الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاحد 11/5/2025 العدد 1304

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 11/5/2025

 

 

اسرائيل عاجزة امام زيارة الرئيس الامريكي لدول الخليج وقراراته في قضايا مختلفة

 

 

بقلم: حاييم لفنسون

 

قبل يومين على زيارة الرئيس الامريكي في المنطقة، فانهم في القدس متوترون جدا لرؤية أي جواهر ستخرج من فم دونالد ترامب. مصدوم من الدولارات ومن الذهب الذي سيسكبه عليه مستضيفه. الغطرسة التي وصف بها مكتب رئيس الحكومة انقضت وكأنها لم تكن. “نحن بالاساس لا نعرف”، قال لـ “هآرتس” أحد مقربي بنيامين نتنياهو.

الزيارة ستبدأ في يوم الثلاثاء القادم في الرياض. وسيصل مع ترامب رؤساء شركات امريكية ضخمة للمشاركة في المؤتمر الذي سيتم فيه الاعلان عن الاستثمارات السعودية والامريكية المشتركة. في اليوم التالي سيتم عقد قمة مع رؤساء دول الخليج، ومن هناك سيسافر ترامب الى الدوحة. في الفترة الاخيرة ارسلت قطر وفد الى سوريا من اجل البحث عن بقايا جثث امريكيين من فترة داعش الفظيعة. وهذه خطوة صغيرة اخرى في محاولة لتقديم انجازات لترامب. الزيارة ستنتهي في أبو ظبي، التي توشك ايضا عن الاعلان عن استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة.

الى جانب اموال الخليج والقضايا الاقتصادية الامريكية، توجد على جدول الاعمال ثلاث قضايا، كل واحدة منها هي امكانية كامنة لحدوث انفجار بين نتنياهو وترامب. الاولى والاسهل هي قضية المساعدات الانسانية التي سيتم ادخالها الى غزة. هذا الملف اعطي لستيف ويتكوف، الذي وضع هو واسرائيل خطة لتشكيل جسم جديد يتولى توزيع المساعدات بحماية اسرائيلية وبدون أن تصل اليها يد حماس.

أول أمس قدم السفير الامريكي مايك هاغبي، احاطة وكأن الامر يتعلق بمبادرة امريكية مستقلة. هو لم يكن دقيق – الخطة تم تنسيقها مع اسرائيل، لكن يطرح سؤال واحد رئيسي وهو من الذي سيضع الاموال؟ مع كل الاحترام للغزيين، إلا أنه لا يوجد لترامب الانعزالي أي نية لأخذ الاموال النقية من دافع الضرائب الامريكي وسكبها في غزة. في الولايات المتحدة اعدوا وثيقة من 13 صفحة، على امل اقناع مانحين لتقديم الاموال، لكن في هذه الاثناء لم يتقدم أي أحد. في اتحاد الامارات ردوا سلبا، وفي قطر والسعودية ايضا. فبالنسبة لهم لا توجد حاجة الى هذا الجسم الجديد، بل يمكن انهاء الحرب والعمل مع منظمات المساعدات التابعة للامم المتحدة. واذا تعرضت اسرائيل للخداع فهذا افضل.

في اسرائيل لا يعرفون كم سيضغط ترامب في هذا الاسبوع على دول الخليج من اجل استثمار الاموال لتحريك الآلية. هذا يتعلق ايضا بمسألة “اليوم التالي”، التي تجري من وراء ظهر اسرائيل. اذا ضغط ترامب والاموال وصلت فانه لا يوجد افضل من ذلك. واذا لم يحدث ذلك فان اسرائيل ستكون في مشكلة. لا يوجد الكثير من الوقت للعثور على حل للمساعدات الانسانية، في الوقت الذي فيه مخزون الغذاء في غزة قريب من الخط الاحمر، الذي تحته يأتي الجوع مثلما حدث في ليننغراد. كالعادة اسرائيل لا توجد لديها أي خطة بديلة اذا لم يتم تطبيق خطة الصندوق، والنقاشات حول المساعدات بين المتطرفين في الكابنت وبين نتنياهو يمكن أن تهز الحكومة.

القضية الثانية هي انهاء الحرب. قبل الزيارة المبعوثون الدبلوماسيون يملأون العالم، واقتراحات الوسطاء الذين يأملون بالحصول للحظة على اهتمام امريكا. في الصحف في الخليج وفي مصر هناك منشورات حول ما سيفعله ترامب أو لا يفعله في الرياض. يجب التطرق بتشكك الى هذه الانباء، التي تهدف الى وضع العربة امام الحصان. في يوم الجمعة لفت الانتباه عنوان في وكالة انباء خليجية يقول بأن ترامب سيعلن عن اقامة دولة فلسطينية بدون حماس.

ما سيفعله أو يقوله ترامب سيتم حسمه في اللحظة الاخيرة. الموجود على الاجندة هو خطة امريكية لصفقة مخطوفين وانهاء الحرب. الحديث يدور بالفعل عن خطة ويتكوف، تحرير نصف المخطوفين الآن والنصف الآخر بعد انتهاء المفاوضات حول انهاء الحرب، بالاندماج مع مباديء الخطة التي وضعتها امريكا لانهاء الحرب. في السيناريو المتفائل ترامب سيطرح خطة بدعم من الدول العربية لانهاء الحرب بدون حماس في القطاع، مع تحرير المخطوفين على الفور. في السيناريو المتشائم – ترامب لن يطرح أي شيء، أو أن حماس/ اسرائيل سترفض، ترامب يفقد الاهتمام والحرب تستمر الى ما لا نهاية، المخطوفون يموتون وبتسلئيل سموتريتش مسرور. اسرائيل تحاول اقناع ترامب بأن يشمل في الخطة ايضا طلب نزع سلاح حماس. وعلى فرض أن حماس رفضت هذا الطلب فان الصفقة ستتفجر والحكومة ستبقى سنة اخرى.

القضية الثالثة هي قضية ايران. درجة اهمية نتنياهو في هذا الامر هي مثل الشخص الذي يصرخ على المدرج “جدتي كانت ستدخل هذا الهدف”. صحيح أنه حتى أمس، بين الطرفين يوجد خلاف حول قضية تخصيب اليورانيوم. في مقابلة مع موقع “برايت بيرت” طرح ويتكوف موقف صقوري مفاجيء، بحسبه يجب عدم اعطاء ايران أي امكانية لتخصيب اليورانيوم. بالنسبة لايران هذا امر بدون لا توجد صفقة. ولكن هذه القضية ايضا يمكن حلها – تخصيب مراقب، جزئي جدا وفقط في موقع واحد، ايضا حلول تستهدف تربيع الدائرة. الدبلوماسيون الذين ينشغلون في هذا الامر متفائلين من أنه في القريب سيكون بالامكان طرح اتفاق تفاهمات مبدئي، يمكن لترامب الاعلان عنه، وبعد ذلك جهات مهنية تناقش لاشهر التفاصيل الصغيرة. الولايات المتحدة تريد الصفقة وايران ايضا. والضحية في هذا التصالح هي اسرائيل.

