الى اهلنا في القدس وفي فلسطين ...

تابعت اليوم اقتحاما ما يزيد على الفين مستوطن من المتدينين الصهاينة يقودهم المجرم بن غفير وزبانيته يرففعون الاعلام الاسرائيلية ويغنون ويرقصون , يرددون الاهازيج التوراتيه ويقتحمون شوارع القدس من باب العمود احد ابواب المسجد الاقصى مرورا بشارع الواد واقتحامات المسجد الاقصى ويتجمعون في ساحة البراق , يواصلون رقصاتهم , حان بناء الهيكل , يرددون هذه العبارة .
اعتقد ان العرب والمسلمين والحكام والمسؤلين شاهدوا اقتحام التحدي للامتين العربية والاسلامية , وكما صمتوا على مذابح غزة يجيء صمتهم اليوم على احتفالات اليهود بضم القدس , وسبقهم اجتماع لنتنياهو في الحوض المقدس في سلوان مدينة داود كما يسميها المتدينون , وكان اجتماع نتنياهو بحكومة اليمين المتطرفة توجيه رسالة الى كل عربي ومسلم حكاما وشعوبا ان القدس هي عاصمتهم الابدية كما اعترف بها الرئيس الامريكي ترامب عاصمة موحدة ابدية لدولة الكيان .
لقد كانت القدس والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة امانة في عنق شعبنا الفلسطيني , قدم في سبيلها التضحيات ومئات الشهداء , وسهر على امن مقدساتها نساء ورجالا جيلا بعد جيل منذ ان شجع الاوروبيون الهجرة الى فلسطين منذ المؤتمر الصهيوني الاول عام 1897 الذي ترسه ثيودور هيرتزل واجتماع الدول الغربية فرنسا وانجلترا وهولندا وايطاليا الذين اصدروا اتفاق كامبل بانرمان عام 1905 , وطالبوا باقامة كيان يتوسط بين شرق البحر الابيض المتوسط ويفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ويبقي الشعوب في هذه البقعة من العالم فقيرة منقسمة جاهلة مريضة حتى لا تشكل خطرا على المصالح الاستعمارية الاوروبية , وهذا الكيان هي ما يعرف بالكيان الصهيوني . شجعوا الهجرة بعد اتفاقية سايكس بيكو وبعد وعد بلفور واعلن بن غوريون اقامة دولة اسرائيل على اغلى بقعة في وطننا العربي , وشردوا بمعاونة بريطانيا دولة الانتداب وبقية الدول لاوروبية وامدوا الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والتدريب وبدات المذابح في اراضينا المحتلة وعلى راسها مذبحة دير ياسين ومئات المذابح الاخرى من ابناء شعبنا نساء واطفالا وشيوخا . وقف شعبنا في القدس يحمي المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وقدم اهلنا ارواحهم دفاعا عن المقدسات وسقط على ساحات الاقصى مئات الشهداء ,منذ عام النبة عام 1948 وكم من المواجهات حصلت في انتفاضات الشعب الفلسطيني ومعارك سيف القدس وطوفان الاقصى وغيرها . وشاهدنا الصدامات بين اهلنا وحملة الاعلام من المستوطنين المتدينين في ساحات باب العمود وساحات المسجد الاقصى , ولم تتحرك امتنا ولا الانظمة العربية والاسلامية لتدعم صمود شعبنا , وكان المسجد الاقصى لا يخص المسلمين ولعرب , كما هي غزة لا تعنيهم يوم طبع عدد من الانظمة العربية واعتنقوا الديانة الابراهيمية ووقفوا الى جانب العدو الصهيوني يمدونه بالمساعدات الغذائية والاسلحة ومختلف المؤن من خضروات ولحوم وفواكه تمر بكل وقاحة من بعض دول الخليج وعلى راسها الامارات عبر الاردن وتتوجه الى دولة الكيان وهم يشاهدون صرخات اطفالنا وهم يذبحون ويقتلون وتدمر البيوت والمدارس على رؤسهم بالقنابل والاسلحة الامريكية والاوروبية . ويموت اطفالنا واهلنا جوعا وعطشا وجاء ترامب في زيارته التاريخية ليحمل الهدايا الثمينة وتريلونات الدولارات ووعودا بترليونات اخرى لاحقه للاستثمار في بلاد الانكل سام , لم ينبس ترامب بعد ان حمل اربعة ترليونات من الدولارات بكلمة عن مذابح غزة وجوع الشعب الفلسطيني ولم ينطق حكام الخليج امامه وهم صاغرون بطلب واحد ان يوقف ترامب الحرب على غزة او يوقف اقتحامات المسجد الاقصى وضم الضفة الغربية وايقاف اقتحامات المخيمات والقرى والمدن فيها . وهاهم اليوم الاف المتدينين الصهاينة يقتحمون القدس العربية التي حررها صلاح الدين , وفتحها عمر ابن الخطاب , يهددون ببناء الهيكل مكان قبة الصخرة ويجتمع نتنياهو باركان وزاررته اليمينية المجرمة في سلوان ليوجه رسالة اخرى الى الانظمة العربية والى شعوبنا العربية كما وجه رسائله لاولى وهو يدمر قطاع غزة ويقتل مئات الالاف من الشهداء من اطفالنا ونسائنا ولا تستطيع الانظمة ادخال كوب من الماء او رغيف من الخبز او علبة من الدواء الى اهلنا المحاصرين .
العدوان لا يستهدف فلسطين واهلها ومقدساتها بل هو يهدد هذه الامة ويستهدف المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي وبن غفير يفاخر باقتحاماته للمسجد الاقصى , لا يقيم وزنا للامة ولا للشعوب العربية والاسلامية .
لقد قدمتم يا اهلنا ما استطعتم لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية , ولم تقصروا وانا اسال الامة والشعب والانظمة : الا تستحق هذه الاماكن التي زارها الرسول عليه الصلاة والسلام وصلى بالانبياء فيها وولد فيها السيد المسيح الا تستحق فلسطين وقدسها ومقدساتها وقفة شجاعة منكم انظمة وشعوبا قبل ان يهدم هذا العدو المسجد الاقصى والمقدسات المسيحية ؟ استخدموا ما تملكونه من اوراق اضغطوا على حليفتكم التاريخية والانظمة الغربية واصدقاءكم في العالم ان يوقفوا جرائم الاحتلال , الا يكفي ما ارتكبه هذا العدو من جرائم ضد شعبنا في قطاع غزة ؟ الا تخشون وقفة امام الله الذي سيسالكم عما قدمتم والمقدسات تمتهن ويدوس اليهود كرامتكم في ساحات المسجد الاقصى .لن اناشدكم ولن اطالبكم فالصورة واضحة امامكم , المؤامرة الكبرى بدات والاعلام الصهيونية تغطي سماء القدس وتهدد المسجد الاقصى .
حفظ الله شعبنا وحفظ اقصانا ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية وحفظ فلسطين . والله وحده معكم .