"النساء والفتيات في غزة، بين نار الحرب وصمت العالم"

بين أنقاض البيوت المهدمة، وصرخات الأطفال الجرحى، تقف النساء والفتيات في قطاع غزة اليوم وجهًا لوجه أمام أبشع صور المعاناة الإنسانية، فمنذ اندلاع الحرب المستمرة على القطاع، تحولت حياتهن إلى جحيم حقيقي، حيث فقدنَ الأحبة، وتشرّدنَ من بيوتهن، وعانينَ من نقص حاد في أبسط مقومات الحياة الكريمة.

 
 
 
الأمهات.. خسارة لا تُوصف
أصبحت الأمهات في غزة تعيش كوابيس الإجهاض والموت تحت القصف، والولادة دون رعاية طبية، وفقدان الأبناء تحت الركام، كلّ يوم يحمل لهنّ خبر وفاة أحد أفراد العائلة، ومع ذلك تستمررنَ في الصمود، تحاولنَ تضميد جراح أطفالهن، وتبحثنَ عن لقمة عيش تكاد تكون مستحيلة في ظلّ نقص الغذاء والماء والدواء.
الفتيات.. مستقبل ضائع تحت الردم
أما الفتيات، فدفعن ثمنًا باهظًا من أحلامهن، المدارس دُمرت، والجامعات لم تعد آمنة، والعديد منهن فقدن فرصتهن في التعليم بسبب النزوح والتشريد، أو بسبب فقدان أفراد أسرهن، كما تعرضت الكثيرات إلى الإصابات البليغة، فقدنَ ذراعًا أو ساقًا، أو حتى حياتهن قبل أن تبدأ.
العنف الجنسي والنفسي
لا تقتصر معاناة النساء والفتيات على الموت والدمار فقط، بل هن أيضًا أكثر عرضة للعنف الجنسي والنفسي في مثل هذه الظروف الإنسانية المتردية، حيث ضعف البنية الأمنية والتشرد، وعدم توفر أماكن آمنة يجعلهن فريسة سهلة للاعتداءات، بينما تبقى آراؤهن ومطالبهن بعيدة عن أعين الإعلام والمجتمع الدولي.
صوت لا يُسمع
رغم كل هذه المعاناة، فإن صوت المرأة الفلسطينية في غزة غالبًا ما يكون غائبًا عن السرد العالمي، إنها تقاوم بكل شجاعة، لكنها تحتاج إلى أكثر من كلمات التعاطف، تحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري، إلى دعم إنساني حقيقي، إلى إعادة إعمار، وإلى ضمان حقوقها في الأمان والتعليم والصحة والمشاركة السياسية.
مما سبق يتبن لنا أنّ ما تعيشه النساء والفتيات في قطاع غزة ليس مجرد "واقع مؤلم"، بل هو انتهاك صريح لكل المبادئ الإنسانية التي تزعم الإنسانية التمسك بها، إنه اختبار حقيقي للضمير البشري، ولجديّة المجتمع الدولي في الدفاع عن حقوق الإنسان، فلا يمكن الحديث عن السلام أو الكرامة، بينما تُقتل الأمهات وتُحرم الفتيات من مستقبلهن تحت أنقاض الحرب.
disqus comments here