الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 12/5/2025 العدد 1305

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
هآرتس 12/5/2025
نحن لن نهزم حماس، المخطوفون والجنود سيموتون، هذه فقط البداية اذا لم نعارض
بقلم: اسحق بريك
عندما صادق الكابنت بالاجماع على خطة توسيع عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، تثور من تلقاء نفسها اسئلة مصيرية بشأن النتائج البائسة المتوقعة من مواصلة الحرب.
1- المخطوفون الاحياء يمكن أن يموتوا في الانفاق.
2- الكثير من المقاتلين سيقتلون، وآخرون سيصابون اصابات بالغة، وحملات الجنازات كما تعودنا عليها في السنة والنصف الاخيرة ستتواصل.
3- نحن لن نهزم حماس لأنه لا يمكن للجيش الآن هزيمتها. سنفقد في العالم ايضا الذين ما زالوا يعتقدون أن الجيش الاسرائيلي جيش قوي. سنخرج من الحرب مع الشعور بالاهانة والخسارة، “مع الذيل بين الارجل”، كما خرج الجيش الامريكي من فيتنام وافغانستان، سنفقد ما تبقى من الردع.
4- ازاء الفشل سيرفع ررؤوسهم، بدرجة كبيرة، كل من الحوثيين، الايرانيين، الاتراك، السوريين، حزب الله وحماس، ونحن سنصبح في حرب استنزاف تخرب الدولة.
5- نحن سنفقد علاقاتنا مع معظم دول العالم، التي ستواصل اتهامنا بارتكاب جرائم حرب.
6- سنفقد قدرتنا الاقتصادية ولن تكون لدينا الاموال لترميم الجيش وزيادته ازاء التهديد المتزايد من كل الجهات، لن تكون اموال لترميم المستوطنات في الشمال وفي الجنوب، التي معظم سكانها لم يعودوا حتى الآن الى بيوتهم. ايضا جهاز التعليم وجهاز الصحة ستواصل الانهيار، والاشخاص الممتازين سيهربون من البلاد.
7- في ضعفنا ايضا الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيفقد الاهتمام بنا، كما يحدث الآن. والاخطر من ذلك هو أن من سيستبدله ربما سيأتي من الحزب الديمقراطي، وسيتنكر لاسرائيل، ويمكن أن يوقف المساعدات لها.
8 – الانفجار الاجتماعي في اسرائيل سيرتفع درجة، والمناعة الوطنية ستتحطم، وبين الوضع الاجتماعي السيء القائم وبين الحرب الاهلية ستكون فقط خطوة.
9 – كل ذلك يتوقع أن يحدث لأن زعماءنا غير عقلانيين، البعض منهم مسيحانيون، مقطوعون عن الواقع، ويستخدمون الجيش كاداة لخدمة المصالح الضيقة للحكومة، وعلى حساب امن الدولة.
10 – لسوء حظنا يقف الآن على رأس الجيش رئيس اركان ضعيف ينفذ الاوامر، وليست لديه الشجاعة لابلاغهم بالحقيقة وشرح لهم الوضع الحقيقي المتهالك للجيش الذي يواصل التفكك. لا يمكنه طلب من المستوى السياسي وقف القتال لأنه لا يوجد له هدف، والانتقال على الفور الى ترميم الدولة والجيش ازاء التهديد الخطير على وجودنا، الذي هو اضعاف تهديد حماس.
11- نحن شعب من الاغبياء. يقومون باساءة استغلالنا. ونحن لا نعرف كيفية التصميم على مواقفنا. لا تتخيلوا أن التغيير سيأتي من أعلى. فقط اذا هب شعب يحب الحياة (بعد اقامته لدولة مزدهرة بعد آلاف السنين في الشتات)، وخرج الى الشوارع فسيأتي التغيير. فقط خروج الملايين الى الشوارع واستبدال الحكم هي التي يمكن أن تنقذنا من التهديد الداخلي الوجودي الذي نعيش فيه الآن.
12- لا يهم أي نظام حكم (يمين، وسط، يسار، أو حكومة طواريء وطنية) سيتم انتخابه من اجل استبدال المجموعة الحالمة التي تدير الدولة الآن. لأن أي حكم ديمقراطي سيكون افضل منها.
-------------------------------------------
هآرتس 12/5/2025
رؤية ترامب للشرق الاوسط تقفز عن القدس
بقلم: هاني زبيدة ويوسف إسرائيل
الدوحة، في الاسبوع الماضي. رجال اعمال محليين يرتدون العباءات والكوفيات وينظرون الى نموذج لموقع غولف فاخر، الى جانبهم شخص آخر، غير محلي، يرتدي بدلة، اريك ترامب نجل الرئيس الامريكي. يجب عدم المبالغة في اهمية الموقف. الحديث يدور عن موطيء قدم اول ومهم لشركة ترامب في السوق القطرية الجذابة: صفقة لبناء ملعب غولف في مشروع سيما اسما، الذي يقام في هذه الفترة غير بعيد عن الدوحة، بتكلفة 3 مليارات دولار.
