الغباء السياسي وتواطؤ القطيع ...!

في ظل مشهد الإبادة المتواصلة في غزة، تطالعنا تصريحات بعض قيادات حركة "حماس" بقدرٍ مذهل من الاستخفاف بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا، وكأن الدماء المسفوكة والتدمير الممنهج والتشريد الجماعي مجرد "تضحيات لابد منها" في مسار "المقاومة". هذا الخطاب الأجوف لا يُقوّض شرعية النضال فقط، بل يمنح نتنياهو مزيدًا من الذرائع لاستمرار مجزرته، مطمئنًا إلى غياب المحاسبة، حتى من أهل الضحية.
غير أن الخلل لا يقف عند حدود القيادات، بل يتسع ليشمل "القطيع" الذي يصفق ويهلل لكل مهزلة، رافعًا شعارات العزة الزائفة على أنقاض الكرامة المسفوكة. هذا القطيع لا يميز بين البطولة والمقامرة، بين الثبات والانتحار، فيغدو أداة لتكريس الهزيمة تحت غطاء من الأوهام.
ما يحدث ليس مجرد خطأ في التقدير، بل جريمة سياسية وأخلاقية بحق شعبنا، تواطأ فيها الغباء مع الولاء الأعمى، فكانت النتيجة أن تُسحق غزة باسم تحريرها.

disqus comments here