الغارديان: غزة تحت الأنقاض.. وتواطؤ الغرب يبدأ بالتصدّع بعد فوات الأوان

بينما تواصل إسرائيل تنفيذ “حلّ نهائي” بحق غزة تحت أنظار العالم، وبعد أن تحوّلت إلى أنقاض ومقابر جماعية، بدأت بعض الأصوات الغربية تخرج عن صمت استمر 19 شهراً، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أن التظاهر بأن ما يحدث ليس تهجيرًا ممنهجًا ولا إبادة جماعية، بات أمرًا غير ممكن. ومع تراكم الأدلة، بدأ الساسة والإعلاميون في عواصم الغرب يرفعون نبرة الاعتراض – لكنها اعتراضات متأخرة وخجولة.
ففي بريطانيا، وبعد شهور من التجاهل، وُصفت الجرائم بأنها “فظيعة”، فيما لوّحت كل من لندن وباريس وأوتاوا بإجراءات لم تُقنع أحدًا. وعلى المستوى الإعلامي، بدأ تحول طفيف، تجلى في تحدي بعض الإعلاميين مثل بيرس مورغان للرواية الإسرائيلية، لكنه تغير جزئي لا يمحو شهوراً من التواطؤ الإعلامي مع آلة القتل، وفق الصحيفة.
الغارديان رأت أن هذه التحركات ما هي إلا محاولات لتبرئة الذات، وأن التاريخ لن يغفر لمن صمتوا وساهموا في التبرير والتطبيع، متسائلةً: كيف سمح عالم يدّعي التحضّر بمذبحة تُبثّ على الهواء مباشرة؟
الصحيفة أبرزت نماذج من الأصوات التي اختارت الانحياز للضمير، مثل الطالب لوغان روزوس، والممثلة ميليسا باريرا، والطلاب المعتصمين في كولومبيا، مؤكدة أن هؤلاء لن يندموا على موقفهم. لكنها شددت على أن المسؤولية لا تقع فقط على نتنياهو، بل على قادة الغرب وشركات الإعلام والتكنولوجيا الذين دعموا أو صمتوا.
وفي ختام تقريرها، قالت الغارديان: “إذا كنت في الغرب، فأنت جزء من هذه المأساة. يحدث كل شيء باسمك وبأموال ضرائبك، وبصمت ممثليك المنتخبين. الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ.”