مجازر وتجويع وحصار.. أكثر من 85 شهيدا في غزة.. وترامب يؤكد قرب التوصل لوقف إطلاق نار في القطاع

غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ631 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.
في اليوم الـ103 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد 8 أشخاص على الأقلّ، بينهم أطفال، بقصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمنطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة
وأضافت الوزارة في بيان، أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني، الوصول إليهم"، لافتة إلى أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس 2025، بلغت 6 آلاف و8 شهداء، إضافة إلى 20 ألفا و591 إصابة".
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، الجمعة، مدرسة تؤوي نازحين، وسوقا، ومنازل، ومنتظري مساعدات، وتجمعات لأهال، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في شمال ووسط وجنوب القطاع.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد العديد من الأشخاص، وإصابة نحو 50 آخرين، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدنيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية قرب مركز توزيع مساعدات في محيط "محور نتساريم" وسط القطاع.
وأكّد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، "نهب 50 شاحنة، الخميس، كان من المقرر وصولها إلى مدينة غزة"، مضيفا أن "الاحتلال الإسرائيلي يحمي العصابات، ويوجه شاحنات المساعدات نحو مناطقهم".
وجنوبيّ القطاع، أفادت مصادر طبيبة باستشهاد اثنين بقصف من مسيّرة إسرائيلية على خيمتهم بمنطقة المواصي، بمحافظة خانيونس؛ أما في شماله، فقد ذكرت مصادر محلية أن الجيش الإسرائيلي، قد نفّذ عمليات تفجير وهدم لبنايات ومنازل في محيط شارع مسعود ببلدة جباليا خلال ساعات الليل.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى56,331 شهيدا، و132,632 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، يوم الجمعة، بأن من بين الحصيلة 6,008 شهداء، و20,591 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 72 شهيدا، و174 مصابا، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة.
وقالت المصادر الطبية إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 11 مواطنا، وأصيب آخرون، مساء اليوم الجمعة، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي خياما لنازحين قرب دوار فلسطين في حي الرمال غرب مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف خياما لنازحين في محيط مدرسة "العائلة المقدسة" في حي الرمال بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 11 مواطنا وإصابة آخرين.
استشهد 13 مواطنا، بينهم طفلان، وأصيب العشرات بجروح وحروق، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدارس وخيام تؤوي نازحين في قطاع غزة
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت مجموعة من المواطنين قرب دوار الشهداء بمخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 6 منهم، وإصابة العشرات.
كما أفاد بأن طائرات الاحتلال شنت غارات استهدفت المنطقة المحيطة بمدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة، شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين، وجرح آخرين، بينهم أطفال.
كما استشهد 3 مواطنين بينهم طفلان، إثر قصف من طائرة مسيرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين في مخيم خان يونس جنوب القطاع.
وأكدت مصادر محلية، استشهاد مواطنة، وإصابة آخرين بجروح، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية قرب مفترق بالميرا وسط مدينة غزة.
وفي السياق، أفاد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى، بوفاة الطفلة جوري المصري (3 أشهر) في دير البلح وسط قطاع غزة، بسبب المجاعة، ونقص حليب الأطفال، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، واستمرار إغلاق المعابر.
استشهد 14 مواطنا بينهم 5 أطفال، وجرح آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، شمال قطاع غزة وشماله.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة، استشهد على إثرها 8 مواطنين على الأقل بينهم 5 أطفال، عقب أن قصف بالطائرات مدرسة أسامة بن زيد التي تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة.
وقالت عن الطواقم المختصة والمواطنون انتشلوا عددا من الشهداء بينهم رضيعة، وكانت جثامينهم أشلاء متفحمة، كما أحدث القصف دمارا واسعا في المكان.
وقالت مصادر طبية في مستشفى العودة قولها، إن 6 شهداء ارتقوا، في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في مخيم البريج وسط القطاع.
ويأتي هذا القصف بعد ساعات على استشهاد 10 مواطنين في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت تجمعا للمواطنين بالقرب من مدرسة شعبان الريس في حي التفاح شرق مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في المدينة.
استشهد عشرة مواطنين وأصيب آخرون، صباح يوم الجمعة، في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت تجمعا للمواطنين في حي التفاح شرق مدينة غزة، ليرتفع عدد الشهداء في القطاع منذ الفجر إلى 39 شهيدا على الأقل.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد عشرة مواطنين وإصابة آخرين في غارة للاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين بالقرب من مدرسة شعبان الريس في حي التفاح، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في المدينة.