ملعب الغولف ليس هو “القسيمة” الوحيدة التي تاخذها عائلة الرئيس في هذه الفترة في الخليج. خلال الايام التي كان فيها اريك ترامب في قطر، كان الابن الثاني للرئيس، الاكثر صراحة، دونالد ترامب الصغير، يتسكع ايضا في المنطقة. في قائمة مشترياتهما، فندق فاخر في دبي، ومبنى فاخر في جدة، وبالطبع تسويق اعمال العملات المشفرة (الكريبتو).
يبدو أنه في اكثر احلامه الوردية لم يامل ترامب ببداية حالمة جدا لزيارته المتوقعة في الشرق الاوسط، في السعودية والامارات وقطر، الى جانب القفز الفظ عن اسرائيل. لو انه كان يمكن ان يكون ذبابة على الحائط في غرف المفاوضات في عواصم الخليج التي سيصل اليها ترامب، فانه من المرجح أن المفاهيم الرئيسية التي سيتم طرحها هناك ستكون “النفط”، “الاستثمارات”، “الدولارات”، القليل جدا من “اسرائيل” و”غزة” و”الفلسطينيين”. يمكن التقدير بأنه حتى قضية ايران المقلقة جدا للسعودية، سيتم اهمالها لصالح الهدف الذي من اجله جاء ترامب، الصفقات التجارية.
عندما ندرك نقطة الانطلاق فانه يكون من السهل العثور على منطق ترامب، الموجود في الخطوات الاخيرة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. الرئيس رجل الاعمال يعرف جيدا أن الحرب، النار والدم، سيئة للاعمال التجارية، في حين أن الدبلوماسية والهدوء والابتسام اثناء التصوير هي جيدة جدا بالنسبة له. بسبب ذلك هو سيسارع الى التوقيع على اتفاق غريب مع منظمة مارقة مثل الحوثيين، أو الاسراع الى التوقيع على اتفاق نووي مشتبه فيه مع نظام آيات الله أو السماح بمشروع نووي مدني في السعودية، بدعم بيع سلاح بمليارات الدولارات، بدون حاجة الى التطبيع مع اسرائيل.
هذا ايضا هو السبب في ان الحل الاصلي والمتخيل لترامب لوحل غزة هو حل عقاري، بدون أي تفكير اجتماعي او سياسي: اخلاء سكان قطاع غزة واقامة ريفييرا شرق اوسطية. في هذه الحالة فان مصالح الادارة الامريكية تتقاطع مع مصالح حكومة اليمين برئاسة نتنياهو، في الحالات السابقة كانت تتقاطع بدرجة اقل. هذا الامر لا يعني ترامب حقا.
نتنياهو والحكومة في اسرائيل اصبحوا غير مرغوب فيهم في البيت الابيض في زمن ترامب. ما تم همسه في الغرفة المغلقة في واشنطن بعد اللقاء بين ترامب ونتنياهو، الذي تلقى فيه نتنياهو بيان مفاجيء عن المفاوضات مع ايران، اصبح حقيقة معروفة للجميع: ترامب سئم من نتنياهو وديرمر، وقد قرر الدفع قدما بخطوات في الشرق الاوسط بدون اسرائيل. الادارة الامريكية اعتبرتهما متشددين وغير مستعدين للدفع قدما باي تسوية يطرحها البيت الابيض. الحديث لا يدور عن تصادم ايديولوجي بين الصقور والحمائم، بل رفض نتنياهو تعريض للخطر استقرار ائتلافه. الثمن نحن ندفعه.
الرياح الجديدة التي تهب من الاروقة في واشنطن توضح اقالة مايكل وولتس، مستشار الامن القومي الامريكي، الذي حسب التقارير نقل لنتنياهو في محادثات سرية تحديثات عن المفاوضات مع ايران، وبسبب تفضيله لرؤية نتنياهو بالنسبة لايران على رؤية ترامب. من ناحية الرئيس، الذي يكره عدم الاخلاص، فان هذا خط احمر. تدخل نتنياهو يشير ايضا الى نهاية عهد نتنياهو – ديرمر في البيت الابيض، واخراج نتنياهو من دائرة الزعماء الذين يحتضنهم ترامب.
في حين أن مؤيدي اسرائيل وممثليها الرسميين يتم ابعادهم عن البيت الابيض، فان قوى اخرى في الخليج وفي الشرق الاوسط تعزز تاثيرها في الحل المطروح للشرق الاوسط، وتصبح اول المتحدثين في هذه القضية في ادارة ترامب، مثلما فعلت في اوساط الاكاديميا في الولايات المتحدة. هذا هو الكابوس الكبير لاسرائيل ونتنياهو، الذي فعل شيء لم يكن يجب عليه فعله، وباعتباره “اعظم” رجال الدولة على الاطلاق، او كما يقولون “من مستوى مختلف”، فقد خاض المقامرة وفشل. وهو اول رئيس وزراء في اسرائيل يكسر التقليد المتمثل في الامتناع عن دعم أي حزب في الولايات المتحدة والوقوف الى جانب أي منهما. لقد وقف رئيس الوزراء الى جانب الجمهوريين في عهد ادارة براك اوباما، عندما جاء لمخاطبة الكونغرس رغم استياء الرئيس، واستمر في التصادم مع جو بايدن ودعم ترامب علنا في حملته الانتخابية الاخيرة.