 

 

-------------------------------------------

هآرتس 11/5/2025

 

 

تدمير حماس هدف اجرامي يعني ابادة جماعية لكل الرجال والشباب في قطاع غزة

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

 

الجميع مع تدمير حماس. من ضد؟ لا أحد. المتطرفون يريدون فعل ذلك قبل تحرير المخطوفين. المعتدلون يقولون “في البداية سنحرر المخطوفين وبعد ذلك سندمرهم”. الحديث يدور هنا عن تضليل يجب ازالة القناع عنه. تدمير حماس هو ابادة شعب، أو ابادة جميع الرجال في غزة. تدمير حماس هو ابادة شعب بغطاء معقول. تدمير حماس هو هدف مشروع كما يبدو، بالاساس بعد 7 اكتوبر، لكن لا يمكن تحقيقه بدون تدمير كل غزة. لذلك، تدمير حماس هو هدف اجرامي. طالما أن الاحتلال مستمر فان هذا الهدف لن يتحقق في أي يوم، حتى لو لم يطلقوا على المقاومة لقب “حماس”. دورة بعد اخرى ستنهض مقاومة واسرائيل ستقوم بتدميرها.

 

 

تحت غطاء تدمير حماس يجري الآن تنفيذ مذبحة جماعية للرجال في غزة، وعن هذه المذبحة يتحدثون بشكل أقل. حفنة من الاسرائيليين اصحاب الضمير والرأي العام الدولي يركزون على النساء والاطفال الذين يتم ذبحهم بحجم جهنمي. باستثناء الفاشيين في اسرائيل، في الكنيست وخارجها، الذين عددهم غير قليل، فانه لا يوجد أي كائن بشري يمكن أن يبقى غير مبالي ازاء مشاهد الاطفال الذين يموتون في غزة. ولكن هذا التركيز الانساني على الاطفال والنساء يعطي الشرعية لقتل الرجال، لأنهم في نهاية المطاف ليسوا ابرياء أو ساذجين.

 

 

لا يمكن تدمير حماس بدون القضاء على كل الرجال والشباب في غزة. كل من يتنفس الآن في غزة، وبالتأكيد كل من يكسب الرزق في غزة، يرتبط بشكل معين بحماس. مع حزب سلطة قمعي في بلد محاصرة منذ 19 سنة فان كل ممرض في مستشفى أو مدير حسابات في بلدية أو سائق في مدرسة أو شرطي للسير أو منظم في السوق، وحتى طفل في الحضانة، مرتبط بعلاقة معينة بحماس. هؤلاء بالتأكيد مسموح تصفيتهم، بالضبط مثل كل مقاتلي حماس. من اجل تصفيتهم مسموح ايضا قتل آلاف الآشخاص واعتبارهم ضرر هامشي. حقيقة أن الحرب تجري ليس بين جيشين، بل بين جيش ضخم وبين قوة هي في افضل الحالات يمكن تسميتها مليشيا حفاة، تطمس الحدود. اسرائيل لا تعتبرهم جنود، وكلمة مخربين هي مفهوم مرن جدا في اسرائيل. في الضفة منذ فترة طويلة مسموح اعدام طفل صغير يحمل حجر صغير بذريعة أنه مخرب.

 

 

مئات آلاف الاطفال – أيتام الحرب وضحاياها، المعاقين، النازحين، الجائعين والمرضى، وايضا احفادهم في المستقبل – سيكبرون وسيرغبون في الانضمام للمقاومة. لن يكون بالامكان وقفهم بدون قتلهم جميعا. جيل كامل سيطلب الانتقام وبحق، مع حماس أو مع أي حركة ستقوم بدلا منها. ابناء الموت الجدد لن يقرأوا ميثاق حماس، ومشكوك فيه أن يعرفوا قوانين الاسلام – هم سيريدون المقاومة. سنقتلهم – هذه هي تصفية حماس. ايضا عشرات آلاف الآباء الثكالى في غزة سيريدون الانضمام للنضال ضد الذين قتلوا عشرات الآلاف من اولادهم – ايضا هؤلاء يجب قتلهم. في الجيش الاكثر اخلاقية في العالم سيسمون ذلك “جز العشب”. كل موسم سيكون جز جديد للعشب طالما أنه استمر عهد الاحتلال.

 

 

هل قتل الرجال والشباب في غزة سيكون اجرامي اقل من قتل الاطفال والنساء في غزة؟ يوجد شك في ذلك. صحيح أن النساء والاطفال يمثلون البراءة والعجز، لكن في غزة لم تعد توجد براءة بعد هذه الحرب، وجميع سكان غزة هم عاجزون. ايضا لن يكون هناك اشخاص غير متورطين، لأنه في غزة لم يعد أي أحد غير متورط. كيف يمكن أن تكون غير متورط بعد 19 شهر من الرعب والارهاب، القصف بدون تمييز، وعمليات قصف اجرامية لا تقل عن ذلك. النازح الذي سيحاول العودة الى انقاض بيته سيعتبر متورط، شخص يستحق الموت، بالضبط مثلما اعتبر اللاجئون في 1948 متسللين. هم ايضا كان يجب قتلهم. اذا حاولت الدفاع عن اولادك فهذا سيعتبر تورط. والجدة التي ستحاول انقاذ حفيدها ستعتبر متورطة ايضا، ويجب قتلها وقتل كل محيطها. هذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم تدمير حماس.

من يئير لبيد وحتى بتسلئيل سموتريتش – كل اسرائيل تؤيد ذلك.

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 11/5/2025

 

 

من المستنقع اللبناني الى المستنقع السوري: نسينا كل شيء

 

 

بقلم: ايال زيسر

 

بعد أربعة عقود من غرقنا في الوحل اللبناني، الذي لم نخلص منه حتى اليوم يتبين أننا لم نتعلم شيئا ونسينا كل شيء.  والا فلا يمكن أن نشرح حماستنا للعودة للتورط في حروب ليست لنا من شأنها أن تغرقنا حتى الرقبة في مستنقع مغرق، وهذه المرة في سوريا.

الطريق الى الجحيم مبلطة بالنوايا الحسنة. هذا ما تعلمته إسرائيل على جلدتها في حزيران 1982، حين خرجت الى حرب سلامة الجليل التي احد أهدافها المعلنة كانت انقاذ المسيحيين في لبنان من ذبحهم على ايدي جيرانهم المسلمين. غير أنه سرعان ما تبين ان المسيحيين لا يطلبون او لا يحتاجون حقا مساعدتنا بل وحتى غير مستعدين لان يقاتلوا بأنفسهم ضد اعدائهم. النهاية معروفة: غرقنا في المستنقع اللبناني في حرب الكل ضد الكل التي توجهت في النهاية ضدنا، طردنا م.ت.ف ولكننا حصلنا مكانها على حزب الله وهربنا من لبنان الذي لا يزال يلاحقنا.

