البابا ليو يحذّر من إساءة استخدام التجسس: تشويه السياسيين والصحافيين يقوّض الديمقراطية
دعا البابا ليو الرابع عشر أجهزة المخابرات الإيطالية إلى الالتزام الصارم بالقانون والأخلاق، محذرًا من مخاطر إساءة استخدام المعلومات السرية في تشويه سمعة السياسيين والصحافيين، لما لذلك من تهديد مباشر للديمقراطية وتقويض ثقة المجتمع بالمؤسسات.
وجاءت تصريحات البابا خلال مناسبة رسمية بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس جهاز المخابرات الإيطالي، في ظل تصاعد الجدل الداخلي عقب الكشف عن استخدام برامج تجسس متطورة لاختراق هواتف صحافيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.
وأكد البابا أن دور الأجهزة الأمنية في حماية الأمن القومي ضروري، لكنه شدد على أن هذا الدور يجب أن يُمارس ضمن أطر قانونية وأخلاقية واضحة، قائلًا إن المراقبة الصارمة مطلوبة لضمان عدم استغلال المعلومات السرية في الترهيب أو الابتزاز أو تشويه السمعة.
وأضاف أن طبيعة العمل الاستخباراتي تحمل في طياتها “إغراءات خطيرة”، ما يستوجب يقظة دائمة وضمانات تحمي الصالح العام، خصوصًا في العصر الرقمي الذي تتزايد فيه أدوات المراقبة والتلاعب بالمعلومات.
ويأتي هذا الموقف بعد تقارير برلمانية كشفت عن استخدام برنامج تجسس إسرائيلي لاختراق هواتف عدد من الشخصيات العامة، من بينهم صحافيون ونشطاء يعملون في مجال إنقاذ المهاجرين واللاجئين في البحر المتوسط.
وشدد البابا على ضرورة تعزيز الضوابط القانونية والأخلاقية مع تعقّد التحديات الأمنية، محذرًا من انتشار الأخبار المزيّفة وأساليب التضليل عبر الإنترنت، ومؤكدًا أن أي عمل أمني يجب أن يبقى “متناسبًا مع الصالح العام”.
كما أشار إلى أن مؤسسات دينية في عدد من الدول تعرّضت بدورها لممارسات استخباراتية قمعية، من دون الخوض في تفاصيل، مؤكدًا أن الحرية والكرامة الإنسانية يجب أن تبقى خطًا أحمر في أي ممارسة أمنية.