نتنياهو هكذا جر اسرائيل الى موقف واحد ووحيد، والآن هذا الموقف يتفجر في وجهه. الثمن نحن ندفعه – هل يرى أي احد نتنياهو يصل الى الكونغرس لالقاء خطاب ضد الاتفاق الذي يسوق له ترامب مع ايران أو السعودية أو الحوثيين؟. في الاستوديوهات في اسرائيل يحاولون بيع مرة اخرى تفسير متآكل لتحليل السلوك المتغطرس لترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. “هو رجل اعمال”، يشرحون. “هو يطبق اسلوب المفاوضات التجارية في العالم الدبلوماسي”. لكن الحقيقة هي ان الامر يتعلق بفرضية جزئية في افضل الحالات. ترامب هو رجل اعمال. نقطة. هو لم يتوقف عن أن يكون كذلك حتى عندما دخل للمرة الثانية الى البيت الابيض. بالنسبة له مصالح امريكا الوطنية تندمج بالمصالح الشخصية – التجارية. الرئيس حتى لا يعمل على اخفاء ذلك، مثلا عندما يدفع قدما بعملة الكريبتو التي يمتلكها، وخلال ذلك يستغل مكانته.
يوجد لترامب حلم ورؤية مرتبة في الطريق الى الشرق الاوسط، تشمل بالاساس التطلع الى الاستقرار السياسي بأي ثمن من اجل تطوير ازدهار اقتصادي، وكل ذلك من خلال البراغماتية والمرونة القيمية والاخلاقية – زينة غريبة وهامشية على الاغلب بالنسبة له. هذا الحلم يمر في جدة والدوحة وأبو ظبي، ويقفز عن القدس. الآن سيكون لنتنياهو الوقت للعمل على كتابه الجديد “شوقي لبايدن”.
-------------------------------------------
معاريف 12/5/2025
موقف الرئيس ترامب يعزز مؤشرات تفكك حكومة نتنياهو
بقلم: افرايم غانور
نهاية الحكومات في إسرائيل تبدأ بالتفكك الداخلي. هذه الحقيقة تعلمناها على مدى 77 من سنوات الدولة. هكذا وصلت حكومة مباي الأسطورية الى نهاية طريقها في 1977، هكذا سقطت حكومة الليكود بعد عصر مناحم بيغن وهكذا سقطت أيضا حكومة كديما برئاسة اهود أولمرت.
مؤشرات واضحة للتفكك تبدو هذه الأيام في حكومة نتنياهو. الصراعات الداخلية التي تترافق والتهديدات، كما رأينا وسمعنا مؤخرا بين يعقوب مردوغو، بوق ومقرب رئيس الوزراء نتنياهو وبين بضعة وزراء من الليكود كشفت ليس فقط سلوكا مشبوها كاجرامي، ظاهرا بل وهي مؤشرات واضحة لحكومة مريضة في مراحل تفكك أولى.
بالمقابل من المهم التشديد على أنه وان كان الحريديم يبثون أزمة حكومة قبل التفكك لكن من يعلق امالا بالحريديم وبقانون التملص كمن سيدفع الحكومة الى نهاية طريقها، مخطيء. الحريديم سيكونون آخر من يسقط الحكومة لانهم يعرفون بان كل حكومة أخرى تقوم هنا لن تمنحهم ابدا ما حصلوا ويحصلون عليه.
لعل هذا يفاجيء الكثيرين لكن من هو الأقرب لاسقاط حكومة نتنياهو هو بالذات رئيس الولايات المتحدة ترامب، الذي كان يعتبر حتى قبل ثلاثة اشهر في نظر نتنياهو ومرعييه “ملك المسيح” سيخلص الحكومة والدولة – في تحقيق “النصر المطلق” على حماس، في إعادة المخطوفين، والاهم، في تحييد ايران عن القدرة النووية، بالقوة او بالعقل. نتنياهو ومؤيدوه آمنوا بان ترامب سيعمل على “صفقة الالفية” التي ستجلب السعودية الى اتفاق هام جدا مع إسرائيل.
اما في الواقع فكل شيء معاكس، وعمليا يعمل ضد نتنياهو وحكومته التي تتورط في قصوراتها وانعدام الوسيلة لديها. في الواقع، يحشر ترامب نتنياهو في الزاوية بل ويعمل من خلف ظهره، يطبق ويدفع قدما بخطوات تتعارض ومصالح إسرائيلية هامة. وعلى ما يبدو الأسوأ لا يزال امامنا.
ترامب الذي سيعود لزيارته المرتقبة الى السعودية، قطر وأبو ظبي سيكون ترامب آخر اقل انصاتا بكثير لمشاكل إسرائيل.
وهكذا سيحتدم وضع هذه الحكومة واساسا وضع رئيسها الذي وعد بالكثير جدا قبل الانتخابات الأخيرة. اليوم، حكومته لا تؤدي مهامها وهي تعمل على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية في الوقت الذي يراكم فيه رجال الاحتياط مئات من أيام الخدمة، بعد اكثر من سنة ونصف من حرب لا نرى نهايتها. إضافة الى الحرب والى موضوع المخطوفين، توجد على عتبة رئيس الوزراء مشاكل ثقيلة الوزن كل واحدة منها فيها ما يؤدي الى اسقاط هذه الحكومة: غلاء المعيشة، صفقة الأمريكيين مع ايران، الوضع الاقتصادي المحتدم، قضية قطر غيت التي يتورط فيها مكتب نتنياهو وغيرها. لكل هذا يتصدى في هذه الساعات نتنياهو، الذي يدير معركة أخيرة على مستقبل حكومته وعلى مستقبله. مؤشرات التفكك كفيلة بان تدفع نتنياهو لان يعتزل الحياة السياسية ويصل الى صفقة إقرار بالذنب.