القصة السورية لا تختلف في جوهرها. دولة عديدة الطوائف التي تصارع الواحدة الأخرى منذ فجر التاريخ فما بالك أن الحبكة في دمشق تلقت انعطافة مع سقوط بشار الأسد. اليوم تسيطر على هذه الدولة د. جيكل والسيد هايد: في الصباح احمد الشرع سياسي معتدل يطلق نغمات لطيفة على الاذن الغربية، وحتى الإسرائيلية، وفي المساء أبو محمد الجولاني، زعيم الثوار الجهاديين الذين تعود مصادر الهامهم الى القاعدة وداعش.

يحتمل أن يكون الشرع يذر الرماد في العيون ويسعى لان يحول سوريا الى دولة شريعة إسلامية، ويحتمل أنه زعيم ضعيف يفتقر الى السيطرة على رفاقه الجهاديين الذين رفعوه الى الحكم في دمشق. يحتمل ربما ان في طريقه لضمان حكمه في الدولة، مستعد لان يدفع اثمانا “محتملة” في نظره ويترك لمؤيديه العربدة، واساسا – إباحة دم أبناء الأقليات في الدولة، علويين أساسا، لكن أيضا مسيحيين ودروز، أصبحت حياتهم سائبة.

على إسرائيل يمارس ضغط لاجل القدوم لنجدة الدروز في سوريا، لكن زعماءهم لم يطلبوا على الاطلاق ان نقدم لهم المساعدة التي من شأنها أن توصمهم بالعار في نظر الرأي العام في سوريا. بدلا من هذا، يواصلون الإعلان، بالضبط مثلما فعلوا في عهد بشار الأسد بانهم مواطنون سوريون مخلصون.

مثل إخوانهم في لبنان وفي إسرائيل، دروز سوريا رأوا أنفسهم دوما جزء لا يتجزأ من الدولة التي يع يشون فيها، وفي بداية القرن الماضي رفضوا حتى عرضا فرنسيا لان تقيم فرنسا لهم دولة في جبل الدروز. وهم يختارون   خوض مفاوضات عنيدة بل وعنيفة مع الشرع ومع رجاله، فيما ان الأخيرين يعرفون كيف يقدروا وحدة الصف والنزعة القتالية الدرزية وبالتالي توصلوا معهم الى سلسلة اتفاقات – بالضبط بالمناسبة مثل كل نظام حكم في الماضي في دمشق، تنازع مع الدروز، قاتلهم وأخيرا تصالح معهم.

 

للدروز في سوريا يمكن وأيضا يجب المساعدة بالعتاد وبالسلاح كي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، وهم بالتأكيد قادرون على ذلك. كما يمكن تجنيد الاردن الذي له حدود مشتركة معهم ومصالح مشابهة لمصالح إسرائيل في كل ما يتعلق بسوريا. 

لكن إسرائيل لا ينبغي لها ولا يمكنها أن تصبح شرطي الشرق الأوسط وبالتأكيد حين نكون بالكاد ننجح في الدفاع عن انفسنا وغارقين في حرب لا تنتهي مع عصابات حماس في غزة. جبل الدروز او جرمانة في دمشق بعيدان اكثر من 100 كيلو متر عن الحدود، وفي الطريق هناك حاجة للمرور لـ 3 مليون من ابنائ الطائفة السنية معظمهم مؤيدون للشرع.

إذن من بالضبط ستخدم المغامرة الاسرائيلية في سوريا – لا الدروز السوريين، الغير معنيين بها على الاطلاق لكن أساسا لن تخدم إسرائيل، على افتراض اننا غير معنيين بان نجد أنفسنا غارقين في سوريا في العقود الأربعة التالية.

لان جزءا من هذه الصراعات تعود مئات السنين الى الوراء، واعلانات المساعدة عديمة المعنى – إذ أننا لن نحتل كل جنوب سوريا، وجبل الدروز يبعد عن الحدود نحو 200 كيلو متر. إذن نطلق تصريحات، ونتدخل في نزاعات سورية داخلية. هناك حاجة لان نساعد الدروز بشكل غير مباشر عبر الأردن ايضا. هناك حاجة للاشتباه بالشرع، الذي يبدي مزيدا فمزيدا من وجه الجهادي السابق او مجرد حاكم ضعيف، لكن لا حاجة للدخول الى هذا المستنقع.

-------------------------------------------

 

هآرتس 11/5/2025

 

 

اعفاء من التطبيع مع السعودية، مقابل تهديد نووي محتمل

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

التقرير في وكالة “رويترز” في يوم الخميس، الذي بحسبه الولايات المتحدة لم تعد تشترط موافقتها على تطوير مشروع نووي في السعودية بالتطبيع مع اسرائيل، لم يكن يجب أن يصيب بالصدمة. في نيسان الماضي قال وزير الطاقة الامريكي كريس رايت، بأن الولايات المتحدة والسعودية توجد على “المسار الصحيح” للتوصل الى اتفاق بشأن الطاقة النووية المدنية. من يعتبر الخطوة الامريكية صفعة لسياسة اسرائيل، وتحطيم ادعاءها الذي يقول بأن المشكلة الفلسطينية ليست عائقا امام السلام مع الدول العربية، يجب فقط أن يتذكر بأن “الاذن” الاسرائيلي لمشروع نووي سعودي، مع أو بدون التطبيع، اعطي قبل سنتين. في حينه قال مستشار الامن القومي تساحي هنغبي بأن “الطاقة النووية المدنية بحد ذاتها ليست خطيرة، الخطر هو اذا لم تراقب الطاقة النووية المدنية بشكل يمكن أن تصبح فيه ايضا طاقة نووية عسكرية”.

صيغة الاحلام التي طرحها جو بايدن في فترة ولايته، التي ربطت التطبيع مع اسرائيل كشرط رئيسي لموافقة الولايات المتحدة على تطوير مشروع نووي مدني في السعودية، كانت في حينه في الواقع ما زالت سارية، لكن في نفس الوقت اوضح الوزير رون ديرمر في مقابلة مع شبكة “بي.بي.اس” الامريكية بأنه “اذا لم تحصل السعودية على طلبها في المجال النووي من الادارة المدنية فهي يمكن أن تحصل عليه من دولة اخرى، مثل الصين أو روسيا، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم في السعودية”. اقوال الشخصية الاسرائيلية الرفيعة تم تفسيرها في واشنطن كموافقة لاسرائيل على تطوير برنامج نووي سعودي، حتى لو لم يكن مقرون بالتطبيع مع اسرائيل، الذي ثمنه السعودي “تطبيق خطوات لا رجعة عنها لاقامة الدولة الفلسطينية”، اسرائيل غير مستعدة لدفعه.

هذا الربط بين التطبيع وبين النووي السعودي كان من البداية مليء بالشكوك الثقيلة، حيث كان من الواضح أن الولايات المتحدة تتطلع الى الدفع قدما بالمشروع النووي السعودي برعاية وشروط امريكية حتى لو أن اسرائيل لم توافق على طلبات السعودية. اضافة الى ذلك ليس فقط البرنامج النووي انتقل الى طاولة المفاوضات العملية في فترة بايدن، بل ان حلف الدفاع بين الولايات المتحدة والسعودية، قطعة الحلوى الاخرى التي عرضتها واشنطن على الرياض مقابل التطبيع، وصل الآن الى شفا التوقيع عليه، رغم أنه كان من الواضح أنه لن يكون هناك تطبيع.