كما أعلنت مصادر طبية، وصول شهيدين وعدد من الجرحى إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني، جراء إصابتهم بنيران الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت تجمعا للمواطنين بالقرب من نقطة توزيع مساعدات جنوب شارع الطينة في خان يونس، جنوب القطاع.
وأفادت باستشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين، جراء إطلاق الاحتلال النار على المواطنين في منطقة الشاكوش قرب نقطة توزيع مساعدات شمال غرب رفح، تم نقلهم إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني بمواصي مدينة رفح.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منزل في بلدة جباليا شمال القطاع.
وفي وقت سابق، استشهد مواطنان وأصيب آخرون، فجر اليوم الجمعة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في المواصي غرب مدينة خان يونس.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد الطبيب أيمن سليمان أبو طير، وابنة أخيه أميرة محمد أبو طير، جراء قصف الاحتلال خيمة في شارع 5 بالمواصي، ليلتحق بوالدته وزوجته وأطفاله الذين استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
كما أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وصول جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا بنيران أطلقتها طائرات الاحتلال المسيّرة على بلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرق المدينة، وعرف من بين الشهداء الشاب حمادة محمد صالح العقاد.
واستشهد مواطن في غارة للاحتلال على بلدة القرارة شمال خان يونس، وجرى نقله إلى مجمع ناصر الطبي.
وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس منذ فجر اليوم إلى 11 شهيدا، ارتقوا بنيران وغارات الاحتلال المتواصلة على جنوب القطاع.
وفي مدينة غزة، استشهد الصياد حسن علي مقداد بنيران زوارق الاحتلال الحربية، وجرى نقله إلى مجمع الشفاء الطبي في المدينة.
وأعلن مستشفى العودة في النصيرات وسط القطاع، وصول جثمان شهيد و43 إصابة جراء استهداف الاحتلال، تجمعات للمواطنين من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، إلى جانب تنفيذ جيش الاحتلال عمليات نسف ضخمة لمنازل ومبان في المنطقة، وتفجير "روبوتات" مفخخة في محيط شارع مسعود شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
كما قصفت مدفعية الاحتلال مدينة خان يونس، بالتزامن مع تنفيذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمنازل ومبان شمال المدينة.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، فجر يوم الجمعة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في المواصي غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد الطبيب أيمن سليمان أبو طير، وابنة أخيه أميرة محمد أبو طير، جراء قصف الاحتلال خيمة في شارع 5 بالمواصي، ليلتحق بوالدته وزوجته وأطفاله الذين استشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وأكدت مصادر طبية، ارتفاع عدد الشهداء إلى 85 جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، بينهم 13 من منتظري المساعدات.
مفاوضات وقف إطلاق النار
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة بات قريبا وقد نتوصل إليه الأسبوع المقبل.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض بأنه "يعتقد أنهم قريبون من التوصل إلى اتفاق في غزة".
وحسب قوله، سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس خلال أسبوع.
وأضاف: "نحن نوفر الكثير من المال والطعام لتلك المنطقة.. أنظر إلى حشود الناس الذين لا يملكون طعاما، ولا يملكون شيئا ونحن من نجلبه إليهم.. يأخذ بعضه أشخاص سيئون وفي النهاية يسرقونه ويبيعونه، لكن لدينا الآن نظاما بديلا جيد جدا".
وأفاد بأنه كان يتحدث مع بعض الأشخاص المعنيين بمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وجاء تصريح ترامب خلال احتفال أقيم في المكتب البيضاوي بمناسبة اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا.
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا ينبغي أن يكون بمثابة حكم بالإعدام
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن البحث عن الطعام في قطاع غزة لا ينبغي على الإطلاق أن يكون بمثابة حكم بالإعدام.
وأضاف غوتيريش في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، اليوم الجمعة، قبيل توجهه غدا السبت إلى مدينة إشبيلية لحضور المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تشارك الأمم المتحدة في استضافته مع إسبانيا، "أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مطالبة وفقا للقانون الدولي بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها".
وتابع "لقد تم تشريد العائلات مرارا وتكرارا، وهم الآن محصورون في أقل من خمس أراضي غزة، وحتى هذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد، فالقنابل تتساقط على الخيام، وعلى العائلات، على أولئك الذين لم يتبق لهم مكان يفرون إليه، يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم".
