يواصل الاقتصاد “حفظ” العلاقة، وعلى الرغم من الأثمان بالوعي، تواصل التجارة بين الإمارات وإسرائيل نموها في 2024/2025، ما يفسر سبب حظر الطرفين لتحطيم الأواني”.

للحفاظ على إطار العلاقة، يقول البروفيسور رابي، على إسرائيل أن تعلن بشكل ثابت عن التزام مبدئي بحل سياسي في المستقبل دون أن ترسم موعداً أو خريطة، والتشديد على فصول عملية بالنسبة لمستقبل غزة: إعمار، حكم مدني فاعل. هذا يعطي الإمارات والبحرين “الأكسجين السياسي” لمواصلة الشراكة. تميل إسرائيل حتى لإعطاء الإمارات دوراً عملياً في إعمار غزة لربطها برؤيا “اليوم التالي” ولإبقائها شريكاً في منفعة متبادلة وليس عدواً لا سمح الله.

 

شروط الإمارات

 

في توقع مستقبلي لتوسيع هذه الاتفاقات في رؤية مشتركة بين ترامب ونتنياهو، يقول البروفيسور رابي، إن “اتفاقات إبراهيم ستواصل خلق “وتيرة متغيرة”: فترات برود وجمود انتقائية، إلى جانب استمرار التجارة وشراكات التكنولوجيا العليا، والأمن والهدوء النسبي. وستواصل الإمارات تحديد مستوى السلوك الإسرائيلي في الضفة (لا للضم) لكنها ستمتنع عن شروخ لا رجعة عنها ما دامت هناك لغة سياسية مسؤولة”.

كي يتمكن نتنياهو من خلال مقربه رون ديرمر، من توجيه إسرائيل نحو توسيع اتفاقات إبراهيم (لبنان وربما سوريا لاحقاً) وينجح في الحفاظ على تلك القائمة في رحلاته المتكررة للإمارات، فالمطلوب هو صيغة على حد نهج البروفيسور رابي: لغة سياسية مسؤولة، مع تجميد مركز لخطوات قابلة للتفجير، مع حد أقصى من التعاون الاقتصادي.

إن حفظ اتفاقات إبراهيم لن يأتي على حساب أمن إسرائيل، الذي يمر عبر النصر على حماس. والسبب بسيط: “كي تكون اتفاقات، على إسرائيل أن تكون. وحسب مئير بن شباط، فإن حصانة إسرائيل هي التي ستوفر استمرار التعاون المستقبلي. “النصر على حماس حيوي أيضاً، لتطوير العلاقات وتوسيع دائرة الدول المشاركة في السلام. كل هذه الدول حتى لو لم تعلن ذلك، تعارض سواء المحور الشيعي بقيادة إيران أم الإسلام السني المتطرف لـ “داعش” والإخوان المسلمين”، يقول بن شباط.

 

 

 

“إسرائيل جزء من الحل”

 

على حد قوله، “كل هذه الدول ترى إسرائيل اليوم كجزء من الحل لمشاكل الشرق الأوسط، وليس كجزء من مشاكل المنطقة. إنجازات إسرائيل العسكرية في السنتين الأخيرتين إلى جانب مناعة جبهتها الداخلية المدنية والاقتصادية وإلى جانب كونها اقتصاد معرفة وتكنولوجيا، تجعلها أكثر جاذبية من أي وقت مضى”.

“صحيح، لن يكون لهذا تعبير علني ما استمرت الحرب وما دمنا نشهد الموجة العكرة المتمثلة بكراهية إسرائيل. لكن هذا لا يعني أن الاتصالات ستتوقف. إذا كنتِ تريدين مثالاً على ذلك، فانظري ما حصل في مجال التجارة بين إسرائيل ودول المنطقة في 2024 رغم الحرب”.

------------------------------------------

هآرتس 11/9/2025

 

لجنة التحقيق في تقريرها الأولي: نتنياهو وكوهين عرضا أمن الدولة للخطر

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

في ظل كثرة الأحداث الأمنية في إسرائيل، بما فيها الهجوم على قطر وقصف غزة، هناك تقرير أولي للجنة التحقيق الرسمية لقضية الغواصات والسفن الذي نشر هذا الأسبوع، مر من تحت الرادار. غير أن خطورة الاستنتاجات التي تنشأ عن التقرير صارخة. في دولة سليمة، كانت كتب التحذير التي أصدرتها اللجنة قبل نحو سنة ونصف لخمسة مسؤولين، بمن فيهم رئيس الوزراء نتنياهو، ورئيس المساعد السابق يوسي كوهين، والتي تقرر فيها بأن “رئيس الوزراء عرض أمن الدولة للخطر ومس بالعلاقات الخارجية والمصالح الاقتصادية لدولة إسرائيل”، كانت سترسل رئيس الوزراء إلى بيته، مكللاً بالعار. في دولة سليمة، سيؤدي نشر نتائج إضافية حول مواضع الخلل التي كانت الأساس لكتاب التحذير، إلى خروج الجمهور إلى الشوارع. لكن في إسرائيل -نتنياهو، التي يعد انعدام الخجل فيها علماً، استقبل النشر بعدم اكتراث. وهو دليل آخر على تفكك المجتمع والدولة.

قضت اللجنة بأن نتنياهو، وكوهن الذي كان في حينه رئيس هيئة الأمن القومي، امتنعا عن توثيق محادثات ولقاءات، وقدما للوزراء ولقادة جهاز الأمن تقارير انتقائية، وخلقا استعراضات إلكترونية عابثة، تسببت في اتخاذ القرارات وعلى أساس صورة جزئية ومضللة. لقد جعل نتنياهو هيئة الأمن القومي ذراعاً تنفيذياً خاصاً، وخلق قناة موازية في شؤون الخارجية والأمن، ودفع قدماً بخطوات تتعارض مع تلك التي قادها جهاز الأمن، بلا دراسة مرتبة، بلا بحث مهني، وبانقطاع عن احتياجات الأمن. كوهين “دفع قدماً بصفقات شراء وانشغل بمسائل أمنية حساسة بلا صلاحيات، وأخفى عمله عن جهاز الأمن، وخلق استعراضات إلكترونية عابثة، وأصدر تقارير مضللة – نزعت منها معلومات حيوية”.

لا ينبع عدم الاكتراث فقط من الحرب ومن إخفاقات السنوات الأخيرة؛ بل هو نتاج لسياسة موجهة: الانقلاب النظامي، والتحريض ضد الموظفين والمهنيين، ومحاولة تحطيم ثقة الجمهور في المحكمة وفي الإدارة السليمة. الفساد ليس “ظاهرة عرضية”، بل ثمرة عفنة لسياسة التفكيك التي تقودها حكومة نتنياهو منذ سنين.

ثلاث سنوات مرت منذ بدأت اللجنة عملها، والوثيقة الحالية ليست سوى تقرير أولي. كما أن التسويف في الوقت ليس صدفة؛ فنتنياهو لا يمنع فقط إقامة لجنة تحقيق رسمية لـ 7 أكتوبر ويعرقل إدارة محاكمته الجنائية، بل ويعمل أيضاً على شل عمل لجنة التحقيق الرسمية من خلال التماسات إلى محكمة العدل العليا. (ذات المحكمة التي يحرض هو ومؤيدوه ضدها). إذا لم يقل الجمهور “كفى” فسيكون هذا بمثابة ضوء أخضر للفساد ولتفكك تام للدولة.

-----------------انتهت النشرة----------------- 

disqus comments here