الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 7/5/2025 العدد 1301

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
يديعوت احرونوت 7/5/2025
معركة في ثلاث مراحل
بقلم: رون بن يشاي
لمن يسعى الى التعمق في ما يخططه الجيش الإسرائيلي لغزة للاشهر القريبة القادمة نوصي أن يتجاهل الأصوات الصادرة عن الكابنت وان يركز على تفاصيل معركة “مركبات جدعون”. المعركة العسكرية التي يخطط لها الجيش الإسرائيلي اذا ما نفذت بكاملها – من شأنها أن تعرض للخطر المخطوفين الاحياء الذين يوجدون في أسر حماس، لكنها بنيت بهدف تقليص هذا الخطر الى الحد الأدنى الممكن.
“مركبات جدعون” هي عمليا معركة عسكرية – مدنية – سياسية غايتها تحقيق هدفين: الأول دفع حماس والجهاد الإسلامي للموافقة على صفقة تحرير مخطوفين ذات مغزى بشروط مقبولة على إسرائيل. الثاني، ضربة ذات مغزى للقوة القتالية والبنى التحتية لحماس، بهدف السماح بتسوية في القطاع “في اليوم التالي”. في اطار التسوية المحتملة، ينزع عمليا سلاح المنظمة، وقيادتها في القطاع لا تنجح في السيطرة على مجموعات المخربين الذين سيتوزعون في القطاع وربما يحاولون خوض حرب عصابات ضد الجيش الإسرائيلي.
يفترض بالحملة ان تتم في ثلاث مراحل: الأولى -التي بدأت منذ الان – الاستعدادات؛ الثانية – نار تمهيدية من الجو ومن البر وتحريك معظم مواطني القطاع الى مآوى آمنة في منطقة رفح؛ والثالثة – مناورة برية قوية لاحتلال أجزاء من القطاع والاستعداد لبقاء عسكري طويل فيها.
المرحلة الأولى: اعداد وتجنيد
مرحلة الاعداد ستستمر على الأقل عشرة أيام أخرى الى أن ينهي رئيس الولايات المتحدة زيارته الى الشرق الأوسط في 16 أيار وربما حتى بعد ذلك. في هذه المرحلة، تتم، وهي تتم منذ الان استعدادات في منطقة رفح لبقاء طويل لنحو مليوني غزي يأتون الى هناك في المرحلة الثانية. الأراضي التي توجد في جنوب – غرب القطاع، بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا، في منطقة رفح، عمليا فارغة من الناس ومعظم المباني فيها مسوية بالأرض، وفي الجيش الإسرائيلي يؤمنون بان معظم الانفاق هناك أيضا لا يمكن لحماس أن تستخدمها.
في هذه المرحلة، إسرائيل بمشاركة شركة أمريكية، تنشيء مراكز لوجستية توزع فيها الشركة على الغزيين مساعدا بالغذاء والدواء وكذا الماء ووسائل النظافة. المساعدات تصل الى كرم سالم وتجتاز فحصا، والجيش يرافقها في الطريق الأقصر الى المناطق الامنة التي يكون فيها المواطنين وفيها تقام مراكز لوجستية للشركة الامريكية. الجيش، بمشاركة الشباك، يقيم نقاط تفتيش في المحاور الرئيسة التي تؤدي الى المناطق التي سيسكنها الغزيون. هذه “المرشحات” يفترض بها أن تمنع مخربي حماس والجهاد الإسلامي من الهروب من مناطق القتال التي سيدخل فيها الجيش الإسرائيلي ويستخدم المدنيين كدرع بشري ويجندوا مقاتلين منهم. كما تستهدف المراكز منع حماس من إمكانية سلب ونهب المساعدات لاجل تمويل اعمالها.
في مرحلة الاستعدادات ينفذ تجنيد احتياط محدود، وبخلاف المنشورات، لم يجند حتى الان الا قادة في وحدات الاحتياط، فيما أن المقاتلين سيتجندون بعد بضعة أيام. وحدات الاحتياط التي ستجند ستحل محل وحدات نظامية تتواجد على حدود سوريا ولبنان، التي ستنزل الى القطاع تمهيدا لبدء مرحلة المناورة التدريجية لاحتلاله.
الأيام حتى نهاية زيارة ترامب في المنطقة يفترض أن تخلق “القدم السياسية” التي قد تعفي من المناورة العسكرية. في إسرائيل يتوقعون أن يؤثر ترامب على القطريين ليعودوا الى وساطة فاعلة، في ظل ممارسة ضغط على القيادة السياسية لحماس لتليين موقفهم في موضوع المخطوفين – والموافقة على تسوية تتفكك فيه المنظمة من سلاحها ومن قيادتها.
منذ بدأ تحقيق قطر غيت مع رجال مكتب نتنياهو اتخذت قطر موقفا كديا ضد إسرائيل. رحلة رئيس الموساد دادي برنياع الى قطر قبل نحو أسبوعين لينت قليلا عداء القطريين. في إسرائيل يأملون لان ينجح ترامب في اقناع امير قطر ورئيس وزرائها بالتجند مقابل مهر – استئناف المساعدات لمواطني غزة مقابل استئناف الوساطة القوية. في أسبوعين من الاستعدادات، تعتزم إسرائيل السماح لزعماء حماس في القطاع، واساسا لمحمد السنوار ان يعيدوا النظر في مواقفهم من موضوع المخطوفين – وربما ان يوافقوا على منحى ويتكوف الذي بموجبه يتحرر جزء من المخطوفين (بين 11 و 5) في دفعتين مقابل وقف نار لشهر او اكثر، ويمنعوا إسرائيل من التقدم في “مركبات جدعون”.
المرحلة الثانية: نار قوية وتحرك السكان
في المرحلة الثانية يبدأ الجيش الإسرائيلي بنار تمهيدية قوية، ويدعو الغزيين حتى في الأماكن التي لم يناور فيها الجيش بعد – للاخلاء الى المناطق الآمنة. ويفترض بـ “المرشحات” ان تنقي العابرين جنوبا الى رفح منعا لعبور مخربين الى المآوي. وهكذا يقاتل الجيش المخربين المتبقين في القطاع، دون الخوف من المس بالمدنيين.
لهذه المرحلة يوجد هدفان: ضغط على حماس للتوقف عن القتال وتقريب الكثير من الغزيين الى معابر الحدود الى مصر وإسرائيل بل وشاطيء البحر، لتشجيعهم على المغادرة الطوعية. بالتوازي، تجري إسرائيل مفاوضات مع بضع دول لتستوعب الغزيين ممن يرغبون في المغادرة.