وأكد أن إسرائيل تحظر منذ ثلاثة أشهر "دخول مواد الإيواء والوقود للخدمات الحيوية، ويضطر الأطباء إلى اختيار من يحصل على آخر قارورة دواء أو آخر جهاز تنفس صناعي، فيما عمال الإغاثة أنفسهم يتضورون جوعا، لا يمكن تطبيع هذا الوضع".
وأوضح غوتيريش أن "حفنة من الإمدادات الطبية عبرت إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي الأولى من الأمم المتحدة منذ أشهر، مضيفا أن "هذا يؤكد فقط الحجم الهائل للأزمة".
ولفت إلى أن كمية قليلة من المساعدات غير كافية، مؤكدا "أن ما تحتاجه غزة الآن هو طفرة في المساعدات، ومن الضروري أن يتحول هذا النزر اليسير من المساعدات إلى محيط".
وشدد على "أننا بحاجة إلى إجراءات ملموسة حتى تصل المساعدات إلى جميع الناس أينما كانوا بسرعة وعلى نطاق واسع، وأن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة، وهي تقتل الناس".
كما أكد ضرورة إيجاد حل لمشكلة توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه "لا حاجة لإعادة اختراع العجلة بمخططات خطيرة، لأن الحل لدينا".
وتطرق غوتيريش إلى أن لدى الأمم المتحدة خطة مفصلة ترتكز على المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية، لافتا إلى أن "لدينا الإمدادات والخبرة، وخطتنا تسترشد بما يحتاجه الناس، وهي مبنية على ثقة المجتمعات المحلية والجهات المانحة والدول الأعضاء، وقد نجحت خلال وقف إطلاق النار الأخير، ويجب السماح لها بالعمل مرة أخرى".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، إسرائيل إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والوصول على إلى الناس أينما وجدوا، مجددا التأكيد على أن الطريق الوحيد للسلام هو تمهيد الطريق إلى حل الدولتين، مختتما حديثه بالقول: "يجب أن تنتصر الدبلوماسية والكرامة الإنسانية للجميع".
أطباء بلا حدود: خطة توزيع المساعدات في غزة إبادة جماعية تحت ستار المساعدات
وصفت منظمة أطباء بلا حدود، خطة توزيع المساعدات في قطاع غزة، المدعومة من إسرائيل، بأنها قاتلة.
وأكدت المنظمة في بيان أصدرته، اليوم الجمعة، أن خطة توزيع المساعدات التي أطلقت قبل شهر تُهين الفلسطينيين، داعية إلى إنهائها فورا.
وأشارت إلى أن الخطة تُجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الجوع والمخاطرة بحياتهم، مضيفة "هذه الخطة، التي تسببت في مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة ما يقرب من 4000 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، هي إبادة جماعية تحت ستار المساعدات الإنسانية، ويجب إنهاؤها فورا".
ودعت "السلطاتِ الإسرائيلية وحلفاءها إلى رفع الحصار عن الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية، والعودة إلى نظام المساعدات الإنسانية القائم والمُعتمد سابقا بتنسيق الأمم المتحدة".
وقال منسق المنظمة للطوارئ في غزة أيتور زابالغوغياسكوا "إن الفلسطينيين في غزة يوجَّهون إلى 4 نقاط توزيع في مناطق خاضعة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية".
وأضاف: "يترك عمال مؤسسة المساعدات صناديق الطعام ويفتحون السياج، ما يسمح لآلاف الأشخاص بالدخول دفعة واحدة والقتال حتى آخر حبة أرز".
وأردف: "إذا تقدم الناس مبكرا واقتربوا من نقاط التفتيش، يُطلق عليهم النار، وإذا وصلوا في الوقت المحدد، وحدث تدفق وقفزوا فوق السياج، يُطلق عليهم النار".
"هآرتس": الجيش أوعز بإطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة
نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الجمعة، عن ضباط وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "الجيش أصدر أوامر لقواته بإطلاق نار بشكل متعمد باتجاه غزيين بالقرب من نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، خلال الشهر الأخير، بادعاء إبعادهم أو تفريقهم، رغم أنه كان واضحا أن هؤلاء الغزيين لا يشكّلون خطرا".
وقال أحد الجنود إن "القصة هي أنه يوجد فقدان مطلق لطهارة السلاح في غزة". وتدعي "النيابة العسكرية" الإسرائيلية أنها طالبت دائرة التحقيق في "هيئة الأركان العامة" بالتحقيق في شبهة ارتكاب جرائم حرب في مناطق توزيع المساعدات، حسب الصحيفة.
