شهادات فلسطينية تكشف جرائم اغتصاب وتعذيب جنسي ممنهج في سجون الاحتلال
وثّق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حالات اغتصاب وتعذيب جنسي ممنهج داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، من خلال شهادات ناجين وناجيات، تعكس حجم الانتهاكات التي تتعرض لها أجساد الأسرى الفلسطينيين.
وقالت ن.أ، 42 عاماً، في شهادتها، إنها تعرضت للاغتصاب مرتين في اليوم الأول، ومرتين في اليوم الثاني، فيما بقيت في اليوم الثالث بلا ملابس، معرضة للمراقبة والتصوير من قبل الجنود، الذين هددوها بنشر صورها على مواقع التواصل.
كما روى أ.أ، 35 عاماً، تفاصيل 19 شهراً من التعذيب داخل سجن سديه تيمان العسكري، تضمنت التعري والشتائم النابية والتهديد باغتصابه وعائلته، وصولاً إلى الاعتداء الجنسي باستخدام كلب مدرّب.
ويؤكد المركز أن هذه الانتهاكات ليست أحداثاً فردية، بل جزء من منظومة منظمة تهدف إلى كسر إرادة الأسرى وتجريدهم من إنسانيتهم، بما يشمل التعذيب والإذلال الجسدي والنفسي.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى أن العنف الجنسي المرتبط بالصراع، بما في ذلك ما يحدث داخل السجون، يُعتبر جريمة قائمة بذاتها وليس مجرد “أضرار جانبية للحرب”.
ومن جانبها، تتعرض المدعية العسكرية في سجن سديه تيمان للملاحقة بسبب السماح بتسريب فيديو يُظهر جندياً يرتكب فعلاً جنسياً قسرياً، في حين لا تُتخذ إجراءات ضد مرتكبي الجرائم.
ويؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على ضرورة إطلاق حملات وطنية ودولية للضغط على المجتمع الدولي لفتح تحقيقات وتحويل هذه الجرائم إلى ملفات قانونية لملاحقة المسؤولين، وتحويل شهادات الأسرى إلى مادة إعلامية تكشف الفظائع داخل السجون، التي تبقى غالباً خارج الرؤية الدولية.
واختتمت إحدى المعتقلات شهادتها قائلة: «انتهكوني عدة مرات. لا أحد يسمع. لا أحد يرى. يبدأ كل شيء كيوم عادي، ثم يتحوّل إلى ليلة لا تُحتمل. ليس هذا سرداً متخيّلاً، بل واقع يُسجَّل في السجن بهدوءٍ مُخيف».