توزيع المساعدات الإنسانية في غزة سيبدأ في هذه المرحلة، وسيحرس الجيش الإسرائيلي القوافل. المساعدات ستكون اصغر من الماضي لكن السكان في المآوي الجديدة في منطقة رفح سيحصلون على احتياجاتهم. في هذه المرحلة يخلى أيضا مرضى وجرحى الى خارج القطاع.
المرحلة الثالثة: قتال، احتلال وبقاء طويل
في المرحلة الثالثة سيناور الجيش الإسرائيلي في المناطق التي اخليت وتبقى فيها مخربون أساسا. المهمة من تحت سطح الأرض ستنفذ وفقا للنموذج الذي جرب في رفح وفي اطراف خانيونس في حملة قيادة المنطقة الجنوبية التي انتهت. الهدف: قطع الاتصال بين ألوية وكتائب حماس والجهاد ومعالجتها بواسطة قوة تبقى لزمن طويل في المنطقة.
مرحلة السيطرة التدريجية على أجزاء في القطاع ستستمر بضعة اشهر وبعدها القوات التي تبقى في المنطقة تمنع حماس من الصعود الى سطح الأرض وتقضم المخربين الذين لا يزال يقاتلون – واساسا في شبكة الانفاق والمباني التي يستخدمونها.
“محطة خروج” لحماس
لحماس توجد “محطة خروج” في ختام كل مرحلة في المعركة او في اثنائها. في مرحلة الاستعدادات، كما يقدرون في القدس، حماس كفيلة بان توافق على تحرير مخطوفين وفقا لمنحى ويتكوف كي تمنع إسرائيل من تنفيذ مرحلة تحريك السكان.
محطة الخروج الثانية هي قبل بدء المناورة البرية لاحتلال الجيش ولبقاء طويل في القطاع او في اثنائها.
محطة الخروج الثالثة ستكون قبيل انهاء المعركة، وقبل أن تنفذ إسرائيل تجنيد احتياط اقصى وتحتل القطاع. كما أسلفنا سيتطلب تنفيذ الحملة تجنيد محدود للاحتياط.
من بين الخطط الثلاثة التي اعدها قسم العمليات بالتعاون مع الشباك، منسق الاعمال في المناطق، شعبة الاستخبارات ومحافل أخرى في الجيش وبالتنسيق مع الأمريكيين – رئيس الأركان ايال زمير فضل خطة معركة “مركبات جدعون”. لكن كل الخطط – التي كان فيها أمن المخطوفين والاستخدام التوفيري للاحتياط عنصرا مركزيا – رفعت الى وزير الدفاع إسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. بعد إقرارها عرضت على الكابنت فيما ان رئيس الوزراء يوجه القرار فيما هو ووزير الدفاع يفضلان “مركبات جدعون”.
تستخدم الخطة خمس روافع ضغط على حماس. الرافعة الأولى هي احتلال أراضي وحيازتها في ظل قطع ما تبقى من كتائب حماس والويتها الواحدة عن الأخرى وتدمير منهاجي لبناها التحتية القتالية. هذه الرافعة تتضمن توسيع مناطق الفصل في هوامش القطاع وبتر القطاع كوسيلة لزيادة ثقة بلدات الغلاف. الرافعة الثانية التي تضغط حماس، هي تحريك السكان عبر “مرشحات” الى مناطق لا يوجد فيها اتصال مباشر بين السكان الذين يوجدون فيها وبين البنى التحتية لحماس التي ربما تكون تبقت هناك.
الرافعة الثالثة التي تقلق حماس جدا هي منع سلب ونهب المساعدات. الرافعة الرابعة هي القطيعة بين حماس والسكان المدنيين وبين كتائب حماس في المناطق المختلفة. الرافعة الخامسة هي في الوعي: إسرائيل تريد لحماس أن تفهم ماذا سيحصل لها وللسكان الغزيين في اثناء مراحل “مركبات جدعون” – وان تعيد النظر مرة أخرى فيما اذا كان مجديا لها ان توافق على تحرير مخطوفين وتسوية تكون مقبولة من إسرائيل في “اليوم التالي”.
ولهذا اطلق اول امس الناطق العسكري ايفي دفرين، تصريحا كان يستهدف أيضا آذان زعماء حماس في القطاع. بشكل عبثي، فان تصريحات الوزير سموتريتش أيضا تخدم رافعة الوعي التي تمارس على حماس وستتصاعد حين يصل ترامب الى المنطقة.
للمعركة المخطط لها يوجد معارضون كثيرون لكن يبدو أن الحكومة والجيش مصممان على تنفيذها. الفضل الأكبر للخطة هو انها متدرجة، تعطي حماس سلالم للنزول عن الشجرة، يوجد فيها حظر كثير بالنسبة لمصير المخطوفين وهي موفرة في استخدام مقدرات الاحتياط المتآكلة. يتبقى فقط تمني النجاح للجيش والامل في ألا يفوت المستوى السياسي الفرص التي تخلقها العملية له. نتنياهو وحكومته ملزمان بان يستوعبوا بان الجمهور في إسرائيل يريد انهاء الحرب في غزة، وبدون ادخال السلطة الفلسطينية الى الحكم في القطاع “في اليوم التالي” – فانها لن تنتهي.
-------------------------------------------
هآرتس 7/5/2025
مسموح التضحية حتى بالـ 24 مخطوف، من اجل مواصلة هذه الحرب الأبدية
بقلم: تسفي برئيل
المسلمة الوحيدة التي تربط كل أجزاء الجمهور تنص على أن الحرب ضرورية لمواصلة بقاء التنظيم الاجرامي الذي يسمى حكومة إسرائيل ومن يترأسها. على الرغم من ذلك إلا أن هذه المسلمة تثير نقاش ساخن، مشوه وكاذب، فقط حول الطريقة الأكثر نجاعة لمواصلة الحرب التي لا نهاية لها بدلا من النقاش حول مجرد أهميتها وامكانيتها.
القصف الذي يعمل على تسوية الأرض، ووقف ادخال المساعدات الإنسانية والتجويع حتى الموت، ونقل 2 مليون شخص، والاحتلال بلا حدود زمنية أو أي فكرة إجرامية أخرى تنتهي بشعار “هزيمة حماس”، كل ذلك ليس اكثر من اقتراحات تفصيلية لكيفية مواصلة الحرب وتأجيجها. الأسئلة الثانوية مثل ماذا سيكون مصير المخطوفين وكم هو عدد الجنود الذين سيقتلون ومن الذي سيوزع الغذاء على سكان غزة، كل ذلك ليس ذي صلة. فقط المبدأ الأساسي والرؤية والمثل الأعلى هي التي لا خلاف عليها: الحرب يجب أن تستمر، بأي ثمن، طوال الوقت، لأنه بدونها فان الكرة الأرضية ستتوقف.
