«مجد» سورية تختتم مؤتمرها السابع عشر بتجديد برنامجها الوطني– الطلابي وانتخاب أمينها ومجلسها القيادي
اختتمت منظمة الجيل الجديد «مجد» أعمال مؤتمرها السابع عشر في مخيم اليرموك، بنسبة حضور تجاوزت87% من قوام المؤتمر المنتخبين من المؤتمرات القاعدية والوسيطة لمنظمة «مجد» في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية، من طلبة مرحلة التعليم الأساسي(الثانوي والاعدادي)، وأقر برنامج وطني واجتماعي موسع جاء ثمرة نقاشات معمقة امتدت على مدار جلسات المؤتمر ، حيث تم انتخاب الأستاذ نور الدين حسن أميناً للمنظمة، والأستاذ محمود عثمان نائباً لأمين المنظمة، وانتخاب مجلسها العام الذي يمثل فروع «مجد» في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية، التي بلغت نسبة التجديد في عضويته 50٪ ، في خطوة اعتُبرت تأكيداً على توجه المنظمة نحو تعزيز حضور الكفاءات الشابة وإعادة ضخ دماء جديدة في هيئاتها القيادية.
وقد شكّلت المداخلات التي قُدمت من ممثلي الفروع في المخيمات والتجمعات الفلسطينية العمود الفقري للمؤتمر، إذ حملت هذه المداخلات رؤية نقدية دقيقة تعكس واقع الطلبة الفلسطينيين في سورية وتحولاته، وتتجاوز حدود التشخيص التقليدي نحو طرح حلول عملية وتطويرية وعبروا في مداخلاتهم عن حاجة ملحّة لتطوير بنية العمل داخل «مجد» بما يجعلها أكثر التصاقاً بالواقع وأكثر قدرة على تحويل طاقات الشباب إلى قوة اجتماعية فاعلة.
وفي سياق النقاشات، برز اهتمام واضح بالمحور الوطني ودور الشباب في الحفاظ على الوعي الوطني الفلسطيني داخل بيئة تتعرض لضغوط اقتصادية واجتماعية وتربوية قاسية. وقد شددت المداخلات على أن الانخراط الوطني لم يعد ترفاً أو فعلاً رمزياً، بل ضرورة لحماية الشباب من مشاريع التفتيت الثقافي وتغيير الأولويات، مؤكدين أن «مجد» بما تملكه من امتداد داخل المخيمات قادرة على توظيف العمل الطلابي في خدمة المشروع الوطني وإسناد النضال الفلسطيني في مختلف ساحاته، وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي يواجه فيها الشعب الفلسطيني تحديات خطيرة تمس الهوية والحقوق.
أما المحور التربوي، فقد استحوذ على القدر الأكبر من النقاش، باعتبار أن مستقبل الطلبة هو مركز اهتمام المنظمة. وقد عبّر المشاركون عن قلقهم من الضغوط التعليمية والاقتصادية التي يتعرض لها الطلبة الفلسطينيون في سورية، وما يرافقها من فجوات نفسية واجتماعية ناجمة عن الظروف القاسية داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية . وتراجع تقديمات الأونروا وخدماته، ومن هنا طُرحت الحاجة إلى وضع برامج دعم تربوي وتعليمي تشمل متابعة الطلبة المتعثرين، وتخصيص مبادرات تُعنى بالتفوق العلمي، وتوسيع الأنشطة الثقافية التي تعزز روح الانتماء والهوية لدى الطلبة، ودمج البعد الوطني داخل المبادرات التربوية بطريقة مدروسة تشكل رافعة للوعي لدى الشباب الفلسطيني
كما شكل الجانب الاجتماعي والصحي محوراً آخر من محاور المداخلات، حيث جرى التأكيد على ضرورة تفعيل العمل التطوعي داخل المخيمات، واعتبار الصحة النفسية والاجتماعية جزءاً أساسياً من البرامج التي يجب أن تعتمدها المنظمة، خاصة في ظل الضغوط التي أحدثتها الأزمات الاقتصادية. واعتبر المشاركون أن الأنشطة الرياضية والثقافية ليست مجرد برامج ترفيهية، بل أدوات حماية وتحصين اجتماعي تساهم في تعزيز تماسك النسيج الشبابي داخل المخيمات، وتدعم المجتمع المحلي في مواجهة مختلف التحديات. وتناغمت معظم المقترحات في تأكيد ضرورة إعادة بناء علاقة «مجد» مع الطلبة على قاعدة الشراكة الفعلية، حية تتحرك من داخل المجتمع الطلابي وتمثل تطلعاته
ومع إقرار البرنامج الوطني والاجتماعي الجديد، اعتُبر المؤتمر السابع عشر نقطة تحول تنقل «مجد» من مرحلة المحافظة على الإرث التنظيمي إلى مرحلة تطويره وتحديثه. إذ حمل البرنامج رؤية أكثر وضوحاً في ربط العمل الوطني بالعمل التربوي والاجتماعي، واعتمد مقاربة تُشرك الطلبة في صياغة السياسات وتوزيع المبادرات وفقاً لحاجات كل مخيم وتجَمُّع، وليس وفق نماذج جاهزة.
واختتم المؤتمر أعماله معلناً بداية مرحلة جديدة من العمل، تقوم على دمج الطموحات الطلابية مع الرؤية الوطنية العامة، وعلى تحويل التحديات التي يعيشها الطلبة الفلسطينيون في سورية إلى فرص إنتاج وتطوير. وقد وجّه المؤتمر رسالته الأبرز: إن «مجد» ليست مجرد إطار شبابي، بل مشروع وطني–اجتماعي يسعى إلى صناعة دور جديد للجيل الفلسطيني الصاعد، وتثبيت حضوره داخل المخيمات بوصفه قوة اجتماعية وسياسية وثقافية قادرة على صناعة التغيير والانحياز الدائم لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة.
منظمة الجيل الجديد «مجد»
المكتب الإعلامي/إقليم سورية
19 نوفمبر/2025