مجازر وتجويع وحصار.. عشرات الشهداء وجيش الاحتلال يبدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة

غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ711 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ183 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير "ممرات آمنة" وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" واتباع "سياسة تجويع ممنهجة"، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو "احتلال كامل لقطاع غزة".
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا "كارثيا". وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
تصعيد واسع للقصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف عمارات سكنية غربي مدينة غزة، وأسفر عن سقوط المزيد من الشهداء بين المدنيين والنازحين.
جيش الاحتلال بدأ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة.
واستشهد 34 شخصا وأصيب 316 آخرون بنيران الاحتلال في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة حرب الإبادة في غزة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 64,905 شهداء و164,926 إصابة بينهم 2497 شهيدا وأكثر من 18,182 من منتظري المساعدات؛ بحسب آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع ظهر اليوم الإثنين.
واستأنف جيش الاحتلال هجماته وتدميره للأبراج السكنية في مدينة غزة، بعد أن قصف بقصف وتدمير برج الغفري بعد وقت قصير من إصداره أوامر إخلاء للبرج وللخيام القريبة منه في منطقة ميناء غزة وحي الرمال.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل توسيع حربها على قطاع غزة مع تصاعد عمليات جيشها في أطراف مدينة غزة تمهيدا لبدء التوغل فيها واحتلالها، وفي الأثناء تنفذ عمليات نسف لمبان وأبراج سكنية بغارات وتفجير روبوتات ومدرعات مفخخة، وهو ما يسفر عن شهداء وجرحى بالإضافة إلى تشريد الأهالي ودفعهم إلى ظروف نزوح قاسية.
ويكثف الاحتلال من هجماته على مدينة غزة بغية دفع الفلسطينيين للنزوح قسرا إلى جنوب قطاع غزة، ضمن مخطط إسرائيلي أميركي أوسع لتهجيرهم خارج القطاع.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الاثنين، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 64,905 شهداء و164,926 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن 34 شهيدا و316 إصابة، وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وبلغ عدد من وصل إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية من شهداء المساعدات 3 و47 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,497 شهيدا وأكثر من 18,182 إصابة.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس 2025 حتى اليوم، 12,354 شهيدًا و52,885 إصابة.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء في غارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة منذ فجر اليوم الإثنين، إلى 62 شهيدا، غالبيتهم في مدينة غزة.
ومساء الإثنين، استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون في غارة للاحتلال من طائرة مسيّرة استهدفت خيمة تؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع، جرى نقلهم إلى مستشفى العودة.
وفي وقت سابق، استشهد مواطنان وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال خيمة فوق سطح منزل لعائلة الكويفي بحي النصر غرب مدينة غزة.
وأصيب عدد من المواطنين باستهداف طائرات الاحتلال مركبة مدنية على شارع الجلاء، وشاحنة مياه في حي الشيخ رضوان، بمدينة غزة.
ومنذ صباح الاثنين، دمر جيش الاحتلال عددا من العمارات والأبراج السكنية أبرزها برج الغفري -أعلى أبراج المدينة- والمكون من 20 طابقا ويقطنه المئات من العائلات، إضافة إلى أنه يضم مقرات لوسائل إعلام وشركات إنتاج إعلامي وشركات تجارية أخرى.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف جيش الاحتلال من استهدافه للأبراج والعمارات السكنية في غزة في سياسة تهدف لإجبار المواطنين على النزوح من المدينة إلى مناطق جنوبي القطاع، عقب إقرار حكومة الاحتلال في الثامن من آب/أغسطس الماضي، خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
فيما بدأ جيش الاحتلال في 11 آب/أغسطس الماضي، العدوان المكثف على المدينة بدءا بحي الزيتون (جنوب شرق)، والذي تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، انتقل جيش الاحتلال في عدوانه وسياسة تدمير الأحياء السكنية إلى حي الصبرة جنوبا، ومن ثم أحياء شمالي المدينة ولاحقا غربها.
ومنذ ذلك الوقت وحتى مساء السبت، دمر الاحتلال بشكل كامل أو بليغ أكثر من 3600 بناية وبرج في مدينة غزة، فيما دمر نحو 13 ألف خيمة تؤوي نازحين.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت هذه الإبادة 64 ألفا و905 شهداء، و164 ألفا و926 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 425 مواطنا بينهم 145 طفلا.
استُشهد مواطنان، مساء يوم الاثنين، وأصيب آخرون بقصف وإطلاق النار من الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبية، باستشهاد مواطن على الأقل وإصابة عدد آخر، جراء إلقاء طائرات مسيرة للاحتلال "كواد كوبتر" قنابل قرب مفترق عبد العال على شارع الجلاء بمدينة غزة.
كما استُشهدت مواطنة من ذوي الإعاقة السمعية وأصيب 4 آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الإقليمي بمواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
استشهد ثمانية مواطنين، وأصيب آخرون، صباح يوم الاثنين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مدينتي غزة، وخان يونس، جنوب القطاع.
وأفاد مراسلونا نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد خمسة مواطنين في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ثلاثة شهداء ارتقوا، بينهم زوجان برصاص قوات الاحتلال، في منطقة المواصي جنوب غرب مدينة خان يونس.
استشهد وأصيب عشرات المواطنين، منذ فجر يوم الاثنين، برصاص وقصف الاحتلال المتواصل على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 10 مواطنين بينهم أطفال جراء قصف الاحتلال منزلين لعائلتي أبو ليلة وأبو قينص في شارع الجلاء غربي مدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن 6 مواطنين استشهدوا بينهم 3 أطفال، جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة غزة.
وأشارت إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين في قصف طائرات الاحتلال منزلين بحي الشيخ رضوان شمالا.
وأشارت إلى ارتقاء شهيد برصاص جيش الاحتلال في منطقة المغراقة وسط القطاع.
ويتواصل قصف الاحتلال المدفعي على شمال مخيم النصيرات.
سجّلت مستشفيات قطاع غزة 3 حالات وفاة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 425، من بينها 145 طفلا.
ومنذ إعلان منظمة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)"، سُجّلت 147 حالة وفاة، من بينهم 30 طفلا.
يشار إلى أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.
يُذكر، أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كانت قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.