"شروق الشمس".. مشروع أميركي لتحويل قطاع غزة إلى منطقة تكنولوجية
واشنطن: أعدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخططاً بشأن إعادة إعمار غزة تحت اسم "شروق الشمس" Sunrise، لتحويل القطاع إلى مدينة تكنولوجية متطورة، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأضافت الصحيفة أن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس غاريد كوشنر أعدا المشروع، مشيرة إلى أن الخطة تقدّر التكلفة الإجمالية بملبغ 112.1 مليار دولار، بما في ذلك رواتب القطاع العام، خلال السنوات العشر الأولى، مع تخصيص الجزء الأكبر في البداية للاحتياجات الإنسانية.
ونصت على أنه سيتم تمويل ما يقارب 60 مليار دولار عبر منح (41.9 مليار) وديون جديدة (15.2 مليار) في تلك الفترة، مع عرض الولايات المتحدة أن تكون "الجهة الداعمة" بنسبة 20% أو أكثر من الدعم. كما سيلعب البنك الدولي دوراً في التمويل.
وتتوقع الخطة أن تقل النفقات مع دخول غزة مرحلة تحقيق الأرباح في العقد الثاني من الخطة. وتدعو المسودة إلى استغلال 70% من ساحل غزة بدءاً من السنة العاشرة، وتقدّر أن "الريفييرا" يمكن أن تدر أكثر من 55 مليار دولار من العائدات الاستثمارية على المدى الطويل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إن كوشنر وويتكوف والمساعد البارز في البيت الأبيض جوش غرينباوم ومسؤولين أميركيين آخرين أعدوا المقترح خلال الـ 45 يوماً الماضية، بمشاركة آراء من مسؤولين إسرائيليين وأشخاص في القطاع الخاص ومقاولين.
وأضافوا: "إذا بدأ تنفيذ المشروع، يخطط القائمون عليه لتحديث الأرقام ومراجعتها كل عامين تقريباً مع تقدم التنفيذ".
مسودة من 32 صفحة
ويتكون العرض التوضيحي للخطة من 32 صفحة، مليء بصور لأبراج ساحلية إلى جانب جداول ورسوم توضيحية للتكاليف، ومدون عليه عبارة "حساس ولكن غير مصنّف".
وأشارت الصحيفة، إلى أن المخطط "لا يتضمن تفاصيل حول الدول أو الشركات التي ستمول إعادة إعمار غزة، كما لا يوضح على وجه التحديد أين سيقيم مليونا فلسطيني نازح أثناء عملية إعادة الإعمار".
وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة عرضت الشرائح على دول مانحة محتملة، بما في ذلك دول خليجية وتركيا ومصر، بحسب "وول ستريت جورنال".
وشكك مسؤولون أميركيون بمدى واقعية الخطة، معبرين عن اعتقادهم بأن حركة حماس لن توافق أصلاً على نزع سلاحها لتفعيل الخطة، وأضافوا: "حتى إن فعلت، هناك شكوك في قدرة الولايات المتحدة على إقناع الدول الغنية بتمويل تحويل بيئة خطرة بعد الحرب إلى مدينة عالية التقنية".
في المقابل، يرى آخرون أن هذا المقترح هو الرؤية الأكثر تفصيلاً وتفاؤلاً حتى الآن لما يمكن أن تبدو عليه غزة إذا تخلّت حماس عن سلاحها، وبدأت صفحة جديدة بعد عقود من الصراع.
عقبات ضخمة
وأشارت الصحيفة إلى أن العقبات أمام تطوير المنطقة "ضخمة"، لافتة إلى أن آلاف الضربات الإسرائيلية على غزة خلال عامين من الحرب خلفت نحو 10 آلاف جثة تحت 68 مليون طن من الأنقاض، وبينت أن "الأرض ملوثة ومليئة بالقنابل غير المنفجرة".
وتقرّ الخطة في صفحتها الثانية، بخط عريض ولون أحمر، بأن إعادة إعمار غزة تعتمد على نزع سلاح حماس و"تفكيك جميع الأسلحة والأنفاق".
وقال مسؤولون في إدارة ترامب إنه إذا سمحت الظروف الأمنية، يمكن وضع الخطة قيد التنفيذ في غضون شهرين فقط.
وذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الجمعة: "لن يمكنك إقناع أحد بالاستثمار في غزة إذا كان يعتقد أن حرباً أخرى ستندلع خلال عامين أو ثلاثة". وأضاف: "لدينا ثقة كبيرة بأننا سنحصل على المانحين لجهود إعادة الإعمار ولدعم كل الجوانب الإنسانية على المدى الطويل".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن كوشنر وويتكوف وغرينباوم التقوا، يوم الجمعة، بمسؤولين من الإمارات وتركيا وقطر في ميامي لمناقشة تطورات غزة.
خطة من 4 مراحل
وأظهرت الخطة "مخططاً زمنياً يمتد لأكثر من 20 عاماً" يبدأ بإزالة المباني المدمرة والذخائر غير المنفجرة وأنفاق "حماس"، مع توفير مأوى مؤقت ومستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة للسكان.
وبعد التطهير، تبدأ أعمال بناء مساكن دائمة ومرافق طبية ومدارس وأماكن عبادة، يتم تمهيد الطرق وربط خطوط الكهرباء وزراعة المحاصيل. فقط بعد ذلك تتحقق الأهداف طويلة الأمد مثل العقارات الفاخرة على الشاطئ ومراكز النقل الحديثة.
وتنص الخطة على تنفيذ إعادة الإعمار في 4 مراحل، تبدأ من الجنوب في رفح وخان يونس، ثم تنتقل شمالاً إلى "المخيمات المركزية"، وأخيراً إلى العاصمة مدينة غزة.
وتتضمن بناء "رفح الجديدة" على أن تكون "مقراً للحكم" في غزة وموطناً لأكثر من 500 ألف ساكن، سيعيشون في مدينة تضم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية و200 مدرسة أو أكثر، وأكثر من 75 مرفقاً طبياً و180 مسجداً ومركزاً ثقافياً.