الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 14/5/2025 العدد 1307

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس ذي ماركر 14/5/2025

 

 

وقف المساعدات الامريكية عن اسرائيل سيجعل الشرق الاوسط مختلفا

 

 

بقلم: حجاي عميت

 

جولة زيارات دونالد ترامب في الشرق الاوسط التي بدات امس، بدأت بالاعلان عن صفقة ضخمة لبيع السلاح للسعودية بمبلغ 142 مليار دولار. من اجل معرفة حجم الصفقة يكفي القول بانه في الاعوام 1950 – 2022 اشترت السعودية سلاح امريكي بمبلغ 164 مليار دولار بالاجمال.

هذه الصفقة لا يتوقع ان تكون الاعلان الاخير في جولة زيارات الرئيس. صفقة السلاح مع السعودية هي جزء من اتفاق اقتصادي اوسع بين الولايات المتحدة والسعودية، التي ستشمل ايضا استثمارات سعودية في الولايات المتحدة بمبلغ 600 مليار دولار. اضافة الى السعودية ترامب سيزور ايضا اثنان من الزبائن الكبار لشركات السلاح الامريكية، قطر واتحاد الامارات. مجمل مشتريات هاتين الدولتين للسلاح الامريكي في الاعوام 1950 – 2022 بلغ 70 مليار دولار.

قطر والسعودية هي الآن من الدول الاربعة الاكبر التي تستورد السلاح في العالم، بعد اوكرانيا والهند. كل واحدة منهما مسؤولة عن 6.8 في المئة من الاستيراد العالمي. السعودية وحدها كانت الهدف الذي وصل اليه 12 في المئة من تصدير السلاح الامريكي في 2020 – 2024.

بين الاعوام 1950 – 2022 اشترت اسرائيل سلاح امريكي بمبلغ 53 مليار دولار. ولكن مشترياتها لم تكن “اموال حقيقية” من ناحية الادارة الامريكية، بل مشتريات تمت بالاساس بواسطة المساعدات الخارجية، اموال حولتها الولايات المتحدة لاسرائيل.

الفجوة بين مئات المليارات، التي تكتنف صفقات سلاح جديدة مع السعودية، قطر واتحاد الامارات، والتي تنضم الى سلسلة كبيرة من الاتفاقات التجارية بين هذه الدول والولايات المتحدة – وبين حقيقة ان ترامب ينظر الى اسرائيل على انها مبتلعة لاموال المساعدات وكعبء عليها، هي عامل اساسي في سبب عدم اشراك ترامب لاسرائيل في المفاوضات حول انهاء الحرب في غزة.

 

الانضمام الى الخطاب الانعزالي للجمهوريين

 

في جلسة الكابنت في يوم الاحد تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى اعتماد اسرائيل على المساعدات الامنية الامريكية. “نحن نحصل على 4 مليارات دولار تقريبا للسلاح”، قال. “اعتقد اننا سنصل الى وضع سنفطم فيه عن ذلك، مثلما فطمنا عن المساعدات الاقتصادية”. لكن يجب الحذر من تفسير اقوال نتنياهو على اعتبار انها عملية فعلية لتغيير الطريقة التي تدار فيها ميزانية الدفاع في اسرائيل.

اتفاق المساعدات الامنية بين امريكا واسرائيل سينتهي في نهاية 2028. وممثلو الطرفين حتى الآن لم يبدأوا التناقش في المساعدات القادمة. ولأن اتفاق المساعدات يسن كقانون في الكونغرس، فانه يصعب وحتى من غير المحتمل، تغييره في المنتصف. جهات رفيعة في الحكومة الاسرائيلي، التي تتعامل بالعلاقات الخارجية مع الولايات المتحدة، فسرت هذه الاقوال لرئيس الحكومة ليس كاعلان عن خطوات متوقعة، بل كمحاولة لنتنياهو للانضمام الى الخطاب الجمهوري الانعزالي.

في مجموعة “لنجعل امريكا عظيمة مرة اخرى” في ادارة ترامب، كما تسمى من قبل من يتناول العلاقات الخارجية لاسرائيل مع الولايات المتحدة، تعمل حركة انعزالية قوية لـ “امريكا اولا”، التي تعتبر المساعدات العسكرية لدول العالم بشكل عام ولاسرائيل بشكل خاص، ظاهرة اشكالية. بعض الجهات الجمهورية في الادارة تتحدث عن وقف المساعدات. لذلك فان نتنياهو حاول في اقواله بث لهذه الجهات اعلان نوايا بعيد المدى، وليس خطة لتنفيذ عملية حقيقية لتقليص المساعدات في الفترة القريبة.

هذه الخطوة، “فطام” اسرائيل من الاعتماد على المساعدات الامريكية، ستكون مقرونة بألم كبير لاقتصاد اسرائيل، ويمكن أن تؤثر على كل الشرق الاوسط.

 

على حساب الامريكيين

 

ان حجم المساعدات الامريكية العادية لاسرائيل، التي تحددت في اطار الخطة متعددة السنوات للاعوام 2019 – 2028، يبلغ 3.8 مليار دولار في السنة. وهي المساعدات المسؤولة عن 15 في المئة من ميزانية الدفاع في اسرائيل.

لكن احداث السنة والنصف الاخيرة اوضحت بانه في حالة حرب شاملة فان اسرائيل بحاجة الى مساعدات امريكية اكبر بكثير، وهي حقا تحصل عليها ايضا. طوال السنة الاولى للحرب انفقت الولايات المتحدة 23 مليار دولار على مساعدات لاسرائيل ونشاطات تتعلق بالحرب، تقريبا ستة اضعاف المساعدات العادية التي تحصل عليها اسرائيل منها.

الحديث لا يدور فقط عن مساعدات مالية مباشرة. المخازن التي امتلكتها امريكا في اسرائيل والتي تم فتحها في الحرب، شملت سلاح وذخيرة بمبلغ 4.4 مليار دولار.  اسرائيل تم تزويدها بمنظومات دفاع مثل الصواريخ بمبلغ 4.5 مليار دولار، ومنظومة القبة الحديدية والذخيرة لها بمبلغ 1.2 مليار دولار. الولايات المتحدة سرعت انتاج القنابل لصالح اسرائيل بمبلغ مليار دولار تقريبا، وعززت القوات الامريكية التي واجهت الحوثيين بمبلغ 5 مليارات دولار.

عشرات الاف القنابل والمواد المتفجرة والبنادق والصواريخ المضادة للدبابات والقنابل الثقيلة، جميعها تم ارسالها عن طريق الجو الى اسرائيل. بالاجمال، 70 في المئة من تمويل نشاطات اسرائيل الاخيرة في الحرب تم تمويله من الولايات المتحدة. حجم المساعدات الامريكية الحالي هو الذي مكن اسرائيل من ادارة الحرب لسنة ونصف بدون ان تسعى الى اتفاق وبدون التحدث عن المستقبل بعيد المدى لقطاع غزة. ومكن حتى اسرائيل من ادارة الحرب في عدة جبهات في نفس الوقت مع الاعلان عن التطلع الى “الانتصار المطلق”. باعادة صياغة لنظرية “السور الحديدي” لزئيف جابوتنسكي، السور الذي ترتكز عليه نظرية الامن الاسرائيلية الآن، هو بالفعل سور من الدولارات الامريكية.