في ايار 2024 نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن السعودية وامريكا قامتا بصياغة رزمة اتفاقات مع تعاون امني وتكنولوجي، سيشكل جزء من برنامج واسع يشمل التطبيع مع اسرائيل. ولكن “في ظل غياب وقف اطلاق النار في غزة وازاء المعارضة الشديدة لبنيامين نتنياهو لاقامة دولة فلسطينية مستقلة ونية اسرائيل شن الهجوم على رفح، فان السعودية تدفع الى التوصل الى خطة متواضعة اكثر، اسرائيل لا تكون مشاركة فيها”. في نفس الشهر، في اجتماع المنتدى الاقتصادي الدولي في الرياض، نشر وزير الخارجية انطوني بلينكن بأن “حقيقة أن السعودية والولايات المتحدة عملتا معا في كل ما يتعلق بالاتفاقات بيننا امكانية استكمالها قريبة جدا… أي أنه في كل ما يتعلق بانهاء العمل (بين واشنطن والرياض) أنا اعتقد أن ما يعتبر أمر خيالي يتحول فجأة الى أمر واقعي”.

بلينكن لم يذكر في حينه شروط التطبيع، وكان يمكن الفهم من اقواله بأنها ما تزال غير قائمة. يبدو ايضا أن موافقة امريكا على المشروع النووي السعودي تبلورت في حينه قبل تطبيقه، حيث أنه قبل بضعة ايام من عقد المنتدى الاقتصادي اعلنت السعودية بأنها ستؤجل الموعد النهائي لتقديم مناقصات بناء المفاعل لانتاج الكهرباء في موقع دويحين الى اشعار آخر. في هذه المناقصة كان يتوقع أن تشارك شركة الصين النووية الحكومية وشركة الكهرباء لكوريا الجنوبية وشركة روساتوم الروسية وشركة إي.دي.اف الفرنسية.

 

بايدن خبز وترامب اخرج من الفرن

 

الخوف من أن السعودية ستتوجه الى شركات غير امريكية لتطوير المشروع النووي، يرافق الولايات المتحدة منذ سنين. بعد أن نشر قبل عقد في وسائل الاعلام الامريكية بأن الصين قامت ببناء في السعودية منشآت لتخصيب اليورانيوم وتحويل خام اليورانيوم الى “كعكات صفراء”، التي تستخدم لانتاج الوقود النووي. في كانون الاول 2022 سجلت مرحلة في تقدم التعاون بين الصين والسعودية عندما قام الرئيس الصيني بزيارة الرياض وجدد مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين الدولتين في 2016 حول التعاون التكنولوجي الذي يشمل التعاون على بناء المفاعلات النووية. بعد ثلاثة اشهر من ذلك سجلت الصين انجاز مدهش عندما بوساطتها استأنفت ايران والسعودية العلاقات الدبلوماسية بينهما. بالنسبة لواشنطن هذا كان انذار اجبرها على اعادة فحص شروط التطبيع مع اسرائيل التي فرضتها على المشروع النووي السعودي – الشرط الذي جعل الولايات المتحدة رهينة لرفض اسرائيل وهدد بنقل مجال النووي السعودي من سيطرة الولايات المتحدة الى ايدي الصين، روسيا ودول اخرى.

من غير المعروف حتى الآن ما هي التفاصيل الدقيقة للاتفاقات التي سيوقع عليها في هذا الاسبوع ترامب وولي عهد السعودية محمد بن سلمان. هل ستكون فقط اتفاقات مشتريات بحجم متوقع بمبلغ 100 مليار دولار، وتعهد السعودية باستثمار يبلغ تريليون دولار في الولايات المتحدة، أو أنها ستشمل ايضا اطار لحلف دفاع. الواضح هو أنه في المجال النووي السعودي يوشك ترامب على استكمال البرنامج الذي تم خبزه في ولاية سلفه. ولكن في المقابل، على الاقل علنيا، هو لم يعد يطرح التطبيع كشرط.

اذا وافق ترامب على المصادقة على المشروع النووي السعودي فان اسرائيل يجب عليها ابتلاع اللعاب وهز الرأس وربما حتى تسويقه كبرنامج مناسب لا يهدد أمنها. وبشكل عام التطبيع لا يعتبر ضمانة بأن السعودية لن تتوجه في المستقبل الى تطوير قدرة عسكرية نووية. هناك شك اذا ما كان أي أحد في القدس سيذكر في حينه بأن اسرائيل عارضت بشكل تقليدي أي مشروع نووي في أي دولة عربية، بما في ذلك الاردن ومصر، التي هي مقارنة مع السعودية وقعت على اتفاقات سلام معها. ليس معنى ذلك أنه بذلك تم حسم مصير حلم التطبيع. فتطبيقه سيستمر في أن يكون مرتبط بحل متفق عليه للقضية الفلسطينية – وقبل ذلك الحرب في غزة. حتى ذلك الحين ترامب قام باعفاء المشروع النووي السعودي من قيود اسرائيل، التي في سياستها تجاه القضية الفلسطينية توضح بأنها تعتبر حل الدولتين تهديد اكبر بكثير من الامكانية الكامنة في تسلح السعودية بالنووي.

يجب التذكر بان السعودية حذرت في السابق بأنه اذا حصلت ايران على السلاح النووي فهي ايضا ستحصل عليه. هذه الرؤية الاسرائيلية، التي لا ترى أي خطر في البرنامج النووي السعودي المدني، تسحب السجاد من تحت طلبها الحاسم وهو منع ايران من الحصول على مشروع مشابه، وتمنح الولايات المتحدة الدعم للدفع قدما باتفاق نووي مع ايران، الذي  سيتم تأسيسه على استعداد امريكا للسماح لها بتطوير مشروع نووي حسب “النموذج السعودي”.

ما زال يوجد هنا عدم يقين بخصوص هامش موافقة امريكا. فهل الولايات المتحدة ستسمح للسعودية بتخصيب اليورانيوم في اراضيها؟ هل ستطلب منها التوقيع على البروتوكول الاضافي لميثاق منع انتشار السلاح النووي، الذي سيضع السعودية تحت رقابة متشددة لوكالة الطاقة الدولية النووية التي تعارضه حتى الآن؟ هذه فقط من بين التسعة معايير التي يمليها البند 123 في قانون الطاقة النووية من العام 1954، التي يجب تطبيقها من اجل أن تستطيع هذه الدول الحصول على تعاون امريكا في المجال النووي. واشنطن اوضحت في السابق بأن موافقتها على المساعدة في تطوير المشروع النووي السعودي مشروطة بتنفيذ جميع بنود القانون. ومؤخرا قالت جهات امريكية رفيعة بأنه سيكون بالامكان ايجاد طريقة للتوفيق بين طلبات القانون والتوق الى مساعدة السعودية، وبالاساس ضمان ابعاد الصين وروسيا عن الساحة والاهتمام بسلامة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة.

