الأمم المتحدة: لا يجوز إجبار الغزيين على الاختيار بين الموت أو البحث عن الطعام

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدًا أن الجوع المتفشي يدفع السكان إلى المجازفة بحياتهم بحثًا عن الطعام.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن تقارير متزايدة تشير إلى سقوط شهداء وجرحى مدنيين قرب مواقع توزيع المساعدات غير التابعة للأمم المتحدة. وأضاف أن مستشفى الصليب الأحمر في غرب رفح استقبل صباح الإثنين 29 مصابًا، استشهد منهم 8 معظمهم جراء انفجارات، فيما أُصيب آخران بطلقات نارية.

وأكد حق أن الأمم المتحدة “تشدد على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات”، مضيفًا:

> “لا يجوز أن يُجبر أي إنسان، في أي مكان، على الاختيار بين تعريض حياته للخطر أو إطعام أسرته”.

كما أشار إلى نفاد الوقود في غزة إلى مستويات حرجة تهدد بوقف العمليات الإنسانية، لافتًا إلى أن 260 ألف لتر من الوقود نُهبت من شمال القطاع، بينما ترفض سلطات الاحتلال منذ منتصف أيار/مايو السماح للأمم المتحدة باستعادته، بما في ذلك في منطقة رفح.

وأوضح أن عمليات الإغاثة مهددة بالتوقف الكامل خلال أيام إن لم يُسمح بإدخال الوقود.

ورغم السماح المحدود بإدخال مساعدات منذ 19 أيار، تمكنت الأمم المتحدة من جمع نحو 4600 طن متري من دقيق القمح، إلا أن معظمها نُهب من قبل مدنيين يائسين أو استولت عليه جماعات مسلحة.

وأكدت الأمم المتحدة أن سلطات الاحتلال، بصفتها قوة احتلال، تتحمل المسؤولية عن ضمان دخول الإمدادات الأساسية، والحفاظ على النظام، ومنع أعمال النهب.

وتُقدَّر الحاجة الإنسانية في غزة بما بين 8,000 و10,000 طن متري من القمح لتوفير كيس واحد لكل أسرة، إضافة إلى مواد غذائية أخرى لتخفيف الضغط على الأسواق.

وفي سؤال حول تقارير بتسليح الاحتلال لجماعات مناهضة لحماس داخل غزة، رد المتحدث الأممي:

> “آخر ما تحتاجه غزة هو المزيد من الذخيرة”، مجددًا دعوة الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات دون عوائق.

أما في الضفة الغربية، فأشار إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية شمال الضفة، وتدمير طرق، ما عرقل وصول السكان للخدمات الأساسية.

وعن حادثة احتجاز السفينة “مادلين” التي كانت تحمل ناشطين منهم غريتا ثونبرغ، قال إن الأمم المتحدة تتابع الوضع، وإنه لا توجد إصابات حتى الآن.

وفي ختام الإحاطة، نفى المتحدث علم الأمم المتحدة رسميًا بأي قرار أمريكي بسحب الدعم لقوات “اليونيفيل” في لبنان، مؤكدًا أن الولاية الحالية للبعثة مستمرة حتى نهاية آب/أغسطس المقبل.

disqus comments here