اذا كانت اسرائيل تطمح الى ادارة الحرب الحالية بدون هذه المساعدات، أي على حسابها، فهي كانت ستجد نفسها في هذه الايام غارقة في ديون ضخمة، التي كان من شانها ان تدخلها الى ازمة اقتصادية عميقة، ورفع الفائدة بشكل حاد على ديونها، وتسخير اقتصادها لسنوات كثيرة.

 

شروط حالمة

 

ايضا الشروط المالية للمساعدات السنوية العادية التي تعطيها الولايات المتحدة لاسرائيل هي شروط حالمة. لقد كان لاسرائيل خط نقدي مرن وقابل للوصول اليه. في معظم الحالات التي حصلت فيها على بضاعتها التي كانت بحاجة فورية اليها، دفعت ثمنها بعد ذلك. المساعدات الثابتة يتم تحويلها بدفعة واحدة في بداية السنة المالية. وهي العملية التي توفر على الدولة دفع الفائدة. اسرائيل حتى تنفذ طوال سنوات صفقات ضخمة لشراء الطائرات والمروحيات، مع الاعتماد على المساعدات التي ستأتي في السنوات القادمة.

اضافة الى الاعتماد المالي لاسرائيل على الولايات المتحدة فان كل سلاح الجو الاسرائيلي (طائرات ومروحيات وقذائف) يرتبط تكنولوجيا بالصناعات الامريكية. ايضا كل سلاح الجو الاسرائيلي يرتكز الى التمويل الامريكي أو التطوير المشترك لشركات اسرائيلية وامريكية.

 

حدود واضحة لقدرات اسرائيل

 

حرب السنة والنصف الاخيرة كانت الدليل الدامغ على اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة، عسكريا واقتصاديا. ولكن بالذات خطوات ترامب في الفترة الاخيرة ذكرت اليمين بانه اذا كانت اسرائيل معنية بوجود سياسة يمين انعزالي، بدون التطلع الى اتفاقات وبدون الخوف من تغيير السياسة بسبب الانتقال من ادارة جمهورية الى ديمقراطية وبالعكس، فانها لا تستطيع السماح لنفسها بمثل هذا الاعتماد.

لذلك، خلال الحرب بدات اسرائيل بخطوات لانتاج سلاح مستقل، التي قادها ايال زمير في منصبه السابق كمدير عام لوزارة الدفاع. في اطار هذه الخطوات تم فتح خطوط جديدة لانتاج ذخيرة المدافع وذخيرة لسلاح الجو في جنوب اسرائيل. اضافة الى ذلك توجد حدود واضحة لقدرة اسرائيل على ان تكون مستقلة في انتاج السلاح والتصرف وكانه لا توجد لها حدود مالية. “اسرائيل لا يمكنها انتاج طائرة اف 35، هي ايضا محدودة في انتاج بضع مئات من الاجزاء التي تشتريها من الولايات المتحدة. ايضا حتى لو طورت قدرة انتاجها في اعقاب الحرب فهي بحاجة لذلك الى قدرات تكنولوجية غير موجودة لديها”، قال مصدر في الصناعات الاسرائيلية.

 

لن يسارع الى اخراج السوط

 

رغم الاصوات الانعزالية في الولايات المتحدة إلا أن القرارات الامريكية في الكونغرس لتقديم المساعدات لاسرائيل خلال الحرب اتخذت باغلبية ساحقة، 90 في المئة. هذا يدل على انه في الساحة السياسية يجب ان تحدث عمليات عميقة قبل تنفيذ تقليص المساعدات لاسرائيل.

اذا كان هناك تهديد على اسرائيل فهو لا ينبع من الكونغرس، بل من ادارة ترامب نفسها. العلاقة بين نتنياهو وترامب وصلت الى الحضيض. حسب احاطات البيت الابيض في الفترة الاخيرة فان “ترامب يئس من نتنياهو”. وحسب الاحاطات من محيط نتنياهو فان سلوك البيت الابيض فيما يتعلق باسرائيل هو “فوضى” كبيرة.

رغم ذلك، في اسرائيل قدروا في هذا الاسبوع بان ترامب لن يسارع الى التهديد بوقف المساعدات لاسرائيل. اضافة الى ذلك مصدر في وزارة الخارجية قال “اذا تم اخراج سوط تقييد المساعدات الامنية لوزارة الدفاع فانه سيكون من غير المنطقي معارضة مطالبهم”. لكن هذه القدرة على اخراج السوط هي احدى مشاكل اعتمادنا العسكري والاقتصادي عليهم. هي تتسبب في أنه في لحظة الحقيقة، الرئيس الامريكي دائما القول لنا: “اوقفوا الحرب. نقطة”.

الجهات التي تنشغل بالعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة قالت امس بأن تنازلنا عن المساعدات الامريكية هو أمر غير صحيح وغير منطقي. وان اسرائيل بحاجة الى ان تعمل الولايات المتحدة كركيزة استراتيجية لها. وحسب قولها ايضا فان المساعدات التي تحصل عليها الدولة من الولايات المتحدة تؤدي الى ان يشعر الامريكيين بانهم ملزمون باسرائيل. هذه الجهات قالت ايضا بانه اذا اوقفت الولايات المتحدة استثمار في اسرائيل فانه سيقل ايضا اهتمامها بمصيرنا. ومثلما حددت ذلك هذه الجهات فان “الاستثمار في المساعدات هو الذي يجعل الامريكيين شركاء لاسرائيل”.

 

 

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 14/5/2025

 

 

بين الهجوم في غزة والمعركة في واشنطن: المفاوضات في الدوحة فرصة لا تتكرر

 

 

بقلم: يوآف ليمور

 

 

في جهاز الامن حاولوا ان يستوضحوا امس نتائج الهجوم على المجال التحت ارضي في خانيونس حيث مكث القائد العسكري لحماس محمد السنوار، الى جانب مسؤولين كبار آخرين في المنظمة.

 

 

صحيح ان السنوار جمع حوله قوة اقل من أخيه يحيى الذي صفي في أكتوبر، لكنه يعتبر شخصية مسيطرة تقاسمها في غزة مع عز الدين الحداد، القائد الفعلي لشمال القطاع. وقاد في الاشهر الأخيرة خطا متصلبا جدا، واحبط المحاولات للتقدم في “منحى ويتكوف” في نبضة أخرى تسمح بتحرير مخطوفين احياء واموات مقابل وقف نار لنحو شهرين. اصر السنوار على “إما كل شيء او لا شيء”: إما صفقة شاملة توقف القتال كشرط لتحرير كل المخطوفين (والسجناء الفلسطينيين) او الحرب حتى الموت.

 

 

في الأسابيع الأخيرة وصلت الى إسرائيل مؤشرات على ان الموقف الصقري للسنوار في حماس تعزز على خلفية التباعد العلني بين نتنياهو وترامب، ونتيجة لذلك بين إسرائيل والولايات المتحدة. ساعدت في ذلك أيضا حقيقة أن المنظمة أصبحت محاورا شرعيا بالنسبة لواشنطن في الاتصالات التي أدت الى تحرير الجندي المخطوف عيدان الكسندر أول أمس.

 

 

في الجيش الإسرائيلي وفي الشباك بذلوا جهودا كبيرة للتأكد من أنه لا يوجد مخطوفون قرب المسؤولين الذين هوجموا امس، وان كان مصدر كبير اعترف امس بانه لا يمكن استبعاد ذلك بقين تام.

 

 

يمكن الافتراض بان القيادة السياسية الأمنية فكرت اذا كانت ستهاجم في غزة بالتوازي مع خطاب ترامب في الرياض، وقررتا ان نعم وذلك لاجل استغلال الفرصة الاستثنائية للمس بالسنوار وكذا محاولة هز المنظمة عشيىة المفاوضات التي ستستأنف اليوم في الدوحة، فيما انه في الخلفية يوجد استكمال الجاهزية لتوسيع القتال في غزة بعد أن يعود ترامب الى واشنطن.

