نيويورك تايمز: انقلاب في المزاج الأميركي لصالح فلسطين.. وممداني عنوان التحول السياسي

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير تحليلي أن المزاج السياسي العام داخل الولايات المتحدة، وخاصة في أوساط الحزب الديمقراطي، يشهد تحوّلًا جذريًا في التعاطي مع القضية الفلسطينية، مع تراجع الدعم التقليدي لإسرائيل لصالح مواقف أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين.

وأشار التقرير إلى أن فوز زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية لعمدة نيويورك يمثل مؤشرًا على هذا التحول، إذ يُعدّ ممداني صوتًا تقدميًا صريحًا في دعم حقوق الفلسطينيين، وهو ما أكسبه شعبية واسعة رغم محاولات خصومه مهاجمته بسبب مواقفه.

أرقام لافتة واستطلاعات مفاجئة

أظهرت استطلاعات حديثة أن 46% من الديمقراطيين يؤيدون خفض المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، بينما يريد أقل من 6% فقط زيادتها. كما ارتفعت نسبة الديمقراطيين المتعاطفين مع الفلسطينيين بفارق 38 نقطة مئوية مقارنة بإسرائيل، في تحول يُعدّ الأكبر من نوعه منذ عقود.

ومن اللافت أن هذا الميل لم يقتصر على الشباب، بل شمل أيضًا الناخبين فوق سن الخمسين، ما يعني أن الموقف من فلسطين بات يعكس قضية ضمير سياسي وأخلاقي تتجاوز الأجيال.

من الهامش إلى صلب الخطاب

أكد الكاتب الأميركي بيتر بينارت في مقاله أن قضية فلسطين لم تعد قضية نخبوية أو محصورة بالنشطاء، بل أصبحت معيارًا أساسيًا لمواقف الناخبين، واختبارًا لمدى التزام السياسيين بقيم العدالة وحقوق الإنسان.

وحذر بينارت من أن تجاهل هذا التحول داخل الحزب الديمقراطي قد يكلّف السياسيين ثقة القواعد الشعبية، تمامًا كما خسر الجمهوري جيب بوش سباق 2016 بتجاهله التحولات داخل حزبه.

بارقة أمل للفلسطينيين

في ظل المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة والضفة، يمنح هذا التحول بارقة أمل جديدة بأن قضيتهم أصبحت حاضرة بقوة داخل أروقة القرار الأميركي، ومرتبطة بمفاهيم العدالة الاجتماعية التي يتبناها الشارع التقدمي في أمريكا.

فوز ممداني وتغير المزاج العام ليسا حادثين عابرين، بل دلالة على مرحلة سياسية جديدة قد تُعيد تموضع فلسطين في صلب السياسات الأميركية وتحدث تغييرًا حقيقيًا في الموقف من الاحتلال الإسرائيلي.

 

disqus comments here