ويشرف على توزيع المساعدات في أربعة مراكز في قطاع غزة "مؤسسة غزة الإنسانية"، وفق آلية إسرائيلية-أميركية، مرفوضة أمميا. وتعمل المراكز تحت "حراسة" جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتفتح لمدة ساعة واحدة في اليوم، ولا تعمل بشكل منظم.
ونقلت "هآرتس" عن ضباط وجنود إسرائيليين قولهم إن "الجيش الإسرائيلي يطلق النار باتجاه غزيين الذين يصلون إلى مراكز توزيع المساعدات قبل فتحها أو بعد إغلاقها".
ويرجّح الجنود الذين تحدثوا إلى الصحيفة أن الغزيين الذين يصلون إلى المراكز قبل فتحها، في ساعات الفجر، لا يرون حدود هذه المراكز بسبب الظلام.
ووصف جندي إسرائيلي الوضع بأنه "ميدان إعدام"، وقال إنه "في المكان الذي تواجدت فيه قُتل ما بين شخص واحد إلى خمسة أشخاص يوميا. ويطلقون النار عليهم كأنهم قوة هجومية. ولا يستخدمون وسائل تفريق مظاهرات، ولا يطلقون الغاز، وإنما يطلقون النار من رشاشات ثقيلة، قاذفات قنابل، قذائف هاون. ويتوقفون عن إطلاق النار بعد فتح المراكز ويعلم السكان أن بإمكانهم الاقتراب. نحن نتواصل معهم بواسطة النيران".
وأضاف الجندي: "يطلقون النار في الصباح الباكر إذا أراد أحد الوقوف في الطابور على بُعد مئات الأمتار، وأحيانا يهاجمونهم من مسافة قريبة، لكن لا يوجد خطر على القوات. وأنا لا أعرف أي حالة تم فيها إطلاق نار من الجانب الآخر. لا يوجد عدو ولا سلاح"، وأفاد بأنه يطلق على جريمة الجيش الإسرائيلي هذه تسمية "عملية الفسيخ العسكرية"، في إشارة إلى السمك المملح.
ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين تأكيدهم أن "الجيش الإسرائيلي لا ينشر توثيق للأحداث عند مواقع توزيع المساعدات، وأن الجيش راض من أن نشاط مؤسسة غزة الإنسانية منع انهيارا مطلق للشرعية العالمية لاستمرار الحرب"، ويعتقدون أن "الجيش الإسرائيلي نجح في تحويل قطاع غزة إلى ساحة خلفية، خاصة في أعقاب الحرب مع إيران".
وقال جندي في قوات الاحتياط إن "غزة لم تعد تهم أحدا. وتحولت إلى مكان مع قوانين خاصة به. وموت البشر أصبح لا شيء، وحتى ليس (حادثا مؤسفا) مثلما كانوا يقولون".
وقال ضابط إسرائيلي إن "العمل مقابل سكان، وفيما الوسيلة الوحيدة لديك أمامهم هي إطلاق النار، هو إشكالي جدا. وليس صحيحا أخلاقيا أن تأتي إلى المنطقة بواسطة نيران دبابة وقناصة وقذائف هاون".
وأضاف أنه "في الليالي نطلق النار كي نوضح للسكان أن هذه منطقة قتال وألا يقتربوا إليها. وفي مرحلة معينة يتوقف إطلاق قذائف الهاون، وعندها يبدأ السكان بالاقتراب، ثم نستأنف إطلاق النار كي يعرفوا أنه يحظر الاقتراب. وفي النهاية رصدنا سقوط قذائف بين مجموعة أشخاص. وفي حالات أخرى أطلقنا أعيرة نارية من دبابات وألقينا قنابل، وحدث أن أصيبت مجموعة مواطنين التي اقتربت تحت غطاء الضباب"، وادعى أن "هذا ليس متعمدا، لكن أمورا كهذه تحدث".
وتابع الضابط أن السكان لا يعرفون موعد فتح مراكز توزيع المساعدات. "ولا أعرف من يتخذ القرار، لكننا نوجه أوامر للسكان ولا نطبقها أو أنها تتغير. وكانت هناك حالات في بداية الشهر التي قالوا فيها لنا إنهم أصدروا بيانات حول فتح المركز عند الظهر، وجاء السكان في ساعات الصباح الباكر من أجل أن يكونوا أول من يحصل على الطعام. ونتيجة أنهم جاؤوا مبكرا، تم إلغاء توزيع المساعدات في ذلك اليوم".
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد أكثر من 550 مواطنا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، بنيران الاحتلال الإسرائيلي، منذ أواخر أيار/ مايو الماضي، أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.