 

 

لقد كان هذا استمرارا طبيعيا لسلسلة الاحداث الفوضوية التي تجري حولنا في الأيام الأخيرة. وها هو ناتج جزئي من يوم امس فقط: صفقة كبرى غير مسبوقة بين الولايات المتحدة والسعودية في مركزها وسائل قتالية متطورة من شأنها أن تكون تهديدا على دولة إسرائيل؛ لقاء مرتقب اليوم بين أبو مازن وترامب في الرياض؛ لقاء مرتقب اليوم بين ترامب والرئيس السوري الجديد احمد الشرع (أبو محمد ا لجولاني)، الذي لا يزال يعرف في الولايات المتحدة كارهابي، وإمكانية رفع العقوبات عن سوريا؛ إمكانية ان ترفع الولايات المتحدة  الحظر عن توريد طائرات اف 35 لتركيا؛ سحب طائرات القصف الشباحية التي جيء بها الى المحيط الهندي كاشارة الى ايران؛ وهذا فقط في بضع ساعات، ومعقول الافتراض بان اليوم القريب القادم سيقدم لنا مزيدا من المفاجآت الدراماتيكية.

 

 

فرصة لانجاز مزدوج

 

 

في هذا الوضع يتعين على إسرائيل أن تفرز الأساسي عن الثانوي. لو كان لها كابنت جدي ومتوازن، لكان عليها أن تجتمع امس مع قادة جهاز الامن كي تقرر في خطوات سريعة من الواجب اتخاذها لاجل ضمان الا تتضرر مصالح إسرائيل في خضم احداث هذه المنطقة. لشدة القلق هذا لا يحصل. بينما يعاد تصميم الشرق الأوسط من جديد امام ناظرينا في سلسلة من الاتفاقات واللقاءات، بقيت إسرائيل كمراقبة في افضل الأحوال وكمتضررة في أسوأ الأحوال.

 

 

المفاوضات في الدوحة هي فرصة طيبة، قد لا تتكرر لانجاز مزدوج: لصفقة تعيد الى الديار كل المخطوفين (بثمن وقف مؤقت للقتال) وفي نفس الوقت العودة الى المحور المركزي، السوري، الذي يقوده الامريكيون بمشاركة معظم دول المنطقة. لمثل هذه الخطوة ستكون مكاسب امنية، سياسية واقتصادية بعيدة الأثر بالنسبة لإسرائيل. وللامتناع عنها – اضرار قد تصل الى عزلة خطيرة وغرق في الوحل الغزي، الذي مشكوك ان يؤدي الى النتيجة المرجوة لحسم حماس وسيعرض حياة المخطوفين للخطر بالتأكيد.

هذا خيار بين أن نكون محقين وان نكون حكماء. الامل في أن يسمح ترامب لإسرائيل بان تكون كلاهما معا خاب لكن ترامب نفسه لا يزال فرصة كبرى: اذا سار نتنياهو ضده – فقد يكون الثمن باهظا وأليما. اذا سار معه – لن تكون حدود للمكاسب التي يمكن لإسرائيل أن تستمدها. كما هو الحال دوما هذا يبدأ بالمخطوفين الذين تهم إدارة ترامب لمصيرهم اكثر باضعاف من الحكومة التي تركتهم لمصيرهم. كان يكفي ان نرى امس المبعوث ستيف ويتكوف ينزع من رقبته سلسلة نجمة داود التي كانت لابنه الراحل ويعطيها لعيدان الكسندر – بادرة إنسانية بسيطة نتنياهو ووزراؤه لن يتخذوا مثلها ابدا.

-------------------------------------------

 

هآرتس 14/5/2025

 

ترامب يشدد الضغط لانهاء الحرب، لكن نتنياهو يشير الى أنه لن يستسلم

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

اذا تساءل احد ما اذا كان بنيامين نتنياهو ينوي التسليم بالضغط الامريكي الثقيل من اجل انهاء الحرب في غزة فقد حصلنا امس على جواب واضح جدا: ليس فقط بنشر رسائل عسكرية عن نية توسيع الحرب، بل في محاولة تصفية الشخصية الاكبر في حماس، محمد السنوار، الذي هو ايضا الشخص الذي يقرر في المفاوضات حول صفقة التبادل.

“نتنياهو لن يقوم بانهاء الحرب بدون انجاز معنوي بالنسبة له، المرتبط بعنصر هزيمة حماس”، قال مصدر رفيع في الحكومة. هذا اكثر من اشارة فيما يتعلق بمسالة تفضيل اعادة المخطوفين بالنسبة لدوافع اخرى. اذا نجحت محاولة انقاذ محمد السنوار فانه يطرح سؤال أي انجاز معنوي يريد نتنياهو تحقيقه الآن، وكم هو عدد المخطوفين الذين سيدفعون ثمن ذلك بحياتهم. من المغري ان نخطيء في التفكير المتفائل – ربما من السذاجة استنادا الى تجربة الماضي ان تصفية السنوار الشقيق ستحقق هذا الانجاز.

اذا لم يتم اغراءنا بمثل هذه الافكار فان الامر واضح: ردا على السير الحثيث لترامب نحو الصفقة مع السعودية فان نتنياهو سارع الى التوضيح بأنه سيواصل تصليب القلب. اطلاق سراح عيدان الكسندر ليس بالضرورة يدفعه الى تحرير مخطوفين اخرين، ليس لديهم حظ لكونهم لا يحملون جواز السفر الامريكي. بخصوص جهود اطلاق سراح المخطوفين فان رئيس الحكومة يحاول الدفع بخطة، التي لم تعد موجودة على طاولة من اقترحها، ستيف ويتكوف. هدف هذه الخطة هو اطلاق سراح مجموعة اخرى من المخطوفين مقابل وقف مؤقت لاطلاق النار، بدون انهاء الحرب. في الحكومة يقدرون أنه حتى لو أن ترامب لم يحب تصلب قلب نتنياهو إلا انه لن يتخذ خطوات شديدة، مثل حظر على تزويد السلاح او القيام بخطوات في مجلس الامن. هكذا، سبق واعترف ويتكوف في محادثة مع عائلات المخطوفين المعذبة: “نحن لسنا البديل عن حكومتكم، ونحن لا نملي عليها ما يجب أن تفعله”.

حتى لو أن ترامب لا يحسب أي حساب لنتنياهو، كما ظهر مؤخرا بشأن ايران، فانه في موضوع الصفقة مع السعودية وفي ازمة المخطوفين، مثلما اثبت تحرير الكسندر، فانه بحاجة الى خضوعه من اجل تحقيق هدف انهاء الحرب. سواء كانت هناك عملية منسقة بين الاثنين بشأن مفاوضات عنيفة، أو ان ترامب حقا غاضب من نتنياهو ويحاول فرض انهاء الحرب عليه، فانه يتعاون معه بدون احتجاج صارخ جدا.

