يافا تنتفض ضد اعتداءات المستوطنين: إضراب شامل واعتقال 14 من الأهالي بعد مظاهرات غاضبة
شهدت مدينة يافا، مساء الأحد، تصعيدًا لافتًا عقب اعتداء عنصري نفّذه مستوطنون بحق عائلة عربية، ما دفع الأهالي إلى تنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية، قابلتها الشرطة بحملة اعتقالات طالت 14 شخصًا من أبناء المدينة، فيما أُعلن عن إضراب عام وشامل اليوم الإثنين.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين اعتدوا على امرأة حامل في شهرها التاسع، برفقة حماتها وطفليها، أثناء وجودهم داخل مركبة في حي العجمي، حيث تعرّضوا للبصق والضرب ورشّ الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابتهم ونقل عدد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وعقب الاعتداء، خرج المئات من أهالي يافا في وقفة احتجاجية بساحة الحاج كحيل، تلتها مسيرة جابت شوارع المدينة وصولًا إلى مقر “الرابطة”، مطالبين بتوفير الحماية للأهالي واعتقال المستوطنين المعتدين، الذين لا يزالون أحرارًا حتى الآن.
وفي أعقاب الاحتجاجات، شنت الشرطة حملة اعتقالات واسعة شملت شخصيات دينية وقيادية واجتماعية، بينهم أئمة مساجد وأعضاء في الهيئة الإسلامية المنتخبة، إلى جانب نشطاء شبان، بذريعة “الإخلال بالنظام العام” خلال التظاهرة.
وأكد مشاركون في الاحتجاجات أن الاعتداءات المتكررة للمستوطنين في يافا باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة السكان العرب، في ظل ما وصفوه بتقاعس الشرطة عن ملاحقة المعتدين، مقابل ملاحقة المحتجين المطالبين بتطبيق القانون.
وفي السياق، أعلنت فعاليات شعبية في المدينة الإضراب العام والشامل اليوم الإثنين، بما في ذلك إغلاق المحال التجارية وعدم إرسال الطلبة إلى مدارسهم، تأكيدًا على وحدة الموقف ورفضًا للاعتداءات العنصرية المتصاعدة.
ولا تزال العائلة المعتدى عليها تعيش حالة من الصدمة، وسط مطالبات شعبية وحقوقية بمحاسبة المستوطنين المسؤولين عن الاعتداء، ووقف سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها سلطات الاحتلال في تعاملها مع الاعتداءات ضد الفلسطينيين داخل أراضي الـ48.
