تقرير: قطاع السياحة الإسرائيلي يتكبد خسائر فادحة جراء الحرب

تل أبيب: كشفت دراسة حديثة لمركز البحوث والعلوم التابع للكنيست عن الآثار الاقتصادية المدمرة للحرب على قطاع السياحة في إسرائيل، والذي يُعد واحداً من أكبر أربعة قطاعات اقتصادية في البلاد.
وأظهر التقرير أن القطاع، الذي يُعرف بحساسيته الشديدة للأزمات الأمنية، قد تعرض لضربة قاصمة في عام 2024، مع تراجع الإيرادات وتغيرات جذرية في هيكل التشغيل.
تراجع الإيرادات واستنزاف القطاعات الفرعية
انخفض إجمالي دخل قطاع السياحة في عام 2024 إلى 39.9 مليار شيكل، مقارنة بـ 53.4 مليار شيكل في عام 2023، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 25%. وتضررت القطاعات الفرعية بشكل متفاوت، حيث كانت الأكثر تضرراً:
وكالات السفر: تراجع بنسبة 41%.
الطعام والشراب: تراجع بنسبة 48%.
النقل العام البري: تراجع بنسبة 48%.
التأمين المرتبط بالسياحة: تراجع بنسبة 43%.
الفنادق: إشغال منخفض واعتماد على المهجّرين
في عام 2024، كانت إيرادات الفنادق أقل بنسبة 18% من توقعات النمو، وأقل بنسبة 6% من أرقام عام 2019 (قبل جائحة كوفيد-19). وشكل السياح الأجانب 10% فقط من إيرادات الفنادق في 2024.
وقد شهدت المدن الكبرى مثل القدس وتل أبيب أكبر انخفاض في نسب الإشغال، بواقع 46% و 43% على التوالي.
وتم تعويض جزء من هذا الانخفاض بإيواء المهجّرين داخلياً، حيث وصل عدد الليالي الفندقية التي قضاها المهجرون إلى 2 مليون ليلة فندقية شهرياً.
قطاع الطيران: الشركات الإسرائيلية تستفيد من تراجع الأجنبية
شهد قطاع الطيران اضطراباً كبيراً، حيث تم تعليق غالبية الرحلات الجوية الأجنبية في ذروة الحرب (بنسبة 70% من شركات الطيران الأجنبية).
وقد استفادت شركات الطيران الإسرائيلية (إلعال، إسرائير، أركيع) من هذا الوضع، وارتفع عدد المسافرين بها بنسبة 25% في عام 2024 مقارنة بـ 2023. وزادت نسبة المسافرين على متن الشركات الإسرائيلية من 34% إلى 66%.
وحققت شركة "إلعال" تحديداً زيادة في الربح بنسبة 440% خلال فترة الحرب.
سوق العمل: نقص العمالة وتراجع الوظائف
تسببت الحرب في نقص حاد في القوى العاملة بقطاع السياحة بسبب استدعاء جنود الاحتياط ومنع دخول عمال من الضفة الغربية.
انخفض عدد الوظائف الإجمالي في القطاع بنسبة 8.2% في عام 2024، بما في ذلك انخفاض بنسبة 14.7% في التوظيف المباشر بالفنادق. بلغ إجمالي الوظائف في الفنادق 38,300 وظيفة، منها 31,900 مباشرة و 6,400 عبر شركات توظيف.
استجابة الدولة: حزم دعم واسعة للقطاع والعمال
قدمت الحكومة الإسرائيلية حزم دعم واسعة للقطاع وللعمال للتخفيف من حدة الأزمة، شملت:
صندوق التعويضات: لتعويض المناطق المتضررة، بمسارات مختلفة للتعويض الكامل (المسار الأحمر) والتعويض الجزئي (المسارات الخضراء) وتغطية النفقات الثابتة للشركات.
دعم مخصص للسياحة: 175 مليون شيكل لتعويض الفنادق التي استضافت مهجّرين، 70 مليون شيكل لدعم منظمي السياحة الوافدة، و10 مليون شيكل لتحفيز السياحة الداخلية.
دعم العمال: دفع 3,000 شيكل شهرياً للموظفين العائدين للعمل من المناطق المخلاة، تمديد فترة استحقاق إعانات البطالة، وفتح مسارات قروض جديدة بكفالة حكومية.
سلوك السياح وتأثير الأوضاع الأمنية
قبل الحرب (في عام 2019)، أقام 51% من السياح في فنادق، بينما أقام 27% مجاناً لدى أصدقاء أو أقارب.
وقد أظهرت الدراسة أن السياحة الدينية وسياحة الأعمال كانت أقل تأثراً بالأوضاع الأمنية مقارنة بسياحة الترفيه.
يُظهر هذا التحليل أن قطاع السياحة في إسرائيل يواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب استراتيجيات طويلة الأمد للتعافي وإعادة بناء الثقة لدى السياح الدوليين