لكن اذا كان من المتفق عليه أن الحرب هي آلة التنفس للحكومة فيجب أن يكون مفهوم بأنه أيضا محظور أن تهزم الحكومة حماس. ولكن عرض الحرب على أنها ضرورة سياسية بحتة ينطوي على شحنة متفجرة قوية يمكن أن تعمل على تخريب استمرار وجود الحكومة. هذا الامر يثير بالفعل جدال خطير، ويثير ضمن أمور أخرى، التساؤل ما اذا كان الجيش هو جيش الحكومة أو جيش الشعب، وهو التساؤل الذي شغل دائما الحكام الديكتاتوريين في الدول العربية. الحرب يجب أن تمر في مرحلة أيديولوجية لتصبح مقدسة، وحكومة مجرد تفكيرها بانهاء الحرب يعتبر كفر. لأن أي حرب غير أبدية ستقتضي مناقشة لليوم التالي لها – وهو أمر لا يجوز حتى التفكير فيه.
هذا الاعتقاد يحول مسألة الثمن، ليس فقط الى مسألة هامشية، بل الى مسألة استفزاز، من بنات أفكار الذين لديهم القليل من الايمان، وحتى الى فكرة خيانية. منذ أجيال يتم قتل اليهود من اجل تقديس الله وتحقيق الوعد الإلهي باعطائنا الأرض، وتسألون هل تجوز التضحية بالـ 24 مخطوف؟ هل نرسل الجنود الى وادي القتل في رفح وخانيونس؟ ما هو كل ذلك مقارنة مع قدسية الانتقام من العماليق؟ لأنه حتى لو انهارت الدولة بسبب هذه الحرب فانه يجب علينا تهيئة انفسنا لذلك. لن يكون موتها عبثا، بل ستموت ببطولة للجهاد اليهودي، وليس على يد الأشخاص الرخويين في الشتات، الضعفاء.
من اجل ان تكون الحرب ابدية، أيضا العدو يقتضي تعريف آخر: “حماس” هي مفهوم محدود وضيق جدا، وليست جديرة بوصف حرب مقدسة من اجل مصير الدولة والشعب اليهودي. خلافا لحزب الله، الحوثيين والمليشيات الشيعية، التي يمكن لإسرائيل التسليم ببعضها، فان حماس مجبرة على أن تكون فكرة وليس مجرد تنظيم إرهابي، الذي يتحدى الجيش الأقوى في الشرق الأوسط.
حماس ليست 20 – 30 ألف مسلح يتجولون بين الأنقاض في القطاع. أيضا ليست فقط 2 مليون فلسطيني، بينهم مئات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب الجوع والمرض، بل حماس تمثل حرب العوالم، وجوهر العدو الخالد وكل الشعب الفلسطيني وكل من يكفر بحق الوجود لدولة إسرائيل. لأنه فقط هذا التعريف يمكن أن يواصل تجنيد ثقة الجمهور بقدسية الحرب ويضمن خلودها. هنا يكمن النصر المبجل والمطلق للحكومة على مواطنيها.
-------------------------------------------
هآرتس 7/5/2025
خياران امام إسرائيل، حكم عسكري في غزة وإعادة الاستيطان أو دولة فلسطينية
بقلم: عاموس شوكن
اليوم التالي لحرب 7 أكتوبر ظهر بوضوح إزاء اقوال بنيامين نتنياهو: إسرائيل ستسيطر عسكريا على القطاع ولن تسمح للسلطة الفلسطينية بأن تحل مكان حماس بعد انتهاء الحرب. قبل ذلك قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه بعد هزيمة حماس إسرائيل ستحكم القطاع بصورة تشبه سيطرتها في الضفة. المعنى هو توسيع نظام الابرتهايد على اكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة.
بتسلئيل سموتريتش، الذي يعمل على ضم الضفة، قال: اذا لم ننتصر على حماس فانه ليس للحكومة حق في الوجود. لقد حان الوقت للانقضاض على غزة واحتلالها والمحاربة بصورة مختلفة كليا: تدمير حماس وإقامة حكم عسكري وأخذ منطقة وارسال رسالة، للداخل وللخارج، بأن من يمس بنا سيتم محوه.
في ظهوره في نهاية نيسان في مؤتمر “جويش نيوز سندكيت” الامريكية في القدس قال نتنياهو: إسرائيل توصلت الى السلام مع مصر والأردن والى اتفاقات إبراهيم مع اتحاد الامارات والبحرين والمغرب والسودان، “فقط الفلسطينيون قرروا أنه لا يمكن الاعتراف بالدولة اليهودية بأي شكل من الاشكال. لا توجد حاجة الى القول بأنه في أي اتفاق من اتفاقات السلام إسرائيل لم يتم الاعتراف بها كدولة يهودية كما يطلب نتنياهو ذلك من الفلسطينيين”، قال وأضاف “هم يريدون دولة فلسطينية من اجل تدمير إسرائيل. حماس في غزة، بواسطة الإرهاب والنشاطات العسكرية، والسلطة في رام الله بصورة دبلوماسية، تريد دولة في المناطق التي بحيث يتم إعادة إسرائيل الى حدود 1967، أنتم تفهمون”، قال بنصف ابتسامة وكأن حدود 1967 هي فكرة سخيفة، “كم من السهل ستكون محاربة إسرائيل، وهذه هي نيتهم”.
لا يجب علينا التفاجؤ من ان نتنياهو، بعد ان بدأ حديثه بشرح ممل عن أهمية الاعتراف بضرورة قول الحقيقة عند مناقشة الواقع، كذب على الجمهور ببساطة. حيث أن م.ت.ف اعترفت بإسرائيل ووقعت معها على اتفاقات أوسلو التي اسفرت عن انشاء السلطة الفلسطينية التي تعترف بإسرائيل. إضافة الى ذلك عندما ورث محمود عباس ياسر عرفات قال انه يعارض الإرهاب ولن يتحرك الا من خلال الدبلوماسية (ولم يستسلم قادة إسرائيل ووصفوا ذلك بأنه “إرهاب سياسي”، وكأن هذه ليست الطريقة التي تاسست فيها إسرائيل نفسها). منذ سنوات عباس يقول بأن الدولة الفلسطينية يجب اقامتها على الأراضي المحتلة في 1967، بما في ذلك شرقي القدس وغزة. الامر لا يختلف عما طلبه الرئيس المصري أنور السادات وحصل عليه مقابل اتفاق السلام مع إسرائيل.
امام إسرائيل يوجد خياران. الأول هو تطبيق خطة نتنياهو فرض حكم عسكري في غزة مثلما في المناطق المحتلة وتمكين حدوث استيطان إسرائيلي من جديد. هذا يضمن الحياة مع الإرهاب مثلما كان الامر تقريبا على مدى السنين منذ 1967، القتل المتبادل للفلسطينيين والإسرائيليين كأمر روتيني وصورة صادمة في العالم لدولة الابرتهايد لإسرائيل.