 

يقفان معا

 

امس نشرت المستشارة القانونية للحكومة والجيش الاسرائيلي، بدون تنسيق (حسب مصادر مطلعة)، بيانين مختلفين في مضمونهما وحتى في جوهرهما. ولكنهما يمكن تحديد اتجاه الرياح في موضوع تجنيد الحريديين. بيان قسم العلاقات الخارجية في الجيش حول عملية تنفيذ اوامر التجنيد، الذي اثمر نتائج ضعيفة جدا، هو بيان غامض ويشمل صياغة جبانة عن “عمليات انفاذ القانون الموجهة لجميع السكان”. مع ذلك، البيان استهدف التلميح بان الجيش الاسرائيلي لا ينوي التمسك بسياسته الكاسحة المتمثلة في غياب تنفيذ اوامر التجنيد على الحريديين.

بيان المستشارة القانونية للحكومة كان بيان مباشر ومفصل وهادف اكثر. الى جانب البيانات التي تدل على عمق عدم استجابة الحريديين للخطوات التي اتخذت، هو يرسم عملية فيها كل الجهات المسؤولة عن امن واقتصاد اسرائيل تقف معا امام سلوك الحكومة في هذا الشأن. البيان شمل ايضا اجمال اللقاء مع جهات رفيعة في الجيش الاسرائيلي وفي وزارة المالية، الى جانب استنتاجات على رأسها التاكيد على الحاجة الى اضافة قوة بشرية للجيش وتقليص عبء الاحتياط على السكان من كل النواحي: العسكرية، الاقتصادية والقانونية. ايضا تمت الاشارة الى الالتزام بنقاش فيما بعد بشأن بلورة ادوات عملية لتغيير الوضع.

السطر الهام في البيان الذي احتل العناوين هو نية أن يتم في سنة التجنيد القادمة اصدار اوامر تجنيد لكل من يوجدون في قاعدة البيانات لمن يجب تجنيدهم – مجموعة عددها يقدر بستين الف شخص. المستشارة القانونية للحكومة تسخن من جانبها وان كان بالتدريج، الطاقة القانونية في هذه القضية، هذا في موازاة امر المحكمة العليا الذي فيه طلبت المحكمة من الدولة توضيح لماذا لا ترسل اوامر تجنيد للحريديين، ولماذا لا تنفذ الاوامر التي صدرت في السابق.

من غير المؤكد ان هذه الخطوة ستثمر، على الاقل في المدى القصير، التي تتمثل بعملية واسعة لتجنيد الحريديين. ولكن في نهاية المطاف الامر لن يكون كما كان: بدلا من 24 ألف من الملزمين بالتجنيد في سنة التجنيد الحالية، الذين تهربهم يعتبر اجرامي، فانه في سنة التجنيد القادمة سيشمل هذا العدد جميع السكان المستهدفين. وهذا الوضع سيشجع على زيادة انفاذ القانون، وحتى سيخلق تداعيات قانونية لعقوبات اقتصادية اخرى، مثل منع التسهيلات للمصالح التجارية الصغيرة وتسهيلات في السكن.

على خلفية الدافعية الهجومية لنتنياهو في غزة، ونيته المتبدية الآن بعدم انهاء الحرب، فان الحريديين يمكنهم نسيان قانون الاعفاء من التجنيد رغم تهديداتهم. “نتنياهو سيفضل الذهاب الى الانتخابات على خلفية ازمة قانون التجنيد وليس على خلفية انهاء انهزامي للحرب”، قال مصدر في الائتلاف.

-------------------------------------------

 

هآرتس 14/5/2025

 

مصالح نتنياهو وترامب تبتعد، ورئيس الورزاء يضطر أن يختار بين السير على الخط والتصعيد

 

 

بقلم: عاموس هرئيلِ

 

بعد نصف سنة من التوقعات المتناقضة، منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الامريكية، فان توجه دونالد ترامب الاستراتيجي آخذ في الاتضاح. توجهه، كما تم الادعاء منذ فترة طويلة، هو نحو الصفقات الضخمة والتسويات السياسية، وليس نحو حروب اخرى. فرضية من يؤيدون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن ترامب سيعطي اسرائيل بطاقة مفتوحة للهياج في غزة، يبدو أنها تحطمت. نتنياهو، مع الظهر الى الحائط، يجب عليه تسوية خطه رغم الخطاب الصقوري الذي يطلقه.

في الوقت الذي فيه يشاهد من يشجعون نتنياهو ازمة ثقة خطيرة ازاء ما يرونه كخيانة لترامب، فانه من المهم معرفة اذا كان رئيس الحكومة نفسه سقط في الشرك. هو في نهاية المطاف يعرف الرئيس، حتى من ولايته الاولى، ويعرف أن ما يوجهه هو في المقام الاول المصالح الشخصية (في ذلك هما لا يختلفان عن بعضهما). هي من المحتمل أن نتنياهو ينتظر تلقي ضربة منذ اشهر وفي الواقع يضلل الجمهور في اسرائيل، حتى عندما هدد مؤخرا بعملية واسعة اخرى في القطاع. في المقابل، بعد اللقاء الاول بينهما في هذه السنة في البيت الابيض، الذي فيه ترامب تحدث كثيرا عن “الهجرة الطوعية” لسكان غزة، عاد نتنياهو الى البلاد مسرور جدا. على مدى اسابيع عادت الغطرسة المشهورة، الى ان جاء الالتقاء المؤلم مع الواقع: التصادم تفاقم مع اقتراب زيارة ترامب في دول الخليج التي ستبدأ اليوم.

صفحة الرسائل من مكتب رئيس الحكومة الى ابواق المخلصين الذين يصممون على التجمع على متن السفينة، تقول بان تحرير الجندي المخطوف الكسندر هو بشكل عام نتيجة الضغط العسكري الذي استخدمته اسرائيل. حسب هذه الرواية فان حماس ترتجف من الخوف ازاء الهجوم الجديد للجيش الاسرائيلي وحاولت وقف توسيعه بواسطة تحرير الجندي الذي لديه الجنسية الامريكية. اسرائيل ستواصل الضغط العسكري وهكذا ستحاول الدفع قدما بخطة ستيف ويتكوف، المبعوث الامريكي، حسب هذه الخطة ستتم اعادة 10 مخطوفين على قيد الحياة اضافة الى جثامين مخطوفين، في اتفاق مؤقت سيضمن وقف اطلاق النار لشهر ونصف.

هذا ادعاء مهين تقريبا لأنه يفترض أنه دائما يمكن مواصلة بيع المزيد من الاكاذيب لمواطني اسرائيل. عمليا، مثلما سبق وطرح بوضوح في تقارير وسائل اعلام امريكية، حتى شبكة فوكس اليمينية التي على الاغلب تميل لنتنياهو، فان الرئيس ومبعوثه يبثان مؤخرا بأنهما متعبين ومتشككين، لا نقول يائسين، من الاعيب نتنياهو. ايضا في واشنطن ادركوا ان رئيس الحكومة معني باطالة الحرب الى ما لا نهاية، بأي ذريعة ممكنة، بهدف ضمان الائتلاف.

وقف الحرب وتحرير كل المخطوفين مقابل آلاف السجناء وابقاء تدخل حماس في الحكم المستقبلي في غزة، كل ذلك لن يكون مقبول على بن غفير وسموتريتش، وسيعتبر فشل بالنسبة لجزء واسع من الجمهور، هذا حتى قبل طرح افكار اخرى طرحت في الخليج، من بينها تحسين مكانة السلطة الفلسطينية وربما رسم مسار لاقامة الدولة الفلسطينية.

في الوقت الذي فيه نتنياهو اصبح عاشق جديد لخطة ويتكوف، التي لم يعمل على دفعها قدما لفترة طويلة، فان ترامب عاد الى خطته: تحرير كل المخطوفين بمرة واحدة، في اطار صفقة تنهي الحرب. واذا كان حظ لاسرائيل فربما سيتوسل الرئيس للسعودية كي يشمل الاقتراح صيغة معينة لخطة التطبيع مع اسرائيل، التي نوقشت بصورة حثيثة في ولاية بايدن.

