الغارديان: أوروبا على مفترق طرق.. إما محاسبة “إسرائيل” أو السقوط في هاوية النفاق

أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن الاتحاد الأوروبي يواجه لحظة فارقة في علاقاته مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط ضغوط متزايدة لمحاسبتها على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أو التراجع عن مبادئه وفقدان مصداقيته الدولية.

وفي تحليل مطوّل، أشارت الصحيفة إلى أن 17 من أصل 27 دولة أوروبية دعمت مؤخرًا مقترحًا تقدمت به هولندا لمراجعة امتثال “إسرائيل” للمادة الثانية من اتفاقية الشراكة، التي تنص على احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي للتعاون التجاري مع الاتحاد الأوروبي.

ويأتي هذا الحراك بعد أكثر من 600 يوم من التواطؤ والصمت الأوروبي تجاه المجازر والانتهاكات المرتكبة في غزة، والتي وصفتها الغارديان بأنها “أفعال فاضحة يصعب تبريرها حتى من أكثر الحلفاء قربًا لتل أبيب”، في إشارة إلى قصف المدارس والمستشفيات، ومنع دخول المساعدات، والدعوات العلنية للتطهير العرقي.

واعتبرت الصحيفة أن تحرك الاتحاد نحو مراجعة الاتفاقية، رغم تأخره، يُعد خطوة غير مسبوقة، مشيرة إلى أن دولًا مثل أيرلندا وإسبانيا كانت قد طرحت مقترحات مشابهة سابقًا، لكنها قوبلت بالإهمال. أما اليوم، فحتى دول معتدلة تقليديًا مثل هولندا باتت تتخذ مواقف أكثر جرأة.

وأضافت الغارديان أن سلاح الضغط التجاري بيد الاتحاد يُعد الأكثر فعالية، إذ يُعد الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، ويستحوذ على 32% من تجارتها، في حين تمثل “إسرائيل” 0.8% فقط من تجارة الاتحاد، ما يمنح بروكسل قدرة كبيرة على التأثير إذا قررت تعليق المزايا التفضيلية أو تقليص التعاون الأكاديمي.

لكن رغم هذه المؤشرات، لا تزال دول مثل ألمانيا وإيطاليا تعرقل اتخاذ إجراءات حاسمة، في وقت يشهد مزيدًا من التحولات اللافتة في لهجة بعض القادة الأوروبيين، مثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي وجه مؤخرًا انتقادات غير مسبوقة للسياسات الإسرائيلية.

وفي ختام تقريرها، حذّرت الصحيفة من أن تجاهل نتائج هذه المراجعة سيُفرغ كل الالتزامات الأوروبية من مضمونها، وسيؤكد أن الاتحاد يستخدم شعارات حقوق الإنسان بشكل انتقائي. وأضافت: “أوروبا تمتلك النفوذ، ويبقى السؤال: هل تملك الشجاعة؟”.

disqus comments here