الثاني هو إقامة دولة فلسطينية على أساس اتفاق مناسب مع إسرائيل. حيث سلطة فلسطينية محسنة تقف على رأسها مع مساعدة من دول عربية مستعدة لذلك. من الواضح أن هذه الخطوة ستجلب لإسرائيل وللفلسطينيين الامن، إعادة الاعمار والازدهار في مجالات كثيرة، وحياة جيدة لمواطني الدولتين ومكانة سامية لإسرائيل في العالم.
يجب التذكير بقرار مجلس الامن رقم 2334 الصادر في كانون الأول 2016، الذي ينص على أنه محظور على إسرائيل احتلال أراضي بالقوة؛ وان مجلس الامن لن يعترف بذلك إلا اذا كانت هناك موافقة فلسطينية؛ وأن إسرائيل محظور أن توطن مواطنين إسرائيليين في المناطق التي احتلت، وأنه يجب عليها اخلاء المستوطنات التي أقيمت، وتقديم للمواطنين المحتلين خدمات تمكنهم من مواصلة العيش كالمعتاد. كل ذلك خلافا للزعرنة التي امتدت لسنوات كثيرة من قبل إسرائيل في هذا المجال. أيضا عذا الامر يجدر جدا انهاءه ووضع حد له.
-------------------------------------------
هارتس 7/5/2025
حفرة المليارات: تكلفة استمرار القتال وحلم “النصر الكبير”
بقلم: ناتي توكر
التكلفة المباشرة للعملية العسكرية الموسعة في غزة التي صودق عليها في الكابنت يمكن أن تصل الى 25 مليار شيكل في الأشهر الثلاثة القادمة، وضمن ذلك تمويل جنود الاحتياط والذخيرة. هذا حسب تقدير جهاز الامن.
المعنى المباشر لزيادة التكلفة بمثل هذا الحجم، اذا تم تنفيذها حقا، ستكون فتح ميزانية 2025 من جديد وزيادة النفقات الحكومية، وأيضا زيادة سقف العجز الى ما يتجاوز الـ 4.9 في المئة.
هذا ليس كل شيء. الخطط العلنية التي عرضها المستوى السياسي هي من اجل سيطرة طويلة المدى على معظم أراضي قطاع غزة. في جهاز الامن يرفضون التطرق الى مسألة هل تمت بلورة تقدير معين بخصوص تكلفة احتلال المنطقة والاحتفاظ بها لفترة زمنية طويلة. تكلفة صياغة المنطقة يمكن أن تصل أيضا الى مليارات الشواقل، إضافة الى تكلفة المعركة.
في وزارة المالية حتى الآن لم يبدأوا في العمل الحقيقي لفتح ميزانية 2025، وتجنيد مصادر للميزانية لتمويل استئناف المعركة العسكرية. جزء من الأموال موجود الآن، سواء في احتياطي الـ 6 مليارات شيكل لحالة التصعيد أو في فائض جباية الضرائب الذي وصل الى اكثر من 10 مليارات شيكل. ولكن زيادة إضافية ستقتضي فتح الميزانية وإعادة المصادقة عليها – مع زيادة ميزانية الدفاع.
في وزارة المالية لم يتسلموا بعد طلب واضح من جهاز الامن للحصول على زيادة. هم ما زالوا يحاولون بلورة موقف حول القرارات الأخيرة وفهم معناها، ويعتقدون بأنه على خلفية عدم اليقين الحالي فانه يجب انتظار التطورات. اذا حقا تمت المصادقة على الزيادة، 25 مليار شيكل، فان معنى ذلك هو أن ميزانية الدفاع في 2025 ستكون اعلى من الميزانية التي خرجت بالفعل نقدا للامن في 2024 – التي كانت سنة قتال شديدة في الشمال وفي الجنوب. نفقات الدفاع الفعلية النقدية في 2024، حسب وزارة المالية، بلغت 152 مليار شيكل. حتى الآن تخطيط ميزانية الدفاع في 2025 هو لانفاق خام (أي يتضمن أموال المساعدات الامريكية التي جزء منه تم تحويله من 2024 الى 2025) يبلغ 138 مليار شيكل في 2025. اذا تمت المصادقة على الزيادة فان الميزانية ستبلغ الى 160 مليار شيكل – اكثر مما كان في 2024.
على الرغم من أنه لم يبدأ عمل حقيقي على ذلك في وزارة المالية، إلا أنهم اصبحوا يدركون في وزارة المالية بأنهم سيضطرون الى فتح الميزانية وزيادة النفقات على الامن في 2025. ومع تجدد القتال في نيسان، حتى قبل قرار الكابنت في هذا الأسبوع بشأن توسيع العملية العسكرية، حذروا في جهاز الامن من أنهم يوجدون في تجاوز سنوي يبلغ 5 مليارات شيكل. الآن مع تجنيد الاحتياط الواسع فان وتيرة التجاوز ستزداد.
مع ذلك، ربما أنه ليس كل النفقات ستنفذ بالفعل في 2025، بل جزء منها سيتم تأجيله الى السنة القادمة أو الى ما بعد ذلك. ربما جزء من مدفوعات الاحتياط لمن يخدمون في 2025 سيتم دفعها بشكل عام في 2026، على سبيل المثال، مكافأة خاصة تدفع بأثر رجعي لشخص خدم عدد معين من أيام الاحتياط في السنة.
جزء من التكلفة هو لصالح الذخيرة أو معدات وتكنولوجيا. بعضها اصبح موجود أو مع خطوط انتاج كاملة، لذلك فان الحاجة الى السيولة ستأتي فقط في السنة القادمة عندما سيضطرون الى إعادة تمويل زيادة الاحتياطي. بسبب ذلك ربما أنه رغم النفقات الأمنية الكبيرة في 2025 إلا أن جزء منها سيظهر فقط في النفقات النقدية في 2026.