الشعور بالاهمال في القدس لا يقتصر فقط على قضية المخطوفين: مصالح ترامب ونتنياهو تبتعد ايضا في قضايا رئيسية اخرى مثل المفاوضات النووية المتقدمة مع ايران، المصادقة التي يتوقع أن تعطيها الادارة الامريكية للمشروع النووي السعودي، والانسحاب المفاجيء للولايات المتحدة من المعركة الهجومية في اليمن. واذا لم يكن هذا كاف فان نتنياهو بدأ بتسريبات تهدف الى تمهيد الارضية لقرار ترامب، عدم تجديد اتفاق المساعدات الامنية لاسرائيل، الذي يمكن أن يوقع من جديد في 2026.

نتنياهو، الذي سارع الى التفاخر بالعملية المثيرة للانطباع للجيش الاسرائيلي والموساد في انقاذ جثة الجندي تسفي فلدمان من سوريا، لا يقول الحقيقة للجمهور حول القضايا الملتهبة اكثر الموجودة على الاجندة. هو تقريبا لا يتحدث مع عائلات المخطوفين، ولا يعترف بالضغط الذي يستخدمه ترامب عليه، وبالتأكيد لا يذكر أبدا اخفاقه في ادارة الحرب.

عندما يتم التحقيق مع مستشاريه ويتم اعتقالهم، وعندما الافلام اليومية من مكتبه بدأت تتعثر وتحرج، وحيث الحريديون يهددون باسقاط الحكومة اذا لم يتم تمرير قانون الاعفاء من الخدمة، فانه يبدو أن العجلات بدأت تتفكك عن عربة الائتلاف. حتى الان نتنياهو اظهر في هذه الفترة استعداده لتحمل مخاطر امنية من اجل النجاة من ضائقة سياسية. الصراع على بقائه لم ينته، ربما هو امام تصعيد آخر.

-------------------------------------------

 

هآرتس 14/5/2025

 

اغلاق مؤسسات الاونروا تركت شعفاط بلا حلول

 

 

بقلم: نير حسون

 

منذ يوم الخميس الماضي، حيث اقتحم رجال الشرطة ست مدارس للاونروا وقاموا باغلاقها، تقف مدرسة الاونروا شعفاط في شرقي القدس خالية. مبنى المدرسة الذي فيه عشرات الصفوف وساحات وحدائق هو المبنى الاكبر والاكثر اهمية في المخيم المكتظ الذي يعاني من النقص الشديد في الاراضي الخضراء والمباني العامة. أمس مرة اخرى جاء رجال الشرطة الى مدرسة الاونروا من اجل التأكد من ان الامر الذي يحظر التعليم في المدرسة لم يتم خرقه.

800 طالب كانوا يتعلمون في ثلاث مدارس في هذه المنشأة التي توجد في شعفاط حتى اغلاقها. الطلاب الاكبر انتقلوا للتعلم عن بعد، لكن الصغار بقوا بدون حل. الاغلاق يهدد بزيادة الصعوبة اكثر على حياة سكان مخيم اللاجئين الذين هم في الاصل يعانون من الاهمال والاكتظاظ ونقص الخدمات والبنى التحتية.

احدى المدارس التي كان يجب أن تستوعب الطلاب هي مدرسة الفقيه. الشارع الذي يؤدي الى المدرسة مثل كل شوارع المخيم هو زقاق ضيق وبدون رصيف. صباح أول امس امتلأ الزقاق بالطلاب الذين تم اخراجهم من المدرسة. قبل فترة قصيرة من ذلك وقعت حادثة خطيرة في المدرسة – والد احد الطلاب هاجم وطعن معلم على مدخل غرفة المدير. المعلم اصيب اصابة بالغة في يديه وتم نقله لتلقي العلاج.

المدير والمعلمون في المدرسة قاموا بتطويق ساحة الطعن بالكراسي ومنعوا الطلاب من الاقتراب اعتقادا بأن الامر يتعلق بساحة جريمة يجب الانتظار الى حين قدوم محققي الشرطة، لكن الشرطة لم تصل. احد الاباء اتصل لتقديم شكوى، ولكن حسب قوله في الشرطة قالوا له بأنه لن يتم فتح تحقيق. في شرطة القدس اوضحوا بأنه لأن المعلم هو احد سكان المناطق ولانه لا يريد تقديم شكوى فانه لا يمكنهم التحقيق في الحادثة.

في محادثة مع الاباء والمعلمين قالوا بان الهجوم هو حدث استثنائي لا يدل على القاعدة، وأن مستوى العنف في المدرسة وفي الحي حولها غير مرتفع. “اكثر ما يخيفنا هو ان يحدث هنا ما يحدث في الطيبة او في اماكن اخرى داخل اسرائيل. عندنا هذا يحدث مرة في السنة”، قال ناصر حشان، وهو ناشط في المخيم واحد الاباء. لكن قرار الشرطة عدم المجيء وعدم التحقيق في الحادثة هو دليل اخر على اهمال السلطات الاسرائيلية. الاهمال هو السمة الاكثر وضوحا للحياة في المخيم منذ ان تم فصله عن القدس بواسطة جدار الفصل قبل عشرين سنة.

مخيم شعفاط للاجئين اقيم في 1965 من قبل الحكومة الاردنية والامم المتحدة لصالح اللاجئين الفلسطينيين من 1948 الذي عاشوا حتى ذلك الحين في حارة اليهود في القدس. عند اقامة المخيم اقيم على مدخله مجمع كبير للمباني التعليمية الذي تحول الى ثلاث مدارس تديرها الاونروا. في 1967 تم ضم المخيم الى اراضي القدس واصبح حي من احياء المدينة. ولكن بلدية القدس ووزارة التعليم فضلت ابقاء بيد الاونروا استمرار الاهتمام بتعليم الطلاب في المخيم. الاونروا اهتمت ايضا بتوفير الخدمات الصحية وتشغيل جهاز للنظافة في المخيم.

عند اقامة جدار الفصل تم فصل المخيم عن القدس بواسطة هذا الجدار. خلال بضع سنوات قفز عدد سكان المخيم، حيث بنيت حول المخيم آلاف الوحدات السكنية بدون رخص بناء، لأن البلدية والدولة توقفت عن الاهتمام بما يحدث وراء الجدار، واوقفت مراقبة البناء، وعائلات كثيرة التي لم تتمكن من السماح لنفسها بشراء بيت في الاحياء التي توجد داخل الجدار اضطرت الى بناء بيت لها.

الآن لا أحد يعرف بالضبط ما هو عدد سكان المخيم والاحياء القريبة منه. في حين ان السلطات تقدر العدد بسبعين الف، فان السكان يتحدثون عن 120 ألف نسمة. مع الزيادة الحادة في عدد السكان اصبحت خدمات الاونروا في المخيم الى امر هام جدا بالنسبة للسكان. المدارس هي ايضا الفضاء شبه الوحيد الذي يمكن للاولاد اللعب فيه بامان في المخيم المكتظ، الذي ليس فقط لا توجد فيه فضاءات مفتوحة وحدائق او ملاعب رياضية، بل لا يوجد فيه حتى ارصفة.