-------------------------------------------

 

يديعوت 11/5/2025

 

 

بسبب ائتلافه، نتنياهو يفشل التطبيع مع السعودية ويبقي إسرائيل معزولة

 

 

بقلم:  بن درور يميني

 

مثلما تبدو الأمور الان يخيل أن هذه ستكون الضربة الاستراتيجية الأهم التي تلقتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر. فالتهديد الأكبر على محور الشر من ايران وحتى حزب الله وحماس، هو التطبيع بين إسرائيل والسعودية، كجزء من الصفقة الكبرى للدولة العربية الرائدة مع الولايات المتحدة. لم يكن هذا مجرد توسيع لاتفاقات إبراهيم. هذا يفترض أن يكون انعطافة تاريخية. جبهة الرفض والإرهاب كانت ستصبح أضعف بكثير، وإيران كانت ستتعرض لضربة شديدة.

لدول محور الشر كان سبب حقيقي للقلق. في 20 أيلول، قبل ثلاثة أسابيع من الهجمة الإيرانية قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “كل يوم نحن نتقدم الى السلام”. مر يومان، ونتنياهو، من فوق منصصة الأمم المتحدة اعلن “اننا نقف امام خيار سيحسم هل سيكون سلام تاريخي يجلب الازدهار والامل أم هل سنعاني من حرب رهيبة، إرهاب ويأس”. السلام الإقليمي لم يبدو ابدا قريبا اكثر. محور الشر كان خطط للرد. في 3 أكتوبر حذر خامينئي من التطبيع. مرت أربعة أيام وإسرائيل تعرضت لهجمة الإرهاب الأكثر فتكا في تاريخها.

بعد أسبوعين من الهجمة قال الرئيس الأمريكي في تلك الأيام، جو بايدن، ان الهدف كان افشال التطبيع. فقد كان يعرف على نحو ممتاز عما يتحدث. ما كانت حاجة لمعلومات استخبارية. كانت حاجة فقط، وفقط وحصريا، للاستماع الى قادة محور الشر. خامينئي نفسه اكد اقوال بايدن. وكالة الانباء الإيرانية الرسمية نشرت في حزيران 2024 النقاط الأساسية في خطاب الحاكم الأعلى: “توقيت العملية وقع بالذات حين كانت “خطط” لتغيير الدينامية الجغرافية السياسية للمنطقة التي نظمتها الولايات المتحدة و “إسرائيل” للدفع نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. الهلالين في الأصل.

الولايات المتحدة لم تتخلى عن التغيير التاريخي. واصلت الجهود للدفع قدما بالصفقة الكبرى التي تضمنت بالطبع إسرائيل. في مؤتمر ميونخ للامن في شباط 2024 قال انطوني بلينكن: “لإسرائيل توجد فرصة غير مسبوقة، تكاد تكون كل دولة عربية تريد تطبيع العلاقات معها”. وقد استجدى خطوة صغيرة من النية الطيبة من جانب إسرائيل، ولم يحصل عليها.

السعودية هي الأخرى رفضت منح النصر لحماس. هكذا، مثلا، في تشرين الثاني 2023 عقد في الرياض في السعودية مؤتمر قمة عربية، وعلى الفور منه مؤتمر رؤياء الدول الإسلامية. رئيس ايران وصل هو الاخر. الغضب ضد إسرائيل كان في ذروته، بسبب القصف في غزة. الجزائر وايران طرحتا مشاريع قرارات تتضمن الغاء كل اتفاقات السلام مع إسرائيل، قطع العلاقات واغلاق المجال الجوي امام الطيران الإسرائيلي.  وكان الهدف، بالطبع، افشال التطبيع. ابن سلمان، استعراضا للقوة، اظهر من هو الزعيم الحقيقي للعالم العربي. الاقتراحات ردت.

الذريعة الدائمة لنتنياهو لافشال التطبيع مع السعودية هي مطلب الاعتراف بدولة فلسطينية. هذا هراء. الإعلان هو مجرد اعلان. والسعودية والأردن لا تريدان دولة فلسطينية. هنا تتخوفان، بالضبط مثل إسرائيل، وربما اكثر من أن تكون هذه فرع إيراني ي أسوأ الأحوال او للاخوان المسلمين في الحالة السيئة. فقبل أسبوعين فقط اخرج الاخوان المسلمون عن القانون في الأردن. وبالتالي أهذا مكا تحتاجه الأردن من خلف الحدود؟ دولة الاخوان المسلمين؟

 وكي نعرف ان هذا اعلان فقط، ففي أيلول 2024 نشر تسريب يفيد بانه في حديث مع بلينكن قال له ابن سلمان ان دولة فلسطينية لا تعنيه. هو بحاجة الى اعلان إسرائيلي لأغراض الرأي العام. الأساس هو أن نتنياهو لا يكف عن فرض الرعب علينا كذريعة لافشال التطبيع. اما الحقيقة فهي ان الامر الوحيد الذي يفزع منه نتنياهو هو تفكك الائتلاف. وهذا في واقع الامر اخطر. لانه لو كانت تحققت صفقة إقليمية، لكان حظي بتأييد أحزاب الوسط. لكن على حد نهجه في السنوات الأخيرة، فانه بين المصلحة القومية والمصلحة الائتلافية يختار الأخيرة. هناك حجج معللة ضد ترامب. فقد هجر إسرائيل ووصل الى اتفاق من خلف ظهرها مع الحوثيين. وهو يدير مفاوضات مع ايران دون أي تنسيق مع إسرائيل، في ظل النفوذ المتزايد لمؤيدي الانعزالية وبينهم تاكر كارلسون اللاسامي. ولا يزال ليس ترامب هو الذي افشل التطبيع، الذي أصرت إدارة بايدن بالذات على أن يكون جزءا من الصفقة الكبرى. نتنياهو هو الذي افشله. نتنياهو يصر على أن يمنح ايران وحماس بالضبط ما تريدان. وهما تريدان إسرائيل معزولة وضعيفة تدخل بعمق ابر الى فخ الوحل في غزة.

لم يكن وضع دولة إسرائيل أسوأ ابدا. التطبيع مع السعودية كان سيخلق انعطافة. لكن نتيناهو لا يريد. وهو يكرر شعار تقويض حماس. الامر الوحيد الذي تعد به الحملة الإضافية هو مزيد من القتلى. لا تقويض حماس ولا تحرير مخطوفين.

نحن نعرف انه كان عمى استراتيجي قبل 7 أكتوبر. هم اعلنوا، نحن لم ننصت. في المرحلة الحالية، ليس واضحا اذا كان نتنياهو يواصل المعاناة من العمى ذاته أم مرة أخرى مصلحتها السياسية تسبق المصلحة القومية. في الحالتين، الرجل هو فشل وهو يقودنا جميعنا الى الفشل.

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 11/5/2025

 

تخوف في إسرائيل: الصفقات ستضر بالتفوق النوعي

 

 

بقلم: يوآف ليمور

 

في جهاز الامن يعبرون عن قلقهم من الضرر الذي قد يقع بالامن القومي جراء التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة.