-------------------------------------------
هآرتس 12/5/2025
الكنيست والحكومة تنشران الفوضى وتفككان الدولة
بقلم: دينا زلبر
بعد تسعة اشهر على اقتحام عشرات المشاغبين، من بينهم منتخبي جمهور زعران، لمنشأة الاعتقال في سديه تيمان، استدعت أمس الشرطة للتحقيق الوزير عميحاي الياهو، ونائب رئيس الكنيست نسيم فاتوري وعضو الكنيست تسفي سوخوت، الذين شاركوا في الاقتحام. في دولة سليمة هذا كان سيكون كاف من اجل ان تقوم المنظومة السياسية بنفسها بلفظ هؤلاء الزعران من داخلها. اشخاص مثلهم لم يكونوا ليتجرأوا على اظهار وجوههم في الفضاء العام.
اقتحام القاعدة استهدف منع التحقيق مع جنود الاحتياط المشتبه فيهم بتنفيذ تحرش جنسي، واستخدام العنف على معتقل امني من غزة احتجز في تلك المنشأة. في شهر شباط تم تقديم لائحة اتهام ضد خمسة من رجال الاحتياط هؤلاء بسبب مخالفات الحاق ضرر شديد في ظروف مشددة وتنكيل في ظروف مشددة التي ارتكبوها معا ضد المعتقل الامني. الحديث يدور عن تنكيل شديد وعنف استثنائي، الضرب، استخدام مسدس مكهرب، ادخال اجسام بالقوة في مؤخرته، الطعن بجسم حاد واحداث تمزقات في العضو التناسلي، احداث ثقب في الرئة، واضرار شديدة في الجسد وكسور في الاضلاع.
في دولة سليمة كان التاييد العلني لمنتخبي الجمهور للقيام بهذه الاعمال العنيفة واقتحامهم للقاعدة العسكرية كان سيعتبر مبالغ فيه حتى في فيلم. هذا في دولة سليمة.
فاتوري قال بانه لا ينوي المثول للتحقيق بذريعة أن له حصانة، واضاف بان الامر يتعلق بـ “تحقيق سياسي باسلوب النائب العام للدولة العميقة والمستشارة القانونية لطائفة كابلان”. حتى الآن من غير الواضح اذا كان الياهو وسوكوت اللذان يظهران اشارات الرفض، سيرفضان في النهاية المثول للتحقيق. الوزير المسؤول عن النظام العام، ايتمار بن غفير، المجرم المدان والمؤيد المتسلسل لخرق القانون، وهو تجسيد كلاسيكي لتعيين سخيف وغير معقول بصورة شديدة – سارع الى التغريد: “موجة التحقيقات السياسية الاسبوعية لبهراف ميارا هي استمرارية للنشاط الاجرامي لمستشارة قانونية سياسية من اعلى الرأس الى اخمص القدم”. هذا هو نفس بن غفير الذي حتى قبل بضعة ايام وقع على اتفاق مقيد، الذي وافق عليه ظاهريا حتى لا يتم الغاء تعيينه كوزير للامن القومي من قبل محكمة العدل العليا. الورقة تقادمت بشكل سيء حتى قبل ان يجف الحبر الذي كتبت فيه.
بعد شهرين يتوقع أن يتم تقديم تحديث في الالتماس الذي قدم ضد معقولية ولاية شخص يخترق القانون بشكل متسلسل في منصب الوزير المسؤول عن النظام العام. من اجل ان يضاف الى التحديث الوقود اللفظي الذي يصمم بن غفير على صبه على كل نار للشغب والفوضى لزيادتها وتمجيدها. رد فعله المتعاطف مع موقف المسؤولين المنتخبين في عدم التوجه الى التحقيق معهم في الشرطة، المسؤول عنها، هو دليل آخر على كل سلة الحشرات، ويعزز الرؤية التي تقول بان العقرب لا يمكن الا ان تلدغ في منتصف النهر، دون صلة بوعوده الفارغة.
اذا كان منتخبو الجمهور الذين ينتهكون هذا اللقب وينتهكون البادئات، الذين تظهر قبل اسماءهم مثل الوزير، نائب رئيس الكنيست، وعضو الكنيست، يرفضون بالفعل المثول للاستجواب الذي تم استدعاءهم اليه من قبل الشرطة – فهذه فوضى بحتة. انتهاك صارخ للقانون. تمرد الوزير والمشرعين على القانون – في الوقت الذي يسنون فيه قوانين مختلفة لنا ويتوقعون من الجمهور طاعتها.
