رئيس الشاباك الأسبق ايلون يكتب حول خطة ترامب لغزة بين الطموح والتنفيذ

لندن: كشف الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والقائد السابق لسلاح البحرية الإسرائيلي عامي أيالون،
في مقال نشرته مجلة الإيكومنست The Economist بتاريخ 10 نوفمبر 2025، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ذات العشرين نقطة لإنهاء الحرب في غزة
تحتاج إلى "مزيد من التفصيل"، مشيراً إلى أن غياب الهدف الواضح يهدد بتحويلها إلى مجرد رؤية غير قابلة للتنفيذ.

 فجوة بين الرهائن والرؤية السياسية
يرى أيالون أن المرحلة الأولى من الخطة – المتمثلة في إعادة الرهائن الإسرائيليين – حققت أهم أولويات الرأي العام في إسرائيل،
إلا أن الفجوة لا تزال واسعة بين هذه المرحلة والرؤية الكبرى لإنهاء الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني.
ويؤكد أن سد هذه الفجوة يتطلب انتباهاً مستمراً من ترمب، الذي بدا بعد الهدنة أكثر انشغالاً بقضايا خارجية وداخلية أخرى مثل فنزويلا والصين.

 غياب الهدف الحقيقي: حل الدولتين
بحسب الكاتب، فإن الهدف الحقيقي الكامن في الخطة هو خلق واقع الدولتين، لكنه لا يظهر بوضوح سوى في النقطة التاسعة عشرة التي تتحدث عن "مسار موثوق لتقرير المصير الفلسطيني".
إلا أن الحكومة الإسرائيلية – برئاسة بنيامين نتنياهو – ترفض مناقشة اليوم التالي في غزة، ما أدى إلى فراغ استراتيجي مكّن حماس من البقاء كقوة سياسية واجتماعية داخل القطاع.

 سياسة نتنياهو وإضعاف السلطة الفلسطينية
يعتبر أيالون أن غياب الصوت الفلسطيني الشرعي ليس صدفة بل نتيجة سياسة متعمدة من نتنياهو، الذي سعى لإضعاف السلطة الفلسطينية وتعزيز نفوذ حماس لتجنب مفاوضات جدية.
ويشير إلى أن هذه السياسة شكلت أساس اتفاقات إبراهام (2020) التي راهنت على السلام الإقليمي دون حل القضية الفلسطينية – وهو ما أثبت هجوم 7 أكتوبر 2023 فشله.

 نزع سلاح حماس... دون بديل سياسي
رغم أن خطة ترمب تحدد نزع سلاح حماس كشرط أساسي للمساعدات العربية وإعادة الإعمار، إلا أنها تتجاهل الفراغ السياسي الذي يجعل تنفيذ هذا الهدف مستحيلاً.
فبدون بديل فلسطيني شرعي، ستبقى غزة في حالة شلل سياسي وأمني تسمح لحماس بإعادة بناء نفسها في كل هدنة.

 شروط التحول: قيادة فلسطينية وإشراف دولي
يطرح أيالون ثلاثة شروط مترابطة لنزع سلاح حماس وإنجاح المرحلة التالية:
1. أن يكون إطار الدولتين هو البوصلة السياسية لأي تغيير تدريجي.  
2. أن تتم العملية بقيادة فلسطينية موحدة، لا بتفويض خارجي.  
3. أن تُنشأ آلية رقابة دولية وإقليمية لضمان التنفيذ والمتابعة.

ويرى أن هذه الخطوات لن تتحقق في ظل حكم نتنياهو، لأن بقاءه السياسي يعتمد على استمرار الغموض لا على الحلول.

## تحالف دولي واسع... ومفتاح سعودي
يُشيد أيالون بالخطة لكونها أرست تحالفاً واسعاً يضم الولايات المتحدة والسعودية ودولاً عربية وأوروبية تسعى لإنهاء القتال ورفض ضم الأراضي.
ويؤكد أن شخصين فقط يمتلكان النفوذ اللازم لتحويل الرؤية إلى واقع: دونالد ترمب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان،
إذ يمكن لتطبيع سعودي–إسرائيلي مشروط بمسار واقعي نحو الدولة الفلسطينية أن يؤسس لنظام إقليمي جديد.

## نحو إدارة الحل بدل إدارة الصراع
يخلص أيالون إلى أن المنطقة بحاجة إلى الانتقال من إدارة الصراع إلى إدارة الحل، بحيث يُطرح على كل قرار سياسي سؤال واحد:
هل يقرّبنا هذا من واقع الدولتين؟ ويشمل ذلك وقف التوسع الاستيطاني، وتفكيك البؤر غير القانونية، ووقف عنف المستوطنين،
وإصلاح السلطة الفلسطينية، ونزع سلاح حماس بإشراف دولي، مع توفير حوافز اقتصادية وسياسية تقلل من جاذبية التطرف.
يؤكد أيالون أن خطة ترمب – رغم طموحها – لا تزال "مجموعة مبادئ عامة" تحتاج إلى خريطة طريق واضحة وجدول زمني وآلية حوكمة فلسطينية فعالة،
لتتحول من رؤية سياسية إلى إنجاز تاريخي فعلي نحو السلام والأمن في المنطقة

disqus comments here