تمرد غير مسبوق في سلاح الجو: مئات الطيارين يرفضون الحرب رغم تهديدات القيادة

في تحدٍ علني وغير مسبوق لقيادة جيش الاحتلال، رفض مئات من ضباط وطياري سلاح الجو الإسرائيلي من قوات الاحتياط التراجع عن توقيعهم على عريضة تدين استمرار الحرب على غزة وتصفها بأنها تخدم “أجندات سياسية لا أمنية”، رغم تهديدهم بالإقصاء من الخدمة.
ووفقًا لصحيفة “هآرتس”، فقد هدد ضباط كبار، بأوامر من قائد سلاح الجو تومير بار، الموقعين بالإبعاد عن الخدمة إذا لم يسحبوا توقيعهم، إلا أن الغالبية العظمى منهم تمسكت بموقفها، إذ لم يتراجع سوى 25 فقط من بين نحو 970 موقعًا، فيما أبدى آخرون رغبتهم في الانضمام للاحتجاج.
وأكد الموقعون في العريضة المسرّبة أن استمرار الحرب يعرّض حياة الأسرى والجنود والمواطنين للخطر، داعين لوقف فوري للقتال مقابل إعادة الأسرى، معتبرين أن الضغط العسكري على المقاومة سيؤدي إلى مقتلهم.
وجاء في العريضة: “أي يوم يمر يشكّل خطرًا على حياتهم. وأي لحظة تردد أخرى هي عار”. وانتقد الطيارون تعامل قيادة سلاح الجو معهم، واعتبروا تهديدات الإقصاء تجاوزًا لخط قانوني وأخلاقي أحمر.
قائد سلاح الجو، من جانبه، برر التهديدات بأن من يشكك في دوافع الحرب لا يمكنه أداء مهامه العسكرية، مؤكدًا أن العمليات الجارية تهدف لتحرير الأسرى وليس الإضرار بهم.
ويعكس هذا التمرد المتنامي تصدعًا داخليًا غير مسبوق في صفوف جيش الاحتلال، ويطرح تساؤلات حقيقية حول تماسكه واستعداد قواته لمواصلة القتال في ظل التوترات السياسية والعسكرية المتفاقمة