يتقاطع هذا القلق مع عموم أجهزة الامن (الجيش، الموساد والشباك)، وقد طرح في الأيام الأخيرة في أشكال مختلفة امام محافل مختلفة بما في ذلك امام رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس. وهو يتعلق بثلاثة مواضيع أساسية: اتفاق نووي مع ايران، صفقات امنية إقليمية، والوضع في غزة مع التشديد على وضع المخطوفين.

في الموضوع الأول – ايران – يلوح ان الولايات المتحدة تدفع قدما باتفاق لن يكون بعيدا في جوهره عن الاتفاق النووي السابق الذي وقعت عليه إدارة أوباما قبل نحو عقد. مطلب إسرائيل للتفكيك الكامل للبرنامج النووي (بالصيغة الليبية كما قال نتنياهو) ردته الإدارة إضافة الى أنه لا يهتم بموضوعين مركزيين آخرين يشغلان بال إسرائيلي – الإرهاب الإقليمي ومنظومة الصواريخ والمُسيرات الإيرانية. والتخوف هو من أن الاتفاق ليس فقط سيبقي لدى ايران المعرفة والوسائل في الوصول في المستقبل الى قدرة نووية بل سيحرر أيضا أموالا تتيح لها ترميم اقتصادها والعودة للدعم الكبير لمرعييها في المنطقة.

 في الموضوع الثاني، الإقليمي، يلوح أنه في زيارة الرئيس ترامب الى الخليج، التي ستبدأ هذا الأسبوع، ستوقع صفقات كبرى في السعودية، ويحتمل أن في اتحاد الامارات وفي قطر أيضا. وستتضمن هذه الصفقات أيضا تعاظم عسكري ذا مغزى في بعضه قد يهدد التفوق النوعي لإسرائيل. كما أن إمكانية برنامج نووي في السعودية يعد لدى معظم الخبراء كخط احمر من شأنه ان يتم تجاوزه الان. في الأصل، كان يفترض بالسعودية أن توقع على هذا الصفقات بالتوازي مع التطبيع مع إسرائيل. لكن إدارة ترامب قررت الان التقدم في مسار مستقل- بخلاف إدارة بايدن التي اشترطتها بصفقة إقليمية شاملة.

في الموضوع الثالث، غزة تكثر المؤشرات على أن ترامب من شأنه أن “ينقلب” ويدعو إسرائيل الى وقف الحرب. كما أن الانشغال المتناقص للإدارة ومبعوثها الخاص ستيف ويتكوف في مسألة المخطوفين يبعث على القلق، على خلفية مركزية الولايات المتحدة في ممارسة ضغط على قطر وعبرها على قيادة حماس. صحيح أن المنظمة تعيش ضائقة في غزة نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي، لكن من تصريحات مختلفة لمسؤوليها يفهم انها تقدر بان إسرائيل بالذات توجد هذه الأيام في وضع استراتيجي دون كفيل بان يدفعها الى الليونة.

 

 

 

التحدي في توسيع الحملة

 

لا تبدي حكومة إسرائيل مؤشرات كهذه، وتصر على أن الحملة في غزة ستوسع كما هو مخطط فور مغادرة ترامب المنطقة. صحيح أن الجيش يسرع الجاهزية لكن من المرتقب له أن يواجه تحديات معقدة، المركزي منها هو مسألة المخطوفين الذين وجودهم في غزة سيصعب القتال. الشريط الذي نشر امس لـ الكنا بوحبوت ويوسف حاييم اوحنا كان تذكيرا لوضع المخطوفين الصعب الذي سيسوء بالتأكيد ما أن يهجم الجيش على غزة بقوى كبيرة.

موضوع آخر هو المصابين في الجانب الإسرائيلي. بعد شهرين هادئين قتل الأسبوع الماضي خمسة مقاتلين في غزة. صحيح أن حماس لم ترمم قدراتها لكنها تنجح في تحدي القوات من خلال استخدام حرب العصابات التي تعتمد على وسائل بقيت في ايديها (أساسا آر.بي.جي وبنادق قنص) ووسائل تنجح في انتاجها الان أيضا (أساسا عبوات ناسفة تنتج من مواد متفجرة جمعت من قذائف غير منفجرة للجيش الإسرائيلي). يمكن التقدير انه ما أن يتسع القتال حتى يزداد عدد المصابين كثيرا: هذا موضوع محظور الاستخفاف به ليس فقط من الجانب الإسرائيلي بل أيضا من الجانب الفلسطيني – كل قتيل يعد في غزة كانجاز لحماس يشجعها على مواصلة القتال.

وتوجد مسائل أخرى، مثل علامة الاستفهام حول عدد جنود الاحتياط الذين سيمتثلون للقتال، على خلفية استمرار انشغال الحكومة بقانون التملص من التجنيد. والاحاديث عن النية لاستبدال رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست يولي ادلشتاين تلمح بان بقاء الحكومة اهم لنتنياهو من أي شيء آخر.

 

بقاء الحكومة أولى

 

هذه حجة تطرح في جهاز الامن في سياق تردي العلاقات مع واشنطن أيضا. أساسها: رئيس الوزراء ينجر وراء متطرفي حكومته، ويضحي من اجلهم بالمصالح الأمنية الأكثر حرجا لإسرائيل. يخيل أن في هذا الموضوع على الأقل يبدي نتنياهو ثباتا. فهو يحرص على رص الصفوف حماية للبيت، ولا يهم اذا كان الحديث يدور عن السعودية، المخطوفين، قطر غيت او شهادته في المحكمة التي ستدخل قريبا قسمها الحرج – الاستجواب المضاد الذي يسعى نتنياهو لان يمتنع عنه بكل سبيل.

-------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 11/5/2025

 

إلى متى يتحمل العالم أفعال “المهرج” ترامب؟

 

 

بقلم: سيفر بلوتسكر

 

هذه السنة طرق المسرح العالمي من ممثل عجوز، مرة يمثل مهرجاً وأخرى شيطاناً واسمه ترامب، رئيس الولايات المتحدة. عقله الثاقب في مراحل الأفول العقلي، ينتج ويعرض على جمهور المشاهدين العالمي أقوالاً وأفكاراً وآراء ومقاطع لعب، وأوصاف واقع وهمية، متضاربة، مشوشة، بلا أساس، وكأن إدارة القوة العظمى الأمريكية هي استعراض لوسائل الإعلام، مسرحية فرد تثير الغثيان والفزع. في ربع السنة الأولى من ولايته الثانية، تمكن ترامب من أن يكون مع بوتين، ومع زيلينسكي، ثم ضد بوتين، وضد زيلينسكي وهلمجرا، إلى أن وصل إلى “إنجاز” رائع: اتفاق مبدئي مع أوكرانيا يمكن للولايات المتحدة بموجبه أن تشتري مواد خام نادرة. على التقلبات التي تزيغ البصر وغير المفهومة من ترامب في مواضيع سياسية مصيرية أخرى مثل مستقبل قطاع غزة، وموقفه من قطر وإيران، وخطة الجمارك العالمية، كان قد سبق أن سكبت ما يكفي من الكلمات، ولا يزال ترامب يتذبذب فيها ويناقض نفسه.