سوء نية أم اهمال؟
الزيادة الحادة في الانفاق على الامن تثير تساؤلات صعبة حول سلوك الحكومة، وقدرتها على بلورة سيناريوهات والاستعداد لها. فقط قبل شهر ونصف، عندما تمت المصادقة على ميزانية 2025 بالقراءة الثانية والثالثة في الكنيست، ادعت الحكومة بأن الميزانية التي تم تخصيصها للامن ستكفي لخطط الحكومة في هذه السنة. في نفس الوقت تمت المصادقة على تخصيص 109 مليارات شيكل للامن، و138 مليار شيكل اذا تم شمل فيها المساعدات الامريكية ونفقات أخرى مرتبطة بمداخيل مستقبلية. هذه الميزانية تمت بلورتها حسب سيناريو يفترص انهاء الحرب في نهاية 2024.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ابلغ وسائل الاعلام بعد المصادقة على الميزانية بأن “هذه ميزانية ستوفر للجيش الإسرائيلي وجهاز الامن جميع الموارد المطلوبة لهزيمة العدو، مع الاهتمام برجال الاحتياط وأصحاب المصالح التجارية وإعادة اعمار الشمال والجنوب، والنمو الاقتصادي في دولة إسرائيل”. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نشر فيلم هو وسموتريتش، قال فيه ان الميزانية ستمكن من “استكمال النصر الكبير الذي نقف على حافته”. ولكن الآن يتبين أنه بيد واحدة الحكومة صادقت على الميزانية، وباليد الأخرى هي تدفع قدما بخطة تفرغ من المضمون معنى وضع اطار للميزانية. يوجد لذلك أسباب محتملة: الحكومة عرفت بأن الميزانية التي تبلورها فارغة من المضمون – مع ذلك قدمت بسوء نية ميزانية غير ذات صلة لمصادقة الكنيست عليها، أو أنها اهملت ولم تستعد لسيناريوهات أخرى عندما بلورت الميزانية.
النفقات في الأشهر الثلاثة القادمة هي البداية فقط. سموتريتش اعلن بصورة احتفالية بأن الجيش الإسرائيلي سيحتل مناطق واسعة في القطاع، وأنه لن ينسحب حتى مقابل صفقة التبادل. سموتريتش نفسه اجرى مقابلة مع وسائل الاعلام وقال فيها ان تكلفة صيانة الأراضي هي بضع مئات من ملايين الشواقل في السنة. ولكن في جهاز الامن تسمع تقديرات اعلى بكثير، وهناك يعتقدون ان السيطرة الواسعة على منطقة مدنية لفترة طويلة مع احتكاك دائم سترفع بشكل حاد نفقات الدفاع الجاري للمدى الطويل.
تنبؤ النمو يمكن أن يتضرر مرة أخرى
الى جانب نفقات الميزانية المباشرة لتوسيع الحرب والاحتفاظ بمنطقة لفترة طويلة، وازدياد شدة الحرب، يوجد لها أيضا تأثير اقتصادي. تجنيد واسع للاحتياط يضر بسوق العمل ويقلص عرض العمال في الاقتصاد، وبشكل عام يبطيء النشاط الاقتصادي. إضافة الى ذلك استمرار القتال لفترة غير محدودة يزيد من مخاطرة الاستثمار في إسرائيل، ويضر بالشيكل ويزيد قيمة المال. النفقات الأمنية العالية أيضا تقلص الانفاق البديل للحكومة على الاستثمارات المدنية وتطوير البنى التحتية.
بنك إسرائيل سبق وخفض في نيسان تنبؤ النمو لسنة 2025 الى 3.5 في المئة – انخفاض 0.5 نقطة مقارنة مع التنبؤ السابق – على خلفية الخوف من تباطؤ عالمي في النمو بسبب تقلص التجارة على خلفية الضرائب التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في نفس التنبؤ البنك تطرق الى خطر توسع القتال بما يتجاوز السيناريو الأساسي. في البنك فحصوا سيناريو بديل يتضمن توسع القتال في قطاع غزة وتجنيد واسع للاحتياط لمدة ربعين. سيناريو كهذا حسب البنك سيؤدي الى اضرار آخر بالإنتاج في 2025، بحيث النمو سيصبح 3 في المئة. هذا بالأساس نتيجة المس بعرض العمل وارتفاع 2 في المئة في العجز، الذي يمكن أن يقترب من سقف 7 في المئة. في هذا الوضع فان الدين العام بالنسبة للإنتاج سيكون 71 في المئة في نهاية العام، مقابل 69 في المئة في نهاية العام 2024.
في وزارة المالية حتى الآن لم ينشروا تنبؤ محدث على خلفية التغييرات في السيناريو الأساسي. حسب قانون أسس الميزانية فان وزارة المالية يمكن أن تقدم حتى 1 حزيران وثيقة خطة الميزانية متعددة السنوات من اجل مصادقة الحكومة عليها في 1 حزيران. من المفروض أن تضمن الوثيقة تحديثات بشأن توقع النفقات والمداخيل في ميزانية الدولة، الى جانب تحديث توقعات كبير الاقتصاديين بشأن تطور الاقتصاد مثل النمو المتوقع والتضخم المتوقع. ومن المفروض أن تعكس وزارة المالية في هذه الوثيقة احدث التوقعات استنادا الى التطورات الأخيرة.
-------------------------------------------
معاريف 7/5/2025
نتنياهو يترك المخطوفين في غزة ويحرص على الدروز في دمشق من اجل بقائه سياسيا
بقلم: ران ادليست
منذ بضعة أشهر ونحن نعرف كل شيء عن الإصابات في مواقع الذخيرة في سوريا، من إرث بشار الأسد. الفرضية الأساس تقول ان هذا السلاح كفيل بان يهدد إسرائيل تحت نظام احمد الشرع، الحاكم الجديد والجهادي القديم. غير ان حكومة إسرائيل والجيش الاسرائيلي لا يشرحان لنا ما الذي يقصدانه بالضبط.
مؤخرا اضيف هدف وجودي للهجمات في سوريا: انقاذ الدروز الذين يهددهم الرئيس الجديد. الناطقون بلسانه يقولون انه يريد أن يوحد كل القبائل المتفرقة في سوريا بخاصة في منطقة دمشق، حول حكومته. وكما يبدو هذا اليوم، فان حكومة إسرائيل تعارض ذلك وضمن أمور أخرى تهاجم قرب القصر الرئاسي في دمشق. وشرح وزير الدفاع إسرائيل كاتس: “عندما يستيقظ الجولاني في الصباح ليرى نتائج الهجوم سيفهم جيدا بان إسرائيل مصممة على منع المس بالدروز في سوريا. وان واجبنا هو حماية الدروز في سوريا من اجل إخواننا الدروز في إسرائيل وولائهم للدولة. هراء. وحدها حكومة مجنونة تماما تترك المخطوفين في غزة لمصيرهم وتحرص على الدروز في دمشق – وفي الحالتين بسبب الحاجة لمواصلة “القتال” لاجل البقاء السياسي.
بغياب إيضاحات من جانب الحكومة وجهاز الامن اميل لان اصدق شيرين فلاح صعب في “هآرتس” التي تدعي بان السكان الدروز في سوريا يدعون بان “تدخل رئيس الوزراء ووزير الدفاع أضاف الزيت الى الشعلة واثار قلقا شديدا”. اما زعماء الطائفة الدرزية في سوريا فقد اعلنوا: “نحن نؤكد مواقفنا الوطنية الصلبة في كوننا جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد. يجب تثبيت الامن في ارجاء سوريا. هذه مسؤولية الدولة”.