في كل تاريخ الدولة اعضاء الكنيست والوزراء ورؤساء الحكومات وحتى رئيس الدولة لم ينكروا واجبهم في المثول للتحقيق عندما اشتبه بانهم ارتكبوا جرائم. الآن اضطرابات برلمانية ووزارية وكسر كل الاعراف والتقاليد، هي الموضة الجديدة والمعدية. من تالي غوتلب التي رفضت المثول في الفترة الاخيرة للتحقيق في الشرطة في اعقاب المس بامن الدولة، مع خرق بند في قانون الشباك ومرورا بالرفض الثلاثي لمن تم استدعاءهم مؤخرا للتحقيق، اذا تحقق، ورفض اعضاء الكنيست الذين جاءوا للزيارة في منشأة الاعتقال في سديه تيمان، لحماية انفسهم كما هو مطلوب من كل زوار المنشأة، فان الامر سينتهي بفوضى يفعل فيها كل شخص ما يروق له وجميعنا سنذهب الى الجحيم.
ايضا رفض الوزير ياريف لفين التعاون مع رئيس المحكمة العليا الذي انتخب حسب القانون، وانكار صلاحيات المحكمة والمستشارة القانونية للحكومة والنيابة العامة ومقاطعة رئيس الشباك في الجلسات الامنية الحيوية بصورة مخادعة وصادمة، التي تدعو الى حل الجهاز وتحويله الى ذراع صيد سياسي، وكل مشاريع القوانين لتقسيم مؤسسة المستشار القانوني للحكومة وتحطيم منظومة الاستشارة القانونية العامة وتسييسها، وتعيين نائب عام خاص وحل النيابة العامة، وتسييس كلي للتعيينات في الخدمة العامة وفي الشركات الحكومية، كل ذلك هو جزء من خرق القانون العام من قبل الحكومة. على الصعيد القانوني الضيق، المعنى واضح. الحديث يدور عن حقل محروث: القانون لا يعطي عضو الكنيست حصانة امام المثول للتحقيق الجنائي (خلافا لحصانة اخرى تعطى له، من التنصت، التفتيش والاعتقال). في اطار التحقيق ايضا ستتبين مسالة هل الافعال تقع تحت الحصانة الجوهرية المعطاة لعضو الكنيست عن افعال أو حول التعبير عن الرأي، التي تجري من اجل القيام بوظيفته أم لا. الحصانة تسري بعد التحقيق واتضاح التفاصيل وليس من اجل منع التحقيق.
الحصانة هي آلية من البداية تم اعدادها لحماية اعضاء الكنيست من المعارضة من ملاحقة السلطة التنفيذية. الحديث هنا يدور عن حالة كلاسيكية لـ “قوزاق مسلوب”: وزير واعضاء كنيست من الائتلاف الذين كانوا مشاركين في اختراق عنيف لقاعدة عسكرية. هذا بالتاكيد لا يعتبر جزء من مجال المخاطرة الطبيعية في نشاط عضو الكنيست. الويل لنا كمجتمع اذا كان هذا الاقتحام سيعتبر “جزء من قيام عضو الكنيست بوظيفته”. رفض المثول للتحقيق هو حمل اسم الحصانة عبثا واساءة استخدامها. هذا صفعة قوية لسيادة القانون والمساواة امام القانون، وخطوة اخرى في تطورنا الى الخلف، من مجتمع سليم الى حي فاسد الذي تقيمه الحكومة هنا. التسليم بالتنمر الامتيازي.
بعدم الامتثال للتحقيق، اذا حدث ذلك، فان مشاغبي الكنيست فقط يسيئون لوضعهم القانوني. هدف استدعاءهم للتحقيق هو كي يقدموا افاداتهم على مجرد الاشتباهات التي بسببها تم استدعاءهم للتحقيق. واذا رفضوا المثول فانهم سيحولون الاشتباه الى اساس الادلة في الملف، والاجراءات الجنائية ضدهم يمكن أن تستمر، وسيضاف اليها تهمة خرق أمر قانوني.
لكن خطورة الموضوع هي استثنائية واوسع بكثير من حالات التنمر المحددة. هذا يعتبر خرق لاسس الاجماع الوطني الاساسية جدا، المساواة بين جميع المواطنين امام القانون واهمية عمل مؤسسات الدولة. اذا كان النظام السياسي ووسائل الاعلام قد تبنت اجندة هذه الزعرنة التي تختفي تحت صورة النظام البرلماني فان هذا يعني تشجيع الحكومة على سيناريو التفكك الاجتماعي. ويشاهد المواطن بعينيه الرسالة الواضحة التي تصله من اعلى الهرم، وهي عدم احترام القانون ومؤسسات الدولة. اذا تمردت الحكومة والكنيست فماذا سيقول هذا المواطن؟ وعندما ينتهك ممثلو الحكومة هذه القاعدة الثقافية (وليس القانونية) فان هذا يعتبر علامة صارخة على أن المجتمع مريض، مريض جدا.
في دولة سليمة كان على رئيس الحكومة دعوتهم للامتثال الى النظام واتخاذ ضدهم عقوبات في الساحة السياسية واقالتهم على الفور من مناصبهم. في دولة سليمة كانت المعارضة والائتلاف ستلفظ هذه الظاهرة من الفوضويين الذين يرتدون البدلات. ولكن نحن لم نعد نعيش في دولة كهذه.
-------------------------------------------
إسرائيل اليوم 12/5/2025
الولايات المتحدة ودول الخليج ومصر: علاقاتنا الى اين؟
بقلم: شاحر كلايمن
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الشرق الأوسط في ذروة تغيير بعيد المدى في العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية. في السنوات الأخيرة يبدو أن الحكام في الشرق الأوسط يديرون سياسة خارجية اكثر تركيبا. العيون لا تتطلع فقط الى واشنطن بل اكثر فأكثر الى بيجين وموسكو.