في الأسبوع الماضي، تدهورت رحلة هذياناته إلى درك آخر. أمام عيون غربية متفاجئة، أعرب عن تأثره بـ “شجاعة” إرهابيين إسلاميين متزمتين في أقصى اليمن، وأعلن بأنه يمكن الثقة بوعودهم. عقب هذه الوعود، أمر الجيش الأمريكي بوقف عمليات القصف على معاقل الإرهاب الحوثية أحادياً. مشكوك أنه كان في العقود الأخيرة استعراضاً أكثر فظاظة لضعف القوة الأمريكية. كما نسي ترامب بأن الحوثيين هاجموا منشآت النفط السعودية، صديقته الجديدة. في استسلامه للحوثيين، ألقى المصالح الأمنية لإسرائيل إلى سلة المهملات، بل ولعموم الدول العربية المعتدلة.

في الأسبوع إياه، عقد ترامب مؤتمراً صحافياً آخر من جملة عديدة من المؤتمرات ليعلن عن “اتفاق التجارة الأكبر في التاريخ بين الولايات المتحدة وبريطانيا”. نعم؟ بداية، لا يدور الحديث عن اتفاق، بل عن “مذكرة تفاهم” فقط. ثانياً، مدى الاتفاق – المستقبلي كما يذكر، ضيق جداً. وهكذا يعيد ترامب إلى استخدام السياسة جمارك وسقوف التجارة بين الدول، وسياسة اقتصادية كانت تصفيتها في تسعينيات القرن الماضي أنقذت 500 مليون مواطن من العالم الثالث من الفقر. كل هذا لم يمنع الرئيس ترامب من رفع مسرحية محرجة أخرى عن إنجازاته الوهمية. الوزراء والمستشارون وموظفو الإدارة الكبار الذين عينهم، ساروا أشواطاً بعيدة في التملق عديم الخجل لرئيسهم المحبوب الذي أتيح “الاتفاق التاريخي: بفضل عبقريته وحكمته. هكذا أصبح ترامب صيغة جديدة لشمس الشعوب، فريداً من نوعه.

وسائل الإعلام العالمية الجدية تمتلئ هذه الأيام بتحليلات معمقة لـ “خطوات ترامب” و”سياسة ترامب”. محللون محترمون يوصون به وكأنه سياسي ينصت ويتعلم. أما هو فلا: ترامب الولاية الثانية بدا رجلاً منقطعاً غارقاً في عالم هذيانه. واستمراره على هذا سيجد نفسه في الطريق إلى إعلان عجزه أو تنحيته. الولايات المتحدة والغرب بعمومه لن يسمحوا لأنفسهم بحكم زعيم يفقد “هذا” ويقترب إلى مرحلة “الطفولة الثانية والتنكر التام”، مثلما كتب وليم شكسبير في نهاية المناجاة التي تقتبس من مسرحيته الكئيبة “كما تحبون”.

-------------------------------------------

 

هآرتس 11/5/2025

 

طبيبة إسرائيلية: لن أعيش في دولة تبيد شعباً آخر

 

 

بقلم: ميخال فيلدون

 

قبل شهر هربنا إلى الخارج، أنا وزوجي وأولادي. أخرجت الأولاد من المدرسة واشتريت تذكرة باتجاه واحد، حزمنا أربع حقائب صغيرة فقط. أحدث بيني وبين نفسي كثيراً حول الهجرة حتى قبل الانقلاب النظامي. الأفكار الدوارة التي تبدأ بمأزق سياسي محدد جيداً، وتتحرك عبر الألم العقلي والأمل في مستقبل مختلف، في كل مرة تتعثر حول الخوف من نقل حياتي إلى مكان هو ليس وطني.

منذ اندلاع الحرب وهذه أفكار تتجسد في فعل. استصدرت رخصة عمل أجنبية وفتحت حساباً بنكياً، وحتى أجريت مقابلات مع عدة أماكن عمل. ولكني لم أنجح. ربما بسبب سنوات الأيديولوجيا القومية المتطرفة التي تسري فينا خلاف رغبتنا، ربما بسبب الخوف من الهجرة الذي لدى كل أحفاد المهاجرين، ربما أنا كبيرة جداً أو أنني تعودت على الرفاه، لكني لم أنجح. أعددت بنية تحتية ذكية سمحت لي بالوقوف على شفا نقطة الانطلاق مباشرة، لكني لم أتمكن من القفز في المياه.

الطبيبة: كلما طالت هذه الحرب يتضح بأنني لن أستطيع العيش في إسرائيل. روتين الحرب بكل فظائعها قضم ألياف روحي

في المقابل، كلما طالت هذه الحرب يتضح بأنني لن أستطيع العيش في إسرائيل. روتين الحرب بكل فظائعها قضم ألياف روحي. أستيقظ ثم أذهب إلى النوم مع صور الأطفال الجائعين، الذين يحتضرون أو يموتون. لا أنجح في احتضان أولادي بدون التفكير بأيتام وراء الحدود. في المستشفى، في نقاشات شاملة حول الأطفال الذين لديهم أمراض صعبة، أحصي الموارد التي تستثمر في طفل واحد. في حين أن ثلاثين طفلاً آخرين يقتلون قريباً منا. هذه ليست أفكاراً مقلقة لا تتركنا، بل صدمة متواصلة تهدد باستهلاكي أنا وعائلتي. قرار الهرب ليس اقتصادياً حكيماً أو تجارياً ذكياً، لكن حسب رأيي، ببساطة لم يبق أمام احتمال آخر.

هكذا وجدنا أنفسنا نتجول في كوستاريكا، نجلس على شرفة بيت ليس لنا، في غابة كبيرة، حيث لا جرافة إسرائيلية قرب المبنى المجاور، ولا ازدحامات على شارع أيالون، ولا يتم شتمي في العمل أو في السوبرماركت، وعندما تكون هناك ضجة تخترق الصمت فتكون صوت قرد، وليس صوت صافرة إنذار. بعد بضعة أسابيع، تكتشف أن الضجة الحضرية التي لا تطاق في البلاد الغارقة بالدماء، لم يتم استبدالها بصمت غريب، بل نوع مختلف من ضجة الطبيعة. خرير مياه النهر، نقيق الضفدع وزقزقة آلاف الطيور. الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لنسمع ذلك حقاً ونواجه الفرق بين كل ما نعرفه وبين العالم الخالي من الدمار البشري.