لا فكرة لدي عما يحصل في مملكة السر لسياسة الجيش الإسرائيلي والحكومة في موضوع الدروز في إسرائيل، في سوريا وفي لبنان. هنا لن تجدي مؤامرة حكيمة او تقدير وضع يدعي التعمق. إذ لا توجد معلومات عامة يمكن التمسك بها كي نفهم ماذا تريد إسرائيل. مثل الجميع، اعرف ان هضبة الجولان هي المصلحة الإسرائيلية العليا في الساحة الشمالية. واضح أن الرئيس السوري الجديد لن يتنازل عنها وهو مسنود من الجامعة العربية والأمم المتحدة. الشرع هو جهادي في بدلة، ولا يمكن أن نعرف الى أي مدى البدلة هي تمويه، وهو على الاطلاق إرهابي متعطش لدماء اليهود. قبل نحو أسبوع علم أن الجهادي إياه تلقى مباركة الجامعة العربية وهو يريد أن ينضم الى اتفاقات إبراهيم.
مصدر امني إسرائيلي سارع لان يوضح بان “من يبيع سوريا لاردوغان لا يريد حقا الانضمام الى الاتفاقات. ومؤخرا سجل بالفعل صدام بالصدفة بين عضلة إسرائيلية وعضلة تركية في سماء سوريا. فهل يحتمل أن يكون الشرع يريد ان يوجه الدولة الخربة هذه لتصبح كيانا سياسيا سليما؟ وهل سيؤجل، لبضع سنوات على الأقل الله اكبر ودين محمد بالسيف؟ اذا كان نعم، فهذه ستكون “بضع السنوات” إياها التي سيكون ممكنا فيها الوصول معه الى تفاهمات ترضيه وترضينا. “تلك” بضع السنوات التي يتمنوها في إسرائيل، على امل في حكومة معقولة بدلا من حكومة الأغراض التي ستختفي من البلاد، وفي هذه الاثناء تخلق هنا جبهة إضافية.
-------------------------------------------
هآرتس 7/5/2025
في زيارة ترامب، المفاوضات مع ايران وفي الصفقة الحوثية، إسرائيل خارج السور
بقلم: حاييم لفنسون
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حصل امس على مفاجأة أخرى من مدرسة اجندة “أمريكا أولا”. حسب الرؤية التي تقول بأن ما لا يحدث في بث حي ومباشر وكأنه لم يحدث أبدا، فان الرئيس الأمريكي ترامب اعلن بأنه سيوقف الهجوم الأمريكي ضد الحوثيين مقابل تعهدهم بـ “عدم مهاجمة السفن” في البحر الأحمر. في الواقع يوجد لإسرائيل فائدة من عدم مهاجمة السفن، لأن الارساليات الى البلاد ارتفعت أسعارها كثيرا بسبب خوف السفن من العبور في قناة السويس. ولكن لا يجب أن يكون المرء خبير في شؤون الشرق الأوسط من اجل أن يلاحظ بأن هجمات الحوثيين الجوية على إسرائيل غابت من الاعلان الأمريكي.
في القدس تفاجأوا أمس من الاعلان الأمريكي، التراجع عن الهجوم بدون أن تشمل الصفقة اليمنية أيضا إسرائيل، بالتحديد في الوقت الذي تدفع فيه ثمنا اقتصاديا باهظا يتمثل في الغاء الرحلات الجوية الى المطار الدولي الوحيد فيها. المتحدث غير الرسمي باسم رئيس الحكومة، يعقوب بردوغو، أكد أمس في احاطة تم بثها في النشرة الرئيسية في القناة 14، على أن الاعلان وبحق فاجأ إسرائيل وأنه لم يتم تنسيقه معها. ترامب ظهر متلهف من اجل الإعلان عن إنجازات إزاء ضائقته في الجبهة الداخلية وأزمة الجمارك التي جلبها لنفسه. وحتى لو كان 99.9 في المئة من الامريكيين لا يعرفون مكان اليمن على الخارطة فانه يمكن بيعهم نجاح.
الآن إسرائيل بقيت لوحدها مع العلكة الحوثية التي التصقت بحذائها ولا تريد النزول، ولا يهم ما يحاولون فعله. ولكن هذا فقط تمهيد لما سيأتي، احداث الأسبوع القادم، عند الزيارة التاريخية لترامب في الشرق الأوسط ووصوله الى الدوحة وأبو ظبي والرياض. أي رئيس أمريكي لم يصل الى قطر منذ بوش الاب في 2003، ولم يتواجد أي رئيس امريكي في أبو ظبي منذ العام 2008. نتنياهو يدرك كم هو سيء أن يظهر بأن ترامب موجود في المنطقة ويذهب الى “دولة معادية” مثل قطر، التي لم تقرر بعد هل هي في جانب الحضارة أو في جانب برابرة حماس، ويقفز عن إسرائيل. في الفترة الأخيرة يبذل نتنياهو جهود كبيرة من اجل أن يهبط ترامب هنا، ليس فقط من اجل مقابلة رمزية تلمح بأن إسرائيل ما زالت ذات صلة. حتى أمس ترامب لا ينوي الوصول إلا اذا كانت هناك انعطافة سياسية حقيقية في المجال الغزي، التي تؤدي الى انعطافة في المجال السعودي.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع رئيس حكومة كندا، مارك كارني، اعلن ترامب بأنه قبل زيارته سيكون هناك اعلان دراماتيكي لا يعرف أي أحد طبيعته. أيضا في إسرائيل لا يوجد لأي أحد فكرة عما يريده. يجب التذكر بأن الامر يتعلق بمخادع في تعريفه، من النوع الذي يعلن أولا بأنه يبني البرج الجديد وبعد ذلك يذهب الى البلدية ويقول: “أنا بعت شقق للناس، أعطوني الرخصة”. في القدس يخافون من أن الامر يتعلق بتصريح حول تفاهمات أولية مع ايران قبل الاتفاق النووي، “الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط”. إسرائيل خائبة الأمل لأنها خارج المفاوضات مع ايران، لكن يبدو أن ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لا ينويان السماح لنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بانهاكهما في تفاصيل صغيرة، ستطيل التوصل الى الاتفاق الى ما لا نهاية. من ناحية الإدارة الامريكية فان قوة ترامب تم توضيحها، والايرانيون لن يتجرأوا على اللعب معه والسعي الى الحصول على القنبلة من خلف ظهره.