الباحث الكبير عزيز الغشيان لا يعتقد انه ستطرأ انعطافة هامة في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية في اعقاب زيارة الرئيس ترامب. وهو يعتقد أن السعوديين سيجسدون كونهم “مستعدون لعقد الصفقات ولكن ليس بكل ثمن”.
الغشيان يذكر هجمة المُسيرات الإيرانية على منشآت النفط في المملكة قبل ست سنوات. ويقول ان “احد أسباب التقارب بين السعودية وايران كان عدم رد ترامب في العام 2019 او الرد المتردد”. وكما يذكر استأنفت الرياض وطهران العلاقات بينهما في اتفاق تم بوساطة الصين في اذار 2023.
“اعتقد أن هذه كانت خيبة أمل”، يروي الباحث السعودي لـ “إسرائيل اليوم” عن احداث 2019. وهو يقدر انه في اثناء الزيارة لن يبحث الطرفان في التطبيع مع إسرائيل. في هذا السياق قال مصدر فلسطيني لشبكة “سكاي نيوز” في العربية ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعد نائب رئيس السلطة حسين الشيخ بانه لن يكون تطبيع مع إسرائيل دون انهاء الحرب في غزة ومسيرة سياسية لاقامة دولة فلسطينية.
في كل ما يتعلق بوقف النار في اليمن يقول الباحث السعودي ان السعوديين رحبوا بالاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين. ويشير الى جانب ذلك الى أن هذا مثال آخر يجعل السعوديين يشكون بنوايا واشنطن. وعلى حد قوله فان التخوف السعودي بالنسبة لليمن ينبع من أنه يمكنهم نظريا ان يجندوا قوات برية ضد الحوثيين وفي النهاية لا يكون تغيير حقيقي أو لا تكون نتائج من الولايات ا لمتحدة.
كما أن القرارات الأخيرة لادارة ترامب من شأنها أن تضعف مكانة الولايات المتحدة. فحسب معهد البحوث “باروميتر العرب” فان القرار بتجميد عمل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية usaid من شأنه أن يمس أكثر فأكثر بمكانة الولايات المتحدة. وحسب المعهد، فانه منذ حرب7 أكتوبر والحرب التي جاءت في اعقابها يوجد الراي العام العربي الإيجابي تجاه الولايات المتحدة على أي حال في ميل هبوط مقارنة بالموقف تجاه الصين.
في الشهر الماضي فقط أجرت الصين ومصر مناورة جوية باسم “نسور الحضارة 2025”. وبدأت التدريبات في نيسان وتواصلت حتى بداية أيار. يدور الحديث عن مسيرة طويلة المدى يقودها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. منذ صعوده الى الحكم قبل نحو عقد، زيار الصين ثماني مرات. سلفه حسني مبارك الذي تولى الحكم 30 سنة اكتفى بست زيارات فقط.
وأشار معهد البحوث الأمريكي “المجلس البديل” في تقريره مؤخرا بان بداية 2025 سجلت “العقد الذهبي” في العلاقات بين الدولتين. وقدر المعهد بان الصين ستعمق حضورها في بلاد النيل. في كانون الأول الماضي فقط وقعت عقود ومذكرات تفاهم بقيمة مليارات الدولارات.
غضب عربي
إضافة الى ذلك فان اعلان ترامب عن خطة الاخلاء من غزة وعن رغبته في ان تستوعب مصر والأردن الفلسطينيين اثار غضب في القاهرة. فقد اجل السيسي زيارته الى واشنطن حتى اشعار آخر. وفي الشبكات الاجتماعية دارت حملة لاذعة ضد أمريكا وإسرائيل. عمليا لا توجد مصر على الاطلاق في مسار جولة ترامب في الشرق الأوسط. ويقول الكاتب المصري الكبير محمد سعد خير الله ان “العلاقات المصرية الامريكية تشهد ازمة حادة منذ صعود إدارة ترامب. وقد اتسعت هذه الازمة لدرجة انها تقترب من المغامرة السياسية من جانب القاهرة مع الحليف الأقوى في العالم، ذاك الذي لم يخيب ابدا آمال حلفائه. يبدو أن النظام المصري يتعارض ومصالحه العليا لاجل الدولة المصرية”.
على حد قوله فانه “في غضون فترة زمنية قصيرة بعثت القاهرة بأربعة بلاغات “تأجيل” لواشنطن ما يمكن ان نسميه أربع لاءات القاهرة. لا لاستيعاب اللاجئين من غزة. لا للطلب الأمريكي الشرعي لمشاركة مصر. التحالف الأمريكي ضد الحوثيين. لا لرغبة أمريكا لعبور حر للسفن الامريكية عبر قنوات السويس ولا لرئيس الدولة نفسه. فقد رد الرئيس السيسي على دعوة الرئيس ترامب لزيارة واشنطن بدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين ومشاركته في يوم النصر بل دعا وحدة من قوات الجيش المصري للمشاركة في الاحتفالات بما ينطوي عليه ذلك من معان رمزية وسياسية واضحة”.