اغلاق المدارس في المخيم حدث في اعقاب سن قانون لوقف نشاطات الاونروا داخل دولة اسرائيل بسبب ادعاءات اسرائيل اختراق حماس للوكالة. وهي ادعاءات ترفضها الاونروا والامم المتحدة بشدة. في كانون الثاني اضطر كل المستوى الاداري في الوكالة الى مغادرة اسرائيل وهو يستمر في ادارة الوكالة من المكاتب في الاردن.

“توجد هنا مدارس في مبان لا تدخل اليها الشمس”، قال ناصر حشان، وهو احد سكان المخيم. “المدارس التي وفرت التعليم خلال عشرات السنين يسودها الصمت وروتين الحياة لهؤلاء الاولاد تحطم الى شظايا”، كتب امس مدير وكالة الاونروا في الضفة الغربية رولان فريدريك.

قبل شهر تقريبا بدأت بلدية القدس بتوزيع بيانات تطالب الاباء الى تسجيل اولادهم في مدرسة اخرى في المخيم أو خارجه، لكن مصدر في البلدية اعترف ان استجابة الاباء حتى الان هي معدومة. بعض الاباء توجهوا بشكل مستقل الى مدارس اخرى وسجلوا اولادهم، لكن الغالبية الساحقة من الاباء ينتظرون السنة الدراسية القادمة لرؤية ما اذا كان سيتم ايجاد حل شامل.

في البلدية يخططون لاقامة مدرسة مؤقتة تعمل في كرفانات، وفي المستقبل تخطط البلدية لاقامة قرية تعليمية جديدة في منطقة مفتوحة بين المخيم وجدار الفصل. ولكن حسب التقديرات فان بناء هذه المدرسة لن يتم استكماله قبل 2030.

دليل اخر على الطريقة التي تتعامل بها السلطات مع المخيم يمكن ايجادها في الملعب القريب من تجمع المدارس. الذي كان قبل سنتين ملعب كبير ومتطور اقيم بتمويل اوروبي من قبل اللجنة الشعبية التي تدير المخيم. ولكن قبل سنتين البلدية دمرت الملعب وحولته الى موقع اعمال وتخزين فائض التراب، في اطار الاعمال لشق شارع جديد. عند انتهاء الاعمال وبعد بضعة اشهر سيعود الملعب للاستخدام، لكن في هذه الاثناء فقد اولاد مخيم شعفاط فضاء آخر كان يمكنهم اللعب فيه بامان.

محمد فكرة، احد سكان المخيم، قال ان سلوك السلطات فقط يخلد دائرة العنف. “لقد رموا الاولاد الى الشارع. انا لا اعرف كيف يديرون الامور هنا. في نهاية المطاف هم سيصلون الى الحاجز ويرشقون الحجارة وبعد ذلك سيقولون في وسائل الاعلام بأننا مخربون. معظم الناس هنا يريدون العيش طبقا للقانون. ولكننا نعيش في غابة هنا ولا يمكن العيش بهذا الشكل”. “نحن مثل الفئران هنا، نركض من مكان الى آخر، يجرون علينا التجارب”، قال حشان.

من شرطة اسرائيل جاء: “خلافا للادعاءات، عند تلقي تقرير امس عن حادثة العنف في مدرسة مخيم شعفاط للاجئين بدأ رجال الشرطة في مركز شيفط بنشاطات من اجل البحث عن المشتبه فيه بالطعن. بعد فترة قصيرة تواصل رجال الشرطة مع ابناء عائلة الضحية، وهو احد سكان المناطق، وقيل إنه تم نقله لتلقي العلاج في مستشفى في رام الله وأن اصابته طفيفة، وانه غير مستعد للتعاون. عند تلقي شكوى في الشرطة عن الحادثة فستتم معالجة ذلك”.

-------------------------------------------

 

معاريف 14/5/2025

 

نتنياهو يلعب دور المتفرج مع تطور العلاقات الامريكية مع دول الخليج

 

 

بقلم: آنا برسكي

 

صفقات سلاح خيالية بقيمة نحو 142 مليار دولار، طلب 30 طائرة بوينغ 737 في ا ثناء زيارة دونالد ترامب كبادرة طيبة للضيف المحترم، طائرة رئاسية جديدة وحتى نمر عربي هدية على شرف الرئيس – هذه هي القائمة الجزئية للانجازات، الاتفاقات والهدايا التي تمكن الرئيس الأمريكي من الحصول عليها في اليوم الأول لزيارته السياسية في الشرق الأوسط. القائمة الرائعة بالتأكيد ستتسع في سياق الحدث. ترامب، فنان الصفقات الكبرى، وصل الى الشرق الأوسط كي يجني المال ويترك الأثر. حتى الان هو بالتأكيد ينجح في المهمتين. من ينظر الى الجانب، مشاهد خارجي فقط، يتابع لكن لا يشارك – هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

مشكوك أن يكون نتنياهو متفاجئا من دور إسرائيل في هذه المسرحية اللامعة، مثلما فوجيء كثيرون هنا سلبا. بخلاف المتفاجئين، يعرف نتنياهو بان ليست كل مصالح أمريكا وإسرائيل متطابقة. لكنه لا يروي هذا للجمهور الغفير لانه لماذا يحتاج لان يمس بصورته كالساحر الذي لا ينهزم امام الأمريكيين. ولهذا فان هذه الصراحة تفجرت للكثيرين في وجوههم في الأيام الأخيرة.

 الحقيقة تكون أحيانا مؤلمة. والحقيقة هي ان ترامب لم يهجرنا حقا لسبب بسيط هو أنه لم يتمسك بنا ابدا. فمع او بدون نتنياهو، لترامب مشاعر أساسية لإسرائيل – وهذا لم يتغير. اما الموقف الشخصي من نتنياهو فهذه قصة أخرى. هذا الموقف تغير مقارنة بولاية ترامب الأولى، وقد تغير سلبا. لكن النقطة الأهم في فهم الصورة الشاملة هي أن ترامب مخلص أساسا لنفسه ولاعماله التجارية وهذا بالضبط هو جوهر الرحلة الى الخليج – اعمال تجارية. ترامب يؤمن ايمانا كاملا بان ما هو خير لتجارته، خير لتجارة أمريكا. هكذا ببساطة. هذه كل العقيدة بكاملها، على ساق واحد.

نتنياهو يتكلم الإنجليزية الطليقة واللامعة لكنه لا يتحدث مع ترامب بلغته، لغة التجارة. وعليه، هذا الأسبوع على الأقل رئيس وزراء إسرائيل غير ذي صلة لضيف الشرف لدى زعماء دولة الخليج. نتنياهو لا يمكنه أن ينافس زعماء السعودية، قطر او اتحاد الامارات في حجوم الصفقات بقيمة مليارات الدولارات. إسرائيل ليست هناك ولا تبدأ بالاقتراب من المناطق ذات الصلة.

كما أن نتنياهو لا يساعد ترامب في مجال آخر، لا يرتبط بالمليارات، لا يساعده في التقدم الى جائزة نوبل للسلام. صحيح أن السلام الدراماتيكي لم يبدأ هنا في زمن زيارة الرئيس الأمريكي لكن ترامب لا يتوقف عندنا. ليس له ما يكسبه. لا توجد ايماءات طيبة مجانية، ونتنياهو غير مستعد لان يعطيه مقابلا مساويا. لا يوجد شيء شخصي هنا بل تجارة صرفة فقط.