من المفروض أن يكون هناك أيضاً أشخاص يعملون بجدية ويعانون، بالضبط مثلما هي الحال في أي مكان آخر. ولكن هناك أشياء تتحدث عن نفسها. لا يوجد جيش أو حروب. عجائز يمشين وهن يحملن سكيناً بحجمي لقطف ثمرة جوز الهند عن الشجرة في نهاية الشارع. أنا الغريبة التي تعتقد أنه سلاح خطير. أنا الأم التي تعودت على وجود ثلاثة رجال من الحي يقفون على مدخل المدرسة يحملون المسدسات. الحياة النقية، وهو المصطلح الذي يستخدمه السكان المحليون كتحية وكابتسامة اجتماعية وكتوصية بأسلوب حياة سليم، هي النموذج. أن تعيش ببساطة. لا يمكنني القول إننا كنا نطمح إلى العيش في هذه البلد، أو أطمح إلى أن يعيش فيها آخرون.

لم أكتشف سر الهجرة في هذه الأسابيع. ما زلت غريبة في المكان الذي لا أتكلم لغته، ولم أقرر البقاء هنا أيضاً، لكني قررت الأمر الواضح بحد ذاته، أن أبقى إنسانية. أن أعيش.

هناك أشخاص يتطلعون إلى كسب المزيد من الأموال، أو نقصان الوزن قليلاً، أو تناول طعام صحي أكثر، أو تحسين العلاقات الزوجية أو تعلم هواية، أما أنا فلن أبقى جزءاً من قتل شعب آخر.

-------------------------------------------

هآرتس 11/5/2025

 

الأبرتهايد يسأل وكفل حارس تجيب: جعلوا قريتنا متنزهاً لهم وخطّوا “الموت للعرب”

 

 

لئن أراد أحد ما معرفة كيف يبدو الأبرتهايد من إنتاج إسرائيل، فليتابع ما يحدث في قرية كفل حارس.

 

يدخل آلاف اليهود إلى قلب هذه القرية الفلسطينية كل ثلاثة أشهر، يرافقهم مئات الجنود والشرطة، ليصلوا إلى موقع يسمى قبر يوشع بن نون. في هذا الوقت، يفرض الجيش حظر تجول على سكان القرية، لدرجة منع الإطلالة من النافذة. وبينما هم محشورون في بيوتهم، تصبح القرية متنزهاً لليهود فقط. بات إفساد ممتلكات الفلسطينيين اعتيادياً: يحطم المستوطنون النوافذ، ويخطون على الحيطان شعارات “الموت للعرب”، وينشرون ملصقات تقول “لا مستقبل في فلسطين”؛ يحطمون صنابير مياه يركلون أبواب المنازل.

طبع الجيش والمستوطنون أحداثاً من هذا النوع، ومعظم الإسرائيليين لا يعلمون بها رغم مواصلتها منذ سنين. عندما يغادر “المصلون”/المشاغبون القرية، يخلفون وراءهم دماراً ورجساً، وفوق هذا كله، يتركون سكاناً فلسطينيين باتت حياتهم مصممة وفقاً لهذه الأحداث.

الصلوات التي يمارسها المستوطنون في قرية كفل حارس باتت حدثاً يرعب الفلسطينيين بشكل متطرف، لكنها جزء من ظاهرة أوسع. وثمة نماذج أخرى تتجسد بدخول اليهود إلى قبر يوسف في نابلس، الذي بسببه تدخل أحياء كاملة في المدينة وتحظر التجول؛ إضافة إلى جولات أثرية في بلدات فلسطينية؛ أو رحلات يرافقها الجيش في أرجاء الضفة الغربية بناء على طلب المستوطنين، فيما يتم إبعاد كل فلسطيني عن المنطقة.

إن إفساد الممتلكات في كفل حارس، وهتافات “فلتحرق قريتكم” التي يطلقها الزوار في شوارعها، هي ما سيجذب معظم انتباه الإسرائيليين، لكن محظور أن ننسى: حتى لو لم يكن أي إفساد للممتلكات، فإن جذر الشر هنا هو دخول الجيش القرية وحظر تجول لأنه يمنح أولوية لحق اليهود في الصلاة فيها. المشكلة هنا هي أن حق اليهود في الصلاة يفوق حق أهل المكان في الأمن وحرية الحركة وحياة طبيعية ومحترمة.

هذا هو وجه الاحتلال الذي يفضل جماعة عرقية ما على أخرى، ويقبل بفرضية وجود جماعة ذات حقوق فائضة وأخرى يتعين عليها دفع الثمن، وهو توزيع يستند إلى العرقية بشكل واضح. وهذا لا يعني أن دخول المصلين إلى كفل حارس ينبغي أن يتم بطريقة “أجمل”؛ فهو مرفوض بمجرد وجوده، ما دام معناه هو غلق الحياة على العرب في بيوتهم، بينما يتجول اليهود في الشوارع. هذا وضع محظور قبوله.

-------------------------------------------

 

معاريف 11/5/2025

 

 

وهم المفاوضات

 

 

بقلم: يورام أتينغر

 

 مقربو الرئيس ترامب المؤيدون للانعزالية مقتنعون بان مسألة ايران هي مشكلة إسرائيل التي تحاول على حد زعمهم جر الولايات المتحدة الى مواجهة عسكرية زائدة. ايران برأيهم لا تهدد الولايات المتحدة او الاستقرار في الشرق الأوسط، ويمكن الوصول معها الى حل بالمفاوضات. لكن هذه المفاهيم لا أساس لها في مسيرة الوقاحة.

منذ اسقاط حكم الشاه في 1979 توجه نظام ايات الله رؤيا متزمتة تعود الى 1400 سنة تلزم ايران بإسقاط كل نظام سُني وإخضاع الغرب وبخاصة "الشيطان الأميركي الأكبر". لقد أصبحت ايران مركزا للارهاب، تهريب المخدرات وتبييض الأموال في الشرق الأوسط، افريقيا واميركا اللاتينية بما في ذلك على أراضي الولايات المتحدة. منذ بداية الثمانينيات تقيم ايران معسكرات إرهاب وتجارب باليستية في أميركا اللاتينية، تعمق التعاون مع امراء المخدرات ومع كل حكم مناهض لأميركا.

حسب مقربي ترامب فان نظام آيات الله يعلن عن استعداد لاستئناف المفاوضات. وعلى الولايات المتحدة ان تستجيب لذلك كي تحل سوء الفهم وتقليص الاحتمال للحرب. لكن على الولايات المتحدة ان تركز على الفعل الإيراني المختلف تماما عن الهذر. فايران ترى في المفاوضات وسيلة للتسويف لمنع هجوم عسكري امريكي ولتحقيق قدرة نووية.

 لقد أجرت إسرائيل مفاوضات ناجحة للتعاون لاتفاقات سلام مع ست دول عربية، كون هذه الدول توجهها رؤى قومية تحققها ليس مشروطا بهزيمة إسرائيل او بإقامة دولة فلسطينية. بالمقابل فشلت كل مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة لإسرائيل مع حماس، حزب الله والسلطة الفلسطينية، عقب الرؤية التي توجه هذه المنظمات وتفترض إبادة إسرائيل.

بينما يركز العالم على منع التحول النووي الإيراني، فان القدرات التقليدية والباليستية لإيران حولتها من "الشرطي الأميركي من الخليج" الى تهديد على الامن الداخلي والامن القومي الأميركي.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here