ويحذر الكاتب المصري من أن “تصعيد الإشارات يتواصل؛ من الإعلان عن صفقات سلاح جديدة مع الصين وكوريا الجنوبية وحتى مناورات عسكرية مشتركة لقوات نخبة في تركيا، كل هذه الخطوات نفذت في الأسابيع الأخيرة. الرسالة الوضح التي تبعث بها القاهرة الى ساكن البيت الأبيض هي: “نحن نوشك على الانضمام الى المعسكر الاخر”. لا شك أن لهذا الميل ستكون آثار خطيرة على ما سيأتي سواء على مستقبل العلاقات بين الدولتين ام على الاستقرار الإقليمي والدولي لمصر”.
-------------------------------------------
يديعوت احرونوت 12/5/2025
المال اشترى المسيح
بقلم: ناحوم برنياع
رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هو محتال، وليس خياليا؛ لا يدور الزوايا – محتال. وهو لا يختلف كثيرا عن الرجال الذين ركضت مراسلة القناة 12 أدفه دادون وراءهم صارخة، هيي، لماذا لم تعد المال. عشية زيارته التجارية الى الشرق الأوسط أعلن بانه هزم الحوثيين: فهم لن يلحقوا الأذى بعد اليوم بالسفن الامريكية وبالمقابل أمريكا لن تقصفهم اكثر. نصر عظيم. هاكم المعطيات التي زودني بها مشكورا الذكاء الاصطناعي ChatGPT: الاسطول التجاري الذي يبحر في المحيطات يتضمن ناقلات، سفن للناقلات، سيارات، شُحنات متنوعة تصل بعمومها الى اكثر من 50 الف سفينة. منها 180 – 200 سفينة تبحر تحت علم الولايات المتحدة. لم تخطئوا في القراءة: بين 180 و 200 من اصل 50 الف.
سألت كم سفينة تمر في البحر الأحمر في سنة عادية، ليس فيها حوثيون. وكان الجواب 20 – 22 الف. كما منها أمريكية، اضفت وسألت. وكان الجواب انه لا توجد معطيات دقيقة لكن التقدير هو أن العدد يتراوح بين 50 و 100 في السنة، سفن تجارية وسفن حكومية. قرأتم صحيح: 22 الف مقابل 100. الى هذه الاعداد ينبغي ان تضاف سفن أمريكية تبحر متخفية: مخزونات المعلومات في الانترنت لا تعرف كيف تتابعها في هذه المرحلة، لكن الصورة العامة واضحة بما يكفي: ترامب تباهى بحل مشكلة غير قائمة وفر من التصدي لمشكلة حقيقية. حتى بعد الاتفاق مع الحوثيين، ستبقى التجارة البحرية بين آسيا وأوروبا تجري بطريق طويلة وباهظة الثمن، حول افريقيا: هذا ليس فقط آمنا أكثر لكنه مجدي اكثر لاصحاب السفن. من يدفع الثمن؟ مصر، التي قناة السويس هي مصدر دخل هام لها، ميناء ايلات الذي فقد مكانته ونحن، المستهلكين.
في أيار 2018، في بداية ولاية ترامب الأولى قرر نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. قرار مبارك، صحيح، وبادرة طيبة لمتبرع كبير لحملته الانتخابية. ترامب أعلن بان نقل السفارة كان صفقة بثمن لقطة: قالوا له ان هذا سيكلف مليار دولار لكنه سفيره، دافيد فريدمان، عقد الصفقة بـ 250 الف دولار فقط.
عمليا لم ينقلوا الى القدس الا يافطة – موضوع هام بحد ذاته، لكنه بلا معنى عقاري. السفارة تواصل العمل من تل أبيب حتى اليوم، تحت يافطة “فرع تل أبيب”. من فوق مبنى القنصلية في القدس استأجروا مكتبا، رواق مع بضع غرف وعلقوا يافطة: السفارة الامريكية. الثمن لم يكن 250 الف دولار بل 21.5 مليون دولار، الى جانب نفقات الامن، لكن في عصر ترامب لا أهمية للتفاصيل.
يصل ترامب اليوم الى الشرق الأوسط لما يسمى على لسان رجاله “رحلة تجارية”. في نظرة اقل ثناء هذه رحلة رشوة: السعوديون، الاماراتيون والقطريون اعدوا المحافظ مسبقا. سبقت رحلة الرئيس صفقات وقعها معهم دونالد ترامب الابن، وجارد كوشنير الصهر. ترامب سيحصل أيضا على جامبو، هدية حب من الامارات. في العالم التجاري درج على تسوية هذه الدفعات عربون جدية.
ترامب سيوقع على صفقات يفترض ان تصل في مدى عشر سنوات الى نحو 2 تريليون دولار. هذا مبلغ يصعب حتى على ايلون ماسك تخيله. وهو كفيل بان يغير الاقتصاد الأمريكي وعبره السياسة. امراء النفط سيتلقون بالمقابل ضمانة أمريكية لامنهم إمكانية لشراء سلاح متطور ونفوذ سياسي في أمريكا لم يعطَ حتى اليوم لاي دولة اجنبية. نحن نعرف اليوم ما الذي فعله المال القطري بالجامعات العليا في أمريكا فكيف يمكن ادخال محاضرين وروايات مريحة لقطر الى الجامعات وكيف تفجر كل هذا في 7 أكتوبر. المال الأجنبي يشتري النفوذ – في مكتب رئيس الوزراء في القدس وفي واشنطن على حد سواء. في نظر ترامب، المال هو كل شيء.