هذا لا يعني أن الرئيس الأمريكي انقلب لدرجة انه لا يلتقي مع رئيس وزراء إسرائيل بل مستعد لان يصالح شخصا آخر مثل الجولاني، زعيم سوريا الجديد. احمد الشرع يريد أن يعرض على ترامب قدرة وصول الى حقول النفط والغاز في سوريا وامتيازات لبناء برج ترامب في دمشق. لهذا السبب، فان المقابل بالتأكيد سيأتي. ترامب سيلتقي الجولاني بل وسيرفع العقوبات عن سوريا. ومثلما قال – فانه “يعطي فرصة” للشاب الفهيم.

دور نتنياهو بصفته مشاهدا لا يمكنه أن يتغير. اذا ما جاءت صفقة مخطوفين قوية بما يكفي للاقتراب من هجوم تحقيق السلام المنشود – فاننا سنرى ترامب ينثر الثناء للصديق بيبي. صفقة جزئية ستكون هامة جدا لنا قبل كل شيء. إذ ان كل مخطوف يعود الى الديار هو عالم بكامله. ولا يزال، حسب “مقياس ترامب” لم يكن هذا حدث بحجم انهاء القتل ووقف نار دائم بفضله يمكن لترامب ان يعرض نفسه كمن يحل السلام.

وعليه، في إسرائيل سيواصلون المتابعة عن كثب حقنة المليارات لدى الجيران والتركيز على التقديرات لسياق الطريق. في اطار العلاقات الامريكية مع دول الخليج، فان المال ليس مالا فقط. هذا دوما اكثر بكثير من ذلك. الارتباط التجاري معناه أيضا ارتباط شخصي وارتباط سياسي. كيف بالضبط سيعبر هذا عن نفسه؟ سنرى قريبا.

-------------------------------------------

 

يديعوت احرونوت:

 

 

الولايات المتحدة السعودية

 

 

بقلم: سمدار بيري

 

عندما شاهدت امس الرئيس ترامب وولي العهد السعودي ابن سلمان، يقفان أمس الواحد الى جانب الاخر، بديا كرجلي اعمال بلا مظاهر رسمية زائدة او محبة زائدة للطقوس الدبلوماسية. في مطار الرياض اكتفيا بعزف النشيدين القوميين (وكان صعبا تجاهل الأخطاء في عزف النشيد الأمريكي). وسارع الزعيمان الى قاعة الاستقبال الكبرى في قصر اليمامة.

الفخامة، بالطبع، تحب الانفاس. الرئيس الامريكي ومضيفه السعودي يبتسمان، وامامهما، في طابور طويل تقف قمة الاعمال التجارية الامريكية. ترامب عرض كل واحد منهم حسب قيمته البنكية. اثنان حصلا على اهتمام خاص: ايلون ماسك بالطبع كان في رأس صف المصافحين؛ والاميرة ريما بنت بندر، سفيرة السعودية في واشنطن. وسارع ترامب للثناء عليها حين قضى بانها “مسؤولة عن كل شيء”.

صحيح ان الحدث جرى في الرياض “قدس” السعودية لكن الحاضرين في القاعة – القمة التجارية في الدولتين – ركزت على اللقاءات الجانبية اكثر من مستقبل جدة، عاصمة الاعمال التجارية في المملكة. ومن ناحية ولي العهد، خير أن يتحدثا أيضا عن “مدينة المستقبل” نيوم على شواطيء البحر الأحمر، حيث توقفت اعمال التنمية وتحتاج الى الكثير من المقدرات الامريكية لاعادة تحريكها من جديد.

من ناحية ابن سلمان، في الرياض وضعت امس الاساسات لاقامة “مملكة الذكاء الصناعي”، أو امبراطورية السيلكون للشرق الأوسط (ولا كلمة عن إسرائيل). هو وترامب رأيا في خيالهما كيف ستصبح السعودية مركز العلم، التنمية، التجديد والابداع العالمي بالتعاون مع كبرى الصناعات الامريكية. لا يوجد هناك، كما يذكر بالذكر بيروقراطية ولوائح مثلما في دول الغرب.

ترامب وابن سلمان ظهرا وهما يوقعان على عشرات الوثائق بعضها علنية، وأخرى ابقيت دون نشر. كان هناك كل شيء من كل شيء: خدمات صحية، تكنولوجيا وربما أيضا مفاعل نووي لأغراض سلمية لم تنكشف تفاصيله حاليا. واضافة الى ذلك ستشتري السعودية بالطبع سلاحا حديثا من الولايات المتحدة وبكثرة.

أفادت مصادر أمريكية أمس لـ “رويترز” في موضوع طائرت اف 35 فقالت: “يتحدثون في هذا”، وترامب هو الاخر قال هذا أيضا في محادثاته في المملكة. بيع اف 35 للسعودية اذا ما خرج الى حيز التنفيذ سيكون سيئا لإسرائيل ويمس بشدة بالتفوق الجوي لطائراتنا. هذه ليست الانباء المقلقة الوحيدة: فاذا ما صدقنا التقارير العربية، فانه بعد تحرير عيدان الكسندر يبدو أن ترامب سئم جدا (حاليا على الأقل) من مسألة المخطوفين الإسرائيليين. وهو يترك مواصلة المعالجة في الايدي المخلصة لمبعوثه ويتكوف. الاثنان سيلتقيان اليوم في قطر، وغدا، مرة أخرى في الامارات.

باستثناء حضور الواجب القصير في الفاتيكان، في جنازة البابا، هذه مرة أخرى محطة الرئيس ترامب الأولى خارج الولايات ا لمتحدة. في ولايته الأولى كرئيس، استقبل ترامب من حاكم مدينة مكة. ولي العهد ابن سلمان كان في حينه في مراحل الاعداد الدراماتيكية لتسلمه منصبه، ولا يزال ينتعش من صراعات القوى. اما الان هو كلي القدرة والمقرر الحصري في المملكة. ترامب يكرس تركيزا كاملا على السعودية، إذ في هذه المرة لا يوجد من يعرقل. الرئيس سيلتقي هذا الصباح برعاية المضيف، الرئيس السوري الجولاني، رئيس لبنان وأبو مازن.

“المفاجأة الكبرى” التي وعد بها ترامب قبل الرحلة لم تنكشف بعد على ما يبدو، لكن يمكن أن نخمن بانه سيكون لها صلة وثيقة بإسرائيل. امس ترامب اعطى فقط إشارة اتجاه عامة مع القول الذي جاء فيها “يسره ان تنضم السعودية الى اتفاقات إبراهيم”. ترامب يبحث عن قطعة الحلوى التي تسمح بحل العقدة من اعلان ولي العهد بان “طالما لا تقوم دولة فلسطينية لن تكون علاقات مع إسرائيل”. هذا هو السبب لدعوة أبو مازن. ترامب يريد بالطبع اخراج حماس من القطاع، لكن السلطة تبدو ضعيفة جدا. يجدر بنا أن ننتبه الى ان الخليفة المرشح لابو مازن حسين الشيخ، عاد لتوه من محادثات عميقة في السعودية.

ترامب يريد أن يصل الى تسوية سياسية شاملة تدعه يركز على الاعمال التجارية فقط باشراف السعودية، بمساعدة الامارات. يجدر بنا الانتباه بان مصر السيسي الذي وصفه ترامب بود زائف “الدكتاتور المحبوب علي”، خرج من الصورة.