مصر تضع على طاولة حماس اقتراح تلو الآخر، في هذه الاثناء بدون أي نجاح حقيقي. في قطر يجرون الاتصالات الخاصة بهم مع الأمريكيين، حيث التفاصيل الصغيرة فيها أنا لا اعرفها. الفكرة هي كاتالي: ترامب سيضع على الطاولة اقتراح مدعوم بدعم تحالف من دول النفط والغاز، السعودية واتحاد الامارات وقطر. الاقتراح يمكن أن يقدم حل لموضوع المخطوفين، وحل انساني لسكان غزة، واسس متفق عليها للمفاوضات من اجل انهاء الحرب، التي تشمل انسحاب إسرائيل وابعاد حماس عن الحكم.
هذا تكتيك معروف في دبلوماسية ترامب، الاظهار علنا الخلافات من خلال الاعتقاد بأن الرأي العام في الداخل سيهزم الزعيم الرافض. الاقتراح يمكن أن يكون “الاقتراح الأخير” الذي سيتم اقتراحه على حماس، الذي اذا لم توافق عليه فان الجيش الإسرائيلي سيدخل الى غزة بكل القوة، الى درجة أن لا يبقي أي بيت قائم. ديرمر يمكن أن يصل اليوم الى واشنطن لاجراء لقاءات حول هذا الامر في البيت الأبيض، على امل التوصل الى اتفاق متبلور، بدلا من فرض الخطة على نتنياهو بشكل مفاجيء في اللحظة الأخيرة.
-------------------------------------------
إسرائيل اليوم 7/5/2025
المفاجأة التي يعدها ترامب
بقلم: أرئيل كهانا
ما الذي كان يقصده ترامب حين قال “بيان عظيم”، وماذا يحصل من خلف الكواليس؟
نبدأ من النهاية: لو كان جواب واضح وقاطع – لكنت كتبته. اما حاليا فلا يوجد جواب كهذا، وماذا يوجد اذن؟ بيان ويتكوف هذه الليلة عن “إعلانات عديدة قريبا جدا”، بالنسبة لاتفاقات إبراهيم.
ما كان ينبغي لإسرائيل ان تشعر بالاهانة لان ترامب لم يطلعها قبل الأوان على الاتفاق مع الحوثيين. فهو نفسه قال ان البيان الصادر عن الحوثيين لم يصل اليه الا قبل وقت قصير من ذلك. مفهوم أنه في الوضع الطبيعي كان من الصوات اطلاع إسرائيل مسبقا، وعندها فقط الركض الى وسائل الاعلام. لكن ترامب هو ترامب، ولا يوجد أي شيء مفاجيء في أنه يتصرف بشكل معاكس.
السؤال الهام حقا هو هل أصرت الولايات المتحدة على أن تكون إسرائيل جزء من اتفاق وقف النار – على افتراض أنه يوجد اتفاق كهذا. على الأقل وفقا لما عرفناه امس في إسرائيل، فان الاتفاق لا يتضمن إسرائيل. بمعنى انه حسب ما هو معروف في هذه اللحظة، عقد ترامب صفقة جيدة لامريكا وترك إسرائيل لمصيرها. جد غير معقول ان تكون هكذا هي الأمور، لكن اذا كان هذا هو الواقع حقا فان خيبة الامل مريرة. الولايات المتحدة وإسرائيل هما حليفان. لا يعقل ان أمريكا ترامب ستنسانا ومن الصعب التصديق ان هذا ما حصل. كما يوجد بالتأكيد مزيد من الوقت للإصلاح.
مهما يكن من امر، سيصل ترامب الى المنطقة يوم الثلاثاء القادم وسيزور قطر، اتحاد الامارات والسعودية. صحيح حتى الان، لا يعتزم زيارة إسرائيل. ومع ذلك، شائعات عنيدة تدعي بان خيارا كهذا لا يوجد على الاطلاق ضمن الأوراق بل وأجريت استعدادات بذلك.
اذا لم تكن هذه التخمينات كافية، فان السؤال الكبير بالطبع ما الذي يختبيء في وعود ترامب وويتكوف عن إعلانات كبرى وقريبة.
من الاستيضاحات التي اجريتها لا يدور الحديث عن ضم سوريا ولبنان الى هذه الاتفاقات رغم أنه توجد شائعات مشتعلة في هذا الاتجاه أيضا.
يحتمل أن الحديث يدور عن بيان لترامب حول مساعدات أمريكية مباشرة لغزة، كما زعم في وسائل الاعلام العربية. في مثل هذه الحالة الشائعات هي التقدم في خطته لاخلاء قطاع غزة وكذا تخفيف في ضغوط “الشارع العربي” على الحكام بالنسبة لـ “وضع الفلسطينيين”. لكن هل بيان كهذا يكفي لضم السعودية الى اتفاقات إبراهيم؟ هذا ليس منطقيا على نحو ظاهر. واذا كانت السعودية لا تأتي، فان دولا عربية وإسلامية أخرى لن تأتي. هكذا بحيث انه ليس مفهوما عما تحدث ويتكوف.
اتفاق مع ايران؟ إذن هل سيعلن ترمب انه توصل الى اتفاق مع ايران؟ هذا حتى بلا أساس اكثر من غيره. صحيح حتى الان الأطراف حتى لا تنجح في تنسيق لقاء رابع لمواصلة المفاوضات. هذا يحصل حين تكون المفاوضات على أي حال في بدايتها وتوجد بين الأمريكيين والإيرانيين فجوات واسعة.
اذا كان كذلك، فلعلها صحيحة النظرية في أن كل ذلك هو بالذات مقدمة للهجوم الكبير في ايران. حسب هذا التفسير، الذي يأتي بشكل غير مباشر من البيت الأبيض حتى قبل زيارة ترامب الى المنطقة، فان البرنامج النووي الذي يهدد العالم سيدمر بضربة عسكرية هائلة.
بعد بضعة أيام من ذلك سيأتي ترامب الى جولة نصر في الشرق الأوسط ويعلن بانه انقذ العالم من خطر رهيب. ينبغي الاعتراف بان هذا السيناريو أيضا يبدو غير معقول على الاطلاق. لكن في العالم الفوضوي لدونالد ترامب، كما رأينا مرة أخرى امس، لا يمكن أن نستبعد أي سيناريو.
-------------------------------------------
معاريف 7/5/2025
الجيش وصل الى النقطة التي لم يعد يستطيع فيها أن يتخلى عن أي حريدي
بقلم: افي اشكنازي
أطلق رئيس الأركان الفريق ايال زمير أمس قنبلة أخرى يفترض أن تؤثر في الساعات والأيام القريبة القادمة على المجتمع الإسرائيلي، على السياسة الإسرائيلية وعلى بقاء حكومة إسرائيل.
فقد وجه زمير تعليماته لرئيس شعبة القوى البشرية لان يصدر خمسين الف امر تجنيد آخر للحريديم إضافة الى نحو 20 الف أمر صدر حتى الان. الى هذا يضاف قرار رئيس الأركان في أن يتلقى فتى ابن 16 ونصف تلقائيا امر أول وفور ذلك امر ثانٍ. من لا يمتثل يصبح فارا – مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى.