لقد وضع نتنياهو كل بيض إسرائيل في سلة ترامب. كان هذا خطأ نتائجه معروفة مسبقا. في الطريق فقد الى الابد الحزب الديمقراطي ويهوده الليبراليين. بعضهم بمقت نتنياهو اكثر مما يمقت ترامب وهو عالق في خياره: ليس له الى أين يعود. هذا هو زمن الصحوة.
ترامب هو مشكلة سترافقنا في السنوات الثلاثة والنصف التالية وربما بعدها. إسرائيل متعلقة بارادته الطيبة، باكاذيبه، بنزواته. هي لا يمكنها أن تسمح لنفسها ان تكون خارج اللعبة. لا حيال النووي الإيراني ولا حيال مخطوفين لا نعرف كيف نعيدهم وحرب لا نعرف كيف ننهيها.
في إعادة صياغة للقول الذي يحب الحريديم الصاقه على خلفية سياراتهم ليس لنا على من نعتمد سوى على رئيس امريكي مخادع، نرجسي، غير مرتقب، عديم الثبات. بقي مكان واحد في السيارة: لمخادعنا لا مفر غير الصعود الى العربة.
-------------------------------------------
هآرتس 12/5/2025
إسرائيل في سيناريو الظلام: نرفض إدخال الصحافة إلى غزة.. ورواية حماس كاذبة
بقلم: أسرة التحرير
اللامبالاة الجماهيرية لما تفعله إسرائيل بقطاع غزة ليس وليد عدم الاكتراث فحسب، بل أيضاً نتيجة صراع تخوضه إسرائيل ضد إمكانية أن تعرف. فإسرائيل تخفي مشاهد الدمار، ومشاهد الأطفال الجرحى، والنساء المقتولات، وحجوم التقتيل، والتجويع، والأمراض، ووضع المستشفيات وحجوم الكارثة الإنسانية. ويمارس الإخفاء أيضاً على آلية إسكات هدفها كم أفواه المعارضين أو حتى أفواه من يأسفون على ما يجري.
لقد كشفت عيدان سولمون في “هآرتس” 11/5 كيف تسكت الدولة صوت البدو في النقب. فقد شهد نحو عشرين شخصاً ممن التقتهم الصحافة بأن “الشاباك” يعمل منذ 7 أكتوبر كرقيب عسكري، وأساساً في الشبكات الاجتماعية. أي نقد ضد الدولة، خصوصاً في موضوع الحرب بقطاع غزة يجر استدعاءً للتحقيق. وثمة رجال ونساء وقاصرون وشيوخ استدعاهم “الشاباك”، وتلقوا تهديدات واجتازوا تفتيشات مهينة. شابة بدوية اعتقلتها الشرطة عقب إشراكها منشوراً، شهدت تقول: “أعرف أناساً قتل أقرباء لهم في غزة، ويخافون الحديث عن هذا، ولا حتى نشر صور لهم”. وروى ناشط سياسي آخر يقول إنه بسبب الملاحقة “لا نتحدث، ولا نهاجم وزراء أو حكومة، ولا نعبر عن آرائنا”.
بالتوازي، تعمل الحكومة على قانون الجمعيات الذي يستهدف التضييق على خطى منظمات المجتمع المدني، إلى حد تصفيتها. وحسب مشروع القانون، ستفرض ضريبة تعسفية تصل إلى 80 في المئة على كل تبرع من منظمة في دولة أجنبية، والمقصود التبرعات القادمة من بريطانيا وألمانيا والأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي مثلاً إلى جمعيات إسرائيلية تعمل في مجال حقوق الإنسان، وحقوق النساء، وجودة البيئة أو حقوق الفلسطينيين. كما يقضي القانون بأنه إذا اعتمدت جمعية ما على مثل هذه التبرعات، فستفقد حقها في التوجه إلى الهيئات القضائية – خطوة غير مسبوقة حتى بالمقارنة مع الوضع في الأنظمة الظلامية.
الهدف واضح: تصفية الأجزاء البيروقراطية للمجتمع المدني، ومنح الائتلاف سيطرة كاملة على الخطاب الجماهيري.
كل هذا يجري على خلفية حصار إعلامي متواصل تفرضه إسرائيل على قطاع غزة: منذ 19 شهراً، لا يسمح للصحافيين الأجانب بالدخول إلى القطاع والتبليغ بشكل مستقل. ثمة مراسلون أجانب دخلوا مرات منذ بداية الحرب، ولكن بشروط مقيدة، ويرافقهم الناطق العسكري. هذه ليست صحافة حرة، بل توضيب للواقع. هذا لا يمنع إسرائيل من التشكيك بالمعطيات التي تأتي من داخل القطاع، والادعاء بأنها تقارير حماس، ومن ثم لا يجب قبولها.
هكذا تبنى فقاعة واقع. الإسرائيليون يعيشون بانقطاع عما يجري خارج اسوار الرقابة. الطريق الوحيد لكبح التدهور هو أن نعرف الحقيقة. حان الوقت لوضع حد للإخفاء، للإسكات، للملاحقة السياسية ولهندسة الوعي.
-----------------انتهت النشرة-----------------