-------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 14/5/2025

 

الحكومة تكذب، لكن ماذا بشأن زمير؟

 

 

بقلم: عومر بارليف

 

الادعاء بأن ضغط عسكري اخر سيؤدي الى اجتثاث حكم حماس يذكرني بادعاء قالته جهات امنية، عندما كنت عضوا في لجنة الخارجية والامن في فترة عملية “الجرف الصامد” في 2014. في حينه ايدت جهات امنية وقف قصير لاطلاق النار من اجل السماح لقادة حماس بالخروج من جحورهم ورؤية الدمار الكبير الذي زرعته العملية والذي كان بسببهم، والعدد الكبير من المدنيين المصابين (الذي يسمى باللغة العسكرية “اضرار جانبية”). في اعقاب ذلك قدرت هذه الجهات ان قادة حماس سيتوسلون من اجل وقف القتال.

هذا لم يحدث، سواء بعد وقف اطلاق النار الاول أو بعد عملية تصفية محمد الضيف التي قتلت فيها زوجته واولاده، وليس ايضا بعد 12 – 13 وقف آخر لاطلاق النار في تلك الخمسين يوم. الرؤية العقلانية (الغربية؟) للجهات الامنية في اسرائيل، ولبنيامين ننتنياهو، رئيس الحكومة في حينه والآن، لم تكن ذات صلة.

في 1982 شنت اسرائيل حرب لبنان الاولى بهدف ضرب المخربين وتغيير النظام في لبنان. الجيش الاسرائيلي احتل مساحة اكبر بكثير من المنطقة التي ينوي المستوى السياسي الحالي احتلالها في غزة. ليس فقط ان النظام في لبنان لم يتم استبداله بنظام يتعاطف مع اسرائيل، بل الجيش راوح في المكان وغرق في وحل لبنان مدة 18 سنة، وفقد تلك المعركة مئات الجنود. نتيجة مباشرة لمحاولة اسرائيل تغيير طبيعة النظام في لبنان كانت اقامة المنظمة الارهابية حزب الله، الذي اصبح مع مرور الوقت التهديد الاكبر لاسرائيل.

لا يمكن هزيمة العدو، خاصة حماس، فقط بواسطة عملية عسكرية وبذلك انهاء الحرب. المسيحانيون الذين يقودون حكومة اسرائيل معنيون بحرب ياجوج وماجوج التي ستستمر الى الابد. ولكن ماذا بشان رئيس الاركان الذي مهمته هي تحديد موقف مهني وعملي بخصوص امكانية القضاء على حماس؟ وانا اتساءل: يا رئيس الاركان ايال زمير، هل هذا ممكن؟ هل انت حقا تعتقد ان رئيس الاركان السابق وكل قادة الفرق الذين قاتلوا قبلك ببسالة في غزة، تم منعهم  ببساطة من القيام بما منع عنك؟ في نهاية المطاف الحكومة هي نفس الحكومة.

ماذا بشان رئيس الاستخبارات العسكرية، المسؤول عن تقدير الاستخبارات القومية؟ هل انت، الجنرال شلومو بندر، لم تتعلم دروس حرب لبنان الاولى؟ الم تتعلم دروس السنة والنصف الاخيرة التي بحسبها رغم حل الاغلبية الساحقة من الاطر العسكرية لحماس وتدميرها، إلا أن هذا التنظيم الارهابي القاتل يواصل تجنيد مقاتلين جدد ويقضم ذيل قوات الجيش الاسرائيلي؟ هل حسب تقديرك هذا يتوقع ان يتوقف؟.

الاكثر فظاعة من كل الاعلانات الكاذبة هو الادعاء بان الضغط العسكري الزائد سيؤدي الى تحرير المخطوفين. تجربة الـ 584 يوم التي مرت منذ 7 اكتوبر تثبت، للاسف، العكس. من الاسبوع الاول للحرب كان من الواضح للجميع ان حماس لن تطلق سراح كل المخطوفين الى ان يتم الاعلان عن وقف اطلاق النار وخروج الجيش الاسرائيلي من القطاع.

الضربة التي تعرضنا لها في 7 اكتوبر، اضافة الى الاهانة الوطنية، لم ننجح في اخفائها. لقد حان الوقت للنظر مباشرة الى الواقع وانهاء الحرب والخروج من القطاع واعادة جميع المخطوفين الى البيت.

-------------------------------------------

هآرتس 14/5/2025

 

وزير “اللا تعليم” يطلب قطع الميزانيات عن مؤسسات تحتضن إحياء النكبة.. وسموتريتش: بكل سرور

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

توجه وزير التعليم ورئيس مجلس التعليم العالي يوآف كيش، أمس إلى وزير المالية سموتريتش بطلب لقطع ميزانيات من الجامعة العبرية في القدس ومن جامعة تل أبيب، بدعوى أنه عقدت فيهما مناسبات لإحياء النكبة، أو كما يسمي كيش هذا: “غسل دماء أيديولوجي لليسار المتطرف”. سموتريتش بالطبع فرح لهذا الطلب، وأعلن بأنه “يؤيد قطع ميزانية لمؤسسات تستضيف مناسبات النكبة”، وأنه سيوجه الجهات المختصة لمعالجة الأمر فوراً. قبل لحظة من ذلك، تنازع الوزيران فيما بينهما على احتجاج موظفي التعليم، لكنهما يسيران على خط واحد فيما يتعلق بالملاحقة السياسية وكم الأفواه.

لا يتكبد كيش عناء الاهتمام بما يجري في الجامعات؛ لا بالمقاطعات التي تفرضها عليها مؤسسات في كل العالم منذ نشوب الحرب، ولا بالبحث وبالتعليم اللذين يجريان فيها بشكل دائم، ولا برفاه جمهور الطلاب – سواء دار الحديث عن رجال احتياط أم عن طلاب عرب – وبالشكل الذي تؤثر فيه الحرب المتواصلة عليهم.

الوزارة المسؤول عنها تعيش أزمة عميقة آخذة في التفاقم: هبوط تلاميذ إسرائيل في الاختبارات الدولية، وتآكل المعلمات ومربيات الرياض، واكتظاظ في الصفوف، ونقص في الطواقم وكليات التعليم التي تفرغ من الطلاب. لكن هذا كله لا يهمه؛ فهو مشغول بظهوره للعلاقات العامة أمام القاعدة، والقاعدة تريد رؤية كم أفواه ناجع.

إن إجراء تمويل جامعات البحث من الدولة تقوم به لجنة التخطيط والميزانية في مجلس التعليم العالي. في السنة الحالية حولت اللجنة 1.9 مليون شيكل للجامعة العبرية و1.7 مليون شيكل لجامعة تل أبيب. بخلاف الجامعات في الولايات المتحدة التي تتعرض لهجوم مشابه من بيت ترامب، فإن المؤسسات الجامعية في البلاد متعلقة بأموال الجمهور وتعتمد عليها.

في تصريحه الذي يتضمن المس بميزانية الجامعات، يستند كيش إلى “قانون النكبة”. ويتعين عليه لهذا الغرض أن يثبت بأن إحياء يوم الحداد الفلسطيني أو وجود مظاهرة تدعو إلى إنهاء الحرب والإبادة الجماعية في غزة تساوي التحريض على الإرهاب أو رفض وجود دولة إسرائيل. وبأن الجامعات مولت المناسبات التي جرت في نطاقها. وحتى لو نجح في إثبات ذلك، وهو أمر موضع شك كبير، فإن المس المالي الذي يسمح به القانون هامشي جداً.

إن الهدف الأساسي من التهديدات هو القمع: بهجومه على الجامعات، أثبت كيش مرة أخرى بأنه يعمل أساساً كوزير ضد التعليم. على الجامعات – التي يفترض بها أن تكون معقل حرية التعبير والتنور والثقافة – أن تقف صامدة في وجه التخويف وألا تستسلم للضغوط.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here