يعمل زمير انطلاقا من الفهم بان الجيش الإسرائيلي يوجد منذ الان دون الخط الأحمر في كل ما يتعلق بمستوى القوة البشرية. للجيش ينقص اكثر من 10 الاف جندي في النظامي – 7 الاف مقاتل و 3 الاف داعم للقتال.
تجنيد الاحتياط الواسع يستهدف تحريك الوية نظامية من حدود لبنان ومن منطقة الفصل في سوريا وكذا الوية وكتائب من الضفة في صالح حشد الجهد في قطاع غزة. الجيش الإسرائيلي يمتنع عن اجراء مناورات تدريبية، يصعب عليه صيانة وإصلاح آليات عملياتية. بسبب عبء القتال ومهام القوات التي تعمل اليوم في 7 جبهات، فانها لا تنجح في خلق تواصل للانتعاش وحرف القوات الى التدريبات والى خطوط اكثر هدوءاً من ناحية العبء العملياتي.
كل مقاتل في الجيش يشعر جيدا بهذه الأعباء: إجازة واحدة كل بضع أسابيع وبقاء أطول في ميدان القتال مما يتطلب منهم أن يبقوا في تأهب عملياتي على مدى زمن طويل على نحو خاص. هذا يؤدي في النهاية الى تآمل متسارع، مس بالحدة واليقظة العملياتية، وكذا الى حوادث عملياتية أيضا ومواضع خلل ومشاكل أخرى.
الجيش واع أيضا لتآكل رجال الاحتياط الذين يصعب عليهم العودة الى نمط الحياة في التعليم، العمل، الحياة الزوجية او الحياة الابوية. في النهاية هذا يقظم من مبنى المجتمع الإسرائيلي. نتائج العبء على مجموعة سكانية واحدة سنراها في سياق الطريق، بعد سنوات. اما الان فنحن لا نرى الى النتائج الفورية المحدودة وسيستغرق سنوات ترميم هذه المجموعة في المجتمع الإسرائيلي. وكذا سيكون أيضا من لا يعود الى دائرة الحياة التي خطط لها قبل 7 أكتوبر.
شاؤوا أم أبوا على الحريديم ان يفهموا بانهم جزء من هذه الدولة. هم ملزمون بان يدخلوا تحت الحمالة. عليهم ان يفهموا بان حاخاميهم ومتفرغيهم السياسيين ممن يعارضون كل خطوة تجنيد يقودونهم الى مسار بلا مخرج. في نهاية الامر يوجد واقع امني يستوجب تجنيد عشرات الاف الحريديم للجهد القومي. اذا كانوا يعتقدون ان هذه المناورة السياسية او تلك ستغير هذه الحاجة، فانهم يرتكبون خطأ جسيما.
وفق ما نراه في هذه اللحظة، فان الجيش ليس فقط لا يريد أن يتراجع، بل هو ببساطة وصل الى النقطة التي لم يعد يستطيع فيها أن يتخلى عن أي حريدي.
-------------------------------------------
هآرتس 7/5/2025
للإسرائيليين: الكابنيت أقر قتل “المخطوفين”
بقلم: أسرة التحرير
لقرار الكابنيت توسيع القتال في غزة معنى واضح: قرار واعٍ للتخلي عن المخطوفين، وتعميق الكارثة الإنسانية التي توقعها إسرائيل على مليوني مواطن، على أمل واهم بإجراء “إعادة تموضع” لهم – أي ترحيل إجرامي – ولطمس النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني عن وجه الأرض. الحكومة برئاسة نتنياهو فقدت السيطرة، وتجر دولة كاملة إلى الضياع.
لن يكون “حسم” هنا، باستثناء الحسم الذاتي. لا تحرير لمخطوفين، بل موت بطيء، بعذابات الجوع، وحدهم في الأنفاق. لقد أوضح كبار رجالات جهاز الأمن لأعضاء الكابنيت بأن المخربين الذين يحتجزون المخطوفين قد يفرون من مناطق القتال ويتركون المخطوفين في الأنفاق بلا ماء وغذاء ليموتوا جوعاً وحيدين. حكومة إسرائيل تعرف هذا، ومع ذلك اختارت هذا الطريق. حتى العائلات التي ينعكس قلقها في كل كتاب ومظاهرة ومقابلة صحافية، تخفق في اختراق حرب تهكمية ومصلحية يقودها أعضاء الكابنيت.
يفرض حصار مطلق منذ شهرين على قطاع غزة، والأطفال هناك يموتون بسوء التغذية. وهذا واقع يسعى الكابنيت إلى تفاقمه. حسب الخطة، فإن كل السكان المدنيين سيتم إخلاؤهم إلى محور “موراغ” وحشرهم في منطقة مساحتها أقل من ربع مساحة القطاع – حيث ينتظرهم الجوع والمرض وانعدام المساعدات.
لماذا كل هذا؟ من أجل بقاء سياسي لحكومة منقطعة عن الواقع جعلت الحرب وصفة لحماية الائتلاف. نتنياهو، الذي لم ينسحب في الماضي إلا بضغط مباشر من ترامب، يواصل اندفاعه مع متزمتي “عظمة يهودية” و”الصهيونية الدينية” نحو هذيان الترحيل والاستيطان والحكم العسكري. قال وزير المالية سموتريتش هذا صراحة: “نحتل كي نبقى. لم يعد هناك دخول وخروج بعد اليوم”.
إذا ما قرر ترامب عدم التدخل والدفع بصفقة حول زيارته إلى دول الخليج الأسبوع القادم، وحققت إسرائيل مبتغاها في القطاع، فسيكون الثمن باهظاً: فضلاً عن المخطوفين الذين سيموتون حتماً، وسقوط مزيد من الجنود، وانهيار المزيد من العائلات تحت العبء (توسيع الحملة يستوجب تجنيداً واسعاً لبضع فرق احتياط) إضافة إلى قتل آلاف آخرين من السكان الغزيين، كثيرون منهم من النساء والأطفال. هذا إلى جانب انهيار الشرعية الدولية لإسرائيل، التي وصلت إلى أسفل درك.
على إسرائيل أن تعمل العكس؛ أن تدخل مساعدات إنسانية إلى القطاع على نطاق واسع، بحيث يضع حداً للجوع ويوقف قتل المدنيين، وينهي هذه الحرب عديمة الجدوى، كما عليها أن تمضي بصفقة شاملة ينسحب الجيش في إطارها من القطاع مقابل إعادة المخطوفين. على رحلة الهدم والموت هذه أن تتوقف.
-----------------انتهت النشرة-----------------