وثائق أمريكية صادمة: خطة لاحتجاز 80 ألف مهاجر داخل مستودعات صناعية تمهيدًا لترحيلهم
كشفت وثائق مسودة صادرة عن مسؤولين في إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية عن خطة واسعة النطاق لاحتجاز ما يصل إلى 80 ألف مهاجر داخل مستودعات صناعية ضخمة، يُعاد توظيفها لتكون مراكز احتجاز تمهيدًا لعمليات ترحيل جماعي غير مسبوقة.
وتُظهر الوثائق أن الخطة تأتي امتدادًا لتوجهات تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث جرى تشبيه آلية الترحيل بعمليات الشحن التجاري السريع، في إشارة أثارت موجة انتقادات حقوقية واسعة.
وبحسب التفاصيل، تعتزم السلطات الأمريكية توجيه طلبات عروض إلى شركات احتجاز خاصة لتجديد مستودعات صناعية في ولايات عدة، بحيث يستوعب كل مستودع ما بين 5 آلاف و10 آلاف محتجز في وقت واحد. وتشير الوثائق إلى مخاوف جدية من ظروف احتجاز قاسية، تشمل ضعف التهوية، وسوء التحكم بالمناخ، ومشكلات في شبكات الصرف الصحي.
ونقلت تقارير صحفية، من بينها ما نشرته واشنطن بوست، عن مختصين وأطباء تحذيرات من أن هذه المستودعات “بُنيت لتخزين البضائع لا لاحتجاز البشر”، معتبرين الخطة انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية.
ورغم تأكيد الجهات الرسمية أن المنشآت المقترحة ستضم مرافق طبية، وقاعات طعام، ومساحات ترفيه، ومكتبات قانونية، بهدف “تعزيز الكرامة والكفاءة وتسريع الإجراءات”، إلا أن منظمات حقوقية رأت في المشروع محاولة لإنشاء ما وصفته بـ“شبكة معسكرات اعتقال حديثة”.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن نحو 48% من المحتجزين الحاليين لا يواجهون أي إدانات جنائية، ما يزيد من حدة الانتقادات الموجهة للخطة، ويطرح تساؤلات أخلاقية وقانونية حول مستقبل سياسات الهجرة واللجوء في الولايات المتحدة.
ويحذر مراقبون من أن تنفيذ هذه الخطة قد يشعل جدلًا سياسيًا وحقوقيًا واسعًا داخل البلاد، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لمراجعة سياسات الاحتجاز والترحيل، واحترام الكرامة الإنسانية للمهاجرين.
