الأمم المتحدة: الإمدادات الغذائية إلى غزة أقل من الاحتياجات الإنسانية
قال برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة، إن الإمدادات الغذائية التي تتدفق إلى قطاع غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال أقل من الاحتياجات الإنسانية الضخمة في القطاع، مشيراً إلى أن هطول الأمطار الذي تزامن مع دخول فصل الشتاء ساهم في إفساد الكثير من المواد الغذائية التي يجري تسليمها.حسب رويترز.
وأضاف المتحدث باسم البرنامج التابع للأمم المتحدة مارتن بينر للصحافيين الموجودين بجنيف في مداخلة عبر الفيديو من القطاع أن "الأمور أفضل مما كانت عليه قبل وقف إطلاق النار، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه"، معتبراً أن "استدامة الدعم هو مسعى مهم لمساعدة الأسر على إعادة بناء صحتهم، وتغذيتهم وحياتهم".
وبحسب برنامج الأغذية العالمي "لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية".
وفي أغسطس الماضي، قال مرصد عالمي للجوع إن "نصف مليون شخص على الأقل يعانون من مجاعة في أجزاء من القطاع الساحلي".
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة إنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، تعرَّض قطاع غزة لأمطار غزيرة أدت إلى "تلف وانجراف بعض الإمدادات الغذائية التي كان السكان يخزنونها".
وأضافت عطيفة: "ما حدث شكّل دلالة على التحديات التي تواجه الأسر مع حلول فصل الشتاء".
"كارثة إنسانية"
ومنذ دخول وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، بعد عامين من الحرب التي دمرت معظم القطاع المكتظ بالسكان، وتسببت في كارثة إنسانية، أدخل برنامج الأغذية العالمي 40 ألف طن من المساعدات الغذائية إلى غزة.
لكن البرنامج الأممي لم يحقق سوى 30% من هدفه بشأن الإمدادات الغذائية، إذ وصل إلى نحو 530 ألف شخص من أصل 1.6 مليون شخص، وذلك بسبب المشاكل اللوجستية التي واجهته في إدخال الإمدادات إلى القطاع في وقت سابق من هذا الشهر.
ومع ذلك، قالت المنظمة إنها "بدأت الآن في تحقيق أهدافها".
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه "رغم انتعاش أسواق القطاع لا تزال أسعار المواد الغذائية مرتفعة بالنسبة للفلسطينيين، الذين فقد الكثيرون منهم دخلهم خلال الحرب".
ولفت البرنامج إلى ارتفاع أسعار المنتجات إلى "أرقام جنونية"، إذ يبلغ سعر الدجاجة الواحدة 25 دولاراً، ما يعني أن الكثيرين يعتمدون على المساعدات الغذائية.
ونوَّه البرنامج إلى حادثة امرأة في خان يونس قالت إنها "لا تصطحب أطفالها إلى السوق حتى لا يروا كل المواد الغذائية المتوفرة، والتي لا يمكنها تحمل تكاليفها"، مشيرة إلى أنها "تحاول أن تتفادى المرور من هناك بصحبة أطفالها".
"تحديات تشغيلية"
وفي وقت سابق، أوضح برنامج الأغذية العالمي أن "هناك معبرين حدوديين فقط يعملان يتيحان الدخول إلى غزة، مما يحد بشكل كبير من كمية المساعدات التي يمكن للبرنامج والوكالات الأخرى، إدخالها لتحقيق الاستقرار في الأسواق، وتلبية احتياجات السكان".
وأكد البرنامج أن "إدخال الغذاء إلى شمال غزة لا يزال أمراً صعباً، إذ أن أحد أبرز العوائق هو استمرار إغلاق المعابر الحدودية الشمالية إلى القطاع، مما يجبر القوافل الإنسانية على سلك طرق بطيئة وصعبة من الجنوب".
وحتى يتمكن البرنامج من توسيع نطاق عملياته، يحتاج إلى فتح جميع المعابر الحدودية، خاصة تلك الواقعة في الشمال.
كما أن الوصول بشكل كامل إلى الطرق الرئيسية في غزة أمر بالغ الأهمية لنقل الغذاء بسرعة وكفاءة إلى المناطق التي تحتاج إليه.
وأدى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية خلال الحرب إلى التأثير سلباً على المستودعات وقدرات تخزين المساعدات، حيث تم تدمير أكثر من 50% منها.